وقفنا في طابور طويل في مطار هيثرو لاسترجاع أموال الضريبة، وامتد وقوفنا لما يقارب التسعين دقيقة تقريباً، جنسيات وثقافات وأعمار وحالات مادية مختلفة وقفت تنتظر في هذا الطابور للوصول إلى دورها، وخلال فترة الانتظار يحاول شخصان من الكويت بكامل أناقتهما وملابسهما الثمينة تجاوز هذا الوقوف الطويل واستثناء نفسيهما من الطابور، فيتصدى لهما رجل وامرأة من أوروبا الشرقية رافضين هذا التجاوز الفج، ويعلو صوتهما في الرفض، فيتدخل المسؤول عن الضرائب ويعيد الشابين الأنيقين إلى مؤخرة الطابور رغم علامات الغضب البادية على وجهيهما وتنتهي المشكلة. وبعد حين لاحظت أن الرجل والمرأة القادمين من أوروبا الشرقية لم تتجاوز أموالهما المسترجعة ما يعادل العشرين ديناراً فقط، في حين أن الشابين الأنيقين من الكويت كانا يحملان من فواتير استرجاع الضريبة ما قد يعادل الألف دينار أو أكثر. ماذا لو كانت حادثة الطابور هذه في الكويت؟ أعتقد أنكم تعرفون الإجابة جميعاً، وهي لب مشاكلنا أصلاً. بريطانيا تضم من تنوع الثقافات والاختلافات ما قد يوازي الكويت ودول المنطقة مجتمعة، ومع هذا لا يشعر البريطاني أن من يستوطن بلاده حديثاً قد سلب حقوقه، ولا يشعر بخوف من مدّ صفوي أو يهودي أو عرقي، ولا بـ»طرثوث» أو من أهل لندن من الحيتان، يعيش الشيوعي مع الرأسمالي والمسلم مع من يعبد الشيطان والغجري مع النبيل، والشاذ مع السوي، في بلد واحد يتسوقون من متجر واحد، يعملون في مؤسسة واحدة، يقطنون في مساكن متقاربة، يتنزهون في حديقة واحدة، يستخدمون حافلة واحدة دون مشاكل أو قلق من المختلف عنهم. أما نحن فإن توسعنا في العنصرية والتقسيم لن تتجاوز فئات مجتمعنا عشرة عناصر على أقصى تقدير، ومع هذا نعيش في هم وخوف وقلق، ويردد هذا «كلونا البدو»، و الآخر يقول «توسع صفوي»، وثالث يقول «حيتان ينهبون البلد»، و كل هذا القلق وببساطة لأننا لا نتعاطى مع طابور مطار هيثرو مثلما يتعاطون هم معه، مسطرة واحدة لا يتجاوزها أحد. علتنا ليست بعدد وليست بأفكار مختلفة ومتنوعة، قد تكون رجعية لدى البعض، ومتقدمة لدى البعض الآخر من فئات المجتمع، فمهما اختلفنا فلن نصل إلى عُشر اختلاف قاطني بريطانيا ومع هذا هم لا يعانون ما نعانيه من هاجس وخوف من الآخر. لن يأكلنا أحد، ولن يتمدد علينا أحد، ولن ينهبنا أحد، إن تملكنا ما يجمع الشعوب تحت مسطرة واحدة اسمها القانون لا تميز أحداً عن الآخر، والمصيبة أننا نملك القانون والإطار والمسطرة منذ خمسين عاماً، ومازلنا نطالب بتطبيق ما هو موجود أصلاً، لأن هناك حكومات متعاقبة تتعمد استثناء بعض الفئات من القانون فيشعر الآخرون بالظلم والخوف والقلق، ولن تنصلح الحال أبداً ما دمنا ندار بنفس عقلية اللا قانون تلك. هواجسنا يا كرام ليست سوى بعبع تديره الجهة المهيمنة على مؤسسات الدولة، ولن تزول إلا بفرض القانون قسراً عليهم. خارج نطاق التغطية: يزعجني جداً أن يتحدث بعض نواب الأغلبية المبطلة «تيار الصدفة» عن حكم المحكمة الدستورية المرتقب حول مرسوم الصوت الواحد، فهم لم يتوجهوا إلى المحكمة الدستورية كما فعل الملا والغانم والصرعاوي وأسيل والرومي للطعن واتباع الخطوات الدستورية القانونية، بل لم يؤيدوا هذا التوجه أصلاً… واليوم يخاطبون المحكمة الدستورية معتمدين على قصر ذاكرة الناس. بما أنكم لم ترتضوا تحكيمها فمالكم تنتظرون حكمها؟
الشهر: أبريل 2013
قرأت لك..
(From worst to first) كتاب لغوردون بيثون، يروي من خلاله تجربته في إدارة شركة كونتيننتال الأميركية للطيران والتي أحالها من أسوأ شركة الى أكثرها نجاحا حتى ارتفع سهمها خلال سنوات بـ 1700%، وقد خط مقدمة الكتاب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن طالبا بان تكون تجربة الكاتب قدوة لجميع الشركات سواء المختص منها بالطيران او غير المختص.
***
«شهادتي» كتاب مذكرات وزير الخارجية المصري احمد أبوالغيط ويذكر ضمنه ان الرئيس مبارك أخبره أكثر من مرة بأنه لا ينوي توريث ابنه جمال الحكم خاصة ان هناك معارضة أميركية قوية لمشروع التوريث، كما ان الرئيس المصري أسر له أكثر من مرة خلال سنواته الأخيرة بأن الإدارة الأميركية قد تخلت عنه وان «من يتغطى بالأمريكان يبات عريان».
