سامي النصف

صباح الفل يا عم الحاج!

نشرت صحيفة «اليوم السابع» المصرية قبل ايام خبرا نسب لشخصية سياسية وأكاديمية كويتية ذكرت خلاله ان مصدرا «سريا» في القصر الجمهوري المصري اخبرها ـ دون غيرها ـ ان وزير الخارجية الايراني عرض 30 مليار دولار كاش على الرئيس المصري ومعها كبونص ارسال 5 ملايين سائح ايراني كل عام، اضافة الى اصلاح 2000 مصنع معطل، وكل ذلك لقاء تسليمهم المساجد الفاطمية لترميمها (الجميل انهم لن يفكوها لأخذها معهم والأجمل ان اغلب عمليات ترميم الآثار في مصر تمول من منظمات دولية دون عناء)، واصدار صحيفتين بالفارسية لشعب لا يتحدث الفارسية ولا توجد قيود لاصدار الصحف فيه وسيسعد الشعب المصري المترف والفاضي بشراء تلك الصحف لمشاهدة الصور فيها.. وقد أتت ردود القراء مع الاسماء المرفقة كالتالي:

٭ محمود: يا راجل 30 مليار!

٭ طبيب: هي ايران معاها 30 مليار اصلا؟!

٭ رحال: مرة واحد يعرض 200 مليار لشراء الآثار، وواحد 30 مليار للمساجد الفاطمية، و500 مليار لقناة السويس، و500 مليار لتوطين الفلسطينيين في سيناء، يعني كل الفلوس دي نازلة تهل علينا والحكومة تشتكي الفقر وعماله تجري ورا البنك الدولي علشان يحن بـ 5 مليارات.. الشعب المصري فهلوي أمّال حكومتنا خايبة ليه؟!

٭ د.علي شعبان: هذا كلام مبتدأ بلا خبر ولم يقل الاهم في الموضوع- ان صدق- وهو رد الرئيس مرسي على العرض بالايجاب او الرفض!

٭ رأفت: ايران تحت الحصار وهي بحاجة لكل دولار وأموالها محجوز عليها، قول كلام يتصدق يا راجل!

٭ ياسر يوسف: نود ان يذكر بالتحديد اسم المصدر في القصر الجمهوري حتى نتأكد من صحة كلامه او يعتبر كل ما قاله هراء.

٭ مصري من الخليج: احذروا هذا «المتقلب » وارجعوا لليوتيوب تجدوا انه كان يدافع عن النظام في ايران ويهاجم السعودية ومصر، رجل لا مصداقية له!

٭ مدحت: أمر كهذا سري للغاية بين وزير خارجية ورئيس جمهورية، فكيف عرفت به يا شاطر؟! نحن في مصر لا نعرف الفارسية فما هذه الصحف وما الذي يمنع صدورها هذه الأيام حتى دون اتفاق؟!

٭ محمد العراقي: يا اهل مصر لا تصدقوا هذه الأكاذيب ومن يريد المزيد عن القائل فليراسلني!

٭ ديبو: انت تتحدث الى شعب عاقل وفاهم لا إلى رعاة نامت عقولهم!

٭ محيي: بقى واحد من القصر الجمهوري قال كده؟ صباح الفل يا عمنا الحاج.

***

آخر محطة: 1 ـ وكتب القارئ حسان مستشهدا بالآية الكريمة (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم.

2 ـ هناك شخصيات كويتية تعمل طوال الوقت لتدمير سمعتنا ودق إسفين الخلاف والفتنة بين صفوفنا، تقابلها شخصيات كويتية خيّرة تعمل جاهدة على رفع اسم الكويت عاليا وإصلاح ذات البين في الداخل والخارج، وشتان ما بين أعداء وأصدقاء الكويت من.. الكويتيين!

3 ـ سبق لنفس الشخصية الكويتية الخارقة ان ادعت ان لديها مصادر سرية في 6 قصور حكم خليجية ـ يا لطيف ـ وقد أبلغتها مصادرها تلك آنذاك بأن الدعوة لمؤتمر شرم الشيخ قد وصلت للحكام عن طريق الفاكس، حيث لم يتنازل الرئيس الاميركي بإرسال الدعوات عن طريق سفرائه وان فرض ـ حسب قول تلك الشخصية الصادقةـ على السفارات الكويتية والخليجية ان يكون في كل واحدة منها ملحق إسرائيلي.. يا للهول!

