محمد الوشيحي

ينصر دينك 
يا البدوي

بالعربي المشبرح، حريتنا الصحافية والإعلامية في الكويت، كما نفطنا، تتناقص، وما لم نبحث عن «مكامن» أخرى فستنضب. وغالبية صحفنا تتسابق وتتزاحم على حوض الحكومة ومائدتها. والصحف الكويتية (لمن لا يعرف من غير الكويتيين) صحف خاصة لا حكومية، بيد أنها في الفترة الأخيرة تجاوزت الصحف الحكومية في البلدان العربية القمعية في الدجل والنفاق والرقص حافية القدمين على بلاط الحكومة طمعاً في النقوط.

وقريباً سنبكي عند قبر حرياتنا كما تبكي الخلوج ابنها (يدّعي الشعراء أن بكاء الناقة الخلوج على ابنها ليس كمثله بكاء)، وسيجرّنا الناس ليبعدونا عن القبر، فنقاومهم فنعجز، فنغادر ونحن نلوي رقابنا إلى حيث قبرها.

وفي مصر، اشترى رئيس حزب الوفد «السيد البدوي» و»رضا إدوارد» وشركاؤهما جريدة «الدستور»، وهي الجريدة المعارضة الأكثر شراسة، والثانية انتشاراً، والتي تخلو من الإعلانات وتعتمد على البيع المباشر واشتراكات القراء. وقد دخلتُ مبناها المتواضع جداً، فأدركت أن الصدق والهمّة والشجاعة تستطيع أن تبقى على قيد الحياة حتى وإن لم تجد ما تأكله. وإذا كان الساسة ينقسمون إلى «صقور وحمائم»، فجريدة «الدستور» من أشد الصقور شراسة. (لا أدري هل هذه مقالة أم عالم الحيوان!).

المهم، اشترى «البدوي» و»إدوارد» الجريدة من مالكها ومؤسسها عصام إسماعيل فهمي، على أن يبقى «إبراهيم عيسى» رئيساً لتحريرها، ويبقى «إبراهيم منصور» رئيساً للتحرير التنفيذي كما كان، ويبقى بقية الطاقم كما هو… وهنا ثارت ثائرة القراء الذين يدعمون الدستور كما يدعم المشجعون الإنكليز أنديتهم، بجنون وحُب، فهاجموا إبراهيم عيسى وعنّفوه بل وشتموه بتعليقاتهم على موقع الجريدة، خوفاً من أن يتغير خط الجريدة، فتتحول إلى طبلة في يد حزب الوفد، وهو ما أنكره «عيسى» فصدّقوه وصدّقناه.

وكل هذا لا يهم بقدر ما يهمني تصريح المالك الجديد «السيد البدوي» الذي أعلن أن الملّاك لن يتدخلوا في السياسة التحريرية للجريدة إطلاقاً، إذ لا يجوز – وهذا كلام البدوي أو معنى كلامه – أن يفرض ذوو الأموال آراءهم على الناس.

وما إن قرأت التصريح حتى صرخت: «ينصر دينك أيها السيد البدوي»… فعلاً، هذا ما كنت أردده للأصدقاء من الزملاء الكتّاب: «لا يروّضنكم ملاك الصحف ورؤساء التحرير»، قلت هذا بعد أن تزايد تذمر الزملاء الكتّاب من تناقص الحرية (في بالي الآن أكثر من ثمانية كتّاب، من ذوي الوزن الثقيل والمتوسط، من مختلف الصحف، يشكون منع مقالاتهم أو تقطيعها وتشويه جثثها). والخطر والموت الحمر هو أن يكتب الكتّاب ما تمليه عليهم صحفهم، فيصبح المال هو صاحب القلم، وتتحول الصحف إلى حظائر، ويصبح الكتّاب قطيعاً من الخرفان التي لا تغادر الحظيرة خوفاً من فقدان العلف.

