د. أحمد الخطيب

هل المطلوب من الكويت أن تباري المنظومة الخليجية؟

بالرغم من تحفظي المعروف عن تصرفات البعض وأجنداتهم الخاصة والنأي بنفسي عن نشاطات لا أقتنع بها، فإنه لا يمكنني أن أغض الطرف عما حدث يوم الأربعاء الماضي بعد أن تأكدت أنا شخصياً من حقيقة ما حصل.

وأولها أن اقتحام القوات الخاصة غير مبرر إطلاقاً، فهناك جهات قضائية وأمنية أخرى منوط بها إبلاغ قرار المحكمة وتنفيذه. فهل فشلت هذه الجهات في القيام بدورها أو أنها منعت من ذلك؟ ثم لماذا تم اقتحام البيت ولا أقول التجمع بالقوة، وترويع النساء والأطفال الموجودين في البيت، وبعثرة وتدمير بعض محتوياته حتى ملابس النساء لم تسلم من هذا العبث؟
أليس من العيب والاستهتار نفي ذلك تماماً كما حصل عند نفي الاعتداء على الموجودين داخل ديوان جمعان الحربش، والاعتداء على النائب السابق عبدالرحمن العنجري وضربه رغم معرفتهم بأنه نائب يتمتع بالحصانة البرلمانية، مستهزئين بالحصانة والنيابة والدستور؟ إذن ما هي شرعية هؤلاء؟ من لقنهم احتقار الدستور والنظام الديمقراطي؟ متابعة قراءة هل المطلوب من الكويت أن تباري المنظومة الخليجية؟

عادل عبدالله المطيري

الكويت وحكم «الديمو»

قرأت كثيرا في الفلسفة السياسية وفي مواضيع كالديموقراطية والنظام السياسي والانتخابات والأحزاب وعموم الأفكار السياسية وفلسفاتها.

استوقفني كثيرا ما أورده الفيلسوف أرسطو في كتابه «السياسة» حيث كان له موقف سلبي من الديموقراطية والتي تعني حكم الشعب حيث ديمو تعني الشعب وقراطيا تعني الحكم بلغة اليونانيين، فأرسطو يصنف الديموقراطية كأسوأ الأنظمة السياسية لأنها ببساطة ستؤدي إلى حكم الأكثرية الفقراء غير المؤهلين للحكم.

وبالمصادفة يتفق أفلاطون مع أرسطو ضد الديموقراطية رغم اختلافهما بكل شيء، حيث يقول أفلاطون في كتابه الجمهورية ان «الديموقراطية هي نظام سياسي يحكمه الحمقى».

ما عنيته أن اليونانيين الذين ابتلونا باكتشافهم للديمقراطية هم أول من لعنها لأنهم ببساطة لا يريدون أن يحكمهم الدهماء.

وبالرغم من أن الديموقراطية المعاصرة تختلف كثيرا عن الديموقراطية اليونانية المباشرة حيث كان يحضر كل المواطنين اليونانيين إلى البرلمان ليقرروا ما يتفقون عليه.

لقد أصبحت الانتخابات والتمثيل النيابي بديلا عن الديموقراطية اليونانية المباشرة البدائية، فلقد اخترعت الديموقراطية الغربية الحديثة (الأحزاب السياسية) التي تتبنى بدورها مشاريعها وأفكارها الخاصة وتطرحها للمجتمع – وهو الذي يختار من يريد أن يحكمه أو بالأصح مالذي يفضله من الخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة.

حيث لم تعد الأحزاب في الدول الغربية ترفع أفكارا وأيديولوجيات سياسية، لأن المجتمعات الغربية قد أنهت خلافاتها الطاحنة وتناقضاتها منذ زمن بعيد، حتى استقروا فكريا وسياسيا ودستوريا، وأصبحت المنافسة بين الأحزاب السياسية محصورة بمن يقدم حلولا افضل للمشاكل الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

ونحن في الكويت ما زلنا نمارس الديموقراطية بطريقتنا الخاصة والتي لم يعرفها اليونانيون القدماء ولا الغربيون المعاصرون، حيث نذهب لنصوت لأشخاص ربما يخذلوننا أو لا يملكون الأغلبية التي تمكنهم من تحقيق ما انتخبناهم من أجله

لا تتفاءلوا كثيرا فحتى لو بدأنا بالتحديث السياسي اليوم، وأقررنا قانون الأحزاب السياسية والحكومة البرلمانية، فسيكون أمامنا طريق سياسي طويل جدا ومليء بالصراعات بين الأحزاب الجديدة حول المبادئ الأساسية للحكم أي شكل الدستور وصلاحية السلطات الثلاث ونوعية الحريات العامة، وإذا نجحنا بحسم الخلافات سريعا، واستقرت أوضاعنا الدستورية فعندئذ نكون قد وصلنا إلى حالة مشابهة للديموقراطية الغربية حيث سيتنافس السياسيون على من يستطيع أن يحقق الرفاهية للمجتمع.