***
«إنقاذ العراق.. وبناء أمة محطمة» كتاب للاقتصادي الشهير نمير امين قيردار تتضمن مقدمته إطراء وثناء من كيسنغر وبريجنسكي ويظهر خلاله أخطاء ما يحدث في العراق منذ انقلاب يوليو 1958 حتى اليوم، ويرسم خارطة طريق واضحة المعالم لكيفية خروج العراق من مأزقه وقد أعجبني استشهاد الكاتب بخطاب السياسي الفريد نوري السعيد الذي ألقاه في 12/17/ 1956، وقال ضمنه «من حق السياسي ان يجازف بحياته او سمعته ولكن ليس من حقه ان يجازف بسلامة وكيان بلاده» ولم يعجبني من الكاتب عدم ذكره لرفيق دربه في بنك انفستكورب العم عبدالرحمن العتيقي.
***
«في عين الإعصار» كتاب للسياسي العراقي عدنان الباجه جي، مليء بالثناء على الذات ونكران جميل الآخرين ومعروف عن الباجه جي تبنيه لمطالبات قاسم بالكويت 61 ـ 63، ورغم اعترافه ص 175 بأن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو من شجعه وتوسط له في السبعينيات للعمل بالخليج حتى أصبح وزيرا في حكومة أبوظبي الا انك تشعر من خلال السطور وبشكل خفي بأنه مازال للأسف على عدائه الشديد للكويت.
***
«وطن من كلمات» كتاب من 500 صفحة لعدو الكويت وناكر جميلها الثاني عبدالباري عطوان الذي يذكر دون خجل او وجل فضائل الخارجية الكويتية عليه والسماح له بدخول البلاد حتى إبان إغلاق حدودها بعد مؤامرة الاغتيال الفاشلة لأمير البلاد منتصف الثمنينيات وكيف انه تزوج من الكويت آنذاك وهو الذي جعله يقول للملك عبدالله الثاني ملك الأردن ذات مرة انهما متزوجان من فلسطينيتين من الكويت، ولم يذكر في الكتاب كيف تحول من الفقر المدقع الى الثراء الفاحش ولماذا يحارب إسرائيل من لندن لا من غزة؟!
***
كتابي ذكريات ، الأول «في السجن والغربة» للدكتور الليبي جمعة عتيقة شقيق أمين عام منظمة أوابيك النفطية، المقيم في الكويت د.علي عتيقة والذي يكشف تجربته المرة مع القذافي وصدام، وأخطر منه كتاب الدكتور الليبي سعيد الليشاني «قصة كفاح» والذي عمل أمينا عاما للمنظمة العربية للتنمية الصناعية ومقرها بغداد ولديه كلام خطير جدا حول روابط مشتركة تتصل بصدام والقذافي وتجد ذلك في صفحتي 54 و154 من الكتاب الذي عليك قراءته لمعرفة أسرار ما يحدث في المنطقة.
***
آخر محطة: (1) «Ask the pilot» كتاب معلوماتي رائع ومشوق للطيار باتريك سميث تجد ضمنه إجابات لكل ما يخطر ببالك من أسئلة حول الطيران.. كتاب يستحق بحق ان يترجم للعربية.
(2) كتاب قديم جدا يستحق إعادة الطبع والقراءة من الجلدة الى الجلدة، الكتاب اسمه «الأيام اللبنانية» ومؤلفه هو اسكندر الرياشي الذي يعتبر أستاذا ومعلما بحق لكبار رجال الصحافة في لبنان أمثال سعيد تقي الدين وسعيد فريحة وغسان تويني وكامل مروة وميشال جودة وسليم اللوزي وغيرهم.
النزهة
ومضات السعادة في حياتنا قد تكون كثيرة ولكن قلة منها تبقى معنا سنة بعد أخرى، مهما تقدمنا في العمر، طالما لم نصب بالألزهايمر. ومن اللحظات الجميلة في حياتي حضوري أول عرض لأول فيلم سينمائي ملون وسكوب في تاريخ الكويت، وكان ذلك في سينما الفردوس، في بداية الستينات! ويعود فضل حضوري لشجاعة، او تهور، صديقي أبو أحمد، الذي تبرع بثمن التذكرتين والدخول بين جموع المتجمهرين أمام شباك التذاكر، وليختفي لقرابة نصف ساعة ويعود بعدها بالتذكرتين، ولكن من دون غترة ولا نعال، وبجيب دشداشة ممزق وشعر اشعث! بدأ الانبهار مع اللحظات الأولى التي بدأ فيها العرض، وظهور أسماء الممثلين واسم الفيلم الذي لن أنساه، ولكن نسيت قصته، وكان اسمه «النزهة» أو picnic. كما لا ازال، وبعد اكثر من نصف قرن، أتذكر ذلك الشعور بالزهو والراحة بالجلوس على كرسي وثير ومرتفع، مقارنة بكراسي السينما الشرقية القديمة. كما لا أزال اتذكر اصوات الآهات من حولي كلما ظهرت بطلة الفيلم الفاتنة كيم نوفاك على الشاشة بشعرها الأحمر الخلاب وابتسامتها اللعوب. وهكذا قضينا ما يقارب الساعتين ونحن نتابع بنشوة مصحوبة بقلة معرفة بأحداث الفيلم البسيطة، وكأننا نشاهد ملحمة تاريخية! وكان لا بد ان ينتهي الحلم عندما قرأنا كلمتي The End، والتي لا أعرف إلى اليوم لم تكتب، فإضاءة أنوار صالة العرض كافية لفهم أن العرض قد انتهى.. فينيتو!
