احمد الصراف

مكالمة على الريحة

ينقل عن عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين أنه قال: «أخاف اليوم الذي ستتفوق فيه التكنولوجيا على البشرية، عندها سيقتصر العالم على جيل من الحمقى». ولو نظرنا حولنا اليوم لوجدنا أن ما قاله بالأمس البعيد يشبه التنبؤ بالمستقبل، وقد تكون أجهزة الهاتف النقال، وبالذات الجيل الذكي منها، أكثر أنواع التكنولوجيا تغلبا وتفوقا على الإنسان، فقد أدخلت هذه الأجهزة تغيرات إيجابية وسلبية هائلة على حياة الكثيرين، بحيث أصبحوا لا يتخيلون حياتهم من غيرها، فهي إضافة إلى كونها وسيلة لأداء عمل وطلب نجدة وترتيب موعد، وتلبية استغاثة، أصبحت الوسيلة الوحيدة التي تربط البعض بأسرهم، فبوجودها قلّت الزيارات وانعدم التواصل المباشر، وأصبحت المكالمة بمكانة الحضور الشخصي، وخاصة في المناسبات السعيدة والحزينة والأعياد! كما تحوّلت هذه الأجهزة، بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من «واتس أب» و«تويتر»، إلى مصدر الأخبار والإشاعات الوحيد للكثيرين. كما أصبحت للبعض الآخر وسيلة للدعاية وبث الأخبار وتنظيم التظاهرات والاجتماعات بأسرع طريقة، ومن دون كلفة حقيقية.
تأثير الهواتف الذكية سلبي في غالبه، ولكن من إيجابيات استخدامها أنها دفعت البعض لقراءة شيء ما، وخاصة أولئك الذين كان آخر عهدهم بالقراءة الكتاب المدرسي! كما أن البعض لا يطيق قراءة شيء أو البحث عن موضوع ما يهمهم، حتى لو كان مسلياً أو مثيراً، ولكنه أصبح يأتيهم «باردا مبردا» على الجهاز. كما أصبحنا نلاحظ توقف التذمر المعتاد لمراجعي العيادات الطبية أو الدوائر الحكومية، من تأخر دورهم او معاملاتهم، فالجميع مشغول بالنظر لجهازه. كما أصبح الجهاز مهربا معقولا في السهرات الثقيلة الظل، حيث يهرب الضيف منها لجهازه الحبيب.
كما أخذ البعض الآخر هاتفه النقال معه إلى دورة المياه، أثناء قضاء حاجته البيولوجية، ربما لكي يقرأ بعض الرسائل على الريحة!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

«عفا الله عمّا سلف»

