سامي النصف

أيامنا الحزينة

العزاء الحار لآل الصباح الكرام برحيل الشيخة بدرية سعود الصباح، إحدى رائدات النهضة الحديثة بالكويت، حيث تظهر سيرتها الخاصة تسلمها المبكر لمسؤوليات الرعاية الصحية في البلاد، حيث أبدعت فيها، كما كانت من أوائل سيدات الأعمال الكويتيات وعرف عنها حب الخير وسعة الثقافة والاطلاع، فللفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

العزاء الحار لآل النوري الكرام في فقيدهم الكبير عبدالباقي عبدالله النوري، أول مدير كويتي للكلية الصناعية ورئيس المجلس التأسيسي لجمعية المعلمين الكويتية، وأحد السباقين في إنشاء المدارس الخاصة في الكويت والعضو المؤسس لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وعضو أول مجلس أمة كويتي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

والعزاء الحار لآل الرفاعي الكرام وللصديق د.إبراهيم الرفاعي في فقيدهم الشاب عمر الرفاعي، الذي أحبه وتأثر بفقده كل من عرفه لدماثة خلقه وحسن تربيته، وقد ذهب ضحية خطأ سائق آخر، وكان آخر ما قام به الفقيد هو التشهد قبل أن يوافيه الأجل، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

العزاء الحار لآل دبدوب الكرام ولرجل الاقتصاد الكبير إبراهيم دبدوب بوفاة فقيدهم الشاب شكري، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

وضمن أحزان الأسبوع الماضي إعلان الزميلة «الرؤية» توقف صدورها، وما كان أسهل على القائمين عليها أن يأخذوا بمنهاجية الدغدغة والضرب على أوتار الطائفية والفئوية والقبلية كوسيلة للنجاح والانتشار، إلا انهم فضلوا الالتزام بالوطنية الحقة وحب الكويت قولا وعملا ولم ترض ضمائرهم الحية أن يأخذوا بذلك المسار الضار، للإخوة شريدة المعوشرجي وسعود السبيعي ومزيد مبارك المعوشرجي وبقية الزملاء والكتّاب الأعزاء في جريدة «الرؤية» نقول لهم: «ما قصّرتوا وبيّض الله وجوهكم»، ويكفي أن تتوقف جريدتكم وهي واقفة كالأشجار المثمرة.

آخر محطة:

التهنئة للزميل مبارك الدويلة بانضمامه لكتاب جريدة «القبس» ولديّ يقين أننا سنرى بقية النخبة الرائعة من كتّاب «الرؤية» على صفحات الجرائد الأخرى.

احمد الصراف

عود لموضوع HSBC

تعقيبا على المقال الذي كتبته قبل أيام عن البنك البريطاني، أرسل الصديق الكريم عبدالحميد المزيدي الرد التالي: عزيزي أبو طارق. أثار مقالك المنشور في القبس (27 ـ7) الكثير من الشجون لدي. وقبل أن أعلق على مسيرة بنك HSBC يدفعني الحنين إلى الماضي للتطرق الى ما كنا ـ والدك عبدالله وأنا ـ نقوم به، حيث كنا نعمل عند والدينا، جاسم الصراف ومنصور المزيدي، في محل لصرافة التجزئة وإجراء صفقات العملات، بمقاييس أربعينات القرن الماضي. وفي غياب العملات الورقية وقتها، كنت أقوم ووالدك بتسليم المباع من العملات المعدنية كالريال السعودي والفرنك الفرنسي والدراخما الأسباني والتومان الإيراني، لمشتريها ونقبض ما يقابلها من العملة المحلية وهي الروبية الهندية آنذاك وهي أيضا قطع معدنية. وكنا نعبئ المسكوكات في أكياس من الخيش أو الكتان السميك، وكان كل كيس يستوعب بين ألفين إلى ثلاثة آلاف قطعة معدنية، وكنا نحملها ـ المشتري أو البائع ـ لتسليمها واستلام غيرها، وهكذا طوال اليوم. والطريف أن الأخ عبدالله كان ماهرا في عد العملات المعدنية، فعندما كان يضع يده على «كمشة» أو عدد من هذه العملات نجد أنها دائما عشرين قطعة! ونعيد تأكيد العد بعد تفريغها من يد إلى أخرى وبإيقاع أشتاق لسماعه اليوم، وكان كل إيقاع بأربع قطع معدنية، وكل خمسة إيقاعات منها تبلغ العشرين ثم نضعها بجانب بعضها في إناء خاص معد لذلك، بواقع خمس أكوام أو مجموعات لنحصل في النهاية على مائة قطعة، وهكذا يجري العد بسرعة وسهولة! وفي أحد الأيام، وبعد أن سلمنا أكياس العملات المعدنية الثقيلة لأحد التجار، طلبوا منا العودة إليه واستعادتها منه، فاستغربنا الطلب، وكانت أعمارنا وقتها لا تزيد عن 15 سنة، وهنا شرحوا لنا بأنهم قاموا بإعادة شراء تلك العملات لمن سبق أن بيعت لهم، وهكذا عدنا لاسترجاع تلك الأكياس الثقيلة دون أن نفقه معنى كلامهم! وبعد فترة فهمنا أن بعض الصرافين، مثل محلنا ومحلات الصيرفة الأخرى كالمزيني والطخيم والغربللي وغيرهم، تردهم برقيات من البصرة والرياض وإيران بأنباء تقلب العملات وتغير قيمها، وبالتالي يسبق هؤلاء غيرهم بالبيع أو الشراء لتوافر المعلومات لديهم. وهذا يذكرنا بأن ما يجري الآن من تدوير للصفقات، بيعا وشراء، بهوامش ربح أو خسارة ضئيلة جدا أمر عادي، ليس وليد هذا الزمان بل هو قديم.
نعود لبنك HSBC، أو البريطاني، الذي استعرضت قصة تأسيسه، والبلدان التي حل بها مرة كضيف مُعزز، ليصبح بعدها منبوذا فيطرد، حيث كان أول مقر له في الكويت بالقرب من مقهى «قاصد خير» في منطقة المباركية، وكانت مساحته لا تزيد عن 50 متراً، وعدد موظفيه أقل من 20. ولو قارنا الحاضر بالماضي نجد كم تغير الزمن، بعد أن أصبحت العملات ورقية، لا بل رقمية تحول من حساب إلى آخر بلمح البصر. وأصبح إصدار العملات غير مقتصر على الدول بل حتى الأفراد بإمكانهم إصدار مبالغ محددة مقابل أرصدة لهم، علما بأن جميع عملات العالم لها تغطية محددة من الذهب والعملات الأخرى، إلا أميركا التي تنفرد بأنها تُصدر عملتها بلا رصيد أو غطاء فعلي، والطريف أن أكثر الناس ثقة بالدولار هم أكثرهم انتقادا لسياسة أميركا… عجبا!!