احمد الصراف

نقطة كارل الزرقاء

يعتبر الفلكي الأميركي كارل سيغان Carl Sagan، الذي توفي عام 1996عن 62 عاماً، واحدا من أبرز علماء عصره، وكان مبدعا في شرح علوم الفلك، كما كان له دور بارز في برامج البحث عن مخلوقات ذكية خارج الأرض، لإيمانه بوجود حياة أخرى. كما عمل بروفيسوراً في أكثر من جامعة مرموقة، وحاز جوائز عالمية، ووضع عدة مؤلفات، وسجل عشرات الأفلام الوثائقية المبسّطة عن علوم الكون، وأحدها بعنوان «كوكب الأرض نقطة زرقاء باهتة»، ووردت الكلمات المعبّرة التالية فيه على لسانه: من موقع المراقبة البعيد هذا قد لا تبدو الأرض ذات أهمية خاصة، ولكن بالنسبة لنا، نحن البشر، فإن الأمر يختلف، ففي هذا الكوكب (الذي يبدو كنقطة زرقاء باهتة وصغيرة جدا جدا في هذا الكون الواسع) يوجد بيتنا، وفي كوكبنا كل من نحب، وكل من نعرف، وكل من سمعنا به، وكل إنسان وجد أبدا، وعاش على الأرض بسعادة أو بمعاناة، وهي النقطة التي وسعت آلاف الأديان المتيقنة الأيديولوجيات والمذاهب الاقتصادية، وكل صياد وحصاد وبطل وجبان، وكل مؤسسي الحضارات ومدمريها، وكل ملك وقروي وكل العشاق، وكل أب وأم وطفل حالم وكل مخترع ومكتشف، وكل معلم أخلاق، وكل سياسي فاسد، وكل قائد عظيم، وكل قديس وعاصٍ! في تاريخ نوعنا عاش هنا، على أرض هباؤه غبار معلق في شعاع الشمس، وفي نقطة صغيرة جدا في مضمار الكون الرحب، عاش الكثيرون ومات الأكثر، وعليكم أن تفكروا في أنهار الدم التي أسالها الجنرالات والأباطرة حتى يستطيعوا أن يكونوا سادة في لحظة، وعلى جزء من نقطة. فكروا بالبطش الذي يقترفه سكان زاوية من هذه النقطة بسكان زاوية أخرى، كم هي خلافاتهم متكررة، وكم هم متحمسون لقتل بعضهم بعضا؟ إن مواقفنا وتخيلاتنا اللامتناهية للأهمية الذاتية ووهمنا بأننا نمتلك مكانة مميزة في هذا الكون، تطعن بها نقطة الضوء الخافتة هذه! إن كوكبنا بقعة وحيدة في ظلام كوني عظيم مطبق، ونحن عديمو الذكر في هذا الفضاء، ولا توجد أي إشارة إلى أن مساعدة ما ستأتي من الخارج لكي تحمينا من أنفسنا، والأرض هي العالم الوحيد المعروف الذي يمكنه إيواءنا، فلا مكان آخر، في المستقبل القريب على الأقل، يمكن لنوعنا أن يهاجر إليه، ويقيم فيه. لقد قالوا إن دراسة علم الفلك تجلب التواضع، وقد لا يوجد تصوير أفضل للغرور الإنساني الأحمق من هذه الصورة لعالمنا الصغير عن بعد. وبالنسبة لي فإن هذا يؤكد على مسؤوليتنا بأن يعامل بعضنا بعضا بمودة، وأن نحافظ على النقطة الزرقاء، ونعتز بها فهي البيت الوحيد الذي نعرفه! انتهى.
اعترف بأنني قد تأثرت بهذه الكلمات القليلة والبليغة، وأثارت في نفسي عشرات التساؤلات التي لم ولن أجد لها جوابا، وتحسرت على كل هذا الحقد الذي تضمه ضلوع الكثيرين، وغالبا بسبب أوهام وعقائد زائلة! فهذه الأرض الأم لا تستحق كل ما نحدثه فيها من دمار، وهي ليست بحاجة لكل الدم الذي يراق يوميا على ترابها بسبب عداوات وضغائن وأحقاد لا تنتهي، فقط لكي نمتلك جزءا ضئيلا من زاوية صغيرة في كوكب متناهي الصغر في هذا الكون الواسع العظيم.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«بعبع وهمي»