"عفا الله عما سلف"، شعار تريد الأغلبية المبطلة ومناصروها أن يُرفع من كل الأطراف التي لا تؤيد الحكومة أو الحكومات المتعاقبة ونهجها السيئ، بحجة توحيد الصف المعارض للوصول إلى الغاية الأفضل متمثلة بزوال نهج الحكومات وأسلوب إدارتها للدولة. الأغلبية المبطلة ومناصروها يريدوننا أن نمسح الأشهر الأربعة السيئة الذكر من عمر مجلس فبراير ٢٠١٢ المبطل، ذلك المجلس الذي حقق أغلبية نيابية غير مسبوقة بتاريخ المجالس النيابية الكويتية، فتمخض هذا الرقم التاريخي للأغلبية على تعدٍّ مشين على الحريات الخاصة والعامة وسعي لاستنزاف موارد الدولة كما هي الحال مع مجلس ديسمبر وشخصانية مستفزه تجاه كل من يخالفهم الرأي. يريدوننا أن نشطب كل ذلك من الذاكرة في سبيل الوصول إلى الإصلاح السياسي!! متناسين أن الإصلاح السياسي المنشود يتطلب أساسا محاربة نهجهم بمعية الحكومات المتعاقبة ونهجها. لا يوجد سيئ وأكثر سوءاً بين الأغلبية المبطلة والحكومة أو الحكومات المتعاقبة إن صح التعبير، فالطرفان بنفس السوء، وعندما وجدا تحت سقف مجلس فبراير معا وجدنا تحالفهما سوياً في أسوأ صورة، فدافعت الأغلبية عن رئيس الوزراء ووزير الداخلية والإعلام، ومنعت بعض نواب الأغلبية من استجواب رئيس الوزراء، وأقروا سويا قوانين تتعدى على الحريات، وتغاضوا عن خسارة الدولة لمئات الملايين، كل هذا في غضون أربعة أشهر فقط. إن كان هناك من يريد أن يعفو عما سلف (وهو أمر غير مقبول بالنسبة إلي طبعا) فيجب أن يشمل هذا العفو أيضا الحكومة ومناصريها كذلك، فهل تقبل الأغلبية ومن معها هذا العفو؟ أعتقد أن الإجابة هي "لا"، لأن نهج الحكومة الدائم يثبت أنه لا فائدة من مهادنتهم، ولابد من محاربة هذا النهج الحكومي لحين زواله، وهي بالضبط نفس المحاربة المهمة للأغلبية كنهج وأسلوب سياسيين لا يؤمن بدستور ولا حريات الغير أبدا. طبعا هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن نتخذ مواقف مضادة لمواقف الأغلبية أو الحكومة طوال الوقت فأحيانا تكون مواقفهم صائبة كموقف الحكومة من رفض إسقاط القروض مثلا أو موقف الأغلبية المبطلة في رفض مرسوم الصوت الواحد، ويجب أن نفرق بين تشابه المواقف والوقوف خلف أي طرف منهم، فتشابه المواقف أمر طبيعي، أما دعم الفاسدين لإسقاط فاسدين آخرين فهو سيعزز وجود طرف فاسد وإن ألغى طرفاً آخر، ووجودهم سيضر بالكويت والإصلاح السياسي المنشود. خلاصة القول نهج الحكومة ونهج الأغلبية المبطلة وجهان لعملة فاسدة أضرت بالكويت ودستورها وحرياتها العامة والخاصة، ولا بد من استئصال هذا النهج في سبيل كويت أفضل وتأييد أي قضية عادلة من أي طرف من الأطراف. خارج نطاق التغطية: رجل دولة كبدر المطوع يقدم لوطنه شبابه وجهده لرفعة الكويت وعلمها فتفصله الحكومة من عمله، ولا يحرك أي عضو ساكنا في إنصاف هذا البطل!! هذا باختصار وضع البلد وشكل تعاطي الدولة مع خيرة أبنائها.

سامي النصف

الشارع العربي ودمه المسفوك!

في وقت تنصرف فيه دول العالم أجمع للعمل والانتاج والفكر والدراسة والتدريب المستمر والتنمية المستدامة، فتسعد وتغنّي وتبني من خلال العمل الدؤوب المستقبل المشرق لشعوبها وشبابها، تبقى شعوبنا العربية ومنذ رؤيتها قبل عامين لهلال الخراب المسمى بالربيع العربي محتشدة ومتصارعة بالشوارع، لا تزرع ولا تصنع بل تسفك دماء بعضها البعض بعد ان خُدعت ـ وما اكثر ما تُخدع شعوبنا ـ من الإعلام المغرض الذي سمى الفوضى بالحرية، والدمار بالانتصار ولم يقل ذلك الاعلام الدولي، ان كان يؤمن حقا بأن النزول للشوارع أمر محمود، فلماذا لا يشجع شعوبه على القيام به؟!

***

ومازالت بعض قيادات القوى السياسية الكويتية المخضرمة توعد شعبنا وشبابنا بربيع الخراب والدمار في الكويت (لاسباب لم تعد خافية على الإطلاق) فنرى شبابا مغررا به ـ للأسف ـ يجري هنا وهناك رافعا على الاكتاف من ينوي دماره وهلاكه ومنطبقا عليه قول الشاعر:

هتف الشعب بأسماء قاتليه

يا له من ببغاء عقله في اذنيه!

***

ونحمد الله على وجود ثلة من الإعلاميين الوطنيين ممن تصدوا منذ اليوم الأول للمؤامرة ففضحوها وافشلوها وكانوا كالسد المنيع الذي منع الطوفان، ونشكر معهم رجال وشباب وشابات وسيدات مجتمع ممن لم تنطل عليهم الحيل والألاعيب فتركوا بيوتهم للتصدي للمخربين ولولاهم لكانت دماؤنا خبرا آخر من أخبار الإعلام الدولي، لقد أطفأ الناخبون بذهابهم للصناديق النيران وانكشفت الأهداف ولم يبق من تلك المؤامرة الكبرى إلا.. الرماد!

