م. ناصر العيدان

الانتخابات الأميركية بين العاطفة والكفاءة

لا يختلف اثنان على أن توجهات الرئيس المقبل للولايات المتحدة، ستؤثر كثيراً على مستقبل المنطقة، وعلى العلاقة بين الفرقاء، سواء في حسم بعض الصراعات في الشرق الأوسط، أو ازدياد اشتعالها. ولكن قبل أي قراءة في معطيات الانتخابات الأميركية، لا بد ألا ننخدع، كما ينخدع الناخب الأميركي، بأطروحات بعض المرشحين الخيالية، كبناء سور عظيم على الحدود الأميركية – المكسيكية لمنع المهاجرين، على سبيل المثال. وهنا نقصد بالطبع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فالانتخابات الأميركية، كما هي أي انتخابات، مملوءة بالوعود والعاطفة، حتى أن الجانب العاطفي بات له حظ الأسد في أطروحات المرشحين، ما يفقد برنامجيهما الانتخابيين أحيانا كثيراً من المصداقية.

في مقابلة على قناة «بلومبيرغ» الأميركية، سئل الخبير التسويقي كيفن روبرتس Kevin Roberts عن نصيحته لكلا المرشحين في الانتخابات الحالية، فكان رده مختصراً، وهو: يجب الابتعاد عن الحقائق والنتائج، والتركيز على «عاطفة» الناخب في أي موضوع كان. متابعة قراءة الانتخابات الأميركية بين العاطفة والكفاءة

م. ناصر العيدان

الفن… جسر للتواصل!

منذ أن كنت صغيراً، كانت الأناشيد تشدني، ببساطتها ومثاليتها وتناسق نظمها واتزانها، ورقة وعذوبة معانيها… تلك الأناشيد التي كنا نحفظها في المدرسة، أو التي كنا نبثها عبر الإذاعة المدرسية، بوصفي كنت عضواً في جماعتها، ولقد كانت كلمات هذه الأناشيد نافعة جميلة، وكان صداها يعمق في النفس المشاعر الفاضلة، من الرشد والخير والاستقامة. متابعة قراءة الفن… جسر للتواصل!

م. ناصر العيدان

الماشون في مواكب إسرائيل

رغم القرار الذي اتخذه البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق، في سبعينات القرن الماضي، بمنع مسيحيي مصر من السفر إلى القدس للحج في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والتزاماً بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصرى زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد، ورغم رفض البابا شنودة نفسه السفر إلى القدس إلى جوار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في نهاية السبعينات، ورغم أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة في كرسي البابوية كان له موقف مماثل، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي، رغم كل ذلك، اعلنت الكنيسة القبطية ان البابا تواضروس الثاني سيترأس وفداً كنسياً للسفر إلى القدس للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا إبراهام، وهي الزيارة الأولى على هذا المستوى الكنسي رفيع المستوى منذ العام 1967. وبما أن الناس على دين ملوكهم، يمكننا القول أيضا: «وعلى دين رهبانهم»، إذ يحج كثير من إخواننا المصريين الأقباط بالآلاف كل عام إلى كنيسة القيامة في مدينة القدس، حيث يحيون طقوسهم الدينية، كما في «سبت النور» و«الجمعة العظيم» و«عيد القيامة». متابعة قراءة الماشون في مواكب إسرائيل

م. ناصر العيدان

ما هو تأثير اسمك الأخير؟

في انتخابات لبنان البلدية الأخيرة، خفت صوت التيارات السياسية قليلاً، وصدح عالياً كبديل صوت الاصطفاف والنفوذ العائلي، وبرر المصطفون – أو قل المستفيدين – من هذا الاصطفاف العائلي نبراتهم هرباً من الأحزاب والتقسيم والمحاصصة التي قسمت البلد، لكنهم هربوا من جحيم لآخر، ومن الاسم إلى المسمى نفسه.