منذ التصديق على الدستور إلى يومنا هذا هل كان هناك حالة واحدة جادة، وأقول واحدة فقط، للانقلاب على نظام الحكم أو تغيير الأسرة الحاكمة من الشعب الكويتي؟
رغم تعدد الأحداث التي أدت إلى خلاف شديد في وجهات النظر بين الأسرة الحاكمة والحكومات من جهة، والمعارضة الكويتية بمختلف أشكالها من جهة أخرى، بدءاً من تزوير ١٩٦٧، والتعدي على الدستور، وإلغاء مجلس ١٩٧٥ لمدة خمس سنوات، والتعدي على الدستور مجدداً وإلغاء مجلس ١٩٨٥، واستحداث مجلس من خارج رحم الدستور قبل الغزو، وأزمة المناخ والتعدي على الحريات رغم كل ذلك، والتعدي على الميثاق الذي يجمع كل الكويتيين بمناسبات مختلفة، وعلى مر الأجيال لم تشهد الكويت حالة واحدة تهدد بالانقلاب على نظام الحكم أو تغيير الأسرة الحاكمة.
كل تلك الأحداث تجعلنا أمام واقع لا يقبل التشكيك، وهو تمسك الشعب الكويتي بنظام الحكم الحالي وبأسرته، مهما بلغ الخلاف في سبل تسيير شؤون الدولة، وهو ما يعني بوضوح تمسك الشعب الكويتي بنظامه الثابت منذ أكثر من ثلاثة قرون، والمرسخ بدستور الدولة.
إذن فنحن أمام "بعبع وهمي" يحاول البعض أن يتعاطى معه كحقيقة بهدف تقسيم المجتمع وتخويفه من المستقبل دون وجود أي معطيات تثبت حقيقة وجود هذا "البعبع".
خلافنا اليوم إداري بحت ولا علاقة له أبداً بأسرة الحكم، بل بأسلوب تعاطي الحكومات المهيمنة على مؤسسات الدولة مع واقعنا كدولة انطلقت عجلة تراجعها بعد رحيل المغفور له عبدالله السالم، واتضحت نتائج هذا التراجع اليوم بأوضح صورها، خصوصاً مع التقدم والتطور الطبيعي في معظم الدول المحيطة، لقد تمكن الراحل عبدالله السالم ومن معه من رجالات الكويت من تكوين كيان يتعاون فيه الجميع من أجل بناء وطنهم، وإبعاد كل من لا يرتضي العمل وفق قانون الجماعة دون تمييز أو تفضيل لأحد على الآخر، وما إن رحل عبدالله السالم حتى شرعوا باستبدال هذا النموذج الذي كان له الفضل في كل ما شهدته الكويت من ازدهار في الستينيات والسبعينيات إلى نموذج يجعل من مؤسسات الدولة حكراً على فئة معينة، ومن يواليها بالصواب والخطأ إدارياً، وما زلنا نعيش هذا النموذج السيئ إلى اليوم.
لقد أثبتت كل الأعوام الماضية أن طريقة إدارة الدولة في ظل نهج الحكومات المتعاقبة غير المتغيرة إلى اليوم بأن هذا النموذج الإداري هو أسرع نماذج الانحدار الممكنة، وكل الأمور في كل القطاعات تثبت ذلك، وإن محاولة التمسك بهذا النموذج وتصوير معارضيه بأنهم ضد الحكم وأسرة الحكم هو فقط بسبب الحرص على أن يستمر هذا النموذج، وتستمر الهيمنة غير المبررة على مؤسسات الدولة بحجة حفظ النظام.
مجدداً لقد أثبتت كل الأعوام الماضية تمسك الشعب الكويتي بنظامه رغم تردي الحال وحدّة الخلافات، وهو ما يطمئن كل نفس خائفة بأن ما لم يتغير في أسوأ الظروف لن يتغير في ظروف أفضل، فلا تحتكروا الإدارة وأعيدوا نموذج عبدالله السالم كي ننهض من جديد.

خارج نطاق التغطية:

الفكرة لا تسجن، والقانون لا ينتهك في سبيل تحقيق سيادته، وإن لم أكن معك فأنا لست ضدك بل أختلف معك فقط، رسائل لا بد أن يستوعبها المختلفون اليوم.

سامي النصف

مبارك الذيلا يعرفه أحد!

عبقرية الرئيس مبارك انه أنجز الكثير في قيادته لسلاح الطيران قبل أن يحقق إنجازه الكبير عندما تسلم مقاليد قيادة أرض الكنانة فجعلها- حقيقة لا شعارا -الدولة الرئيسية في المنطقة ولم يعرضها للهزائم العسكرية أو فقدان أراضيها كما حدث مع من جاء قبله، وجعل من مصر ورشة عمل وإعمار حتى نجح القطاع الخاص في بناء أكثر من 40 مدينة جديدة هي آية في الجمال، حيث الأشجار والمياه وملاعب الغولف، واهتم مبارك بالسياحة والاستثمار فجعل من شرم الشيخ إحدى عواصم السياحة في العالم ولم ينجز أحد في مصر قط ما أنجزه الرئيس مبارك.

