في الوقت الذي أثبت فيه عالم النقل الجوي كفاءته فلم يقع حادث واحد العام الماضي ولم تدفع البشرية ضحية واحدة رغم السرعات الهائلة للطائرات وتحديد عملها بمسارات جوية محددة وممرات أرضية، الا ان البشرية والكويت من ضمنها مازالت تدفع أنهارا من الدماء ثمنا لحروب الشوارع اضافة الى عشرات المليارات من الدولارات ثمنا للزحمة المرورية.
* * *
ومادمنا في الزحمة المرورية فلماذا لا يقسم دوام الوزارات الى صباحي ومسائي لتخفيف الزحمة ولإعطاء الفرصة للموظفين الجادين للذهاب مساء لتخليص معاملاتهم بدلا من التغيب، اضافة الى استيعاب الأعداد المتزايدة من الموظفين ممن لم يعد هناك مكان لاستيعابهم في الدوام الصباحي، وكذلك لتشجيع السكن في المناطق الجديدة البعيدة التي يصعب على ساكنيها التواجد مبكرا في الصباح وقد يكون أسهل عليهم الأخذ بالدوام الثاني؟
* * *
ومن أسباب الزحمة وقوف السيارات مع لحظة الاصطدام الخفيف انتظارا لوصول سيارة المرور بينما يفترض ان يتجه الاثنان الى أقرب مخفر لتسجيل القضية والحصول على ورقة التأمين. ومن الأسباب الأخرى الخاصة ببلدنا «بلاغة الشف» وأعني الفضوليين والحشريين ممن لا مانع لديهم من اغلاق الطرق السريعة لمتابعة شخص يبدل عجل سيارته على جانب الطريق او من يعتبر السيارة منزله الأول فيمضي جلّ يومه يتنقل بها دون هدى من مكان الى مكان ويشتكي من الزحمة الذي هو أحد أهم أسبابها.
* * *
ولن تخف المشكلة المرورية ولا نقول تحل لأنها لن تحل قط دون تحسين وسائل النقل البديلة وزيادة أعباء تملك السيارة الخاصة والتنقل بها من زيادة أثمان المواقف والبنزين والتأمين وتجديد الرخص كما هو الحال في الدول المتقدمة حيث نرى الوزراء الانجليز على سبيل المثال يصلون الى مجلس الوزراء في 10 داوننغ ستريت بالتاكسي او مشيا من محطة الاندرغراوند القريبة.
* * *
آخر محطة: من الأمور التي تدعو للتفاؤل قرب ولادة هيئة النقل على يد الوزير الشاب الكفؤ م.سالم الأذينة حيث سيختص عملها بإيجاد حلول للمشاكل المرورية.