ويوم أمس أعادني الصديق هشام السلطان لعدة عقود إلى الوراء عندما أهداني «سي دي» فيلم «النزهة» فأعدت مشاهدته أكثر من مرة، وانا في قمة الاستمتاع، واسترجعت كل الذكريات القديمة والجميلة، وحلاوة الحياة الهنية والبسيطة، وكيف كان العالم يعيش في امان اختفى مع زيادة الكراهية والعنف في حياتنا وفي مدننا، بعد أن خربت الذمم وانتشر الإجرام، واصبح الشر هو السيد والسائد، والخير هو الاستثناء!
ولدت كيم نوفاك، واسمها الحقيقي Marilyn Pauline Novak في فبراير 1933، اي أنها قد تجاوزت الآن الثمانين من عمرها المديد، ولا تزال صورتها في أذهان الملايين كما كانت في ذلك الفيلم وعشرات الأفلام الأخرى بعدها، كفيلم «الرجل ذو الذراع الذهبية»، وفيلم «منتصف الليل»، و«فيرتيجو»، و«قبلني ايها الغبي»، وغيرها من الأفلام الجميلة. وتعيش كيم الآن مع زوجها في مزرعة في ولاية أوريغون.
• • •
• ملاحظة: نعزي الشعب البريطاني، والأحرار من شعب الكويت برحيل البارونة مارغريت تاتشر، التي كان لها الفضل الأول في دفع الرئيس الأميركي جورج بوش، وحثه بإصرار على السعي، وبقية الحلفاء، على القيام بعملية تحرير الكويت من نير الاحتلال الصدامي! ولولا شجاعتها ومبادرتها لكنا اليوم، وفي أحسن الأحوال، جزءا من معدان الأهوار!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
أيها السلفيون… تعالوا نطبق الشريعة
أنا الموقع أدناه محمد الوشيحي، الليبرالي المدعوم من الإخوان في مصر والسودان، والمسنود من قطر وأوزباكستان، أقر بتأييدي لمطلب النائب السابق محمد هايف، والداعية الفاضل سالم الطويل، وغيرهما، بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية بكل تفاصيلها وحذافيرها.
امسكوا علي الفقرة السابقة واعتبروها وصل أمانة، تلوحون به في وجهي أمام محاكم الرأي العام في القادم من الأيام، لكن أرجوكم لا تنسوا شرطي الوحيد. أكرر: شرطي الوحيد، وهو أن يتفق السلفيون الكويتيون أنفسهم على مفهوم واحد، أو تفسير واحد للشريعة الإسلامية.
قلت "السلفيون الكويتيون"، لم أشمل معهم بقية السلفيين المسلمين في أصقاع هذا الكوكب، بدءاً من السلفيين في الشقيقة المملكة العربية السعودية وليس انتهاء بسلفيي طشقند، فأنا لا أسعى إلى تعجيزهم… قلت "السلفيون الكويتيون"، لم أقل: المسلمون الكويتيون بشيعتهم وسنتهم، فقد يتفق القمر والشمس على موعد واحد للشروق قبل أن يتفق السنة والشيعة على أركان الإسلام… قلت "بشرط أن يتفق السلفيون الكويتيون"، لم أقل بشرط أن يتفق الكويتيون السنة بـ"إخوانهم المسلمين" و"الصوفيين" وبقية ألوان الطيف الإسلامي السني… أنا حصرت الشرط في أضيق نطاق ممكن، "السلفيون الكويتيون" لتسهيل المهمة.
وهذا عهد مني ووعد أن أمشي في الشوارع رافعاً شعار الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، إذا اتفق أحمد باقر مع محمد هايف، وكلاهما سلفي، على تفسير واحد للشريعة، وشاركهم الاتفاق بقية السلفيين، مثل د. وليد الطبطبائي ود. علي العمير ود. شافي العجمي وسالم الطويل وفهيد الهيلم ود. فهد الخنة وخالد العدوة وغيرهم وغيرهم وغيرهم…
يميناً بالله لأرفعن الشعار حتى على منزلي وعلى سيارتي، إذا اتفق هؤلاء على بعض المسائل المهمة في حياة الناس، وأجمعوا على تفسير واحد لمصطلح "ولاة الأمر"، على سبيل المثال، وبينوا لنا هل المقصود بـ"ولاة الأمر" رئيس الدولة سمو أمير البلاد فقط أم رئيس الدولة وولي عهده؟ أم يشمل المصطلح كل الشيوخ الوزراء؟ أم كل أبناء الأسرة الحاكمة وبناتها؟ أم يقتصر فقط على الأبناء دون البنات؟ أم كل ذي سلطة ولي أمر، أي أن الوزراء كلهم ولاة أمر؟ طيب وماذا عن الوكلاء والوكلاء المساعدين؟ وماذا عن مديري الهيئات بدرجة وكلاء؟ وماذا عن المستشارين بدرجة وزراء؟ وماذا عن وعن وعن…؟
لا نريد منهم أدلة يبينون لنا فيها إلى أي آية أو حديث استندوا في تفسيرهم، فقط نحتاج إلى أن يتفقوا على تفسير واحد وسنوافقهم. ثم يتفقون على تفسير واحد للخروج في المسيرات الرافضة للفساد، هل هو حرام أم حلال أم مكروه، وهل هو خروج على ولاة الأمر أم هو جهاد أم عمل خير يدخل في باب تغيير المنكر باليد ورفض الفساد؟ أيضاً لا نحتاج إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، نحتاج فقط إلى إجماعهم على تفسير واحد أو فتوى واحدة.