4 ـ العالم يحتفل بيوم الأول من أبريل مرة في العام، والبعض يعتبر كل أيام السنة هي.. الأول من أبريل..

 

احمد الصراف

التقمص وسحر القطان

لدي عدد من الأصدقاء، من عرب وهنود وغيرهم، من المؤمنين بصحة فرضية التقمص، أي انتقال الروح من جسد الميت إلى مولود جديد، ولهم في اثبات ذلك قصص وروايات، ومنها ما تكرر حدوثه مع أكثر من واحد منهم، وغالبية تلك القصص تتعلق بعودة أبناء أو أحفاد مغتربين لزيارة موطن أجدادهم، وطلبهم الحفر تحت شجرة هنا أو بيت هناك، ليجدوا مسكوكات وحليا وسيوفا مدفونة، يدعي ذلك الصبي مثلا أنه وضعها في ذلك المكان قبل مئات السنين عندما كانت روحه في جسد شخص آخر! وهذا يعني أن أرواح المنتمين الى منطقة جغرافية أو عقيدة تبقى بينهم ولا تغادرها إلى مناطق وديانات أخرى، فلم يسمع هؤلاء مثلا أن هندوسيا وجد أو اكتشف ان روحه كانت في سابق عهدها تعود لعالم فضاء أميركي أو امرأة من أستراليا! وقد اثرت يوما مع صديق موضوعا يتعلق بسبب انتشار مثل هذه القصص العجيبة بين فئة دون غيرها، وكأنهم الوحيدون الذين تنتقل أرواحهم لغيرهم، أو كأن أطفال أو أحفاد المهاجرين الآخرين المنتمين لديانات أو عقائد أخرى ليسوا ببشر مثلهم؟ ولكن الصديق العربي فضل الصمت! مناسبة هذا الكلام تتعلق بحديث ورد في لقاء على قناة الوطن في يناير الماضي على لسان السيد أحمد القطان، وهو من غلاة الإخوان في الكويت، ولم ينتشر على الانترنت إلا أخيرا وتعلق بالسحر والشعوذة، حيث ذكر أن السحر منتشر في الكويت، وان فيها 500 ساحر وساحرة، وانهم يستخدمون الخرز في السحر، وأن السحر لا ينفك، ولا يشفى المسحور منه إلا بموت الساحر! واستشهد القطان بحادثة وقعت قبل عشر سنوات في مستشفى بجدة، عندما قام عدد كبير من المرضى الميئوس من شفائهم من أسرتهم، وسط دهشة الجميع، وعادوا إلى بيوتهم لا يشكون من شيء! وأن تلك الحادثة العجيبة وقعت بعد كارثة «التسونامي» التي ضربت جنوب شرق آسيا عام 2004، والتي مات من جرائها 230 الف شخص، وكان بينهم سحرة اندونيسيون من الذين سبق أن «سحروا» أولئك المرضى(!) ولا أدري لماذا كان يجب أن يموت 230 ألفا لكي ينفك السحر عن بضعة مئات من المرضى السعوديين؟ ولماذا مرضى مستشفى جدة بالذات؟ ولماذا تطرق الى هذه الحادثة «الخربوطة» الآن، وبعد 10 سنوات من وقوعها؟ نعود إلى بداية المقال، ونتساءل: لماذا يرى بعضهم جنا وابالسة وشياطين ولا نرى، نحن الناس العاديين، شيئا منها؟ ولماذا يقع بعضهم في السحر، ولا يقع أمثالنا فيه؟ ولماذا يرى بعضهم الآخر اشباحا ولا نراها؟ ولماذا يُسحرون ولا نُسْحَر أو نعرف سحرة ومسحورين؟ الا يكفينا ما نحن فيه من تخلف، ليفرض علينا هؤلاء أفكارهم وغير آرائهم؟ وهل نسينا قصة الذي قتل نفسا بريئة بحجة إخراج الجن منها، ليحكم بالسجن، فيتوسط له من لهم مثل لحيته وعقله، ويفكوا قيده، مستخدمين فيتامين «و»، وليصبح بعدها نجما تلفزيونيا وكاتبا ألمعيا؟ 

أحمد الصراف