سامي النصف

مهلاً أيها السادة.. ماذا يُخطط للكويت؟!

نشرت صحيفة «الهيرالدتربيون» الدولية على صدر صفحتها الأولى من عدد الخميس الماضي أخبارا ولقاءات من اليونان تظهر ان حالتهم هذه الأيام أسوأ بكثير من حالتنا ابان الغزو، حيث توافرت لنا بالداخل والخارج مستلزمات الحياة الكريمة حتى في أسوأ وأحلك الظروف ، بينما يظهر التقرير ان الشعب اليوناني صاحب الحضارة العريقة والأرض الخضراء والجزر ذات السواحل البيضاء والمياه الزرقاء أصبح على حافة مجاعات لا تبقي ولا تذر، بعد ان بدأوا يفقدون وظائفهم ويستنفدون مدخراتهم، وبات الأطفال لا يذهبون للمدارس او يذهبون والجوع يقتلهم، كما استُبدل الطعام اليوناني الفاخر بالعدس والمعكرونة المسلوقة بالماء الساخن والخبز «الحاف».

***

والسبب الرئيسي لكارثة اليونان الاقتصادية اسرافهم على أنفسهم وعدم التحسب للسنوات العجاف ، تماما كحالنا هذه الأيام، ومما يزيد الطين بلة ان جميع المنظمات المالية الدولية تطلب منهم ايقاف دعم المواد الأساسية ، وهو ما سيعجل بالانهيار التام للدولة قبل ان يعاد بناؤها على أسس جديدة ان لم تتفتت وتفنَ للأبد كحال كثير من دول وحضارات سادت ثم بادت وأصبحت أثرا بعد عين.

***

ويقول بعض من التقاهم مراسلو الصحيفة الدولية وهم يعيشون دون مال او كهرباء او ماء او غذاء بعد ان كانوا يتمتعون برغد ورفاه العيش: ان ما نراه هو أقسى من أبشع كابوس يمكن لنا تصوره بل ان الكابوس ينتهي بالاستيقاظ، أما كابوسنا فلا نرى نهاية له عدا ان نصبح دولة بائسة فقيرة مقسمة مثل دول البلقان . كل هذا واليونان تحصل على الدعم الأوروبي والأميركي وهو ما قد لا يتوافر لنا في حال انخفاض أسعار النفط في السنوات القادمة وهو أمر محتمل جدا، فاحذروا أيها السادة من المستقبل المظلم الذي نحضّر له هذه الأيام.. مع سبق اصرار وترصد!

***

اننا نسأل من يتسابقون على سفك موارد الدولة في أمور لا عوائد مالية منها: هل فكروا فيما سيحدث للأبناء والأحفاد والأجيال المقبلة؟! ألم يحن الوقت لإيقاف خطة التنمية الفريدة وغير المسبوقة في تاريخ الامم، كونها لا توفر الموارد المالية البديلة للنفط بل تقوم على صرف مئات المليارات على مشاريع الترضية السياسية ثم صرف مئات المليارات الأخرى لتشغيلها عبر الكهرباء والمياه المدعومة دون أي عائد مالي يذكر؟!

***

آخر محطة: لماذا لا نشكل مستودع عقول اقتصاديا من شخصيات وطنية بارزة لا أجندات خاصة لها تبحث في مستقبل أبناء الوطن لا مستقبل أبنائها، ثم نطبق ما يوصون به بدلا من حبسه في الأدراج؟!

 