أما قبل ذلك، أي قبل اتفاقكم أيها السلف وإجماعكم على رأي واحد في ما يهم الناس وحياة الناس – دعوا عنكم الكماليات – فأرجوكم ألا تزاحمونا على المايكروفونات وتطالبونا بتطبيق الشريعة، فنوافقكم "على بياض"، ثم نختلف بعد ذلك على بعض التفاصيل فتبادل التكفير، وتدعي كل فرقة منا بأنها الفرقة الناجية وبقية الفرق على ضلال مبين، فأجد نفسي فجأة بعد اختلافي مع أحدكم خارج الملة، في العراء الطلق والعياذ بالله.
ولكم مني وعد أن أتكفل بديوانية منزلي الذي استأجرته حديثاً (هو في الحقيقة دور أرضي فقط، لكن مثلكم يجد لي العذر لزهدكم في زخرف الحياة الدنيا طمعاً في ما عند الله)، وسأتكفل بالشاي والقهوة والتمر والبخور والعشاء الطيب، وسأضمن لكم عدم اقتحام أحد من الليبراليين، عليهم من الله ما يستحقون، خلوتكم المباركة، حتى تنتهوا من نقاشكم وتخرجوا إلينا بما اتفقتم عليه، لنبدأ جميعاً بعد ذلك حملة المطالبة بتطبيق الشريعة.
اتفقوا أيها السلف الكويتيون المطالبون بتطبيق الشريعة وسنصطف خلفكم، على بركة الله، فإذا لم تفعلوا فستلتهمنا الشكوك في مصداقيتكم وجديتكم، وستنتفخ رؤوسنا بالسيئ من الظن في أهدافكم. جزاكم الله خيراً.
أشعر بقلق
أشعر بقلق لأن أسعار البترول مهددة بالانخفاض بعد أن زادت دول النفط من إنتاجها، إضافة إلى احتمال ارتفاع إنتاج النفط الصخري (مقال كامل العوضي بالآن)، وبعدها ستقول لنا أميركا والصين وغيرهما من الدول المستهلكة: "اشربوا نفطكم تصحوا، وإلا استعملوه بدل الخل في (بساتيق) الطرشي".
أشعر بالقلق لأن حكوماتنا لا بالعير ولا بالنفير، تسير على البركة، وهي بركة ترتدي جلباباً منقوشاً عليه شعار "خل القرعة ترعى" يعني اليوم لي بالصرف والهدر و"البقششة" السياسية "وليغور الغد غداً بستين داهية"… يعني أننا الذين ليس لدينا الملايين في مصارف سويسرا كضمان لبرجوازية أنجالنا سنكون بستين داهية…!
أشعر بالقلق لأن الكثير من الطائفيين من المفكرين والمنظرين ليس لهم من حديث غير الصفوية ومؤامرات الصفويين على دولتنا ودولنا، وكأن ثلث أهل الكويت من المواطنين الشيعة تنتهي أسماء عائلاتهم بالصفوي، فهذا جعفر الصفوي، وذاك عبدالرضا الصفوي الرافضي، وفلان من الناس جاء إلى الكويت بالبحر عن طريق التهريب… والحساب عليكم!
أشعر بالقلق، لأن معظم أخبارنا اليومية صارت مكبّلة بالأصفاد ومحروسة بالزنازين، فبين يوم وآخر أقرأ حكماً بحبس مغرد، أو خبراً آخر عن زيادة العقوبة عليه، أو محاكمة جزائية لنائب سابق تحدث بقوة وفضح القليل من جبل الفساد العائم في خليجنا الملوث.
أشعر بالقلق، لأن الكثيرين من شعبنا ومن فريج "يارب لا تغير علينا… ومو ناقصنا شي… والكويت فيها كل شي" لا يقلقون، ولا يجزعون من الغد، ليس عندهم غم ولا هم غير المعارضة ووجودها وخلافاتها وحلمهم المريض بنهايتها، ينامون على وسائد ناعمة من اليقين والراحة النفسية… هو يقين وراحة، فـ "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله … وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم"، رحم الله المتنبي… فهم أهل الجهالة وأبناء الكسالى.
أشعر بالقلق لأن أم الدنيا، وأقدم دولة في العالم مصر تحيا على كف عفريت، فالمصريون المتسامحون بالعادة، لم يعد كثير منهم متسامحاً. نقلنا لهم عدوى التعصب الديني مع معونات النفط، فالأقباط صاروا عقدة الأمة المصرية الإسلامية، والاعتداء على الكنائس أصبح جهاداً دينياً مفروضاً.
