يعتبر البعض ان الاهتمام بالحيوانات، وخاصة الأليفة، نوع من الترف، أو حتى السخف، وأن من الأفضل الاهتمام بحاجات المعوزين والمرضى بدلا من الحيوانات، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن ليس بالمطلق، فمن الصعب أن يكون الإنسان رحيما بالبشر، إن كان قاسي القلب مع الكائنات الأخرى، التي لا تستطيع حماية نفسها وتتعرض يوميا لمختلف أنواع سوء المعاملة، فكيف يمكن أن يرأف قلب أحد على إنسان إن كان يصعب عليه إطعام قطة أو إيواء كلب مشرد يشكو من مختلف العلل؟
تقول القارئة سعاد انها فوجئت يوما، عند عودتها للبيت بوجود قطة جريحة على باب منزلها، وكان جرحها قديما لصدور رائحة كريهة منه، وأنها حاولت أن تطعمها ولكنها كانت أعجز من أن تأكل شيئا، وهنا قامت بالاتصال برقم الطوارئ 112، ولكنهم رفضوا فعل شيء. بحثت هنا وهناك عمن يمكن ان يقدم المساعدة، وبحثت حتى في غوغل، ولم تجد غير رقم لمستشفى بيطري في الوفرة وآخر في العبدلي! وطلبوا منها الحضور مع القطة لعلاجها، لأنهم لا يقومون بزيارات منزلية، وقالت انها شعرت بعجزها عن فعل شيء، فحاولت أكثر وحصلت على رقم هاتف طبيب بيطري من صديقة لها، ولكن هذا كان مشغولا، وهنا دلّوها على دلال الرشيد، وهي فتاة كويتية رائعة تطوعت بكل وقتها للعناية بالحيوانات الأليفة، وأنها حضرت لبيتها بالفعل خلال ربع ساعة ولكن بعد فوات الأوان، فقد ماتت القطة متأثرة بجراحها، وتبين لدلال أن سيارة قد صدمتها. وأخبرتها دلال انها تطوعت قبل سنوات للقيام بهذا العمال مجانا، وأنها تهدف لحماية الحيوانات من سوء الاستخدام والتعامل! والسؤال هنا: لماذا لا يوجد لدى الطوارئ ولو رقم طبيب بيطري واحد؟ ولماذا رفضوا مساعدة سعاد؟ ولماذا لا توجد جهة تتبع هيئة الزراعة مثلا تهتم بالحالات الطارئة؟ ولماذا يقسو مجتمعنا على هذه الحيوانات اللطيفة وغير المؤذية؟ وتتساءل سعاد: هل السبب أننا نشكو من قصور في إنسانيتنا؟ وأسئلة كثيرة اخرى لم أجد لها جوابا! وتقول سعاد في نهاية رسالتها ان على الجهات المعنية توفير معاملة افضل للحيوانات. وأن من يريد عناية أكثر لها فعليه مراجعة الموقع الإلكتروني: www.kspath.org أو الكتابة لدلال على عنوانها الإيميل [email protected] او إرسال فاكس 22443859 لطلب المساعدة.
أما سعود فيقول انه أسس عام 2005، مع مجموعة من المتطوعين، وغالبيتهم كالعادة من مواطنين ومقيمين من اصول غربية، الذين نسميهم بـ «الأجانب»، جمعية للرفق بالحيوانات. وأن الجمعية قامت منذ تأسيسها بإنقاذ آلاف الحيوانات الأليفة من التشرد والجوع والموت. ويقول ان أحد الخيرين قام قبل سنوات بإعطائهم أرضا في كبد لاستخدامها كمأوى، ولكنه مضطر الآن لاسترجاعها لحاجته اليها! ويقول ان عشرات الحيوانات اللطيفة والبريئة ستصبح قريبا من غير مأوى يقيها شرور البشر، وأن الحكومة، كالعادة، رفضت المساعدة!
وهنا نناشد الأخ جاسم حبيب رئيس هيئة الزراعة مساعدة هؤلاء في عملهم الإنساني. ونتمنى من أصحاب القلوب الرحيمة تقديم المساعدة المادية وغيرها لهذه الجمعية، أو التكفل بالعناية بأحد حيواناتها اللطيفة، وعنوان الجمعية على النت هو [email protected] كما يمكنكم الاتصال برقم 9064229 في حال وجود اي استفسار.
أحمد الصراف