***
ملاحظة: بناء على الطلب المتزايد، ونظرا لنجاح العرض الأول من مسرحية «عمر الخيام» الغنائية، التي لم يتسنَّ للكثيرين مشاهدتها، قررت «لوياك» إعادة العرض يومي السبت 31-7 والأحد 1-8، في السابعة مساء على مسرح المدرسة الأميركية، شارع المثنى، حولي. والدعوة عامة.

أحمد الصراف

حسن العيسى

نريد مدن التدبير لا مدن الحرير

تواضعوا قليلاً، تمهلوا كثيراً، لا نطلب الكثير ولا المستحيل، نريد منكم يا قادتنا الأكارم بعض البساطة حين تسوقون علينا بضاعتكم، وهي سلعة الوهم واللامعقول! خبران طالعتنا بهما جريدة "الجريدة" قبل يومين، الأول يتحدث عن مدينة الحرير، وكتب بالمانشيت العريض، وجاء به حرفياً "المشروع… يشتمل على أربع مدن رئيسية: المال والتسلية والترفيه والثقافية والبيئية"، ووضع المحرر "قوسين" صغيرين حول كلمتي التسلية والترفيه…! وسرح الخيال و"شطح" طويلاً عن الليالي الوردية القادمة بإذن الله في عوالم التسلية والترفيه في أكوان مدن الحرير الكويتية، إلا أن الخبر الثاني صفعني وأصحاني من خدر الحلم الجميل، وليس هذا بجديد علينا في ديرة التزمت والدين والعادات والتقاليد، فقد اعتدنا "طراقات" فقهاء مجلس الأمة ومحتسبة الحكومة، الأولون يصفعوننا بحرياتنا الخاصة، والآخرون بحرياتنا العامة، ونحن آخر الأمر محشورون بين الاثنين، ويا لها من حشرة ثقيلة على الروح…! الخبر الآخر، يقول إن لجنة الداخلية والدفاع قررت السماح للعسكريين بإطلاق اللحى…! هكذا انتهت قضية الضبط والربط للعسكريين، وانتهت معها تكنولوجيا الأمن والدفاع التي يفترض أن تكون من إطلاقات حكومة المحتسبة دون معقب، لتختم بقرار حرية إطالة اللحية وفق مقاييس الحداثة الكويتية… شكراً للجنة الداخلية والدفاع في دفاعها العظيم عن الحريات الكبرى.
وفي اليوم التالي فتحت رسالة من "كويت نيوز" على الموبايل تقول إن وزارة الشؤون قررت منع الرجال من العمل في المحلات التي تقدم خدمات إلى النساء…! ما المقصود بالمحلات التي تقدم خدمات إلى النساء وكيف نفهمها… لا أدري… لكن يمكنكم سؤال أهل الذكر في وزارة الشؤون فهم "أبخص" في نوع الخدمات المقصودة بالحظر. أليست هي الوزارة ذاتها التي أخبرني الهندي سانتان "مخلص" معاملات المكتب الذي أعمل فيه أنه وقف منتظراً قبل الساعة السادسة صباحاً عند قسم إثبات تحويل الرواتب للمقيمين بقصد تجديد أو تحويل الإقامة، فوجد هناك بشراً ينتظرون دورهم من الساعة الخامسة فجراً، والموظف المختص بتوزيع كروت أرقام الدخول يأتي الساعة السابعة والنصف… فلينتظر سانتان ولينتظر غيره الساعات الطويلة في الحر الملتهب… فهذه الوزارة مثلها مثل أخواتها من وزارات دولة مدن الحرير تعلم الناس قراءة أدب "صمويل بيكت" وأبطاله في مسرحية "بانتظار غودو"، وهذا العم "غودو" لم يأت ولم يشاهده أبطال المسرحية العبثية كعبث مدينة الحرير وكملهاة مدن "المال"، كما تخبرنا بها أحوال البلد المالية في البورصة، ومن بعد هناك مدينة التسلية والترفيه"، وهي ما نتجرع كؤوسها المرة في كل لحظة بهجة تمضي في الدولة رقم 23 في مقياس السعادة…! أما مدينة "الثقافة والبيئة" فلنتركها لثقافة المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون ولجنة الرقابة على الكتب في معارض الكتاب ومسرحياتنا التي تتنفس في الخارج، أي خارج هيمنة ملالوة قندهار الخليج، وما يخص مدينة البيئة فألقوا بحملها على محطة مشرف لضخ مياه المجاري في البحر، ودعوها لشواطئ النظافة والمهملات الورقية والفحم الذاوي بعد حفلات الشواء على سواحلنا… ومنها "يا ساحل الفنطاس ويا ملعب الغزلان" والله ترحم الراحل غريد الشاطئ.