أشعر بالقلق من الدماء التي تسيل كالأنهار بسورية، أشعر بالقلق بعد أن تحوّلت معركة الحرية ضد نظام طاغٍ إلى معركة الطوائف وذبح على الهوية، وأضحى الوطن السوري لبناناً كبيراً، وقد تُنقل حرب المذاهب لدولنا. فلدينا أطنان ثقيلة من العقول المغلقة، ليس بها حتى نقطة صغيرة من فضيلة التسامح. أشعر بالقلق من العراق، الذي لم يعد عراقاً واحداً بل عراقات، وأرضاً للتفجيرات الانتحارية، وحكومة بإدارة غارقة في الفساد والممارسة الطائفية.
أشعر بالقلق من حال الحريات بدول خليجنا وتطلعات شعوبها إلى المشاركة السياسية، فهي تمعن اليوم في مصادرة الرأي الآخر، وتحبس وتقمع الناشطين السياسيين، وتظلم أغلبيات مقهورة من الفقر والبؤس.
أشعر بالقلق والحيرة، لأني لا أستطيع الكتابة في أمور كثيرة، فهناك القوانين التافهة التي تحاسب على كل صغيرة وكبيرة تجول في الرأس، وهناك الأسوأ من تلك القوانين الرسمية، المتمثلة بالقوانين الاجتماعية "وطابو" المحرمات والمنكرات… كلها زرعت الرقيب الذاتي في رأسي.
أشعر بالقلق، من هذا الربيع المغبر، وأقلق أكثر منتظراً ربيع الأزهار… متى يأتي لصحارينا الجرداء…؟ في يوم في شهر في سنة… "أين حليمو وسأكمل" في عقد… في عقدين… في قرن… في قرنين… لا نهاية للزمن!
الولد للفراش ولها الحجر
تذكرت، وأنا أقرأ خبر تبرع أمانة الأوقاف بمائة ألف دينار لدعم مشروع البصمة الوراثية، ما كان يردده القس الجنوب أفريقي دزموند توتو، في قمة تمسك الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا بالحكم، من أسف على كل من مات وسيموت من ضحايا الفصل العنصري، لأن الحق سيعود لأصحابه من الغالبية السوداء، وأن من الأفضل للبيض الاعتراف بالواقع وإنقاذ كل تلك الأرواح الغالية من الموت دون داع! ذكرتني مقولة القس توتو وتبرع الأمانة بالقاعدة الفقهية الإسلامية في حكم ثمرة أي علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة بأن «الولد للفراش وللعاهر الحجر»! ويعني ذلك أنه لا يحق للأم أن تطالب بوليدها من أي علاقة محرمة، بل يعود النسب للأب فقط، أما المرأة، وهي هنا «العاهر»، فليس لها شيء! وهذا يعني أيضا أن أي «رجل» يمكن أن يتقدم ويدعي انه الأب، ولا يحق للمرأة «الأم» أو العاهر أن تعترض، أو تنكر نسب ابنها أو ابنتها له! ومن هذا المنطلق اتت معارضة بعض الجهات والقوى الدينية، من سلف وإخوان، لأي محاولة حكومية لتطبيق البصمة الوراثية والاستعانة بها في تحديد النسب، بدلا من تطبيق القاعدة الفقهية، ليس فقط لخلفيتها الدينية، بل وأيضا بسبب التخوف من أن أي تطبيق موسع للبصمة الوراثية سيؤدي الى كشف النسب الحقيقي للكثيرين، وربما منهم من «وصلوا»! وأن بعضهم ليسوا ابناء أو آباء من يدعون الانتساب اليهم، وفهمكم هنا كاف!
وقد توقفت معارضة هؤلاء «الغلاة، او الذين على رأسهم ريشة» للبصمة الوراثية مع إقرار السعودية لها، وسيكونون خلال فترة قصيرة، كالعادة، ليس فقط من مؤيدي تطبيقها، بل وفي مقدمتهم! فقد سبق ان حرم هؤلاء مثلا المشاركة في الانتخابات النيابية، وفجأة تغير «مزاجهم الفقهي» ولم يكتفوا بتحليلها بل وحرصوا على أن يكونوا في مقدمة المشاركين فيها. والدليل على ذلك أن المعارضين السابقين للبصمة لم يكتفوا بالتزام الصمت، بعد القرار السعودي، بل قاموا بالإيحاء للأمانة العامة للوقف، من منطلق «ميانتهم» عليها، لصرف مبلغ مائة ألف دينار من صندوق الصدقات لدعم مشروع فحص البصمة الوراثية للمقيمين بصورة غير قانونية، أو «البدون».
ونحن إذ نثمن قرار الأمانة العامة للوقف، ومساهمتها في مشروع علمي وإنساني، إلا أننا نتساءل، من دون اي خبث، كيف أصبح «حرام الأمس» حلال اليوم؟ وإن كان بالإمكان وقف العمل بقاعدة فقهية بجرة قلم، فلم لا نمتلك الشجاعة لوضع تفسيرات مرنة وعصرية للكثير من القواعد الفقهية الأخرى؟ علما بأن البصمة الوراثية لو طبقت منذ عشر سنوات مثلا لخففت عبئا كبيرا على جهات عدة، مثل الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية، والإدارة العامة للأدلة الجنائية ولجنة دعاوى النسب وغيرها، علما بأن البعض منها بدأ «بسكوت» بالاستفادة من البصمة الوراثية. كما يذكر أن عدد الذين استفادوا من تبرع الأمانة بلغ 9580 فردا حتى الآن، بكلفة زادت على 814 ألف دينار، وبالتالي مطلوب قيام جهات اخرى بالتبرع لهذا المشروع الإنساني والحيوي، فكلفة الفحص الواحد تبلغ 85 دينارا.
