سأل الإعلامي عمرو أديب الصحافي جهاد الخازن، في برنامج تلفزيوني، عن أفضل دولة عربية يختار العيش فيها، فقال، بعد تفكير لم يطل: الكويت! وهنا يمكن الافتراض أن هذا الرجل مجامل، أو أننا لا نعرف قيمة وطننا، أو الاثنان معا، وهو الأمر الأكثر رجحاناً! فالقيادة الحكومية للكويت كان بإمكانها، ولا تزال، جعل الكويت أفضل مكان يمكن العمل فيه وتربية أسرة، والانتقال منه في أي وقت لقضاء إجازة ممتعة! ولكن يبدو أن جهة أو جهات ما قررت، عمدا، او جهلا، تخريب هذا الحلم، وسوقنا قسرا الى الإيمان بما يعتقدون، ولم يكن امام السلطة غير قبول ذلك، ربما لاعتقادها أن هذا سيصب في مصلحتها في نهاية الأمر!
في تقرير احتل صفحتين من القبس نشر قبل شهر تقريبا، أوردت القبس مجموعة من الخطط المستقبلية ذات المردود المادي والاجتماعي الضخم، والتي سبق ان تطرق لها الوزير السابق بدر الحميدي في أكثر من مناسبة، والتي لم يبت فيها حتى اليوم، بالرغم من مرور اكثر من ثلاثة عقود على البت في المباشرة بها، وليس فقط التفكير فيها، ومنها مشروع بناء مدينة الصبية لكي تستوعب 250 ألف نسمة مع عام 2000! وهو مشروع تم اعتماد مخططاته عام 1987! وهناك مشروع تطوير الجزر، الذي لا يزال حبيس الأدراج والجزر حبيسة الخراب! كما وضعت خطط في عام 1985 لتعديل التركيبة السكانية، وإحداث توازن إيجابي بين أعداد المواطنين والمقيمين خلال 15 عاماً، أي في سنة 2000! ولكن بعد 30 عاماً تقريبا، نجد أن الخلل استمر في الاستفحال، ولم ينخفض إلا عنوة، أو مصادفة أثناء فترة الاحتلال، ليعود بعد التحرير ويستمر في تصاعده!
ومنذ نصف قرن ونحن لا نزال نسمع بالخطط والبرامج الخاصة بتطوير البلدية وتنظيفها من الفساد والمفسدين، وتطوير جهاز الدولة الإداري والمترهل، والتحول إلى الحكومة الالكترونية، ولكن، وأيضا بعد عقود عدة لا تزال الخطط تقتل بحثا!
والغريب ان مشاريع كثيرة تم التفكير فيها واعتمادها، ثم تأخر تنفيذها لسنوات، واكتشفنا بعد أن انجزت انها أصبحت قديمة وغير عملية، ومنها المطار ومباني الجامعة وبرج التحرير، الذي يقف كالفيل الأبيض لا تعرف الحكومة كيف تستفيد منه. وقد بدأت الحكومة بالحديث قبل سنوات عن توسعة المطار، وسيستمر الحديث فيه وعنه لسنوات، وما ان يبدأ تنفيذه فستطوله يد التأخير والتخريب ليصبح عند انتهائه غير صالح لمواكبة التوسع العمراني والسكاني الذي حدث خلال فترة التأخير. والشيء ذاته ينطبق على مشاريع حالية كثيرة تنفذ حاليا، هذا إذا انتهى العمل بها!
أحمد الصراف