***

آخر محطة:

(1) للتذكير.. محمد العريفي هو من أساء لرمز الكويت وأعقب اساءته بمقولة «عفا الله عما سلف» وهي كلمة يقولها من تم الخطأ بحقه لا المخطئ لولا.. الحمق!

(2) محمد العريفي نقلت عنه «العربية. نت» امس انه اخطأ في دعمه طوال السنين لتنظيم القاعدة (يا سلام) ولم يتناول في حديثه مصير الشباب المغرر به الذي سمع كلامه فذهب وقتل وفجر وتم قتله أو أسره في العراق او افغانستان وليس بالطبع بينهم ابنه.. أحسن تعليق على ذلك الخبر من رد عليه بالقول: لقد اصبحت كالممثلين والمطربين والرياضيين تبحث عن الشهرة وتصدر الاخبار في كل مكان وبكل الاثمان.

(3) وفي عدد امس نشرت «الأنباء» خبر سؤال العريفي للمخدوعين به عن صحة قيامه بـ«التمثيل» في بعض البرامج من عدمه.. شخصيا افتكرت انه سيسألهم عن رغبته في اعتزال التمثيل الذي مارسه عليهم لسنوات طوال!

احمد الصراف

السمعة العالمية السيئة!

يقول عبد العظيم حماد، وهو صحافي مصري مرموق، إن «ثورة 25 يناير لم تقم فقط من أجل تعديل دستور ولا من أجل طريقة انتخاب رئيس وتحديد فترة رئاسته، بل إنها قامت من أجل تجديد مصر مجتمعا ودولة تجديدا شاملا عبر تأسيس دولة مؤسسات ديموقراطية حديثة تنظم العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتستوعب قيم العصر». ويضيف في كتابه الذي حمل عنوانا فرعيا هو «صراع الخوذة واللحية والميدان.. رؤية شاهد عيان» أن دور الدولة الحديثة أكبر من استخدام السلطة «لإدخال المواطنين الجنة وإبعادهم عن النار في الآخرة»، بل يكمن دورها في توفير الحياة الكريمة للمواطن وحماية أمنه في الداخل وضمان قوة الوطن بحفظ حدوده. انتهى.
ولو نظرنا لما فعله الإخوان أو المتشددون دينياً، سواء في مصر أو أفغانستان أو إيران أو تونس أو السودان وباكستان ومصر وغيرها، لما وجدنا أن أياً من سلطات هذه الدول، أو على الأقل غالبيتها، انشغل يوما بأمور حفظ كرامة المواطن وحماية أمنه، فمرتبة المواطن، أو المواطنة بالأحرى، تأتي في ذيل اهتمامات سلطات هذه الدول، الدينية السياسية، وإن اهتمت بها فهذا يكون عادة من خلال الاهتمام بحرمانها من التعليم ومراقبة سلوكها ووضع ضوابطه، وما يجب عليها ارتداؤه، ومنعها من الخروج من الدولة بغير إذن «الذكر» الذي تتبع له، زوجا، أبا أو جدا، أو حتى أخا جاهلا يصغرها بسنوات! كما نجد أن اهتمامات هذه الدول بعيدة عن كل ما له علاقة بالفرح أو التسلية، حتى البريئة، ونجدها تتخبّط في قرارات سخيفة لا معنى لها، من ضرورة إعلام الزوج بسفر زوجته، برسالة هاتف قصيرة، أو منع الذكر من ارتداء ربطة العنق، واختزال معاداة الغرب بقطعة القماش تلك، وغض النظر عن بقية قطع ملابسه الغربية، وكأن المقصود هنا فقط الاقتصاص من تجار الكرفتات ومصنعيها، لجريمة سرية سبق أن ارتكبوها ربما بحق المرشد!
ما يؤلم حقاً هو منظر النساء المتشحات بالسواد، ومدارس البنات المغلقة، واختفاء المرأة من شوارع أي مدينة يحتلها هؤلاء الغرباء، والدموع الغزيرة التي تنساب من عيون عطشى للحرية والكرامة والعلم في كل مرة تقع فيها مدينة أو دولة في قبضة هؤلاء المتشددين الذين شوّهوا سمعتنا في العالم أجمع وحوّلونا إلى مجموعة من الأوباش غير المكترثين بأي قيم إنسانية أو كرامة بشرية، والذين يصرّون على وضع السيوف في خواصر بعضهم، على صيحات «الله أكبر»، لدفعهم لدخول جنتهم، وهم «صاغرون»!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

