تقبل الله طاعتكم
رمضان شهر التغيير.. فيه يتغير كل شيء.. نمط الحياة يتغير.. الطعام يتغير.. برنامجك اليومي يتغير.. دوامك.. نومك.. وقتك.. كل ذلك يتغير..
لكن الأهم من كل ذلك هو تغيّر السلوك!!
ففي رمضان تصفّد الشياطين.. وتفتح ابواب الجنان.. وتغلق أبواب النيران.. لذلك يسهل على الانسان قيادة نفسه والتحكم في هواها.. وتظهر حقيقة النفس البشرية التي جبلت على الفطرة.. فتجدها تطاوعك في الذهاب الى المسجد الذي لم تكن تذهب اليه الا في صلاة الجمعة.. ويسهل عليك غض البصر بينما كنت تعاني ذلك كثيراً في غير رمضان، وتجد لسانك قد تطهر من بذيء القول ببركة هذا الشهر.. وتكف عن كثير من المحرمات التي كنت تمارسها بشكل اعتيادي في السابق.. انه فعلاً شهر التغيير.. مستغلين تصفيد الشياطين وتنزل رحمة الله تعالى الواسعة لتحويل هذا الكوم من السيئات الى حسنات «فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً».
الأهم من هذا كله أن يستمر التغيير بعد رمضان.. وأن نستغل هذه الأيام العطرة في ترسيخ سلوك جديد في حياتنا.. عنوانه «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»، صدق الله العظيم.
* * *
في أول أيام هذا الشهر الفضيل.. وبعد صلاة التراويح.. ذهبت مع من ذهب الى الديوان الأميري في بيان لتقديم التهاني – كالعادة – الى سمو الأمير والأسرة الكريمة. وقد اثلج صدري رؤية جموع الكويتيين بمختلف مشاربهم وطوائفهم وانتماءاتهم يتدافعون لتقديم الولاء والتعبير عن حبهم لقيادتهم، ممثلة بسمو الأمير وولي عهده والأسرة الكريمة، لكن – يا فرحة ما تمت – !!
تحولت هذه التظاهرة الشعبية الى مظهر غير حضاري بسبب سوء التنظيم وسوء الادارة في تلك الليلة.. عدم التزام بالوقت المعلن عنه – عدم تهيئة صالة الانتظار لهذا العدد من الناس الذين ظلوا واقفين على رجليهم اكثر من ساعة من دون أن يجدوا مكاناً يجلسون فيه – خدمة المرطبات والماء البارد متواضعة للغاية!! وكأن هذه أول مرة يتم فيها استقبال من هذا النوع.
وما آلمني أكثر أنني بعد أن تم دفعي بقوة داخل قاعة الاستقبال شاهدت المسؤولين عن الديوان في وسط الصالة يتحدثون بينهم همساً، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا كأن في الخارج مذبحة نفسية لشيبان وشباب يتحلطمون تحلطم الكويتيين!! كدت انفجر من الغضب لولا أن رأيت الوزير الأسبق فهد اللميع تقذفه الجموع الى الداخل وعقاله بيد وبشته بيد وغترته تسحب وراه. هنا كتمت غيظي وتمتمت ضاحكاً: شوف مصيبة غيرك تهون مصيبتك!!
مبارك فهد الدويلة