شكراً نقولها لكم مرة ثانية وثالثة على حلم مدن الحرير، كل ما نتمناه منكم فقط هو بعض الصراحة والواقعية في ما تصرحون وتتفوهون به عن جناتنا القادمة… لا نريد منكم أن تعدونا بمدن الحرير، وإنما تكلموا عن مدن التدبير… ندري أننا كنا وسنظل على "اطمام المرحوم" فارحمونا يا جماعة وعسى الله يرحمكم.

احمد الصراف

أسعف المسعفين يا د. هلال

تعتبر وظيفة المسعف مهمة وحيوية وهي شديدة الارتباط بخدمة الطوارئ الطبية، ولكن في بلادنا الواسعة بجهلها لا ينظر لها كذلك، حالها حال الكثير من المهن المهينة!! فوظيفة المسعف أو الــ Paramedic التي تسبق دخول المريض إلى المستشفى والتي قد يتأثر بها المصاب بشكل جذري لا تحوز على أي اهتمام من الوزارة بالرغم من خطورتها، وأتذكر أن رجل أعمال كويتيا تعرض لحادث خط.ر في طريق صحراوي بمصر تبرع لطوارئ الإسعاف فيها بمبلغ ضخم لإنقاذهم حياته! وفي الدول الغربية والتي تحترم نفسها يتم التعامل مع وظيفة المسعف بجدية كبيرة، فعلى حامل اللقب اجتياز اختبارات وتدريبات صعبة. كما تتطلب الوظيفة قوة أعصاب وسرعة في اتخاذ القرار وقوة بدنية مناسبة، وهذه جميعها لا تقل عما هو مطلوب من المجاز في التمريض. ولكن في بلادنا حتى سائق سيارة الإسعاف يمكن اعتباره مسعفا إن نال قسطا ولو بسيطا من التدريب الميداني. ففي الكويت على سبيل المثال، وهي الثرية نقدا، نجد أن العمل في وظيفة مسعف لا يحتاج عادة الى معرفة أي شيء عن طريقة التعامل مع الكسور ولا قضايا التوليد ولا العلاقات العامة ولا الأعصاب ولا حتى الإسعافات الأولية، دع عنك العلوم الباطنية وإعطاء الحقن الوريدية والتعامل مع التخدير وغيرها، فمن يعمل في خدمة طوارئ الإسعاف في الكويت يكتشف خلال ساعات فقط أن المسعفين بغالبيتهم لا علاقة لهم بـ«علم الإسعاف» فهم إما فنيو أشعة أو طباخون وإما سائقو مركبات بارعون في القيادة السريعة، من دون شهادات ولا خبرات. كما يفتقدون بغالبيتهم اللياقة البدنية أو كيفية التعامل مع الكسور والجروح الخطرة التي تتطلب التعامل معها قبل الوصول إلى المستشفى أو غرفة العمليات من نقل دم وإعطاء أكسجين! ولهذا تمنع وزارة الصحة المسعفين من القيام بالكثير مما هو مطلوب من المسعف المحترف، وبالتالي يقتصر دورهم على الوصول لمكان الحادث أو بيت المصاب ونقله للمستشفى، وهو وحظه، يموت أو يصل نصف سالم، ولم يصدر هذا المنع من الوزارة عبثا بل بسبب الأخطاء القاتلة أحيانا التي ارتكبها الكثير من المسعفين غير المجازين من دون فهم وعلم.
ويشتكي المسعفون المرخصون بجدارة من وضع سيارات الإسعاف التي تصلح لكل شيء إلا لمهامها الخطرة بسبب وضعها المتهالك وقدم ما فيها من معدات. كما أن نظام حفظ المواد في المراكز عديم الفائدة بسبب قدمه، ولا يمتلك أي مركز نظام «الجي بي اس» والذي يمكن عن طريقه الاستدلال على أسهل الطرق وأقصرها للوصول الى موقع الحادث بسبب عدم وجود ميزانية لمثل هذا الأمر ضمن الــ37 مليار دينار الخاصة بخطة التنمية.
وبسبب نظام العمل في المراكز على مدار الــ 24 ساعة فإن أماكن عمل المسعفين مثيرة للتقزز بسبب قذارتها لأن كل شيء فيها يستخدم من قبل 3 شفتات، أو دورات عمل، في اليوم الواحد. ويتطلب الأمر بالتالي توفير خدمة تنظيف أكثر فعالية.
نتمنى على السيد وزير الصحة، د. هلال الساير، القيام بزيارات ليلية مفاجئة لبعض مراكز الإسعاف ونحن على ثقة بأنه سيشعر، كطبيب، بحزن شديد على سوء أوضاعها.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

