سامي النصف

الأجنحة المتكسرة

في مختلف أصقاع العالم يتم دعم الفاشل حتى ينجح، فيسعد المجتمع بقصة نجاحه، وتعمم كي تصبح قدوة للجميع وللأجيال الصاعدة، في الكويت يحارب ويخذل الناجح حتى يفشل، فتنشرح الصدور ويرفع شعار «احنا فاشلين واهو فاشل مثلنا ومفيش حد احسن من حد» وهذا الشعار واللا بلاش.

***

في مختلف أصقاع العالم تختزل الحكمة بالقول الشائع «عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة»، وفي الكويت أصبحت الحكمة تختزل في قول وفعل مستجد مختصره «عصفور على الشجرة خير ألف مرة من عشرة عصافير أو مائة في اليد»، فنسمع بمطالبات بها تفريط بالمصالح العليا للوطن ورغبات مواطنين ومقيمين عبر تحجيم وتصغير رأسمال شركة وطنية عريقة حملت علم الكويت خفاقا حتى إبان احتلال الوطن، وكل ذلك من أجل العصفور الصغير المسمى «بالشريك الاستراتيجي».

***

ولن يأتي المستثمر السراب (الصغير) لشركة خاسرة أغلب رأسمالها قبل أن تبدأ ومقترضة حاجياتها من البنوك، وأمامهم تجربة «الوطنية» و«فلاي بحرين» وحتى الكويتية عام 91 وما بعدها ماثلة، كبر رأسمال الشركات وتدخل الحكومات لسد اغلب الحاجيات يعني التحول للربحية بدلا من البقاء في الخسائر دون دعم ومن ثم دخول الشريك الاستراتيجي (الثقيل) الذي يتمثل بالعادة في شركة أجنبية كبرى مع كونستوريم من أصحاب رؤوس الأموال تدفع مئات الملايين للحصة المعروضة للبيع ولا تبحث عن الربح السريع كحال المستثمر الصغير الذي سيبدأ بإغلاق أعمال ومحطات الشركة والتخلص من عمالتها في العام الأول، بل سيساهم المستثمر الاستراتيجي في إعادة هيكلة الشركة وارتفاع سعر اسهمها مما يمهد له الخروج بعد سنوات طوال بأرباح مجزية ليبدأ التجربة مرة اخرى في دولة وشركة أخرى.

***

آخر محطة: (1) سؤال بسيط: هل يعقل أن يكون بعضنا على حق وجميع العقول المبهرة التي تعمل لدى الجيران وفي المنطقة العربية على خطأ؟! فلم نشهد للعلم لديهم التضحية باستراتيجيات وحاجيات الدول العليا مثل التحول «لمراكز مالية عالمية» لأجل الشريك الذي قد يأتي أو لا يأتي، لم نشهد الأمر قائما في الإماراتية واللبنانية والقطرية والمصرية والأردنية والعراقية والمغربية والتونسية والجزائرية والعمانية.. إلخ، التي مر كثير منها بتجارب إعادة هيكلة وتحديث أساطيل وإدخال شركاء استراتيجيين في الشركات «التابعة»، فقط كحال شركات الأسواق الحرة والتغذية والمناولة.. إلخ، مما ادى الى الربحية دون التضحية بأهداف القيادات والشعوب المتمثلة في توسيع شبكات الخطوط لا تصغيرها لخدمة المواطنين والمقيمين والمستثمرين والسائحين.

(2) تصغير حجم وأعمال «الكويتية» لإرضاء المستثمر أو العصفور الصغير الواقف على الشجرة يعني خروج مئات ومليارات الدنانير سنويا لشراء تذاكر على شركات الطيران غير الكويتية ومن ثم إضعاف شركات الطيران الكويتية الأخرى وإضعاف مئات الشركات المحلية الصغيرة والكبيرة التي تتعامل مع شركات الطيران الكويتية.

احمد الصراف

كلمة أحبك

يقول الشاعر غبريال ماركيز إننا نهرم عندما نتوقف عن الوقوع في الحب!
اشتركت مجموعة من السيدات في دورة تدريبية تتعلق بكيفية العيش في علاقة حب زوجية دائمة، وخلال الدورة طلب منهن الإجابة، برفع اليد، عمن يحببن أزواجهن؟ وكانت النتيجة إيجابية وبالإجماع! ثم وجّه لهن المحاضر سؤالا يتعلق بمتى كانت آخر مرة بُحن بحبهن لأزواجهن؟ فتراوحت الإجابات بين صباح ذلك اليوم أو قبله بأسابيع، وبعضهن أجبن بالقول إنهن لا يتذكرن متى كانت آخر مرة! وهنا طلب المحاضر منهن إخراج هواتفهن النقالة، وإرسال نص الرسالة القصيرة التالية لأزواجهن: أحبك يا حبيبي! ثم طلب منهن تبادل هواتفهن النقالة لكي تقرأ كل واحدة الإجابة التي رد بها الزوج على رسالة زوجته، وهذه عينة من إجابات الأزواج:
1 – من أنت؟
2 – آه، أم أولادي، هل تشكين من مرض ما؟
3 – وأنا أحبك أيضاً!
4 – ماذا الآن؟ هل تورطت ثانية في حادث سير؟
5 – لا أعرف ماذا تقصدين؟
6 – ما الذي فعلته هذه المرة؟ أخبريني فقط كم تريدين من المال؟
7 -هل أنا أحلم؟
8 – ؟؟؟؟؟
9 – توقفي عن اللف والدوران.. قولي لي ماذا تريدين!
10 – إذا لم تقولي لي حالاً لمن أرسلت هذه الرسالة، فإنني سأقترف جريمة قتل!
11 – لقد وعدت.ني ألا تقربي الشراب ثانية، أنا على استعداد للرحيل إن كنت. تعبة مني!
حدث هذا في مجتمع غربي، ولكن لو قامت بعض السيدات في مجتمعاتنا بإرسال الرسالة نفسها لأزواجهن، فما شكل الردود التي ستصلهن يا ترى؟ ربما سيتجاهل الغالبية الرسالة ولا يردون عليها، ولن يثيروا موضوعها حتى بعد عودتهم إلى البيت، وإن سألتهم زوجاتهم عن سبب عدم الرد، فإن الغالبية ستقول إنهم اعتقدوا أن في الأمر نكتة أو مزحة، أو أنها أرسلت رسالة الحب تلك عن طريق الخطأ له بدلا من أحد أبنائها أو بناتها!

أحمد الصراف