حفلة مشاري العصيمي

عندما يغني الأبطال، هكذا كان عنوان الفصل، أو عنوان شبيه به، في أحد الكتب التي تحدثت عن المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، ويتحدث الكاتب فيه عن بطولات شبان فرنسا، ويركز على أحدهم، كان عذب الصوت، صبوراً، شجاعاً، عاشقاً لفرنسا ولكرامة شعبها، إلى أن سقط وتناثرت أشلاؤه على ترابها.
تستغرق في قراءة أحداث الكتاب ولا تشعر بنفسك إلا وأنت تمسح دموعك التي تسللت فجأة من مخازنها وخرجت إلى العلن.
وأجزم لو أن الرواية لاقت انتشاراً وقتذاك لانضم إلى مجموعة الشاب الفرنسي البطل كل الأحرار المنتشرين في الأرض… وبحسب الكاتب، استطاع الفرنسيون إقناع الشاب باحتراف الغناء بعد تحرير فرنسا، وحصلوا على وعد منه بذلك، لكن قذيفة الطائرة الألمانية لم توافق.
ويوم أمس استمعنا واستمتعنا بتسجيل مسرب، انتشر بين الناس، لجزء من مرافعة "الفنان" مشاري العصيمي أمام المحكمة الدستورية، وكنا مجموعة ننتظر غداءنا، وبعد كل جملة يقولها، أو قذيفة يطلقها على الحكومة، كان تصفيقنا يعلو ويشتد، وكانت أكثر الكلمات ترديداً بيننا "الله الله الله عليك".
كان فناناً أبو طارق تتمايل الرؤوس طرباً لحديثه، وكان قناصاً يكفيه شعرة من رأس الفكرة المختبئة خلف الحائط ليرديها قتيلة في اللحظة… وهكذا هي الحروب والمعارك، السياسية منها والقتالية، تحتاج إلى عازف الناي كما تحتاج إلى المقاتل، وتحتاج إلى الممرض والممرضة كحاجتها إلى الطيار ورامي المدفعية، ولا تقل أهمية كأس الشاي في الحروب عن أهمية طلقة الرشاش، كما تعلمنا في الحياة العسكرية… أقول هذا رداً على كلام بعض الأصدقاء الذين عابوا على أبي طارق عدم مشاركته "الميدانية" في الحراك السياسي، رغم تأييدي لكلامهم.
وسألتقط هذا الخيط لأقولها بألسن شبان الحراك السياسي وأردد ما قالوه ويقولونه: "نحن لن نتراجع قيد أنملة ولا أصغر من ذلك، حتى وإن سعى البعض إلى شق صفوفنا من الداخل، أو لو تخلى عنا رموز العمل السياسي في السنين الماضية، أو لو اصطفت الرياح والأمطار إلى جانب السلطة… ولا يوجعنا إلا تخاذل بعض من يوافقنا الرأي ويؤيدنا".
هذا هو كلام الشبان الأحرار بعد أن اقتطعت منه جملة "تخاذل المؤيدين لنا عن نصرتنا أخطر علينا من تحامل السلطة وتعسفها".
وأقول: "ليس أجمل من أداء الفنان مشاري العصيمي إلا أداء شبان الحراك الأبطال، الذين لم يتسابقوا على المايكروفونات ولا على الأضواء، ولم يكلفوا صغار مؤيديهم بشتم فلان وعلان"، وأقسم قسماً لا أغلظ منه ولا أشرس إن همة هؤلاء الشبان تحرج الفولاذ وتقطع الألماس. والأيام بيننا.

سامي النصف

الأمير والقضاة خط أحمر!

كتبت ذات مرة في «الأنباء» عما شاهدته صباح يوم أحد بارد بالهايد بارك في لندن أثناء انتظار قدوم مظاهرة لدعاة السلام في العالم، عندما صعد الى المنصة شاب إنجليزي قام بالإساءة للملكة فأسرع رجال الأمن بالقبض عليه وترحيله الى سيارتهم القريبة من الموقع، لذا لا تجد في الصحافة الانجليزية أو وسائل إعلامهم الاخرى ما يشتم منه شتم أو الإساءة للملكة كوسيلة لدى شعوبهم للحفاظ على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية.