طبعاً هذا لا يمنع أن ينظر الكاتب إلى مؤسسته الصحافية التي يعمل فيها كما ينظر إلى أهله، فيدافع عنها ويحميها من هجمات الجراد، ويتجنب الصدامات مع إدارتها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. أما إن وصلت الأمور إلى منتهاها، فليحمل «عزبته» على ظهره وليغادر، فلن يجوع، واسألوا الشاعر السعودي الأمّي الحكيم سعد بن جدلان الأكلبي الذي صاغ قصيدة شامخة، لطالما أزعجْتُ آذان الأصدقاء وأنا أغنّي عجز أحد أبياتها: «الفول بريالين والخبز بريال».

فيا زملاء، ثوروا لا أبا لكمُ، ثوروا بمقالاتكم وإن مُنعت، ثوروا قبل أن يُدخلكم الراعي الحظيرة.

***

الإعلامي الجميل تركي الدخيل، أهلا بك زميلاً في رحاب هذه الجريدة الليبرالية… الدلة يا ولد.

سامي النصف

لماذا تحولنا إلى جموم؟

«الجم» لغير الناطقين باللهجة الكويتية هي سمكة غبية يضرب بها صيادو الأسماك المثل في الحمق في التصرف والغفلة في الحركة ومن ذلك فما ان يرموا سناراتهم في البحر حتى يكون سمك «الجم» أول ما يتم اصطياده، ولأنه لا يؤكل يتم رميه في البحر إلا انه وبذكاء شديد يعود للسنارة وهكذا حتى يقتله الصياد في نهاية الأمر‍‍!

لا أعلم لماذا ـ أو متى ـ تحولنا من «يهود» الخليج كما كنا نسمى كرمز للشطارة والدهاء والذكاء الى «جموم» الخليج حيث بتنا والعياذ بالله لا نجيد عمل أي شيء صح فأخطاؤنا وكم غفلتنا يجعلان الرضيع يشيب، والثكلى والأرملة تموتان ضحكا على ما تريان وتسمعان من أعمال وأفعال أصبحنا نختص بها دون الخلق.

وقد جرى العرف في العالم أجمع ان يتم التعلم من الأخطاء فلا تتكرر كما ان الخطأ يصحح بالصواب، لدينا تكل وتمل ايدي الصيادين ونحن نقفز من البحر الى ايديهم أو سناراتهم، كما ان تصحيح الأخطاء لدينا يتم بأخطاء أكبر منها فإذا ما صرفت الحكومة دينارا تصايح بعض رجال السلطة التشريعية ممن يفترض عملهم بهم الرقابة ووقف الهدر لصرف ألف دينار مستشهدين بذلك الدينار اليتيم الذي صرف.. عفارم!

ويصطفي العالم الأذكياء والمبرزين من أبنائه لتقلد المسؤولية في القطاعين العام والخاص كي يتسابقوا على الإنتاج والإنجاز، لدينا تتم محاربة هؤلاء المبدعين محاربة شديدة ويضربون ضرب غرائب الابل ويستبدلون عادة بمن يسفك ويدمر موارد الدولة وكلما زاد الدمار زاد الحب والود والتعظيم والتبجيل ولا حول ولا قوة إلا بالله!

آخر محطة:

 (1) لا نفهم إطلاقا معنى ومغزى تعليق ميزانية «الكويتية» وهو ما يمس سلامة وراحة وأرواح المسافرين ويشكل عقوبة مباشرة للآلاف من الموظفين.. فأين الحكمة؟!

(2) «الجزيرة» و«الوطنية» شركتا طيران كويتيتان يملك أسهمهما آلاف الكويتيين ـ للمعلومة لست منهم ـ وتوفران خدمة رائعة لمسافرينا والشركتان تتعرضان هذه الأيام بسبب الأوضاع الإقليمية والعالمية لخسائر بالملايين مما يهدد بقاءهما، كما جرى لشركة «سما» السعودية التي توقفت عن الطيران ـ للمعلومة تحويل الشركتين الى الربح كي تستمرا في عملهما الرائع لا يحتاج إلا الى خفض أسعار الأرضيات والخدمات في المطار وإعطائهما خصومات في أسعار وقود الطائرات ـ فهل نتحرك قبل خراب البصرة؟!

