سامي النصف

«بلاغة شف» تعطل المرور

في الوقت الذي أثبت فيه عالم النقل الجوي كفاءته فلم يقع حادث واحد العام الماضي ولم تدفع البشرية ضحية واحدة رغم السرعات الهائلة للطائرات وتحديد عملها بمسارات جوية محددة وممرات أرضية، الا ان البشرية والكويت من ضمنها مازالت تدفع أنهارا من الدماء ثمنا لحروب الشوارع اضافة الى عشرات المليارات من الدولارات ثمنا للزحمة المرورية.

* * *

ومادمنا في الزحمة المرورية فلماذا لا يقسم دوام الوزارات الى صباحي ومسائي لتخفيف الزحمة ولإعطاء الفرصة للموظفين الجادين للذهاب مساء لتخليص معاملاتهم بدلا من التغيب، اضافة الى استيعاب الأعداد المتزايدة من الموظفين ممن لم يعد هناك مكان لاستيعابهم في الدوام الصباحي، وكذلك لتشجيع السكن في المناطق الجديدة البعيدة التي يصعب على ساكنيها التواجد مبكرا في الصباح وقد يكون أسهل عليهم الأخذ بالدوام الثاني؟

* * *

ومن أسباب الزحمة وقوف السيارات مع لحظة الاصطدام الخفيف انتظارا لوصول سيارة المرور بينما يفترض ان يتجه الاثنان الى أقرب مخفر لتسجيل القضية والحصول على ورقة التأمين. ومن الأسباب الأخرى الخاصة ببلدنا «بلاغة الشف» وأعني الفضوليين والحشريين ممن لا مانع لديهم من اغلاق الطرق السريعة لمتابعة شخص يبدل عجل سيارته على جانب الطريق او من يعتبر السيارة منزله الأول فيمضي جلّ يومه يتنقل بها دون هدى من مكان الى مكان ويشتكي من الزحمة الذي هو أحد أهم أسبابها.

* * *

ولن تخف المشكلة المرورية ولا نقول تحل لأنها لن تحل قط دون تحسين وسائل النقل البديلة وزيادة أعباء تملك السيارة الخاصة والتنقل بها من زيادة أثمان المواقف والبنزين والتأمين وتجديد الرخص كما هو الحال في الدول المتقدمة حيث نرى الوزراء الانجليز على سبيل المثال يصلون الى مجلس الوزراء في 10 داوننغ ستريت بالتاكسي او مشيا من محطة الاندرغراوند القريبة.

* * *

آخر محطة: من الأمور التي تدعو للتفاؤل قرب ولادة هيئة النقل على يد الوزير الشاب الكفؤ م.سالم الأذينة حيث سيختص عملها بإيجاد حلول للمشاكل المرورية.

احمد الصراف

كلمة في ما قاله عبدالله

يمكن القول، من واقع متابعة مستمرة منذ 33 عاما، إن الخطط العريضة للسياسة الإيرانية منذ ثورة الخميني وحتى اليوم لم تتغير كثيرا! فإيران 1990 هي، وإلى حد كبير، إيران 2013. كما أن موقفي من نظامها الديني لم يتغير يوما، وكلفني ذلك الكثير. وبالتالي فإن قيام أي شخص بالحديث عن إيران شرا، بعد أن كان يتحدث عنها خيرا، أو العكس، يعني بصورة تلقائية أن مصالحه، أو مواقفه هو قد تغيّرت بسبب مستجدات، وليس لأن حكم الملالي وسياساتهم قد أصبحت أفضل أو أسوأ، وأقول ذلك ردا على الكلمة التي ألقاها السيد عبدالله النفيسي في إحدى الديوانيات، التي كانت لها تداعيات سلبية عدة. فقد عرف عن النفيسي لسنوات طويلة تعاطفه مع إيران، التي زارها مرات وتباحث مع مرشدها الخامنئي إلى آخر وزير خارجية فيها، مروراً برؤساء جمهوريات وبرلمان وتبادل معهم «الجلو كباب» وزار مدنهم، وكانت مواقفه متعاطفة معها أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، وبالتالي كان يعرف جيدا، عندما أيد مواقفها أنها كانت أيام الشاه قوة عسكرية تميل للعب دور شرطي الخليج، ولم يأت. الملالي ليخففوا من تلك الفكرة، فمن أحبهم وأعجب بهم في الثمانينات، وهم على ذلك الوضع، يجب ألا يغير اليوم موقفه منهم! كما كانت إيران، حسب قول النفيسي، تحتل منذ 1920 أراضي عربية في الأحواز تبلغ مساحتها 160 ألف كلم2، ولكنه لم يحتجّ عندما كان يضع لقم الكباب في فمه على مآدب المرشد الأعلى، فكيف يأتي الآن ويدين ذلك الاحتلال؟ كما كان النفيسي يعرف أن إسماعيل الصفوي هو الذي أعلن إيران دولة شيعية عام 1501، وليس قبل بضع سنوات عندما كان يزور مدنها ويتجول فيها، فكيف يأتي اليوم، وبعد 522 عاما ليحتج أمام مستمعيه على أفعال الشاه الصفوي؟ كما كان الإيرانيون، حسب قوله، يحتقرون العرب، ويشعرون بغربة ثقافية ومذهبية وحتى دينية في محيطهم، وهنا أيضا لم تكن هذه الأمور خافية عليه عندما كان يزورها ويتسامر مع كبار مسؤوليها، ويفتخر على القنوات الفضائية بصداقاته معهم، فلم ينتقد اليوم مواقفها من هذه الأمور؟ وبالتالي فالإيرانيون لم يتغيروا، حسب علمي، بل من تغير هو النفيسي، أو مواقفه! نقول ذلك ليس في معرض الدفاع عن إيران، فلها من يدافع عنها، وليس لبيان مثالب الرجل وسقطاته «التحليلية والفكرية» التي يعرفها كثيرون، ولكن لكي نبين «حقيقة» الرجل وخطورة ما ألقى من تهم خوّن فيها شريحة كاملة من المجتمع الكويتي، من دون أن يحقق مصلحة لأي طرف غير دغدغة الرخيص من مشاعر بعض الجهلة وأنصاف المتعلمين! لا أتذكر أنني التقيت بالسيد النفيسي، ولكني أعرف ما يكفي من مواقفه المتقلبة والغريبة جدا، من خلال لقاءاته على اليوتيوب، وبالتالي من حقي الاعتراض على النفس الكريه الذي شاب كلمته الأخيرة، والأوصاف التي أطلقها، من دون دليل غالبا، على فئة من المواطنين، الذين ربما تدفع اتهاماته المترددين والمتطرفين منهم للارتماء في أحضان من يعتقدون أنهم سيوفرون لهم حماية أفضل، ونكون هنا قد خلقنا فئة ذات ولاء مزدوج، من دون أن نجني شيئا من كل هذا الكم من الاتهامات. فإن كان لدى النفيسي أو غيره أدلة على «خيانة» البعض وعمالتهم، فما عليه غير اللجوء إلى القضاء، وليس الديوانية، فقد خسرنا جميعا من كلمته ولم يستفد منها غير العنصريين والحاقدين!

أحمد الصراف