سامي النصف

من يجرؤ على الكلام؟!

بعكس الانسحاب الكبير من فيتنام في ربيع 1975، أتى سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة من العراق باتجاه الكويت الذي تم قبل ليلتين، هادئا حتى ان الرئيس أوباما لم يذكره في خطابه الأخير ولم يبق على أرض الرافدين إلا القوات الأميركية الخاصة بالتدريب والتأهيل.

أمران انشغل بهما المراقبون لذلك الانسحاب التاريخي، أولهما تصريح رئيس الأركان العراقي بابكر الزيباري بأن الجيش العراقي لن يكون مؤهلا لتثبيت الأمن في البلاد وتأمين الحدود قبل عام 2020 مما قد يفتح الباب واسعا للاقتتال الداخلي الذي لا يبقي ولا يذر، والثاني حقيقة ان العراق فقد للمرة الأولى توازن القوى التاريخي القائم منذ 9 عقود مع إيران، ان أوضاع المنطقة الحرجة توجب على الدول الخليجية تشديد أواصر التحالف مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وكان الله في عون العراق على القادم من الأيام.

خبران مفرحان لبلدنا لم يعقب أحد عليهما ولنا ان نتصور كم النواح واللطم والبكاء لو أتت الأخبار بعكسهما، الأول عن احتلال الكويت المركز الأول عربيا في جودة المياه والصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، حسب قائمة مجلة «نيوزويك» الأميركية، والثاني تقرير ممثل الـ«فيفا» الدولية الذي أعطى ستاد جابر 9 من 10 في الجودة، لقد خُلقت ثقافة قمعية خاطئة في شارعنا السياسي لم يعد أحد يجرؤ معها على الثناء على بلدنا.

وفي بلدنا هناك هجمة شرسة على النائبات تقوم على معطى قصة «أكل الثور الأبيض» أي التركيز على احداهن (د.سلوى الجسار) ثم التحول بعد الانتهاء منها لغيرها لاثبات خطأ مشاركة النساء في البرلمان ومن ذلك تكرار مقولة «تسييس السياسة» التي تنسب لها، والحقيقة ان النواب نساء ورجالا بشر يمكن ان تزل ألسنتهم أو لا تفهم مقاصدهم، ولكن هل يستطيع الناقدون حقا ان يقارنوا تلك المقولة بالبذاءات والشتائم والتعرض لأعراض الناس التي اشتهر بها بعض النواب الآخرين أو حتى ان تقارن بالخطأ والتلاعب بالقسم الدستوري كما حدث مرارا في الماضي.

وضمن الحملة اتهام النائبة الفاضلة نفسها بالتوسط لأحد أقاربها وان احد شروط التعيين في المنصب الذي تقلده لا ينطبق عليه، ومضحك جدا أن يأتي النقد والتعرض للنائبة ممن لم يعرف عنهم إلا التوسط لسنوات طوال للأقارب البعيدين والقريبين للحصول على مراكز لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم شروط التعيين، وإلا لماذا احتاجوا للتوسط أساسا؟!، لذا فمن كان منهم بلا خطيئة التوسط فليرمها بحجر أو ليصمت.

وفي وقت نطالب فيه دائما بتطبيق القانون بنصه وروحه، ولكن مادام ذلك الأمر غير معمول به دون إرادتنا في بلدنا المعطاء بسبب الصفقات السياسية، فأيهما أفضل ان يعين دكتور جامعي شديد القدرة والكفاءة والإبداع وله دراسات مختصة في قضايا المعاقين وأظهر منذ اللحظة الأولى رغبته في الإصلاح والقبول بالمحاسبة على عمله، أم ان يعين من لا يملك القدرة والكفاءة والأمانة كما حدث مرارا وتكرارا في الماضي دون تعقيب أو تعليق؟!

آخر محطة:

(1) الشكر الجزيل للعميدين الصديقين محمد الصبر وإحسان العويش على حسن التعامل وكفاءة الأداء في إنجاز الأعمال.

(2) خانت العبرة الصديق المفكر حسن علوي وهو يروي لي انطباعاته عن زيارته الأخيرة لبغداد التي قد يتحول لون نهريها الى الأحمر القاني بسبب الأحداث الجسام القادمة، وأين الجامعة العربية لتسد بقواتها الفراغ الكبير الناتج عن خروج القوات الأميركية؟!