أحمد الصراف
صباح الفل يا عم الحاج!
نشرت صحيفة «اليوم السابع» المصرية قبل ايام خبرا نسب لشخصية سياسية وأكاديمية كويتية ذكرت خلاله ان مصدرا «سريا» في القصر الجمهوري المصري اخبرها ـ دون غيرها ـ ان وزير الخارجية الايراني عرض 30 مليار دولار كاش على الرئيس المصري ومعها كبونص ارسال 5 ملايين سائح ايراني كل عام، اضافة الى اصلاح 2000 مصنع معطل، وكل ذلك لقاء تسليمهم المساجد الفاطمية لترميمها (الجميل انهم لن يفكوها لأخذها معهم والأجمل ان اغلب عمليات ترميم الآثار في مصر تمول من منظمات دولية دون عناء)، واصدار صحيفتين بالفارسية لشعب لا يتحدث الفارسية ولا توجد قيود لاصدار الصحف فيه وسيسعد الشعب المصري المترف والفاضي بشراء تلك الصحف لمشاهدة الصور فيها.. وقد أتت ردود القراء مع الاسماء المرفقة كالتالي:
٭ محمود: يا راجل 30 مليار!
٭ طبيب: هي ايران معاها 30 مليار اصلا؟!
٭ رحال: مرة واحد يعرض 200 مليار لشراء الآثار، وواحد 30 مليار للمساجد الفاطمية، و500 مليار لقناة السويس، و500 مليار لتوطين الفلسطينيين في سيناء، يعني كل الفلوس دي نازلة تهل علينا والحكومة تشتكي الفقر وعماله تجري ورا البنك الدولي علشان يحن بـ 5 مليارات.. الشعب المصري فهلوي أمّال حكومتنا خايبة ليه؟!
٭ د.علي شعبان: هذا كلام مبتدأ بلا خبر ولم يقل الاهم في الموضوع- ان صدق- وهو رد الرئيس مرسي على العرض بالايجاب او الرفض!
٭ رأفت: ايران تحت الحصار وهي بحاجة لكل دولار وأموالها محجوز عليها، قول كلام يتصدق يا راجل!
٭ ياسر يوسف: نود ان يذكر بالتحديد اسم المصدر في القصر الجمهوري حتى نتأكد من صحة كلامه او يعتبر كل ما قاله هراء.
٭ مصري من الخليج: احذروا هذا «المتقلب » وارجعوا لليوتيوب تجدوا انه كان يدافع عن النظام في ايران ويهاجم السعودية ومصر، رجل لا مصداقية له!
٭ مدحت: أمر كهذا سري للغاية بين وزير خارجية ورئيس جمهورية، فكيف عرفت به يا شاطر؟! نحن في مصر لا نعرف الفارسية فما هذه الصحف وما الذي يمنع صدورها هذه الأيام حتى دون اتفاق؟!
٭ محمد العراقي: يا اهل مصر لا تصدقوا هذه الأكاذيب ومن يريد المزيد عن القائل فليراسلني!
٭ ديبو: انت تتحدث الى شعب عاقل وفاهم لا إلى رعاة نامت عقولهم!
٭ محيي: بقى واحد من القصر الجمهوري قال كده؟ صباح الفل يا عمنا الحاج.
***
آخر محطة: 1 ـ وكتب القارئ حسان مستشهدا بالآية الكريمة (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم.
2 ـ هناك شخصيات كويتية تعمل طوال الوقت لتدمير سمعتنا ودق إسفين الخلاف والفتنة بين صفوفنا، تقابلها شخصيات كويتية خيّرة تعمل جاهدة على رفع اسم الكويت عاليا وإصلاح ذات البين في الداخل والخارج، وشتان ما بين أعداء وأصدقاء الكويت من.. الكويتيين!
3 ـ سبق لنفس الشخصية الكويتية الخارقة ان ادعت ان لديها مصادر سرية في 6 قصور حكم خليجية ـ يا لطيف ـ وقد أبلغتها مصادرها تلك آنذاك بأن الدعوة لمؤتمر شرم الشيخ قد وصلت للحكام عن طريق الفاكس، حيث لم يتنازل الرئيس الاميركي بإرسال الدعوات عن طريق سفرائه وان فرض ـ حسب قول تلك الشخصية الصادقةـ على السفارات الكويتية والخليجية ان يكون في كل واحدة منها ملحق إسرائيلي.. يا للهول!
4 ـ العالم يحتفل بيوم الأول من أبريل مرة في العام، والبعض يعتبر كل أيام السنة هي.. الأول من أبريل..