احمد الصراف

تحركوا يا مسؤولين

يعتمد الضعفاء في اي مجتمع على الدولة في حمايتهم من شرور الآخرين، ومن التغيرات الطبيعية والصحية كالأوبئة، وبالتالي فالتطعيم واجب على الدولة ولا خيار للمواطنين فيه لتعلق الأمر بالصحة العامة، ومجتمع يزيد فيه عدد المصابين بشلل الأطفال، هو حتما أقل تقدما ورخاء من غيره. واتذكر قصة صديق هاجر في الستينات الى دولة أوروبية مع زوجته، ورزقا بابنتين، وقررا بعدها العودة الى الأردن. وهناك وردته رسالة من وزارة الصحة الأوروبية تطالبه بتطعيم ابنتيه ضد أمراض محددة وتزويدها بما يثبت ذلك! تجاهل الرسالتين الأولى والثانية، لأن هذا، برأيه، «مش شغلهم»! وبعدها زاره موظف من سفارة الدولة لتبلغه بالأمر، فرده خائبا! وبعد أسبوع استلم إنذارا رسميا يبلغه بأن حقوق ابنتيه في الحصول على الجنسية البلجيكية ستسقط إن رفض أن يثبت تلقيهما التطعيمات المطلوبة، فهرول صاحبنا في اليوم التالي كالأرنب وقام بإجراء المطلوب، فقلنا له انه شخص يخاف ولكن لا يختشي!
ما نود التطرق اليه هنا يتعلق بالكم الكبير من الجمعيات والمبرات التي تسمى بالخيرية في الكويت، والتي تكاثرت ليس حبا في الخير الأخروي، ولكن للكسب الدنيوي، فما أن تقع كارثة أو تطل مشكلة برأسها ويكون أحد أطرافها مسلما حتى تبدأ آلة الدجل والخداع بالعمل لاستدرار عطف أكبر عدد من السذج، وحتى الأذكياء، للتبرع لهذه القضية او ذلك الشعب! وحيث ان غالبية هذه الجهات، كما مللنا من ذكره لعشرات المرات، لا تعرف قصدا الوضوح والشفافية في أعمالها، هذا غير الشبهات التي تكتنف سيرة الكثيرين من القائمين عليها، فمن الطبيعي عدم الاطمئنان الى ما يقومون به، وبالتالي من واجب الدولة حماية المتبرعين، البسطاء الباحثين عن الأجر والمغفرة، من هؤلاء الدجالين، الذين لم تتعب الشؤون من توجيه مئات الإنذارات غير المجدية لهم، إن هم كرروا مخالفاتهم! علما بأن أجهزة الوزارة كانت وما زالت منذ اربعين عاما أعجز عن معرفة ما يجري في أي من هذه الجمعيات والمبرات، ولكنها حتما تقوم بشيء ما. وهنا نود التنويه بما بدأ يتسرب من داخل الشؤون، مع قدوم الوزيرة والوكيل الجديدين، من أخبار طال انتظارها عن النية لإلغاء تراخيص قرابة 65 مبرة خيرية من أصل 90 لمخالفاتها ضوابط واشتراطات إشهار المبرات بسبب تورطها في جمع تبرعات بدعوى نصرة سوريا بطرق مخالفة، ودون موافقة الوزارة. كما ان بعض المبرات تحولت إلى حضانات صباحا، ومعاهد لتعليم الكبار مساء، فتحول معها الهدف من باب يقصده المحتاج، إلى تجارة مربحة. كما أن مقرات الكثير منها تقع في مناطق سكنية، وليست استثمارية! وهنا يثار سؤال: لماذا كل هذا التكالب من «الغيورين» على شرف وعرض المرأة المسلمة في سوريا وقبلها في البوسنة وكوسوفو، والسعي للستر عليهن بالزواج، وفي الوقت نفسه تجاهل هؤلاء «الغيورين» لشرف المسلمة الصومالية والدارفورية، والروهنجية في بورما؟

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

هل المطلوب من الكويت أن تباري المنظومة الخليجية؟

بالرغم من تحفظي المعروف عن تصرفات البعض وأجنداتهم الخاصة والنأي بنفسي عن نشاطات لا أقتنع بها، فإنه لا يمكنني أن أغض الطرف عما حدث يوم الأربعاء الماضي بعد أن تأكدت أنا شخصياً من حقيقة ما حصل.

وأولها أن اقتحام القوات الخاصة غير مبرر إطلاقاً، فهناك جهات قضائية وأمنية أخرى منوط بها إبلاغ قرار المحكمة وتنفيذه. فهل فشلت هذه الجهات في القيام بدورها أو أنها منعت من ذلك؟ ثم لماذا تم اقتحام البيت ولا أقول التجمع بالقوة، وترويع النساء والأطفال الموجودين في البيت، وبعثرة وتدمير بعض محتوياته حتى ملابس النساء لم تسلم من هذا العبث؟
أليس من العيب والاستهتار نفي ذلك تماماً كما حصل عند نفي الاعتداء على الموجودين داخل ديوان جمعان الحربش، والاعتداء على النائب السابق عبدالرحمن العنجري وضربه رغم معرفتهم بأنه نائب يتمتع بالحصانة البرلمانية، مستهزئين بالحصانة والنيابة والدستور؟ إذن ما هي شرعية هؤلاء؟ من لقنهم احتقار الدستور والنظام الديمقراطي؟ متابعة قراءة هل المطلوب من الكويت أن تباري المنظومة الخليجية؟