بسم الله نبدأ…
بمناسبة الكتابة ابتداء من اليوم في جريدة القبس بعد الإغلاق القسري لجريدة الرؤية أرى أن أتحدث مع القارئ الكريم عن «ميثاق شرف» كان يفترض أن يوقع منذ فترة طويلة من كل الصحافيين والإعلاميين وكتاب الزوايا الثابتة وجميع العاملين في الحقل الصحفي الإعلامي. ولكن مع الأسف حتى اليوم لم يبادر أحد – حسب علمي – لتبني هذا الميثاق!!
وقد ظهرت الحاجة الى هذه الخطوة بعد أن انتشر الفجور في الخصومة بين العاملين في الصحافة، وأخذنا نقرأ عبارات غير موجودة في قاموس الأدب في الحديث، وصرنا نسمع اتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وليس لها أساس علمي تستند إليه، لكل ذلك أصبح وجود ميثاق شرف بين الاعلاميين أمرا حتميا.
مما تعلمناه من أدبيات ديننا الحنيف ان المنافق «اذا خاصم فجر»، وأن الحق أحق أن يتّبع «وقل الحق ولو كان ذا قربى»، وأن الرجوع للحق فضيلة. لكن كم كاتبا وإعلاميا يتبنى هذه القواعد الشرعية في تعامله مع القلم؟!
وأنا أكتب مقالي الأول في صحيفة القبس أتمنى أن نلتزم جميعا بالحدود الدنيا لأدب الحوار، خصوصا أننا نكتب في صحيفة جادة وخطها منذ تأسيسها واضح كل الوضوح بالبعد عن الابتذال والاسفاف مع اختلافنا في بعض ما يطرح فيها من توجهات تتبناها الجريدة نفسها، لكن هذا الاختلاف في حدود المقبول ولا يفسد للود قضية.
إن مما يحز في النفس ان نرى هذا المجتمع الصغير الذي عاش عصره الاول والى عهد قريب مترابطا متكاتفا بكل أطيافه وطوائفه، نراه اليوم يتشرذم وينقسم الى مجتمع فئوي طبقي قبلي تنتشر الحواجز النفسية على طرقات التواصل في ما بين أركانه، حتى فقد هويته التي كان يتميز بها والتي كانت سر قوة هذا الكائن الصغير، والغريب أن النخبة المثقفة هم من يمارسون هذا القتل المتعمد في جميع المجالات سواء الكتاب منهم أو الوزراء والنواب أو قادة الفكر وقيادة السياسة!
الأخوة العرب والخليجيون الذين يراقبون الحالة الكويتية يتوقعون أن البلد يأكل نفسه بنفسه وأن فيه من عظائم الأمور ما يهد الجبال، حتى أصبح البعض منهم يتوقع زوال هذا الكيان الصغير في أي لحظة. لم لا.. وإعلامنا يصور لمن يقرأه ان الأمور عندنا وصلت الى حد الانهيار. متابعة لجلسة واحدة من جلسات مجلس الأمة وطريقة الحديث بين السلطتين والانتباه الى مستوى الانحدار في الخطاب السياسي يدرك هذا الواقع المر.
لذلك أعتقد ان الحديث عن ميثاق شرف بين الإعلاميين أصبح أمرا حتميا في هذه الظروف.
لفتة: لا يفوتني أن أشكر أسرة تحرير صحيفة الرؤية والزملاء فيها على تحملي طوال الفترة الماضية والتي أعتز بها، كما لا يفوتني شكر الأخ وليد النصف على دعوتي للكتابة في القبس والتي أتشرف بها.
مبارك فهد الدويلة