حسن العيسى

ثقافة الغبقات بمركز الكون

تشع علينا كل عام في شهر رمضان فلسفة ثقافة الغبقات حين تستحوذ على الحيز الكبير في معظم جرائد الصحافة الكويتية، وتكثف كثيراً في صفحات المجتمع كي تتألق بها صور أهل الصيت مسلطة الضوء على أهميتهم  ومركزهم الاجتماعي المبهر. الشيخ الفلاني يتوجه إلى غبقة فلان… والشيخ الآخر بدوره يقيم غبقة رمضانية لرجال الإعلام أو لتنظيمات سياسية كانت تقف طرفاً نقيضاً في انتقاد السياسات الحكومية، إلا أنه اليوم هناك هدنة الشهر المبروك تبزغ ببركاتها ورياء أشخاصها، وتشع بها أنوار الرحمة والتواصل بين اللاعبين السياسيين، وتركد معها أتربة معارك "دون كيخوته" بين رموزنا السياسية وخصومهم. الابتسامات الدبلوماسية والمجاملات تطفح متورمة على وجوه السياسيين أصحاب القرار تصاحبها مجاملات خاوية من الطرف الآخر تفرضها الأخلاق الكريمة للشهر الفضيل… السياسة والاقتصاد يغطان في نوم عميق في إمبراطورية مركز الكون الكويتي، لكنها في الرمضانيات الصيفية، تخنقنا مع شخيرها لزوجة الرطوبة والأغبرة المعلقة بين السماء والأرض، وتلفها الاختناقات المرورية، ثم السيارات المتلاصقة على خلاف قوانين الوقوف قرب بيوت الله حين تغلق الدروب في ساعات صلاة التراويح وبعدها، وتتعالى الأسوار صعوداً محتضنة سجون الكويت الروحية.
الكثيرون، وأنا منهم، يغلقون أبوابهم في زنازين المنازل، فلا حاجة إلى تدوير سويتش السيارة حتى تحشر في علب السردين المرورية بالشوارع… وماذا ستجني في النهاية  لتبارك في صالات "ثنك تانك" بمراكز العلم والثقافة بالدواوين الكويتية… عبارات تتردد كل مساء وفي كل عام رمضاني مثل: مبارك عليكم الشهر… والحمد لله لا جوع ولا عطش… صبوا القهوة… هات البخور يا ولد فعندنا زائر كبير… تفضلوا على الحلويات والموالح يا جماعة… وبعدها… يستهل سيل من الأحاديث الساذجة عن الأحوال الاجتماعية العامة وأخبار منقولة عن وكالات "يقولون… وسمعنا" تتخللها فواصل من النكات السمجة… ثم تأتي حفلات السحور العامرة… وتنتفخ البطون من بركات "الخير والنعمة"… ويمضي بعدها الجميع إلى حالهم بعد ساعات طويلة قضوها في بحوث عميقة لعلم الاجتماع الكويتي… ماذا قبضت؟ لا شيء غير اجترار عبارات تعيد مضغها كل عام في دنيا الخيرات الروحية حين بزغت من باطن الأرض.
مسكينة صحافتنا المسائية… فلا أخبار يكترث لها القراء… غير قط ينط على قطة… والشرطة تلقي القبض على فاطر دخن سيجارة وخرق قانون المجاهرة بالإفطار… ثم هناك إعلانات تجارية فوق إعلانات تجارية تنفخ صفحات ملونة عريضة تضج بينها لقطات أخبار جدباء تؤكد بتصميم كبير ثقافة الاستهلاك حين سكن سرطانها نفوسنا وأضحى وعينا سلعة من سلع الفرح العابر بمدينة الأحلام والمركز المالي التجاري القادم بعلم الغيب… ثم هناك المسلسلات الرمضانية الساذجة تفرض بعد الفطور قليلاً من الوقت كي تهضم البطون المرتخية أكوام التشريب وتلال الهريس وتختم بحلوى اللغيمات وصب القفشة تسد الكروش وتخدر العقول.
أما كتابنا… فكثير منهم أيضاً مساكين… فلا مجلس ولا حكومة… ولا فسحة مكان للتعليق على أخبار تنتقد رأي أو مشروع هذا النائب أو ذلك الوزير… أما أخبار العالم… فلا تهم القارئ الكويتي… فقد حشر في وعينا بعد التحرير أن الكويت مركز الكون… ونحن نكتب من أجل ما يريده القارئ، لا من أجل الفن والإبداع… والحصفاء من كتابنا هم من أخذ إجازته مع عطلة المجلس… فمع غيابه ترتاح وتعطل الحكومة… فالكل هنا بإجازة صيفية وبجوفها تسكن بخدر وسكون إجازة رمضانية تسورها حوائط عالية من الملل والسأم… علينا في النهاية ملء الفراغ بفراغ فكر آخر ينبض بكلمات الخواء…!
لنتوقف الآن ونتأمل قليلاً دراريع بعض نسائنا المزركشة بألوان الوردي والأصفر والأحمر في ليالي الشهر قبل زيارتهن لغبقات المساء غير المختلطة… فهن يقمن بعروض أزياء لعالم ما بعد الحداثة الكويتي في صالات الدراريع والنضال من أجل كاميرات حقوق المرأة… وما عليهن غير انتظار الرجال حين يعودون منهكة بطونهم من غبقات الفكر العميق في دواوين رمضان… الحمد لله… العالم بخير ونعمة… مادامت الكويت بخير ونعمة… وكل غبقة وكل رمضان وأنتم بخير.

