كنت أتمنى لو جمع ائتلاف قوى المعارضة الكويتية فعلا كل القوى السياسية في الكويت كما كان هدفه عند الإنشاء، ولكن وبعد ما يقارب الشهرين من إعلانه يبدو انه أصبح فقط «ائتلاف حشد مع حدس».
فنظرة خاطفة على مكونات الائتلاف المعارض كفيلة بإعطائك الحقيقة المرة، وهي ان العناصر المؤثرة في هذا الائتلاف هم فقط كتل العمل الشعبي «حشد» والحركة الدستورية الإسلامية «حدس».
أما محاولة الزج بالأغلبية البرلمانية السابقة أو ما تبقى منها في الائتلاف فقد أضعفه ولم يقوه، وخصوصا بعد أن أعلن البعض منهم عدم إيمانه بمبادئ الحراك الشبابي كالحكومة المنتخبة وقانون الهيئات السياسية الأحزاب.
وبخلاف حشد وحدس، لم يتبق سوى منظمة العمل الكويتي «معك» والتيار التقدمي، وهم تجمعات نخبوية لا تتمتع بشعبية بين صفوف شباب الحراك.
ربما النجاح الوحيد لائتلاف قوى المعارضة هو في استقطاب القوى الشبابية والمتمثل في تواجد الاتحاد الوطني لطلبة الجامعة وتجمع «حدم» الشبابي، ولكن يقابل هذا النجاح إخفاق كبير من قبل الائتلاف في استقطاب الليبراليين كتجمع المنبر الديموقراطي والتحالف الوطني وخلو الائتلاف أيضا من الراديكاليين الإسلاميين كالسلفية العلمية وحزب الأمة الإسلامي.
وعلى صعيد النقابات وجمعيات النفع العام لا وجود لهم باستثناء الاتحاد الوطني للعمال، وهو بالمناسبة يختلف عن الاتحاد العام لعمال الكويت، وهنا يجب أن نتوقف كثيرا ونتأمل في النقابات والجمعيات التابعة لحشد ولحدس خصوصا، فجمعية المعلمين ونقابة البترول ونقابة الخطوط الكويتية والجمارك وجمعية المحامين وجمعية حقوق الإنسان، كلها تعمل في قطاعات وأنشطة مهمة جدا، ويتوزع انتماء منتسبيها بين التكتل الشعبي وحدس، ومع ذلك لم تنضو حتى هذه اللحظة تحت قوى ائتلاف المعارضة.
ومن المؤكد أن الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» لم تدخل بكل قوتها في المعارضة إلى الآن، وربما لن تفعل لأنها تبحث دائما عن الصفقات الخاصة بها ولا تضع اعتبارا للمصلحة العامة.
أما كتل العمل الشعبي فكل طموحها عودة الأصوات الأربعة ويسيطر عليه الهاجس الانتخابي، ولكن وتحت وطأة تأثير الحراك الشبابي تبنوا فكرة الحكومة المنتخبة والهيئات السياسية، كما ان التكتل الشعبي يسعى دائما لتزعم الحراك السياسي ولو كان بمحاربة أطراف إصلاحية مؤثرة كتنسيقية الحراك وبعض المستقلين، مما افقدهم جزءا مهما من الشارع السياسي.
نتمنى على قيادة الائتلاف المعارض الذي نؤيده، ان يصحح أخطاءه قبل أن يطلق فعاليات، لأننا مع كل جهد إصلاحي.
وقديما قالوا «عد رجالك وأورد الماء»، حول الماء حيث تنتظركم الحكومة بكل ثقلها، والتي يبدو أنها تشجعت من تفكك المعارضة وأقدمت على تصريحاتها الأخيرة بعدم الحوار أو الرضوخ لتهديدات لمعارضة أو حب خشمها.
ملاحظة ختامية: «كتل العمل الشعبي وبعد أن شكلت مكاتبها ولجانها، فتح باب الانتساب إليها، والى كتابة هذا المقال لم تنشر مبادئها ولا أهدافها، وهذا يسيء إليها ويظهرها بأنها بحاجة إلى أتباع ليس لهم فكر ولا دور».