أرسل إلي قارئ رسالة تقول: هل تعلم بأن الحد الأدنى لاتمام صلاة الجماعة في الديانة اليهودية هو عشرة ذكور؟ وأن ليس للنساء حق التعبد، كما لا تجوز لهن تلاوة التوراة أمام حائط المبكى؟ كما يجب على الآباء الامتناع عن تعليم بناتهم قراءة الكتب المقدسة، لأن معظمهن، وفق الشرع اليهودي، ليس لديهن نية لتعلم شيء، فسوء فهمهن سيدفعهن إلى تحويل كلمات التوراة الى هراء! كما ليس للنساء حق لمس شال الصلاة الذي يضعه الرجال على رؤوسهم، لأنهن غير طاهرات، وان لمسنه وجب تبديله، فغسله لا ينفع فيه! أما شهادة الرجل فانها تساوي شهادة مائة امرأة، والمرأة كائن شيطاني، وأدنى من الرجل مرتبة! كما ورد في التلمود، وفق قوله، ان المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط، وان على الرجل تجنب المرور بين امرأتين أو كلبين أو خنزيرين! ولعدم وجود كلاب ولا خنازير في أحياء المتدينين، فان الحظر لا يشمل عادة غير النساء. أما الدعاء الذي يتلونه مع اشراقة كل صباح، فانه يحمل بين كلماته زوايا سوداء من حياة نسائهم اليومية، اذ يقول الرجل فيها: مبارك أنت يا رب لأنك لم تخلقني وثنا ولا امرأة، ولا جاهلا! أما المرأة فتقول بانكسار: مبارك أنت يا رب لأنك خلقتني وفق مشيئتك! كما يتطلب الأمر حلاقة شعر رأس المرأة بالكامل بعد زواجها، وأن تغطي رأسها بغطاء أسود، وان لم تفعل فلزوجها الحق في تطليقها. كما يصف بعض مفكري اليهود المتشددين المرأة بأنها لعنة. وتقول عنها التوراة بأنها أشد مرارة من الموت، والصالح أمام الله الذي ينجو منها؟ وتظل المرأة «نجسة» لــ 80 يوما ان انجبت أنثى، ونصف الفترة ان أنجبت ذكرا. ولا ترث عن أبيها، الا اذا لم يكن له ذرية من البنين! ويضيف صاحبنا، متهكما، بأن حقوق المرأة اليهودية مهضومة كلية، وتعامل كالصبي أو المجنون، وهي لا تعدو أن تكون أداة متعة. وان كانت من غير بني اسرائيل فهي كالبهيمة، والزنا بها لا يعتبر جريمة لأنها من نسل الحيوانات. ويقرر التلمود أن المرأة اليهودية ليس لها أن تشكو من زوجها. وللرجل اليهودي طلاق امرأته، ولكنها لا تستطيع أن تطلقه أو تطلبه منه، مهما كانت عيوبه! كما أورد القارئ أمورا كثيرة أخرى في رسالته، وكلها تصب في محاولة اثبات مدى دونية مكانة المرأة لدى اليهود، ربما مقارنة بمكانتها عند المسلمين، ولكن دون أن يصرح بذلك! ولكنه لم يعرف أن الزمن قد تغير كثيرا والظروف تبدلت، وأصبحت المرأة اليهودية غير التي قرأ عنها وأقنع نفسه بصورتها، فقادة اسرائيل «التاريخيون»! وسياسيوها ومفكروها لم يقبلوا يوما بالوضع الذي وصفه، وهو قريب جدا من الصحة، ولا بقدسية النصوص التي قالت بذلك، فغالبية أولئك الزعماء كانوا علمانيين، أو على الأقل غير مؤمنين ولا ممارسين للديانة، وبالتالي لم يكترثوا كثيرا بما ورد في الكتب المقدسة، ولا بآراء غلاة المتشددين منهم، ورموها خلفهم واعطوا المرأة ما للرجل من حقوق في الجيش والأجهزة العسكرية ومجالات عددية أخرى، ولهذا نجدها، ومنذ 1948 تشارك زميلها الرجل في الحاق الهزيمة العلمية والحربية بنا، الواحدة تلو الأخرى، وفي أكثر من ميدان وموقعة! فالعبرة لديهم ليست في مدى قدسية النصوص التاريخية والدينية، بل في مدى ما تساهم به في ضمان امن «دولتهم»، فكل شيء، بما في ذلك نصوصهم، يجب أن يسخر لرفاهية شعبهم وأمنه وسعادته وحقه في الحياة الحرة الكريمة، ذكرا كان أم أنثى، وليس العكس.
• • •
• ملاحظة:
تساءل قارئ عن صحة ما ذكرت عن زيادة عدد المحتفلين بعيد النوروز من السنة مقارنة بغيرهم من الشيعة، وهذا صحيح، فغالبية الاكراد سنة وعددهم 33 مليونا اضافة لمواطني جمهوريات آسيا الوسطى من طاجيك وتركمان وأذاريين، هذا غير افغانستان واجزاء من تركيا وغيرها كثير.
أحمد الصراف