***

في أقدم ديموقراطية عربية، ونقصد الديموقراطية اللبنانية، نشرت جريدة «الحياة» في عدد قبل أمس الأول الجمعة أن النائب العام اللبناني حاتم ماضي باشر التحقيق مع النائب سليمان فرنجية وقبله النائب بطرس حرب، طالبا رفع الحصانة عنهما بسبب تعرضهما لرئيس الجمهورية، ونسب اليه قوله «غير مسموح على الاطلاق التعرض لرئيس الجمهورية أو للقضاة فهما خطان أحمران».

***

لذا، لا عجب أن ينص الدستور الكويتي الذي ارتضيناه جميعا ولمدة نصف قرن في إحدى مواده على أن ذات الأمير «مصونة لا تمس» ونص القانون رقم 31 لسنة 70 الصادر قبل 42 عاما على السجن مدة لا تتجاوز 5 سنوات لكل من طعن علنا أو في مكان عام في حقوق الأمير وسلطته أو تطاول على مسند الإمارة، ولم يقم أحد قط بطلب الغاء أو تعديل تلك المواد مما يعني وجود إجماع عليها.

***

وللحقيقة وللتاريخ فقد كانت بداية انصراف الناس عن قوى المعارضة عندما بدأوا بالتطاول على ذات سمو الأمير وعلى صلاحياته في تعيين رئيس الوزراء والوزراء مما ضايق وأرعب الناس وجعلهم يتجهون لصناديق الاقتراع لإظهار هذا الدعم والتأييد بصورة عملية وواقعية، بل وبدأت تظهر للمرة الاولى انشقاقات في التجمعات السياسية لإظهار عدم رضاها عن مسارها المتعارض مع الشرعية الدستورية التي يقف على قمتها رأس الدولة سمو الأمير.

***

آخر محطة (1): دعم سمو الأمير يمر بالاستماع لنصحه وإعطاء الحكومة القائمة الفرصة كاملة للعمل والانجاز لا التسابق على استجواب وزراء حظوا بثقة سموه ومحاولة إبعادهم، كي لا نكرر ما كنا ننتقد الآخرين على فعله.

(2) ألم يكن من الافضل للتحالف الوطني الاستماع لنصح من دعاهم للقبول بحكم الدستور ومراسيم الضرورة ومن ثم المشاركة وحصــد الكراسـي النيابية من كل الدوائر الانتخابية بشكل غير مسبوق في تاريخهم بــدلا من السير خلف الآخرين ثم الاكتشاف المتأخر كالعادة لخطأ المسار؟!

 

مبارك الدويلة

الكويت.. لم تعدهي الكويت

الكويت اليوم ليست هي الكويت التي نعرف…!!
الكويت اليوم لبست ثوباً ليس لها…. وتوشحت رداء لا يناسبها…. واكتست بحلة ليست على مقاسها..!!
الكويت اليوم ليست هي كويت الأمس… كويت الآباء والأجداد التي عشنا فيها طفولتنا وشربنا من مائها ولفحنا سمومها!
كويت اليوم غريبة علينا نحن الذين سطر أجدادنا تاريخها، وحموا ترابها وبنوا بسواعدهم سورها!
كويت اليوم تغيرت على أهلها الذين يعرفونها، وتنكرت لهم، وأصبحوا فيها غرباء!! الخلاصة ان ما قاله الشاعر عنها قبل ستين سنة اليوم نعيشه واقعا ملموسا!
«دار يعيش فيها الغريب منعم
وتعيش فيها ام احمد العجافه
تدني عيال الناس وتقربهم
ووليدها تلعن ابو اسلافه»