احمد الصراف

أول مقابلة صحفية مع الرئيس

هذا نص مقابلة تلفزيونية اجراها مراسلنا في القصر مع السيد رئيس الوزراء بمناسبة انتخابه.
مقدم البرنامج: تهانينا السيد الرئيس. قبل ان نبدأ المقابلة، وحيث اننا نقف عصر هذا اليوم الخميس في هذا المكان، فهل بامكانكم ان تؤكدوا للمشاهدين ان يوم غد سيكون الجمعة؟
ج: لطالما ايدنا انظمة التقويم المتبعة في احتساب الايام والاشهر، كما دعمنا اهتمام الشعب بنظام التقويم ليساعدهم في التخطيط لما يودون القيام به كل يوم.
س: هل هذا يعني ان يوم غد هو جمعة؟
ج: ليس مهما ان يكون يوم غد جمعة او اربعاء، ما يهم هو الا تتعارض التغيرات غير المتوقعة مع التغيرات العادية. وحكومتنا لديها سجل واضح في ما يتعلق بدعم هذه التوقعات.
س: ولكن اليوم هو الخميس، وبالتالي بامكانكم ان تؤكدوا لنا ان يوم غد جمعة؟
ج: ان الامور نسبية، فان يكون يوم غد اثنين او اربعاء يعتمد على اين نقف وقتها. ونحن في الحقيقة لا نود التشكيك في انظمة التقويم، لان غالبية الامة يعلمون جيدا ان التحدي هنا لا ضرورة له.
س: نود يا سيدي طرح السؤال بصيغة اخرى: ما هو يوم غد؟
ج: يوم غد هو اليوم التالي في خططنا التنموية في كل انحاء وطننا العزيز. فنحن نخطط لكي نستمر في تقديم خطة صحية افضل، وتخفيض العجز، وخفض اعداد البطالة، والتحكم في الهجرة الاجنبية، وان نكون ضمن الدول الرائدة في التحكم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
س: نعود الى سؤالنا السابق، هل بامكانكم عدم تأكيد ان الجمعة هو ليس يوم غد؟
ج: الجمعة دائما بيننا وقادمة لا محالة، وقد كانت بيننا لزمن طويل وستبقى بيننا لفترة طويلة قادمة. ونحن كحكومة مسؤولة نحتاج لان نخطط ليس ليوم غد، ولكن لاطفالنا واحفادنا من بعدهم.
س: سيدي الرئيس، المشاهدون، بانتظار تأكيد جوابكم عن اليوم الذي سيكونه غدا؟
ج: نحن نتعامل مع قضايا اكثر واكبر اهمية، والجمعة والسبت والاحد ليست مهمة او مرتبطة بنظام الاشياء، وهم بحاجة لان يعرفوا ان الامور اكثر خطورة مما يتصورون، ومن الضروري التركيز على الاولويات البالغة الاهمية مثل وضع وطننا، وكيف يمكن ان نستمر في ذلك بحيث يستفيد الجميع من الخيرات في نهاية الامر.
س: المعذرة يبدو اننا بعدنا عن الموضوع قليلا، فهل تريد يا سيدي ان تقول ان يوم غد ليس بالجمعة؟
ج: في الواقع ليس مهما ما يكونه يوم الغد، ما هو مهم في الواقع هو كيفية التعامل مع الوضع، واود ان اؤكد لكم ان حكومتي بسياساتها الواضحة ومواقفها الصلبة ستتعامل مع الغد بكل شفافية.
س: ولكن نحن لا نريد ان نعرف اكثر من ان غدا سيكون يوم جمعة او يوما آخر!
ج: لنركز على الموضوع قليلا هنا، فنحن كحكومة نقف كالصخرة مسخرين جهودنا للمهمة التي بين ايدينا، وفي الخاتمة دعني اخبرك للمرة الاخيرة اننا ملتزمون بالمهمة، وقد كلفنا الجهات المعنية بتقديم التقارير المهنية المتعلقة بخططنا المستقبلية!
مقدم البرنامج: شكرا للسيد رئيس الوزراء على هذه المقابلة القيمة.
***
• ملاحظة: تباينت وتعددت ردود الفعل على مقال يوم الثلاثاء «المهاجر المجهول»، وجاء احد الردود من الصديق والزميل سامي البحيري، حيث اكد فيه انه صاحب النص المجهول، وانه كتبه قبل سنوات!
نشكر الصديق البحيري على كشفه للمجهول!

أحمد الصراف