احمد الصراف

المال للفن

قام مجموعة من الشباب، روحا وجسدا، من الكويتيين العتاق في حبهم لوطنهم بتأسيس شركة تهدف لتشجيع وإنتاج وإخراج المشاريع الثقافية من دون النظر لعامل الربحية كثيرا، وكان ذلك قبل خمس سنوات، استطاعوا خلالها الاهتمام بعديد من المواهب في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي، وخلق اتصال بينهم وبين موهوبي دول عدة. وقد تمكن هذا المشروع حتى الآن من إنتاج مسرحيتين خارج الكويت، الأولى «رسالة إلى هاملت»، والثانية «ريتشارد الثالث»، من إخراج المبدع العالمي سليمان البسام!
وقبل عام فكر المؤسسون بإنتاج مسرحية تتطرق لبعض الظواهر السلبية في الكويت، ومن هنا وقع الاختيار على نص مسرحية ترتوف للعبقري الفرنسي موليير، لتكون أول إنتاج محلي، وتم بالفعل الطلب من الزميل المبدع جعفر رجب إجراء التعديلات المناسبة على النص، وتكويته بطريقة مناسبة، وهكذا خرجت للوجود مسرحية «حيال بو طير» من إخراج البسام، وإنتاج شاكر ابل بالتعاون مع الإعلامي باقر دشتي، وبطولة الفنانين سعد الفرج، هدى الخطيب، مناضل داود، فيصل العميري، أحمد ايراج، فاطمة الصفي، شوق، نصار النصار، والمسرحية تتطرق لموضوع المتاجرة بالدين وكذب الكثيرين منهم، وبأسلوب مغاير لما اعتدنا عليه، خاصة وأن سليمان البسام أصبحت له بصمة عالمية لا يمكن تجاهلها بسهولة.
ولأسباب خاصة لم يجز النص وقتها في الكويت، وبالتالي عرضت المسرحية على أحد مسارح الحمرا في بيروت في شهر يوليو الماضي، وكانت لحظات جميلة عشتها وأنا منبهر من أداء الجميع، وقد أضحكني فيصل العميري كثيرا، وكنت بحاجة للضحك، كما بهرني نصار النصار بتمثيله، فقد كان فله وفلته، أما الآخرون فقد كانوا كالعادة عمالقة في كل شيء.
كما سعدت كثيرا بالفرقة الموسيقية التي صاحبت التمثيل بأدائها الجميل، والتي تكونت من المطرب الواعد سلطان مفتاح، وعازف العود فيصل البلوشي، وعازف الأورغ زياد زمان، والإيقاع لأحمد الدبوس وعبدالله المطيري.
وقد أعلمني أحد مسؤولي الشركة، أو الفرقة أن النص أجيز اخيرا للعرض في الكويت، ولكن وزارة الإعلام تحفظت على «القفلة الأخيرة» للمسرحية والتي تحمل الزبدة أو الخلاصة، ونتمنى أن تثمر الجهود عن إجازتها كاملة، فهي مسرحية جميلة، وتختلف عن كثير من الإسفاف الموجود، وتعيدنا إلى التاريخ الجميل للمسرح الكويتي الرائد، والذي طالما اشتهرنا به!
وجدير بالذكر ان المهارات والخبرات التي ساهمت في هذا العمل الفني الكبير الذي سنكتب عنه مرة أخرى عند اقتراب موعد عرضه في الكويت، قد قدمت من الكويت والإمارات والعراق ولبنان وفرنسا.
***
• ملاحظة: تلقيت قبل يومين دعوة شخصية من «حدس»، الاسم الحركي لحزب الاخوان المسلمين التابع للتنظيم العالمي للاخوان، لتهنئتهم في مقرهم بشهر رمضان، لم ألبّ. الدعوة لانها تضمنت عدم اصطحاب نساء! وهنا نتمنى ألا يكون صاحبنا نفسه خلف فكرتها لاقناعي بفكرة توقيع ميثاق الشرف!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