أب كريم اسمه… عيسى قاسم

 

كنت أشق مع ولداي الطريق للوصول الى جامع الدراز… ولعل هبات باردة جميلة طيبة، بطيبة تراب مملكة البحرين الغالية، كانت تستقطب ولداي (محمد وعلي) وغيرهما الكثير من الصغار والناشئة والشباب، حتى لتجد الطابق العلوي من الجامع يعج بالعشرات، إن لم يكن بالمئات حتماً، من هذه الفئة… إنها الهبات الطيبة التي تنعش عقولهم وأفئدتهم تلك القادمة من أب كريم اسمه الشيخ عيسى بن أحمد قاسم.

من يريد أن يعيش هذه اللحظات على حقيقتها، فليس عصياً عليه أبداً أن يعيشها يوم غد الجمعة.

الشيخ يمثل في الحقيقة حالة بحرينية خالصة صادقة في خدمة الوطن، وأما من يقول غير ذلك، ممن ملأوا الصحف والخطب والمواقع الإلكترونية بالأكاذيب الحاقدة والافتراءات الفاسدة، فهم تماماً كأولئك الذين قالوا إن الخطر قادم قادم… حتى بعد أن يكتشف الناس أكاذيبهم وفساد أفكارهم يصرون على البقاء في موقع القابض على فساده ومرضه، ويلقي بالتهم تارة تلو الأخرى على الخارج، وانتماء الخارج وولاية الخارج، وتصبح لديهم الكلمة الخالصة لمصلحة البلاد وكأنها نذير حرب!

الشيخ قاسم… فقيه عالم عامل… أب عطوف كريم… ومواطن يدرك تماماً مسئوليته في خدمة وطنه وأهل وطنه، وهو يحمل هم الوطن والعمل على رفعة شأنه، ولهذا، حين يلتف حوله الناس، فإنه إنما يذكرهم بالوالد الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري، رحمه الله، الذي قبل أن يكون قائداً محباً للوطن، كان أباً محباً لكل أبناء البحرين.

هذه الأدوار التي يلعبها العلماء الأفذاذ في البلد هي صمام الأمان، وحري بنا الإشارة إلى أن جلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، يحترم علماء البلد ويضع لهم مرتبة رفيعة المكانة، وحري بنا أيضاً الاقتداء بمنهج جلالته الذي يثمن مكانة العلماء ويقدر دورهم أيما تقدير، ولحظنا ذلك في أكثر من مشهد وموقف، كان من بينها زيارة جلالته للاطمئنان على صحة الشيخ قاسم في مرضه الأخير، ذلك لأن خطاب أولئك العلماء المعتدلين الصادقين المحبين للوطن، إنما هو خطاب بناء وتعمير ومحبة وتكافل… هؤلاء النموذج من العلماء، سنة كانوا أم شيعة، هم من يجدر بنا التمسك بمنهجهم لتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، واستشارتهم والاستماع إلى وجهات نظرهم كلما ألمت بنا ملمة، واخراس أصوات القبح التي ما أن تصمت حتى تعود من جديد لتبث السموم.