* * *

في حرب 1973 أحسن مبارك استخدام الطائرات الروسية التي لا تقارن قدراتها بالطائرات الأميركية التي تملكها إسرائيل، مما جعل الطائرات الإسرائيلية تتساقط كالذباب، وفيما بعد استطاع ان يحصل على أفضل الطائرات والمعدات من الولايات المتحدة وأوروبا، مما جعل مصر تتحول من قوة عسكرية فاشلة إلى قوة عسكرية فائزة لا تستطيع أي دولة ان تتحرش بها بعدما تجرأ عليها في السابق حتى الشاويش القذافي، وشارك جيشه بقوة واقتدار ضمن التحالف الدولي المنتصر الذي عمل على تحرير الكويت ،وبذا استبدل الرهان المعتاد على الأحصنة الخاسرة بالرهان على الأحصنة الرابحة، وأسس لعلاقات جيدة مع كل الدول بعد ان كانت علاقة مصر مع أغلب الدول العربية في حالة قطيعة تامة إبان عهد سلفيه السادات وعبدالناصر.

* * *

وفي الدول المتقدمة يحضر للمحكمة من قتل بيده العشرات لابسا بدلة أنيقة (زرقاء في الأغلب) ويجلس كشخص محترم مع محاميه دون قيود، فهل يخشى أحد على الرئيس مبارك من الهرب جريا على قدميه من المحكمة، لذا يتم حجزه بشكل مهين في قفص حديدي لا يتناسب مع حقيقة انه كان رئيس مصر

لـ 3 عقود ذهبية؟! ان الانتقام والتشفي من رئيس قارب التسعين من العمر لا يعطي سمعة طيبة لمصر، مستذكرين كيف عفت أمم لا حضارة لها عن المسيئين، كما حدث في تشيلي مع الجنرال بنوشيه وجنوب افريقيا مع الحكام البيض العنصريين.

* * *

ويطالب البعض هذه الأيام في مصر بان يتنحى الرئيس محمد مرسي ، وكيف للرئيس مرسي أو أي رئيس قادم لمصر ان يتنحى طواعية وهو يرى بعينيه ما يحصل للرئيس مبارك وعائلته بعد ان تنحى عن الحكم طواعية؟! وما الذي سيمنع حجز ومحاكمة الرئيس مرسي وعائلته حال تنحيه وكيل التهم له ولرفاقه في سدنة الحكم هذه الأيام؟! ان ما يفعل بالرئيس مبارك وعائلته هو وصمة في تاريخ العزيزة مصر ما لم يتم تصحيحها سريعا بإطلاق سراحه او إعلان العفو الرئاسي عنه، وكم – بحق – عمر الغضب والانتقام؟!

* * *

آخر محطة: (1) «مبارك الذي لا يعرفه أحد» كتاب صدر قبل شهرين للمؤلف طاهر شلبي جاء في تعريفه انه يروي أسرار وخبايا 30 عاما من حكمه، وكلمة «أسرار» هي الطعم الذي يجذب القراء ، علما ان الكتاب لا يحوي سرا واحدا من أسرار حقبة مبارك!

(2) كذلك يذكر المؤلف الشاطر ان كتابه أتى بصورة محايدة، لذا لم يظهر مبارك بصورة «ملاك بريء» أو «شيطان رجيم»، والحقيقة ان الكتاب أبعد ما يكون عن الحيدة العلمية المطلوبة، والكاتب والكتاب أقرب للمثل العامي القائل «إن سقط الجمل كثرت سكاكينه»!