لكم دينكم ولي دين

في شريعتنا ان شرب الخمر من الكبائر، وكذلك لعب القمار والزنا والمخدرات.. بينما عند بعض خصومنا تتم ممارسة هذه المنكرات ولا يرون فيها حرجا!
في شريعتنا ان الحجاب واجب على المرأة المسلمة، بينما عند بعض خصومنا يرون أنه غير ذلك، بل البعض يرى أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وسبب تردي أحوال الأمة!
في شريعتنا ان «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، وان العمل الخيري مطلوب من كل مؤمن مقتدر، وان اخراج الزكاة وتوزيعها على الفقراء من الفرائض، بينما عند خصومنا العمل الخيري شبهة جنائية، ومصدر لتمويل الارهاب، ولابد من تحجيمه وتقييده، ولو بضوابط تؤدي إلى توقفه ومنعه!
في شريعتنا ان الاختلاط شر، ولابد من تقييده بضوابط شرعية، وبالأخص في سن المراهقة، ومرحلة الدراسة الجامعية، حيث نظرة سريعة إلى الساحة الطلابية تؤكد ما ذكرناه، بينما غيرنا من بعض الخصوم يرى أن الاختلاط شرط لتطوير العملية التربوية، ويرفض جميع أشكال الضوابط التي تقلل من سلبيات الاختلاط المنفلت مثل اللباس المحتشم وغيره!
في مفهومنا أن لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة من اللجان المهمة التي تراقب الظواهر والسلوكيات، وتساعد الأجهزة الحكومية على تطهير المجتمع من سلبياتها، بينما غيرنا يرى أن اللجنة مظهر من مظاهر العصور الوسطى، وشكل من أشكال التخلف وتقييد حريات الناس!
في شريعتنا ان الكاتب أو الشاعر أو الأديب، إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو أنكر بعض ركائز العقيدة، أو صريح السنة النبوية، فهذا عندنا من الزنادقة، بينما عند بعض خصومنا هو من اصحاب الأفكار المستنيرة، ويطالبون بتكريمهم بعد موتهم!
في مفهومنا أن العلمانية تتعارض مع الاسلام كفكر، بينما غيرنا يفتخر بأنه علماني! وفي مفهومنا أن الدين منهج حياة، وأن سلوكياتنا وافكارنا لابد أن تخضع لمفهوم الدين وتسير وفق ضوابطه، بينما غيرنا يرى أن ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، أو كما يقولون الدين لله والوطن للجميع، بمعنى أنك حر في سلوكياتك الشخصية لا يقيدك حلال أو حرام!
نحن نفرح إذا رأينا طفلا يحفظ كتاب الله.. أو بنتا تتحجب.. أو بوذيا يعلن اسلامه.. أو برنامجا دينيا في وسائل الإعلام.. هم يحوشهم القامت وتنتك صدورهم إذا شاهدوا شيئا من ذلك!
وصدق الله العظيم القائل: «لكم دينكم ولي دين».
***
• لفتة كريمة
شكرا للزميل راشد الروعان الذي قال كلمة حق في الإمام حسن البنا في وقت تكالبت على تشويه تاريخه كل ملل الكفر، لكن الإمام البنا حفر تاريخا يعجز أقزام العلمانية والالحاد عن النيل منه.

مبارك فهد الدويلة