الشيخ الدرازي، وكل مخلص من علماء وشخصيات ووجهاء من كل نواحي البحرين، حين يقولون كلمة، فإنها صادقة خالصة للبلد وقيادة البلد وأهل البلد.

سامي النصف

لماذا ستنتصر إيران في الحرب القادمة؟!

يوليو 1956 إبان أزمة تأميم القناة حسبها السياسي المخضرم نوري السعيد «صح»، فثلاث قوى هي: بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، قادرة بالقطع على هزيمة الرئيس عبدالناصر، لذا راهن بقوة على الإنجليز وطلب من انتوني ايدن أن يرسل باخرة محملة بالأسلحة للعراق عبر قناة السويس ليدعي أن قوات ناصر اعتدت عليها لتبرير العدوان.

وفور انتهاء العدوان الثلاثي على مصر أعلن الرئيس عبدالناصر الانتصار وعجل بالانتقام من نوري السعيد عبر إعطاء نفسه حق التدخل في الشأن العراقي ودفع الثعلب العراقي في يوليو 1958، دمه ثمنا لرهانه الخاسر القائم على موازين العقل والقوى العسكرية البحتة في منطقة لا تعتد بمثل تلك الموازين.

يوليو 1990 وحسبة خاطئة أخرى تقوم على موازين القوى البحتة، قام بها صدام عندما قدر أن جيش المليون جندي قادر على هزيمة جيش الـ 10 آلاف جندي، وقد انتهت تلك الحسبة الخاطئة بالهزيمة النكراء للجيش الصدامي عام 91 وتسخير الكويت أرضها عام 2003 للانتقام من صدام مما أدى إلى فضيحة اختبائه كالفأر بالغار، ثم إعدامه بعد ذلك.

يوليو 2006 مع شن إسرائيل حربها على لبنان بعد خطف الجنديين الإسرائيليين، قدرت بعض القوى اللبنانية ان حسبة موازين القوى تعمل لصالح إسرائيل، لذا توعدت بالمحاسبة بعد الحرب التي ما إن توقفت حتى أعلن حزب الله الانتصار وانتقم ممن هدده بشل أعمال الحكومة وإغلاق البرلمان وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ثم انتهى الأمر بأحداث 7 مايو 2007.

إن هناك أعمال تهديد ووعيد في الخليج ضد إيران قد تنتهي بحرب أو ضربة عسكرية في مرحلة قادمة يصعب تحديد تاريخها، والحكمة تقتضي التعلم من دروس الماضي والعمل على منع تلك الحرب وعدم الرهان على معطى موازين القوى حيث ستعلن إيران انتصارها مع انتهاء الأعمال العسكرية وستبدأ، كالحال بالأمثلة السابقة، بالتدخل في الشأن الداخلي لمن سيقف ضدها كي تدفعه الثمن.

آخر محطة:

التقيت قبل أيام على هامش منتدى أصيلة بالمغرب بوزير الثقافة الإيراني الأسبق الإصلاحي عطا الله مهاجراني الذي حدثني بأنه أبلغ المسؤولين الأميركيين في واشنطن بأن شن الحرب على إيران يعني تحولهم جميعا إلى أحمدي نجاد.