احمد الصراف

صبر إسماعيل والتعليم

من أطرف أبيات الشعر ما قاله المصري إسماعيل صبري:
طرقت الباب حتى «كلّ» متني
ولما كلّ «متني» كلمتني
فقالت يا إسماعيل صبراً
فقلت يا اسما «عيل» صبري!
والحقيقة أن صبرنا عيل، وكلّ متننا وبحّ صوتنا ونحن نطالب الدولة بدعم التعليم بمثل ما تدعم العلف، فقد صرفت الملايين على تخفيض أسعار العلف وتربية وتعليم الماشية، هذا غير تضييع أضعاف ذلك ثمناً لملايين أمتار الأراضي الجيدة المستخدمة كزرائب، ومع هذا لم تستفد الدولة يوماً، ولا المواطن، منها شيئاً.
يقول فوزي، وهو ليس ابن عمي الذي لم التق به، على مدى أربعين عاماً لأكثر من ثلاث مرات، ومصادفة، انه يائس من وضع الكويت، وان الوطن بحاجة إلى نقلة نوعية وثورة إدارية شاملة و«نفضة» كاملة للقوانين والأنظمة والتشريعات، وهذه تتطلب حيوية ورغبة في التغيير لدى الجهات المعنية، وان مثال دبي حي أمامنا! فقلت له إن وضع دبي لا يمكن أن يقارن بوضعنا، لاختلاف أساسي، حيث تبقى دولة المؤسسات، وإن كانت ضعيفة، أفضل بكثير من دولة الأشخاص! كما لا يمكن التكهن بما سيكون عليه وضع دبي مثلاً في حال رحيل صاحب نهضتها الحديثة الشيخ محمد بن راشد. والأهم من كل ذلك أن الرجل، بالرغم من إنجازاته، فإنه لم يهتم بالبشر قدر اهتمامه بالحجر، فما زال التعليم في تلك الإمارة يحبو بينما الحجر يجري، كما أن التطورات الاجتماعية في الإمارة بطيئة ولم تلامس غير الأطراف دون أي عمق. فقال فوزي إن الرجل، مع كل هذا، يستحق التقدير، حيث تحسب له أشياء كثيرة، فقد استطاع تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بلدان متخمة بالثروات. كما نجح في ترسيخ احترام القانون، ووضع دبي على الخارطة السياحية، وهي التي لا تمتلك من مقومات السياحة إلا اللظى، مقارنة بدول تمتلك كنوزاً سياحية هائلة، كمصر وشمال العراق ومناطق عديدة من سوريا، والتي لا تزال أجزاء منها تعيش في الماضي! فقلت له، وأنا أعيد وأكرر، إن الاهتمام يجب أن ينصب على التعليم، فبغير خلق جيل متعلم سيذهب كل ما بني هباء، فقد انهارت بيوتات تجارية كبيرة لأن من كانوا وراءها لم يتركوا كفاءات لإدارتها فتبددت وضاعت. وحيث إن الحكومة الكويتية، المهيمنة على كل نشاط، غير قادرة على إحداث التغيير المطلوب والمتمثل في ثورة تعليمية، فلم تمنع الغير، ممن لديهم الرغبة والإخلاص والدراية والمال، من تأسيس صروح تهتم بالتنمية البشرية من خلال التعليم المميز، فهذا العمل الضخم يحتاج إلى جهود كبيرة، والحكومة، كما يبدو، عاجزة عن توفيرها، وهذا يتمثل في تأسيس ما يشبه البنوك التعليمية التي يمكن أن يكون للصندوق الكويتي للتنمية وأمانة الوقف والتقدم العلمي دور في رأسماله، إضافة إلى الشركات المساهمة وما يدفع للدولة سنوياً من زكاة على أرباحها، وتكون مهمة مثل هذه البنوك تمويل احتياجات الطلبة المميزين من خريجي التعليم العام، غير القادرين مادياً على إكمال دراستهم الجامعية والماجستير والدكتوراه، من خلال قروض بفوائد ميسرة يتم دفعها بعد تخرجهم. وفكرة هذا البنك ليست جديدة بل معمول بها في دول عدة، ولا يحتاج الأمر لغير قرار حكومي يقول لنا: تفضلوا!

***
• ملاحظة: ورد خطأ غير مقصود في مقال أمس، حيث إن الكاتب هو الأستاذ عبدالخالق حسين، وليس عبدالقادر حسين، والرابط التالي يتضمن مقابلة مع مؤلف كتاب «إغلاق عقل المسلم»
http://m.youtube.com/watch?v=0arVjAQDIGY&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3D0arVjAQDIGY.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الأسباب التاريخية لتخلفنا كعرب ومسلمين (2-2)