التقمص وسحر القطان
لدي عدد من الأصدقاء، من عرب وهنود وغيرهم، من المؤمنين بصحة فرضية التقمص، أي انتقال الروح من جسد الميت إلى مولود جديد، ولهم في اثبات ذلك قصص وروايات، ومنها ما تكرر حدوثه مع أكثر من واحد منهم، وغالبية تلك القصص تتعلق بعودة أبناء أو أحفاد مغتربين لزيارة موطن أجدادهم، وطلبهم الحفر تحت شجرة هنا أو بيت هناك، ليجدوا مسكوكات وحليا وسيوفا مدفونة، يدعي ذلك الصبي مثلا أنه وضعها في ذلك المكان قبل مئات السنين عندما كانت روحه في جسد شخص آخر! وهذا يعني أن أرواح المنتمين الى منطقة جغرافية أو عقيدة تبقى بينهم ولا تغادرها إلى مناطق وديانات أخرى، فلم يسمع هؤلاء مثلا أن هندوسيا وجد أو اكتشف ان روحه كانت في سابق عهدها تعود لعالم فضاء أميركي أو امرأة من أستراليا! وقد اثرت يوما مع صديق موضوعا يتعلق بسبب انتشار مثل هذه القصص العجيبة بين فئة دون غيرها، وكأنهم الوحيدون الذين تنتقل أرواحهم لغيرهم، أو كأن أطفال أو أحفاد المهاجرين الآخرين المنتمين لديانات أو عقائد أخرى ليسوا ببشر مثلهم؟ ولكن الصديق العربي فضل الصمت! مناسبة هذا الكلام تتعلق بحديث ورد في لقاء على قناة الوطن في يناير الماضي على لسان السيد أحمد القطان، وهو من غلاة الإخوان في الكويت، ولم ينتشر على الانترنت إلا أخيرا وتعلق بالسحر والشعوذة، حيث ذكر أن السحر منتشر في الكويت، وان فيها 500 ساحر وساحرة، وانهم يستخدمون الخرز في السحر، وأن السحر لا ينفك، ولا يشفى المسحور منه إلا بموت الساحر! واستشهد القطان بحادثة وقعت قبل عشر سنوات في مستشفى بجدة، عندما قام عدد كبير من المرضى الميئوس من شفائهم من أسرتهم، وسط دهشة الجميع، وعادوا إلى بيوتهم لا يشكون من شيء! وأن تلك الحادثة العجيبة وقعت بعد كارثة «التسونامي» التي ضربت جنوب شرق آسيا عام 2004، والتي مات من جرائها 230 الف شخص، وكان بينهم سحرة اندونيسيون من الذين سبق أن «سحروا» أولئك المرضى(!) ولا أدري لماذا كان يجب أن يموت 230 ألفا لكي ينفك السحر عن بضعة مئات من المرضى السعوديين؟ ولماذا مرضى مستشفى جدة بالذات؟ ولماذا تطرق الى هذه الحادثة «الخربوطة» الآن، وبعد 10 سنوات من وقوعها؟ نعود إلى بداية المقال، ونتساءل: لماذا يرى بعضهم جنا وابالسة وشياطين ولا نرى، نحن الناس العاديين، شيئا منها؟ ولماذا يقع بعضهم في السحر، ولا يقع أمثالنا فيه؟ ولماذا يرى بعضهم الآخر اشباحا ولا نراها؟ ولماذا يُسحرون ولا نُسْحَر أو نعرف سحرة ومسحورين؟ الا يكفينا ما نحن فيه من تخلف، ليفرض علينا هؤلاء أفكارهم وغير آرائهم؟ وهل نسينا قصة الذي قتل نفسا بريئة بحجة إخراج الجن منها، ليحكم بالسجن، فيتوسط له من لهم مثل لحيته وعقله، ويفكوا قيده، مستخدمين فيتامين «و»، وليصبح بعدها نجما تلفزيونيا وكاتبا ألمعيا؟
أحمد الصراف
كي لا نترككم وبرتقالكم…
الأفكار ليست من الأسمنت والخرسانة. الأفكار تتغير بتغير المعلومات ومستوى العقل وعوامل أخرى. وكنت ممن ينادون بحل مشاكل الأغلبية (البرلمانية السابقة) داخل بيت الأغلبية، بل في الصالة الداخلية تحديداً، كي لا يسمع الجيران ضجيج أعضاء الأغلبية وخناقهم ومعاركهم، ليخرج بعدها أعضاء الأغلبية أمام وسائل الإعلام وكأنهم في مسابقة أجمل ابتسامة.
وكما تغيرت قناعتي في "الحكومة البرلمانية" فكتبت قبل نحو سنة تأييدي لهذا الشعار بعد رفضي إياه، كذلك تغيرت قناعتي بخصوص احتواء مشاكل الأغلبية، وحصر الخناق داخل الصالة، بعد أن اكتشفت أن العملية أصبحت كـ"كنس الوسخ والتراب تحت السجاد" لإخفائه عن الضيوف والزوار، حتى تراكم التراب وشيدت الجراثيم بناها التحتية ومدنها السكنية وأقامت مشاريعها وأوامرها التغييرية تحت السجاد، وأضحى ما تحت السجاد مدينة قائمة بشوارعها وجسورها ومرافقها العامة…
وإذا كان السياسيون يلعبون في "استاد فن الممكن" فإن الإعلاميين يلعبون في "استاد كشف المستور"… السياسيون، في الغالب، يراعون مشاعر بائع البرتقال، طمعاً في صوته الانتخابي، أو في أصوات أقربائه، ويمتدحون طعم برتقاله رغم شعورهم بالقرف لفساد البرتقال، ويطلق الواحد منهم آهات اللذة وهو يتلمظ بالبرتقال العفن، أما الإعلاميون الصادقون فيرمون البرتقال العفن جانباً، ويضيئون كشافاتهم ويصرخون "البرتقال فاسد، والبائع فاسد".