اليوم حتى مؤسسة الحكم لم تعد هي هي التي نعرفها في علاقتها بجميع شرائح شعبها وانفتاحها عليهم! ففي كويت الماضي سواء قبل الدستور أو بعد الدستور كان الكويتيون اذا جار عليهم الزمان لجأوا الى الحاكم باعتباره الملاذ الاخير، اليوم أصبحت مخاطبة الحاكم مباشرة ربما تهمة يسجن عليها فاعلها!! مع تحفظنا على اختيار الكلمات التي تليق بمؤسسة الحكم.
اليوم حكومتنا غير… حكومة يديرها أكثر من راس… وأصبحت ملاحقة النشطاء السياسيين أولوية عندها، وبدلا من ان تستعجل مشاريع التنمية نجد وزارة الداخلية تستعجل إقرار المشاريع القمعية والمقيدة للحرية اليوم حتى مجلس الامة لم يعد هو المؤسسة التي نعرفها ممثلة للشعب الكويتي والمدافعة عن حقوقه في مواجهة استبداد المؤسسات الحكومية وأرباب العمل!! أصبح المجلس اليوم يشرع للتضييق على حرية الرأي ويطالب الحكومة بملاحقة النشطاء السياسيين ويدعم وزارة الداخلية في توجهاتها لقمع الحريات العامة، بينما المجالس التي نعرف كانت حاضنة لكل دعاة العمل الوطني والشعبي والحصن الحصين للدفاع عن المكتسبات الدستورية، بالأمس لم يكن يجلس على كرسي النيابة إلا الكويتي الذي يعرفه الكويتيون، اليوم يأتي فاشل… مزور… سيئ السمعة ويخدع الناس بانه كويتي وبسبب دعم من أحد أطراف الصراع يستغل تناقضات الدائرة ويفوز بالانتخابات! بل ويتفاخر بانه فاز من اول جولة! هل هذه هي الكويت التي نعرف؟!
كويت الامس كان الواحد فينا ينتقد الحكومة ويغلظ عليها القول ويرجع بيته ما يسأل الخادمة اغلقت الباب الخارجي أم لا! اليوم لا يأمن على نفسه وهو جالس في دار نومه يغرد مع هاتفه ان يتم استدعاؤه صبيحة اليوم التالي بتهمة المساس!!
كويت الماضي القريب لم يكن احد يناقش حق الاسرة بالحكم احتراماً للدستور الذي يؤكد هذا الحق وللاجماع الذي تناوبت عليه أجيال متعاقبة، أما اليوم فاصبحت السلطة نفسها تروج الى وجود من يرغب في التغيير وتوجه التهم للسياسيين بخلاف ذلك، حتى السلطة القضائية اصابها ما اصاب بقية السلطات من تشويه متعمد احيانا واحيانا بسبب تغير اهلها وانضباطيتهم والتزامهم حتى وصلنا الى المجاهرة بانتقادها، الخلاصة اننا نعيش اليوم في كويت غير كويتنا التي نعرف، لا من مؤسسة الحكم ولا من المؤسسة التشريعية ولا من السلطة القضائية!! لذلك لا نستغرب ان قلنا حتى الناس تغيرت امزجتهم واصبحت العودة الى الماضي ضرباً من الخيال.

سعيد محمد سعيد

إعلام «المخابرات العربية»… الوقح! (2-2)

 

كان ختام المقال السابق مذيلاً بهذا السؤال: «هل ستتم مساءلة الإعلام الساقط وأبواقه وعناصره يوماً ما في الدول العربية التي فتتها الخطاب الوقح وأضر بنسيجها الوطني بتهمة (الإضرار المتعمد بالاستقرار الوطني والنسيج والسلم الاجتماعي؟)».

إذا عدنا إلى قوانين الصحافة والنشر في كل الدول العربية، سنجد أن هناك بنوداً بعقوبات على أجهزة الإعلام والإعلاميين والكتاب الذين يتسببون في إثارة الفتن الطائفية أو التعرض للنسيج الوطني والسلم الاجتماعي بما يمثل خطراً على المجتمع، ولكنها تبقى مجرد حبر على ورق! اللهم في حالة وجود إعلاميين وصحافيين وكتاب من المغضوب عليهم من جانب الأنظمة الحاكمة، فهؤلاء من السهولة أن يطبق عليهم القانون بحذافيره… وبلا رحمة!

وبالطبع، تنجو أبواق السلطات الإعلامية من المساءلة مهما كان خطر وجرم ما اقترفته وفق منهج إعلام المخابرات العربية القائم على أرذل مراتب الخسة والنذالة، وهو أمر يسيء إلى تلك الحكومات قبل أن يسيء إلى البوق ذاته.