يتساءل رايلي عن سبب ما أصاب «الحضارة» الإسلامية من جمود بالقول إن الفكر الاسلامي حصل له تطور كبير في العهد العباسي مع صعود حركة المعتزلة العقلانية، الذين كانوا يميلون إلى منح الأولوية للعقل على النقل، وأن الإنسان مخيَّر وإرادته حرة، وهو مسؤول عن أعماله. وهذه الفلسفة كانت على تعارض مع الاتجاه الآخر والذي عرف بـ «الجبرية» والتي تقول إن الإنسان مسيَّر، ولا إرادة له في اتخاذ قراراته وصنع أعماله، لأن كل ما يقوم به ويتعرض إليه مكتوب! وقد كان الإمام أحمد بن حنبل من مؤيدي هذا الفكر، ومن معارضي المعتزلة، وناله أذى كثير لموقفه هذا، خصوصاً عندما دعا إلى استخدام العنف ضد مناوئي ما يدعو إليه، وبالتالي جاءت الوهابية كامتداد للحنبلية، ولا غرابة بالتالي في تبنيهم للعنف في التعامل مع الآخر. وقد اشتد الصراع بين المعتزلة، العقلانيين، وبين أهل السنة الذين يعتمدون على ما نقله إليهم السلف في التفسير الحرفي للنصوص الدينية، بغض النظر عن تعارضها مع العقل، وبلغ الصراع ذروته في عهدي المأمون والمتوكل، ومع انشقاق أبو الحسن الأشعري، (260هـ- 324هـ)، عن المعتزلة، وميل الخليفة المتوكل نحو أهل النقل، فدفعه هذا إلى اضطهاد المعتزلة وقتلهم وإنهاء وجودهم وحرق مؤلفاتهم! ويعتقد رايلي بأن تلك الحملة ضد المعتزلة كانت نقطة التحول والردة في تاريخ الفكر العربي- الإسلامي، وبداية إغلاق عقل المسلم، وما أصابه بعدها من تراجع حضاري وفكري سهّل لهولاكو عام 1258م اجتياح بغداد، عاصمة الحضارة العربية الإسلامية، وتدميرها. ومن يومها لم يتعافَ العقل العربي إلى يومنا هذا، وما ظاهرة ابن لادن ومنظمته الإرهابية إلا ثمرة من ثمار ذلك التراجع والجمود الرهيب الذي بدأ قبل 11 قرناً على يد الأشعري فكرياً، والمتوكل سياسياً، ودور أبي حامد الغزالي الخطير في إهالة التراب على الفلسفة والعقل والعقلانية في كتابه «تهافت الفلاسفة»، وكان لانقلابه على العقل تأثير مدمر في الفكر الإسلامي، حيث نتج عن أعماله ومواقفه وضع ختم على عقل المسلم. فالعقل بالنسبة إلى الغزالي هو العدو الأول للفكر الإسلامي، لأنه كان يعتقد بأن على المسلم الاستسلام الكلي لإرادة الله، أي لكل ما جاء في الوحي، وماء جاء به السلف من تفسير للنصوص من دون سؤال أو مناقشة، وبالتالي طالب بغلق باب الاجتهاد مع بداية القرن 12 الميلادي، وتحقق له ذلك، لأنه آمن بأن السلف وضعوا تفسيراً لكل شيء، وأي تفسير جديد غير مقبول، وما كان صحيحاً في القرن 12 هو صحيح لكل زمان ومكان. وبالعودة إلى السؤال الذي طرحه المؤلف: لماذا لم تحصل النهضة في العالم الإسلامي على غرار ما حصل في أوروبا، يؤكد أن السبب يكمن في تعطيل دور العقل في العالم الإسلامي. فالإنسان يتمتع بغريزة حب الاستطلاع والفضول (curiosity)، وحب المعرفة واكتشاف أسرار الطبيعة، وإخضاع كل شيء للسؤال، وتوسيع المدارك بالمعارف، وهذا ما لم تدعُ إليه جماعة الجبرية، ولولا فضول الإنسان «الغربي»، لما حصل هذا التقدم الحضاري والعلمي نتيجة الاكتشافات والاختراعات، ولبقي الإنسان بدائياً. ويرى المؤلف أن سبب عدم انتشار الديموقراطية في البلدان الإسلامية يعود إلى تفوق فكرة سلطة القوة على سلطة العقل في الثقافة العربية – الإسلامية. 

أحمد الصراف

سامي النصف

الأسد الغارق في مياه بالي!

نشرت «الأنباء» في عدد أمس على صفحتها الأخيرة صورة طائرة ليون «الأسد» الإندونيسية في رحلتها من باندونغ إلى بالي وقد تخطت المدرج ونزلت للبحر على سواحل الجزيرة الساحرة، وفي هذا السياق تقوم بعض شركات الطائرات بالاتفاق المسبق مع شركات مقاولات للقيام برش طلاء سريع على طائراتها التي تتعرض للحوادث كي لا تحتفظ ولا تنشر ذاكرة الصحف والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بصورة «لوغو» الشركة على طائرة محطمة.

* * *

ومعروف أن هذا الحادث السابع للشركة المعنية والتي تم القبض خلال عام على 5 من طياريها بتهم تتعلق بالمخدرات كما أوقفت سلطات السلامة الإندونيسية في 19 /7/ 2011، 13 من طائراتها الحديثة لعدم القيام بعمليات صيانة دورية لها، كما أن الشركة ممنوعة من السفر إلى أوروبا لتلك الأسباب علما بأنها شركة جديدة أنشئت عام 2000 وعقدت عام 2011 أكبر صفقة في تاريخ البوينغ عندما اشترت 230 طائرة، وعام 2012 أكبر صفقة في تاريخ الإيرباص عبر شراء 234 طائرة، والطائرة التي خرجت من الممر إلى البحر للعلم جديدة جدا وقد تم تسلمها الشهر الماضي.

* * *

وقد وقع الحادث الساعة الثالثة ظهر يوم السبت 13 /4 وسط أمطار موسمية معتادة وقد يكون سبب الحادث أحد ثلاثة أمور، الأول خطأ من الكابتن «غزولي» أو مساعده جعله لا ينزل في أول المدرج كما يفترض ومن ثم لم تكف المسافة المتبقية لإيقاف الطائرة المنكوبة، الثاني تغير مفاجئ في اتجاه الريح (WIND SHEAR) من مضادة لاتجاه الطائرة كما ينبغي إلى رياح ذيلية مما يزيد سرعتها الأرضية ويصعب من عملية توقفها، والثالث هو كون المدرج مغطى بالمياه بسبب الأمطار يصاحب ذلك هبوط سلس و«ناعم» للطائرة مما يجعل عجلاتها لا تخترق طبقة المياه تحتها مما يؤثر على كفاءة الكوابح فلا تتوقف الطائرة ضمن المسافة المقررة ، مع احتمال رابع ضعيف هو حدوث خطأ فني في نظام الكوابح.