إجمالاً، الإعلامي أقوى من السياسي، وأسرع منه، يسبقه بخطوات، فالأحمال على كاهل الإعلامي أخف، والحسابات عنده أقل، ومراعاة مشاعر الأطفال تكاد تكون ممسوحة من قاموسه، ووو…
وعليه أقول: السرطان بدأ يستشري في جسد الأغلبية، والتجاعيد انتشرت في وجهها، وجسدها ترهل، وتراجع مركزها بين فرق الدوري، وتكدس التراب بكميات لا تطاق تحت سجادها، وليس من حل إلا بالعلاج الكيماوي وبتر الجزء الفاسد من الجسد وكنس التراب إلى الشارع وغسل السجادة، ومصارحة الناس، ونقل الحديث من الصالة الداخلية للمنزل إلى الساحات العامة، والقبض على بائع البرتقال الفاسد. وما لم تفعل الأغلبية ذلك من تلقاء نفسها فسنسلط عليها الأضواء ونصرخ "برتقالهم فاسد و… هم فاسدون" ونتركهم هم وبرتقالهم يعمهون. نقطة. انتهى.
أن نحسن الذبح وغيرها من أمور!
أوصى رسول الأمة صلى الله عليه وسلم بأن نحسن الذبح، لذا فلماذا لا نعدم المتهمين عن طريق الإبرة القاتلة الرحيمة وهي اختراع علمي حديث يتضمن ابرة ذات سائلين، الأول يخدر وينوم والثاني يقتل، ولماذا لا نستبدل السؤال عديم الفائدة والنفع حول الطلب الأخير للمتهم الذي يعلم الجميع عدم امكانية تحقيقه بسؤال أهم وأجدى وهو: هل تمانع في التبرع بأعضائك كي تعادل إزهاقك لروح بشرية بمنحك فرصة الحياة لأرواح بشرية أخرى؟! اعتقد لو ان القضية وضعت بهذا الشكل لأجابت الأغلبية المحكومة بالإيجاب!
***
هناك ضغط شعبي على الدولة لإنشاء مئات الآلاف من الوحدات السكنية خلال السنوات القليلة القادمة ، وهو أمر ممكن لتوافر الأراضي والموارد المالية، ويتبقى سؤال: من أين سنأتي بالكهرباء والماء اللازمين لتلك المدن ولمدينة الحرير وغيرها من مشاريع كبرى، خاصة ان أصغر بيت في الكويت أصبح يتكون من سرداب وثلاثة أدوار على الأقل، أي هل سنصل في زمن قريب إلى استخدام جل نفطنا لتوفير الماء والكهرباء لبيوتنا بدلا من تصديره؟! ولماذا ألغت الكويت بعجالة مشروع توليد الطاقة عن طريق الاستخدام السلمي للذرة كما هو الحال في الدول الخليجية والعربية والأوروبية والأميركية والآسيوية؟!
***
إحدى الظواهر الإيجابية هذه الأيام والتي تشكر عليها القيادات النقابية هي توقف الاضرابات التي تضر بالبلد والمواطنين والمضربين، في الثلاثينيات كانت الاضرابات العمالية في الغرب تؤدي الى المعارك واطلاق الرصاص والقتل، إما لرغبة أصحاب العمل في كسر الاضرابات أو رغبة المضربين في منع الآخرين بالقوة من العمل، توقف ذلك الأمر بعد صدور تشريعات في الدول المتقدمة تسمح بالاضرابات السلمية المنظمة الراقية عبر التواجد في أماكن محددة ومنع إرغام الآخرين على التوقف عن العمل عبر المعارك أو الإضرار بمصالح المواطنين والدولة.
***
كل تجارب الخصخصة في العالم تبدأ بإنشاء هيئة تعرض عليها كل القطاعات المراد خصخصتها فتضع أكثرها سهولة في المقدمة والأكثر صعوبة في المؤخرة، كما تقرر تلك الهيئة الأسباب المعلنة وحتى «الخفية» للخصخصة فعلى سبيل المثال أحد الأسباب الخفية لمشروع الخصخصة الذي قامت به الليدي تاتشر في بريطانيا أوائل الثمانينيات هو تحويل العمال العاملين في الشركات الحكومية والداعمين لحزب العمال الى أصحاب رؤوس أموال صغيرة ومن ثم لداعمين وناخبين لحزب المحافظين، فهل هناك أسباب معلنة وغير معلنة لمشاريع الخصخصة الكويتية؟، هل وضعت الحلول الناجعة لخصوصية كويتية وخليجية تظهر ان 98% من المواطنين يعملون في الدولة و98% من غير المواطنين يعملون في القطاع الخاص بعكس الحال في دول العالم الأخرى التي يمثل مواطنوها الأغلبية المطلقة في وظائف القطاعين العام والخاص على حد سواء حيث الكلفة واحدة؟
***
آخر محطة: 1 ـ في محاولة من وزير العمل السعودي م.عادل الفقيه لتشجيع توطين الوظائف في القطاع الخاص تم فرض الدوام النهاري فقط على القطاع الخاص بدلا من الدوامين وزيدت كلفة بطاقة العمل من 100 ريال الى 2400 ريال.
2 ـ يرى رجال الأعمال السعوديون ان تلك الإجراءات ليست حلا وانها ستشجع على توظيف العمالة السائبة من مخالفي قوانين الإقامة كما ستضاعف أعداد العمالة الأجنبية والمستوردة لتعويض العمالة الحكومية الوافدة التي تعمل مساء في القطاع الخاص والتي ستتوقف حال تطبيق النظام الواحد.
3 ـ شخصيا أدعو لنظام الدوامين في القطاعين العام والخاص وخاصة الوزارات الخدمية.