هناك بالطبع عقوبة قد لا تؤثر بشكل شديد في عناصر الإعلام المخابراتي العربي «الوقح»، لكنها بمثابة موقف واضح من المواطنين الشرفاء الذين يجعلون تلك الأبواق في خانة «السفلة»! ثم، ولنعد إلى كل دول ربيع المطالبة بالحقوق العربية، سنجد أن كل الإعلاميين المخابراتيين والكتاب والفنانين والمثقفين زعماً… الذين استخدموا أساليب الانحطاط في مهماتهم الإعلامية وأصبحوا من المنبوذين المكروهين. زد على ذلك، أن أول من ركلهم بكعب قدمه هم أولئك الذين استخدموهم لتنفيذ مهمتهم الرذيلة.

ليس عامة الناس في الوطن العربي فحسب هم من استشعر ذلك الدور الحقير لأجهزة إعلام متواطئة لا خطاب لها إلا القذارة! بل حتى السياسيين…

فنائب رئيس حزب الحرية والعدالة في جمهورية مصر العربية رفيق حبيب، حذر من مخاطر إعلام الوقاحة بقوله في تصريحات صحافية متعددة: «إنها تستخدم أساليب التعبئة والحشد والسيطرة مثل تلك الأساليب التي استخدمتها أجهزة المخابرات والسلطات المستبدة عبر التاريخ، والتي تعتمد على التأثير النفسي وتضليل الرأي العام أحياناً وتشويه الحقائق أحياناً أخرى، وبث الاضطراب والشائعات». (انتهى الاقتباس).

إن الإعلام الوطني الصادق والحر، يجب أن يساعد على معرفة الحقيقة من دون التعرض للإشاعات المغرضة التي تكون أضرارها كبيرة، حيث تحرّض على العنصرية والمذهبية، وهنا، فإن غالبية الدول العربية، على رغم تطورها الإعلامي الذي حصل مؤخراً، إلا أنها مازالت تستخدم أسلوباً جامداً وقد يكون خشبياً في السيطرة على مضمون وسائل الإعلام فيها، وبعضها يستخدم الرقابة المسبقة على الموضوعات الحساسة، وبعض الحكومات تستخدم الرقابة المباشرة… وفي بعض المحطات العربية، تتحدد القيم الإخبارية في ضوء الاعتبارات الإقليمية سياسياً وثقافياً. وقد استخدمت الكثير من المحطات الفضائية العربية، هذه الأساليب لتشويه ثورات الشباب العربي وتفريغها من مضمونها.

الكلام السابق، طرحته الباحثة شذى ظافر الجندي في منتدى الحوار المتمدن، وهي متخصصة في العلوم السياسية وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد والتنمية، وشددت في بحثها على أن الكثير من الحقائق تتشوه صورها أو تفقد أحقيتها وربما تتحول إلى صورة أخرى غير الصورة الحقيقية، كما هي الصور التي روجت لها بعض وسائل الإعلام عن ثورات الشباب العربي، التي ألصقتها وسائل الإعلام بهم بهدف تحويل حركات التحرر والمدافعين عن حقوق شعوبهم إلى عصابات مسلحة، وخارجين عن القانون، ومندسين، وعملاء للخارج. (انتهى الاقتباس).

لكن، هل يمكن أن تنجح أساليب إعلام ساقطة في مواجهة الشباب العربي وحراكه وإعلامه المتقدم فكرياً وتقنياً وحضارياً بديناميكية لا ينافسها (تخشب الإعلام الرديء)؟ هنا، نجد إجابة عميقة في مقال للمفكر البحريني علي محمد فخرو بعنوان: «الثورات نسور تحلق لا دجاج ينبش» (صحيفة «الوسط»- العدد 3800 – الجمعة 1 فبراير/ شباط 2013)، كتب نصاً: «إذا كان شباب العرب قد فجّروا ثورات وحراكات أبهرت أمتهم والعالم، فإنهم قد أخمدوا الكثير من وهج ما حقّقوه إبان الفترة الانتقالية، وهم مطالبون بأن يبدأوا مسيرة المراجعة والنقد الذاتي في الحال للانتقال إلى مرحلة التجاوز والعودة إلى متطلبات فترات الانتقال بعد الثورات، ولا حاجة لذكر التفاصيل، فهم يملكون الفهم والإرادة للتشخيص وللعلاج، لكننا نتوجه إليهم بهذا الطلب باسم تضحياتهم وآلامهم التي بذلها ولايزال يبذلها الملايين منهم، فكل ثورات العالم الكبرى ذرفت دمع الآلام والخوف والرجاء إبان فترات الانتقال، وثورات وحراكات ربيع العرب لن تهرب من هذا المصير، لكن الخروج من كل ذلك هو مسئولية الجميع، وسيحتاج إلى مراجعةٍ دائمة، بينما عيون الأمة لا تنظر إلا إلى الأفق الأعلى المتألق البعيد وليس من خلال غبار مسارات الهلع».