* * *

وقد سبق لي أن عملت لسنوات عدة وبشكل متقطع مع شركة الطيران الإندونيسية كقائد لطائرة الجامبو 747 العملاقة المستأجرة من «الكويتية» في رحلات من مطار دينبسار في بالي إلى مطار ناريتا في طوكيو ومن طرائف تلك الفترة أن وفدا إماراتيا رفيع المستوى كان يحضّر لزيارة المغفور له الشيخ زايد بن نهيان لليابان وإندونيسيا، استقل طائراتنا من طوكيو وهي مصبوغة بصبغ الإندونيسية ولها مسمى رحلة «غارودا» وأطقم ضيافتها من الإندونيسيين وقد فوجئ رئيس الوفد بأن التحليق فوق بحر الصين عندما سمع طاقم قيادة الطائرة الإندونيسية وهم يتكلمون العربية وبـ «اللهجة الخليجية»!

* * *

آخر محطة:

1 ـ عندما تعرضت بعض الشركات الأميركية والأوروبية والآسيوية «الخاصة» للأزمات عام 2008 رفعت دولها شعار أن تلك الشركات «TOO BIG TO FAIL» وضخوا تريليونات الدولارات في ميزانياتها ولم يقولوا لها.. اذهبوا واقترضوا من البنوك.

2 ـ شركة الخطوط الجوية الكويتية التي هي ملكية «عامة» للشعب الكويتي بنسبة 100% يجب أن تعتبر شركة «أكبر من ان تسقط» وأن تضخ الأموال الحكومية اللازمة لبقائها وديمومتها كي تخدم الشعب الكويتي ومشروع المركز المالي للعشرين سنة القادمة على الأقل.

3 ـ للمعلومة.. لم تُدعم «الكويتية» حتى هذه اللحظة بفلس أحمر ،كما لم تعلن البنوك ـ وبعكس ما يشاع ـ أن أموالها رهن لطلبها تأمر فتجاب.. أي لم تكف المحاربة الشديدة بل أضيف لها عدم قول الحقيقة للاسف!.

 

احمد الصراف

الأسباب التاريخية لتخلفنا كعرب ومسلمين (2-1)

كتب الزميل العراقي عبدالقادر حسين مقالا تضمن عرضا لكتاب «إغلاق عقل المسلم»، الذي صدر عام 2011، وذلك بمناسبة لقائه قبل فترة بمؤلف الكتاب روبرت رايلي! ويقول في مقدمة مقاله إن اهتمام الغرب بالإسلام وقضاياه زاد بصورة كبيرة في أعقاب جريمة 11 سبتمبر، لمعرفة الأسباب التي دفعت 19 شاباً عربياً مسلماً متعلماً وميسور الحال، لارتكاب جريمة إنسانية رهيبة! وكيف أن الغرب خصص موارد كبيرة لدراسة الظاهرة، إن لحماية شعوبهم وحضارتهم من شرور الإرهاب الذي يُرتَكب باسم الله والإسلام، أو لمعرفة الإسلام كدين، أو حتى لماذا وصل الأمر بالبعض للقيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية؟ وأين يكمن الخطأ؟ إضافة إلى رغبة هذه الجهات في معرفة السبب الذي أصبحت فيه عقيدة هؤلاء تدفعهم لاحتقار الحياة وتمجيد الموت، والتضحية بالنفس وقتل الآخر لمجرد أنه يختلف عنهم في الدين والمذهب! ويقول الكاتب إن رايلي يرى أن سبب الإرهاب اليوم ليس بجديد، ولا علاقة له بأسباب اجتماعية كالفقر، وإنما يعود لخلل أصاب فكر المسلم نتيجة سلسلة من التطورات، التي بدأت في القرن الـ 9 الميلادي! وأن ما هم عليه الآن هو نتيجة حتمية لتلك العقلية. فقد بدا الانعطاف التاريخي مع بدايات ظهور الإسلام، مع التركيز على التطورات الفكرية في العصر العباسي، عندما بدأ تعامل فقهاء السلف مع العقل، والفكر اليوناني، يأخذ منحى دمويا في عهد الخليفة العباسي، المأمون، عندما بدأت في عهده عملية «تلقيح» الثقافة الإسلامية بالفلسفة اليونانية «الهيلينية» القديمة. ويقارن المؤلف بين الحضارتين الغربية والإسلامية، فيؤكد الفكرة السائدة أن «الغربية» نشأت من أربعة مصادر: الديانتان المسيحية واليهودية والفلسفة اليونانية والقانون الروماني، وأن هذه الحضارة ازدهرت، ثم تفسخت في القرون الوسطى، لتنهض من جديد في عصر النهضة والنور إلى أن بلغت المستوى المتفوق علميا وتقنيا وفلسفيا الذي عليه اليوم، إضافة لاهتمامها بحقوق الإنسان والحرية والديموقراطية. ويرى أن ما كان لهذا التفوق أن يحصل لولا اهتمام فلاسفة الغرب بالعقل والعقلانية. أما الإسلام الذي بدأ في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية، وبالرغم مما حققه من انتشار سريع، فإن «حضارته» انهارت في القرن الثاني عشر ليغوص عالمه في ظلام دامس، لم تنجح في الخروج منه، كما نجحت أوروبا! وإلى مقال الغد.