احمد الصراف

النفايات والضمير المؤمن

أجرت القبس مقابلة مهمة وخطيرة مع السيد سعود العرفج، بصفته صاحب شركة ذات خبرة طويلة وعميقة في مجال مقاولات التنظيف ومعالجة النفايات. ولا أشك أن مضمونها، وما ورد فيها من تحذيرات، مر على مسؤولي النظافة والحكومة والجهات الأهلية والرسمية المعنية بالبيئة مرور الكرام، دون أن يهتز جزء ولو صغيرا من صرصوخ آذانهم، وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب ولا من بعيد ولا حتى بين بين، فالجميع مشغول بحمى «خطة التنمية» وكيفية «الهبش» منها بأسهل الطرق وأكثرها فعالية!!
يقول السيد العرفج إن الكويت تنام على قنابل صحية موقوتة توشك أن تنفجر في أي يوم، تتمثل في مرادم النفايات التي تحتوي عادة على نفايات منزلية وصناعية وكيماوية متنوعة، والتي تقوم حاليا شركات جمع القمامة بطمرها بشكل عشوائي وبطرق شديدة البدائية في مرادم محددة من الحكومة، علما بأن عملية الجمع والردم تكلف الدولة مبالغ طائلة سنويا، لكنها متخلفة، إضافة إلى أن المرادم تحتل مساحات شاسعة من الأراضي في بلد صغير المساحة بشكل مخيف، ويشكو مواطنوه من نقص الأراضي الصالحة للسكن وارتفاع أثمانها.
ويقول السيد العرفج إن الغازات السامة، التي تصدر عن هذه المرادم المطمورة بشكل عشوائي، تمثل خطرا حقيقيا على الصحة، وانه سبق ان أطلق التحذير تلو الآخر ولكن لم ينصت إليه أحد!! ربما لأن الجميع مشغولون في هذه الأيام بخطة التنمية، ولأننا نعيش في دولة اللاتخطيط، فاليوم «شراب فيمتو» أما الغد فأمر آخر.
نكتب ونعيد ونكرر الكتابة في مثل هذه المواضيع لعل وعسى أن يتنبه أحد ما للبيئة والإنسان ضمن برامج وخطط التنمية القادمة التي يبدو أن هذين الأمرين الحيويين لا يعنيان للمسؤولين عنها شيئا. والغريب، أو ربما من الطبيعي، أنه في اللحظة التي نكتب فيها مقالنا هذا تعلن «دبي»، التي لا تزال وستبقى رائدة في مجالات كثيرة، أكبر انجاز حديث على مستوى الشرق الأوسط يتعلق بمعالجة النفايات الصلبة وتدويرها، والذي سينتج عنه القضاء على مخاطر التلوث وخفض نسبة انبعاث الكربون، وفي مرحلة تالية إنتاج وقود بديل لاستخدامات الطاقة الكهربائية وإنتاج مواد البناء المختلفة واستصلاح الأراضي البور، وكل ذلك من نفايات، نصر نحن في الكويت على طمرها بطرق بدائية، لنقوم بعد ذلك ببناء مناطق سكنية عليها، لتنبعث منها بعد بضع سنين غازات سامة، فيشتكي سكانها لنوابهم ليهدد هؤلاء الوزير المعني بالاستجواب، ليسعى، تجنبا للاستجواب، الى التعويض على أصحاب المنازل وإسكانهم في مناطق أخرى ومعالجة مصادر انبعاث الغازات بعشرة أو عشرين ضعفا مما يمكن صرفه الآن لمعالجتها، لكي يعاد تأهيل المنطقة للسكن!!
وهكذا دواليك، أنت يا سيدي أبو خطة تنهب ونحن نجري ونهلل حواليك!

أحمد الصراف

حسن العيسى

عدلوا نصوص ملكية الطوابق والشقق


باستثناء الأثرياء أو ربما الذين لهم حظ معقول من المال أتساءل عن الذين يستطيعون شراء قطعة أرض لا تتجاوز مساحتها 400 متر مربع بقيمة لا تقل عن 150 ألف دينار، والأغلبية سيحتاجون إلى مثل هذا المبلغ على أقل تقدير لبناء منزل بسيط في منطقة معقولة بدولة "البوارح" والغبار. كيف يمكن للشباب أو أهاليهم توفير ما لا يقل عن ثلاثمئة ألف دينار أي ما يعادل مليون دولار لشراء منزل العمر لأبنائهم كي يستهلوا حياتهم الزوجية؟ الأمور شبه مستحيلة، ولا حل غير انتظار سنوات طويلة حتى تخصص لهم الدولة الأرض، ويمنحهم بنك التسليف القليل من المساعدة لبناء المنزل… وما عليهم غير الانتظار والانتظار الطويل ولسنوات غير معلومة حتى يفرجها الله عليهم.


الحل الآخر والمعقول، الذي يفترض أن تشجعه الدولة بالأفعال لا بالأقوال، يتمثل في خيار الامتداد الرأسي للبناء، أي بشراء الشقق، وتشجيع الشباب على امتلاكها، لكن ماذا فعل المشرع لذلك؟ لا شيء حسب ما أعلم، فلا يوجد غير نصوص قليلة في القانون المدني تبدأ من المادة 848 إلى المادة 874 التي تنظم الملكية الشائعة. معظم هذه النصوص هي قواعد مكملة بتعبير أهل القانون، أي قواعد لا تأمر ولا تلزم أهل الشأن وإنما تستكمل ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي ينتهي الأمر بفوضى ملكية الشقق وترك الملاك لرحمة تجار العقارات، وعدم اكتراثهم حين تتم عملية بيع الشقة للمشتري، ويترك الأخير وشأنه في الخدمات المفروضة للعقار.


سأعطيكم مثالاً على ذلك، فمثلاً إذا اشتريت شقة في دولة أوروبية أو ربما أي دولة تنظم ملكية الشقق، تجد هناك ما يسمى "اتحاد الملاك"، الذي يفرض بصيغة "الإلزام" رسوماً محددة على كل مالك في الشيوع (مالك شقة بالعمارة السكنية) بدفع مبالغ محددة شهرياً، من أجل خدمة وصيانة العقار له وللشركاء في ملكية العقار، مثل خدمة المصاعد وصيانة العقار إلى آخره… وهنا لا يحتاج "اتحاد الملاك" إلى حكم من المحكمة المختصة لإلزام أحد الملاك بدفع رسوم الخدمة، وإنما يلزم بها "أوتوماتيكياً"، مثلها مثل ضرائب أو رسوم الدولة لا جدال فيها.