لِمَ يلجأ الناس إلى الاصطفاف العائلي في الانتخابات؟ ليس فقط في الانتخابات، بل في المدارس، والزواج، والوظيفة، والسكن، حتى في التجارة. لماذا يلجأ الناس لمن يتشابه معهم في الاسم الأخير أو اللون أو العرق أو غيره؟ متابعة قراءة ما هو تأثير اسمك الأخير؟

م. ناصر العيدان

في رثاء بدر العيدان

حين تكتب عن والدك، ومن له الفضل الأكبر عليك بعد الله عز وجل، فأنت تكتب عن شريط ذكرياتك، وجدول حياتك الذي نظمه وأنجزه وفرح به رجل رحل في غفلة من الزمن. الحديث عن بدر العيدان لا يخص ابناءه فحسب، بل يخص كل من يذكر أفعاله الطيبة ومآثره، وبالأخص ابناؤه الذين تخرجوا على يده في اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، التي قضى بها سنوات عمره في تطوير وتنمية منظومة الأمن منذ شبابه، حيث التحق في العام 1972 بكلية الشرطة ضمن الدفعة الرابعة للضباط. متابعة قراءة في رثاء بدر العيدان

م. ناصر العيدان

دقات قلب الكلمات

انتشرت في الأعوام الأخيرة، ظاهرة جادة وثقافية في وطننا العربي، سبقتنا الدول الأوروبية اليها، وهي ظاهرة المسابقات الثقافية على مستوى الوطن العربي أجمع. وبغض النظر عن الدوافع التجارية للموضوع وحيادية المنظمين، إلا ان خلق ميادين ثقافية للمنافسة بحد ذاته مبادرة إيجابية لإنعاش ذاكرة هذه الشعوب وتذكيرها بالرصيد العلمي والثقافي التي تحتضنه هذه اللغة العربية العظيمة، وبتاريخها الأدبي الذي ملأ العالم علماً وروعة وجمالاً. ولكن كيف تعاملت حكوماتنا مع هذه المسابقات، وهل قامت بالدور الإيجابي التحفيزي لمشاركة المجتمع في تلك المنافسات لتخلق تنافسية وتنوعيه في الإنتاج الأدبي والثقافي؟ لا أظن ذلك، وأرجو أن أكون مخطئاً.

متابعة قراءة دقات قلب الكلمات

م. ناصر العيدان

جرائم 5 نجوم

كان بعض التجار ممن يرأس شركات معينة يشتري أسهماً باسمه، فإذا نزل سعرها حولها باسم الشركة التي يرأسها بسعر التكلفة، والبعض الآخر كان يشتري عقاراً ما ويبيعه على الشركة التي يرأسها بسعر أعلى من السوق، من خلال تلك المحافظ المالية التي يساهم بها الناس، طبعا من دون علم المستثمرين بالمحفظة، وغيرها من طرق التحايل «الكلاس» التي تقوم بها طبقة من المجتمع لا يجوز لك أن تفكر في أن تتهمهم بشيء!
متابعة قراءة جرائم 5 نجوم

م. ناصر العيدان

نحن واليابان

عندما احتل الأميركيون، اليابان في العام 1945، أعلنوا ان ديانة «شنتو» ليست الدين الرسمي للدولة، وأن كل انسان حر في اعتناق دينه، وحر في تعليم أبنائه الدين الذي يريد، وحر في انفاق ماله الذي كان يذهب لرجال الدين وللمعابد، ونزعوا «القدسية» عن الإمبراطور الياباني. ماذا كانت النتيجة بعد نصف قرن؟ أظن أن الجواب سهل وواضح. بالمقابل، ما هي انجازات الدول التي قدّست زعماءها واستغلت الدين لتستفيد من موارد الدولة واسكات شعوبها؟ ايضاً الجواب واضح.

لم يكن الإسلام أبداً أداة للاستغلال، ولكن من يحمل لواءه هذه الأيام، للأسف يستغل. ان الإسلام دين المعاني والقيم، لا دين الأشخاص، وتقديس الأشخاص هو ما يسيء لصورة الإسلام. إن الأزمة الحقيقية لكل رجال الدين والأحزاب الدينية والجماعات التي تسعى الى مثل هذه الأنظمة الدينية، هي أزمة مفاهيم ومنهج، فالسؤال الذي يتجنبونه: أيهما يأتي أولاً، الأخلاق أم السياسة؟ مظاهرهم المتدينة تقول الأخلاق، وأفعالهم تقول السياسة! هذه أزمة عدم توافق بين الادعاء والحقيقة، وازدواجية واستغلال واستخفاف بعقول المسلمين.
متابعة قراءة نحن واليابان

م. ناصر العيدان

الناس للناس… وبالناس!