أحمد الصراف

سامي النصف

كوريا وأكل البشر وزيارة ناصر لإسرائيل

يجب ألا يأخذ أحد تهديدات كوريا الشمالية على محمل الجد إطلاقا، ففي كل منطقة بالعالم هناك جهة تتحرك كي تمنع بعض الشعوب من الهرب والابتعاد عن الراعي الصالح، ومن ثم الإضرار بأنفسها، واسألوا شعوبنا العربية التي اختارت بأنفسها دعم وعشق الحكام الطغاة والقمعيين في المنطقة والعالم أمثال ستالين وهتلر وصدام والقذافي ومن لف لفهم، والمحاربة الشديدة لدول العالم الحر المؤمنة والمبشرة بالديموقراطيات والحريات وحقوق الإنسان، وكيف لشعوب قاصرة أن تترك لحالها؟!

منذ عام 1910 حتى 1945 كانت شبه الجزيرة الكورية مستعمرة من قبل اليابان، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية قسمت كوريا إلى شمالية ثرية تزيد مساحتها على 120 ألف كلم2 وعدد سكان لا يزيد على 9 ملايين، وجنوبية فقيرة مساحتها 100 ألف كم2 و21 مليونا من السكان، وخلال عقود قليلة من الزمن انقلب الحال بسبب نوعية نظام الحكم حيث تحول الجنوب الرأسمالي إلى بلد فاحش الثراء يزيد دخله القومي على 1.6 تريليون دولار لخمسين مليونا من السكان، و تحول الشمال الشيوعي الديكتاتوري الى بلد مدقع الفقر لا يزيد دخله القومي على 40 مليار دولار لـ 24 مليونا من السكان البائسين الجائعين هذه الأيام.

في يناير 1950 أدركت الولايات المتحدة أنها قد تجر لحرب ضد الشمال الكوري، لذا أعلنت عن قيادة عسكرية موحدة لدول الشرق الأقصى لم تنضم لها كوريا الجنوبية مما مهد لغزوها من جارتها الشمالية وسقوط عاصمتها سيئول خلال ساعات قليلة، ويصدر مجلس الأمن قرارا تحت البند السابع من الميثاق لتحرير الجنوب وينسحب المندوب السوفييتي بدلا من استخدام حق النقض (الفيتو) ويتم تشكيل تحالف من 16 دولة بقيادة الولايات المتحدة، يدخل الحرب مع الشمال المدعوم من الاتحاد السوفييتي والصين، والطريف ان قوات الشمال الغازية كانت بقيادة الكولونيل الروسي دولغين، وقوات الأمم المتحدة المدافعة بقيادة الجنرال الروسي فاسليف حتى قيل إنها «الحرب التي لا أسرار بها»، وحتى إن مندوب «الأهرام» في الحرب المدعو محمد حسنين هيكل نشر في جريدته بتاريخ 13/ 9/ 1950 يتنبأ بموعد الهجوم «المفاجئ» لقوات الحلفاء في «انتشون» قبل حدوثه بيومين، أما الغريب فهو عزل القيصر دوغلاس ماك ارثر من قبل الرئيس ترومان بعد أن رفض الرئيس خطته للإنهاء السريع للحرب عبر تدمير الجسور التي تربط كوريا الشمالية مع الصين وإرسال نصف مليون جندي تايواني يعبرون بحر الصين ويستولون على العاصمة بكين التي استولى عليها الزعيم ماوتسي تونغ قبل أشهر قليلة.

آخر محطة:

(1) استمعت ليلة امس من إذاعة «BBC» الإنجليزية إلى لقاءات مع كوريين شماليين فارين تحدثوا خلالها عن ظاهرة أكل لحوم البشر التي انتشرت في بلدهم إبان مجاعات أعوام 1994 ـ 1998 والتي توفي خلالها ما يزيد على 3.5 ملايين كوري شمالي في كوارث شبيهة بما حدث في الاتحاد السوفييتي في الثلاثينيات، حيث تسببت الشيوعية التي تعشقها شعوبنا العربية في وفاة 20 مليون روسي، وفي الصين في أواخر الخمسينيات في موت 35 مليون صيني، وفي كمبوديا في السبعينيات توفي نصف السكان على يد الشيوعيين من الخمير الحمر.

(2) نشرت جريدة الأخبار المصرية واسعة الانتشار على صدر صفحتها الأولى في عدد الخميس الماضي وثائق إسرائيلية تاريخية سرية قالت إنها ذكرت أن الرئيس عبدالناصر زار إسرائيل في السر عام 1954 والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك موسى شاريت واتفق معه على كثير من القضايا.. وأمجاد يا عرب أمجاد!