في عام 1870 انضمت الشيشان لحكم القياصرة الروس وأصبحوا الأكثر ولاء لهم، ابان الحرب الكونية الثانية اتهم الشيشان بالاتصال بالجيش النازي الغازي، فتم نفي مئات الآلاف منهم الى سيبيريا وجمهوريات القوقاز، ولم يسمح لهم بالعودة إلا عام 1957، وجمهورية الشيشان هي الأكثر تشابها مع الكويت بالمساحة (16 ألف كم2) والسكان (1.2 مليون) وكانت عاصمتها غروزني من أجمل مدن الاتحاد السوفييتي كما كانت جمهوريتها هي احد أغنى الجمهوريات بسبب النشاط الرسمي المتعلق بالنفط وتكريره وغير الرسمي المتصل بتهريب المخدرات والسلاح كما كان الشيشان يحتلون رغم صغر عددهم مواقع رئيسية في إدارة روسيا والاتحاد السوفييتي.
***
في 1991/12/25 وابان انشغالنا بالغزو سقط الحلم القمعي الاحمر في موسكو عبر نظرية البيريسترويكا (إعادة البناء) القائمة هذه الايام على قدم وساق في دول ربيع الخراب العربي، وتفكك الاتحاد السوفييتي الى 15 جمهورية مستقلة على أسس عرقية ودينية منها 3 جمهوريات سلافية و4 جمهوريات تركية و3 جمهوريات بلطيق و3 جمهوريات قوقاز وواحدة للرومانيين وجمهورية للطاجيك، وكانت روسيا حتى ذاك الوقت دولة علمانية وملحدة بعد أن تمت محاربة الدين والتدين لمدة 80 عاما وكان بإمكان الشيشان لو أحسنوا العمل أن يلعبوا دور الحضارمة في اندونيسيا ويحولوا جزءا معتبرا من روسيا الى الاسلام عبر الدعوة للدين بالحكمة والموعظة الحسنة.
***
بدلا من ذلك قام متطرفو الاسلام وكعادتهم التي لا تنقطع بالإضرار بالاسلام بتحريض وتأجيج وتشييش الشيشان الذين أعلنوا الاستقلال والعصيان العسكري والقيام بسلسلة عمليات ارهابية كبرى في موسكو والجمهوريات المجاورة، ولا أعلم شخصيا ما الفائدة الكبرى التي كان سيجنيها الاسلام والمسلمون من اضافة دولة صغيرة جدا لدولهم الخمس والخمسين، وقد قامت الولايات المتحدة بالضغط على القيادة الروسية آنذاك للقبول بالتفاوض وإعطاء الاستقلال الذاتي للشيشان كما ساهموا بإعادة إعمار ما دمر واستقبال اللاجئين الشيشان في مدنهم وجامعاتهم الذين كافأوها بتفجيرات بوسطن ومن ثم ساهموا بإعادة الكراهية للمسلمين التي كادت أن تنسى بعد مجزرة 2001/9/11 وبعد أن جعلونا نخسر قبل ذلك دعم وتأييد الروس الذين كانوا تاريخيا أقرب الشعوب للعرب والمسلمين.. الاسلام يعاني ممن يدعون حبه ومودته بأكثر كثيرا ممن يدعون عداءه وكراهيته.
***
آخر محطة (1): بدأت منذ الثواني الاولى نظرية التآمر تطفو على السطح والتي أول من روجها والدا الارهابيين حيث لم يكفهما أنهما قابلا احسان الأميركان بالنكران، بل حاولا أن يبرئا أبناءهما واتهام الدولة المضيفة لهما كما رجوا ألا يموت الارهابي الثاني كي لا يستمر الترويج لتلك النظرية القميئة.
(2) رغم ادعاء والدهما وعمهما البراءة والطهارة، إلا أن من الامور التي تثير الريبة والشك سفر والدهما قبل مدة طويلة للشيشان بحجة العلاج (!) رغم أن بوسطن تضم أرقى المستشفيات العلاجية في العالم، وكذلك عدم تقدم عمهما للسلطات للإبلاغ عنهما بعد نشر صورهما في كل وسائل الإعلام لعدة أيام، لعلمهم ان نظرية المؤامرة سلاح ذو حدين!
(3) تصدرت مناشيتات الصحف ومنتديات التواصل الاجتماعي في الصين الام وتايوان خبر مقتل الطالبة الصينية «لو لنغزي» ذات الوجه الملائكي والطفولي في العملية الإرهابية، فأضاف إرهابيو الدماء باسم الاسلام مليارا ونصف المليار صيني الى قائمة الأعداء الى جانب الأميركان والروس.. ومن كان هؤلاء الأغبياء أصدقاءه فلا يحتاج للأعداء أبدا!
(4) إن كانت المنظمات الارهابية في جنوب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.. إلخ، تدعو للانفصال وهو مطلب يمكن تصور تحققه فما مقصد منظمة القاعدة الارهابية من عملياتها الاجرامية بالعالم؟! أي هل يمكن تصور أن شعوب العالم ستعلن إسلامها لأن هناك من يملأ شوارعها ومبانيها ومحطات قطاراتها وباصاتها بالقنابل التي تقتل الابرياء من نساء وأطفال ثم يقوم على الهواء بقطع أعناق رجالها؟! سؤال يحتاج الى إجابة!