في الكويت نجد أن معظم النصوص، التي تنظم موضوع "اتحاد الملاك"، تبدأ بكلمة "يجوز"! فمثلاً تنص المادة 859 من القانون المدني على 1- يجوز للملاك بأغلبية الأنصبة أن يكونوا اتحاداً لإدارة العقار وضمان حسن الانتفاع به… إلخ.


ماذا لو لم يتفق الملاك على إنشاء مثل هذا الاتحاد… ماذا سيحدث؟ ماذا لو تعطل المصعد لساكن في الدور العاشر وطلب من الساكن في الدور الاول أن يدفع حصته لصيانة المصعد؟ سيقول بداهة: ما شأني أنا بالمصعد… "كلها درجتين وأصل شقتي"! ماذا لو تعطل المكيف المركزي على بعض الشقق دون أخرى أو انفجرت ماسورة الماء في شقة ما… فماذا سيكون مصير المبتلين بالشخصية الأنانية لأحد ملاك الشقق، حين يرفض المساهمة في الصيانة؟ لا حل لهؤلاء سوى انتظار حكم المحكمة بعد شهور أو سنوات طويلة من دون مصعد أو مكيف أو ماء…! وحتى حين صدر قرار وزير العدل رقم 64 لسنة 81، بدأ القرار مرة أخرى بصيغة "يجوز"، فلا إلزام ولا فرض إنما يترك الأمر للقدر وللجواز.


على المشرع الآن، وهذا هو الوقت المناسب اليوم وبعد فوات أكثر من ثلاثين سنة على صدور القانون المدني، أن يبادر إلى تعديل نصوص القانون "بفرض" إنشاء اتحاد الملاك بشخصية معنوية مستقلة على كل من يود أن يسوق عمارته في أسواق العقار… ولا يترك الأمر لقرار ذاتي من ملاك حصص الأغلبية، فنحن، في آخر الأمر، في دولة "أنا وبس"… والشباب ينتظرون الفرج في تملك المعقول بشقق سكنية، ولابد من حماية يوفرها لهم المشرع… عدلوا تشريعاتكم يا جماعة قبل نسج الأحلام حول مدينة الحرير.


احمد الصراف

بنك HSBC في الشرق الأوسط

يعتبر مصرف HSBC واحدا من أكبر مصارف العالم، وتعني الحروف الأولى من اسمه «المؤسسة المصرفية لهونغ كونغ وشانغهاي».
بدأت قصة نجاح هذا البنك عام 1959 عندما قام بشراء كامل حصص الملكية في البنك البريطاني للشرق الأوسط، وكانت تلك تذكرة دخوله لواحد من أسرع أسواق العالم نموا.
تأسس البنك البريطاني في لندن عام 1889، وكان اسمه حينها «بنك فارس الأمبريالي» أو The Imperial Bank Of Persia، وأسسه البارون جوليوس دي رويتر، مؤسس وكالة أنباء رويترز الشهيرة، والذي حصل على حقوق الامتياز لمصرفه من شاه إيران لستين عاما، يحق له خلالها طبع وإصدار عملة البلاد الوطنية والعمل كبنك للإمبراطورية الفارسية، وصدر له ترخيص من الحكومة البريطانية وقتها بهذا الشأن، وتمكن البنك في الفترة من 1889 وحتى 1920 من فتح 26 فرعا في مختلف المدن الإيرانية. وفي الفترة من 1930 وحتى نهاية أربعينات القرن الماضي شهد البنك تغيرات عدة، حيث تنازل عن حق إصدار العملة الوطنية لـ «بنك ملي» الحكومي. كما غير اسمه إلى «بنك إيران الإمبراطوري»، بعد أن ألغت الحكومة تسمية فارس واستبدلتها بــ«إيران» الأكثر تمثيلا لبقية فئات الشعب. وفي عام 1949 أجبرت الحكومة الإيرانية البنوك الأجنبية على التنازل عن %55 من ملكيتها لبنوكها. ثم تبعت ذلك بقرار منع البنك من تداول النقد الأجنبي فلم يجد أصحابه بدا من إغلاق أبوابه في طهران عام 1951، ولكن ليس قبل أن يحتاط لنفسه ويتوقع مثل هذا اليوم، حيث قام بفتح فروع عدة خارجية في الكويت عام 1942، والبحرين 1944 ودبي 1946 وبعدها في مسقط وبيروت ودمشق وعمان، وهذه التغيرات حصلت جميعها تحت تسمية «البنك البريطاني لإيران والشرق الأوسط»، وأزيل من الاسم «إيران» بعد خروج البنك منها عام 1952.
ومع سيطرة HSBC على البنك البريطاني قام بالتوسع أكثر وفتح فروعا في السعودية والشارقة وأبوظبي والعراق وتونس والمغرب وليبيا وعدن، وهذا أتاح له العودة لإيران، وإن لفترة قصيرة، حيث أممت المصارف الأجنبية جميعها عام 1979. كما أجبرها التأميم على ترك دول عديدة أخرى بعدها مثل سوريا، العراق، عدن، ليبيا وفي العديد من الدول النفطية. ودخلت في مشاركات فعالة في السعودية ومصر، ولا تزال.
وفي عام 1994 قام البنك بنقل مركزه الرئيسي لجزيرة جيرسي البريطانية، وغير اسمه في عام 1999 ليصبح SHBC للشرق الأوسط.
قد لا تعني هذه المعلومات الكثير للبعض ولكنها تتضمن حنينا لزمن مضى، خاصة لأولئك المصرفيين القدماء من أمثالي، ومن لا يزال على قيد الحياة من موظفي البنك البريطاني للشرق الأوسط، والذين لا بد أن يكونوا في التسعينات من أعمارهم!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