هذه الحكمة قالها «بوذا» قبل الميلاد، وقال وفعل الكثير الكثير غيرها. تصادف معي قبل أسبوع حدثان ثقافيان، الأول هو متابعتي لبعض محاضرات الخطيب الديني الهندوسي جوبال داس، وهو ينتمي لمنظمة شبابية هندوسية تدعو الشباب الهندوس الى أخذ الحياة بإيجابية واستخدام طاقات الانسان الذاتية في التعامل مع صعوبات الحياة. الصدفة أن كتاب «ديانات أخرى» لأنيس منصور، والذي اقرأه اخيراً، يتكلم عن الموضوع نفسه: الديانات القديمة كالهندوسية والبوذية والزرادشتية، وكيف أن هذه الديانات اجتمعت – سبحان الله – على الارتقاء بالإنسان، وكأن محور الدين هو الإنسان وليس العكس. فهم هذه الأديان من منظور المؤمنين بها يختلف تماماً من فهمها عن طريق غير المؤمنين بها، ناهيك ان يكون الشارح عدواً لها ! عداءً سياسياً أو أياً كان. متابعة قراءة الناس للناس… وبالناس!

م. ناصر العيدان

إدمان الهوى

مجتمعاتنا تصلح ان يطلق عليها مجتمعات «نعامية»، حيث اننا مجتمعات نتقن وباحترافية، كيف نخفي رؤوسنا في التراب هرباً من المواجهة وحل المشكلة. أصبحت الايحاءات الجنسية اليوم في كل ثغرة من حياتنا، من دون أدنى إحساس بالمسؤولية المجتمعية… المادة والمال أصبحا الغالب على كل شيء، وهذا المبدأ نبذته ورفضته الحضارة الغربية قبل الشرقية. هذه الايحاءات هنا وهناك، هي مرض نفسي قبل ان يكون اجتماعيا، فمجرد القبول بها بأي صورة كانت – وكثير منا كذلك – هو بمثابة القبول بالمخدر، أو السم، ولا يقبل بذلك الا مريض أو «مدمن».

اليوم أعظم المغنين الأجانب على وجه الأرض لا يستعينون بمشاهد جنسية، الفنانة الإنكليزية أديل على سبيل المثال، أطلقت أغنية واحدة تربعت في غضون أسبوع على عرش الأغاني وكسرت حاجز المبيعات، وعندما تشاهد تصوير الأغنية لا تجد فيه أي اسفاف جنسي أو مسخرة! الأفلام كذلك، لقد مررت على أغلب الأفلام الثمانية التي ترشحت لجائزة الأوسكار الأخيرة، جميعها تحاكي روايات جبارة ودراما خيالية، وليس بها مشاهد ايحائية أو جنسية تذكر، فهل هذه النجاحات تعكس أهمية وجود مثل هذه المشاهد في انتاجنا العربي الفني؟ هل تثبت هذه الأعمال فشل نظرية «الجمهور عاوز كده»؟ الجمهور «عاوز» الإبداع والقيمة والفن الراقي.

تكلم الكثير من المختصين عن ظاهرة نفسية منتشرة، وهي ظاهرة أو مرض «الإدمان الجنسي»، وهذا الإدمان له آثاره الاجتماعية والنفسية التي غفل المسؤولون عنها. فتقول الاختصاصية الدكتورة ليال أبي زيد ان المصابين بهذا الإدمان تنعكس انفعالاتهم على اعمالهم، وعلى حياتهم الاجتماعية وعائلاتهم، حيث انه إذا لم يمارس الجنس تجد هذا الشخص متوترا بصورة أو أخرى، وهذه الحالات تحتاج الى مراجعة طبيب نفسي بل إلى أدوية علاجية. وتؤكد الاختصاصية ان هؤلاء الأشخاص «غير سعيدين» حتى في ممارسة الجنس، لأن الغريزة والمرض يتفاقمان. إن سكوتنا عن انتشار هذه المواد الإعلامية الساقطة في الكليبات والأفلام كمن يسكت عن سقوط قطرة الماء على الصخرة حتى تثقبها. تنشئة الشباب مسؤوليتنا جميعاً، والمستقبل هو نتاج شباب واعٍ وسليم عقلياً… ونفسياً.

Nasser.com.kw