وزير الإعلام شقاعد تسوي ؟


إن ما يحدث في مؤسسات وزارة الإعلام من المستحيل أن يكون مجرد قـرارات غيـر موفقة، بل هو عمل متعمد ومخطط له، ولا أعتقد أن أي عاقل من الممكن أن يفسر إبعاد وسائل النجاح المتفق عليها عن الإعلام الحكومي بأنه خطأ عابر. إن لم يكن هناك شيء معين أريد أن أشاهده في التلفاز فإن أولى القنوات التي أتوجه إليها لا شعوريا هي قنوات تلفزيون الكويت، وهو أمر يسبب الإزعاج لدى الأصدقاء بالديوانية لأنهم اعتادوا على ألا يجدوا أي شيء يستحق المشاهدة في هذه المؤسسة الرائدة. سأستطرد قليلا لتتضح الصورة لمن لا يتابع، وأنا على يقين بأنهم الأكثرية، توقفت متابعة الناس لتلفزيون الدولة منذ زمن بعيد، وهو خطأ لا يتحمله وزير الإعلام الحالي طبعا، ولكنه عززه بكل تأكيد، وكانت الفرصة الوحيدة لعودة المشاهد إلى تلفزيون الدولة في قناته الأولى هي شهر رمضان الكريم، وفي العامين الأخيرين تمكن التلفزيون ولو جزئيا من جذب انتباه المشاهد، ولكي أكون واضحاً بشكل أكبر فقد حملت القديرة سعاد عبدالله مسؤولية جذب المشاهد لتلفزيون الكويت من خلال مسلسليها «فضة قلبها أبيض» والأكثر نجاحا في الموسم الذي يليه «أم البنات». وكانت النتيجة أن يصرف التلفزيون النظر عن سعاد عبدالله في الموسم المقبل لتقدم أعمالها وتجذب جماهيرها إلى قناة خاصة، ولم يعوض التلفزيون غياب هذه العملاقة، في تعمد واضح كما أرى بصرف الناس عن مؤسسة تلفزيون الكويت، فلا حياة ولا سعاد ولا سعد ولا عبدالحسين موجودون في أعمال التلفزيون. أتوجه بعد ذلك إلى القناة الثالثة لأن قناتنا الثانية ميتة إكلينيكا منذ زمن بعيد، فقد منعت وأوقفت تلك القناة كل البرامج الناجحة جماهيريا، والتي تستقطب عددا جيدا من المشاهدين، مما أدى إلى «تطفيش» المذيعين والمعدين المتميزين ليجدوا أنفسهم بلا فرصة للظهور إلا من خلال القنوات الخاصة. أما على صعيد الإذاعة، فالحال كما هي في التلفزيون فأفضل برامج الإذاعة الخاصة هي من صنع طاقات وأبناء وزارة الإعلام الذين «طفّشتهم» الوزارة أيضا. عطفا على ذلك فإن أرشيف التلفزيون الذهبي الذي صنعه رجال الإعلام الحقيقيون في السابق تم تسليمه طوعا لقناتين فقط من القنوات الخاصة، وهما «السور» و»الوطن»، فبات من يحن إلى الماضي المشرق، لا مناص له من التوجه إلى تلكما القناتين عوضا عن تلفزيون الكويت. إن ما يحدث في مؤسسات وزارة الإعلام من المستحيل أن يكون مجرد قرارات غير موفقة، بل هو عمل متعمد ومخطط له، ولا أعتقد أن أي عاقل من الممكن أن يفسر إبعاد وسائل النجاح المتفق عليها عن الإعلام الحكومي بأنه خطأ عابر. فهل ممكن أن تشرح لي يا وزير الإعلام الموقر وبعد عام كامل وأكثر لك في الإعلام حقيقة ما تقوم به وما تسعى إليه؟ ضمن نطاق التغطية: تقدر ثروة أرشيف وزارة الإعلام بأكثر من خمسين مليون دينار كويتي لما تحمله من ندرة وتنوع.