بالطبع، كلام بمستوى هذا الفكر العميق، لا يمكن أن تفهمه عناصر مخابرات الإعلام العربي الفاشل… وإن استخدمت كل وسائل تكنولوجيا التواصل، فلن تخرجها من خربتها العفنة.

احمد الصراف

الفرّاش الغالي

هذه قصة هندية طريفة قمت بترجمتها من الانكليزية، بعد تكويتها، لأنني وجدتها تنطبق على أوضاعنا أكثر من انطباقها على وضع الهند.
تمكن أسدان من الهرب من حديقة الحيوان، اتجه الأول إلى دغل قريب واختبأ فيه، أما الثاني الذي سبق ان ولد في الأسر، أي في حديقة الحيوان نفسها، فقد فضل البقاء في المدينة التي لا يعرف غيرها، وسرعان ما اختفى أثره في زحمتها!
لم يمر وقت طويل حتى أعيد الأسد الأول إلى قفصه، ولكن شهورا ستة مرت قبل أن تتمكن «سلطات» الحديقة من العثور على الثاني، وعندما التم شملهما أخيرا في قفصهما، سأل الأول الثاني عن الكيفية التي تمكن فيها من الاختباء كل هذه الفترة، فقال أسد المدينة إنه تسلل إلى مبنى بلدية الكويت ليلا، واختار ارشيفها الشهير بخرابه وتعدد مداخله وما يحتويه من كم هائل من الملفات التي إن طالب بها أحد، قيل له «ضاع الملف»، بدلا من محاولة البحث عنه. وهنا سأله الأول مستغربا، ولكن كيف استطعت ان تبقى على قيد الحياة في أرشيف لا يحتوي على غير الورق والغبار والعفن، وما الذي كنت تأكله؟ فقال اسد المدينة إن الأرشيف كان يحتوي على عدد كبير من الموظفين العاطلين عن العمل، وقد كان مقبرة البلدية، وكل من لم ينل رضا أي مدير أو رئيس قسم يحول للعمل في قسم الأرشيف. وبالتالي كنت في كل يوم او يومين اتناول أحد هؤلاء الموظفين، وكلما تناولت واحدا قامت الإدارة بتوظيف خمسة بدلا منه. وحيث إنه لا أحد كان يعمل في ذلك القسم، فلم ينتبه أحد لفقد من كنت أفترسهم. وهنا تساءل الأسد الأول: إذن كيف تم القبض عليك وإعادتك إلى الحديقة؟ فتنهد أسد المدينة بحرقة، وقال إنه ارتكب أكبر خطأ في حياته، عندما قام بأكل فرّاش القسم البنغالي الذي كان مسؤولا عن خدمة تقديم الشاي، فقد انتبه الجميع لغيابه بعد دقائق من تناولي له! وبسبب أهمية الوظيفة التي كان يؤديها «صبّاب الشاي» الذي ربما كان الوحيد الذي يعمل عملا منتجا في الدولة، تعهد مدير الإدارة شخصيا بالبحث عنه، وهكذا جند آلاف الموظفين الذين لا يعملون اصلا، المشغولين باللعب في هواتفهم وباشياء أخرى، للتحرك من كراسيهم، والبحث عن الفراش المفقود في كل ممرات وسراديب وطوابق المبنى العتيق، إلى أن وجدوني بعد يومين، بين اكوام الملفات والعظام البشرية، وأعادوني إلى قفصي، ولو لم آكل ذلك الفراش اللعين لبقيت حرا حتى الآن.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

فوائد وصول السلفيين إلى الحكم

يتوجس كثيرون خيفة من وصول السلفيين، أو المتشددين دينيا، إلى الحكم، ويخشى بعضهم الآخر على وضعه وعمله، وهم معذورون في ذلك، ولكن الحقيقة أنه متى ما وصل هؤلاء إلى حكم اي بلد كان، خاصة إن كان في مثل أوضاع دول الخليج المتخمة بالأموال والنصابين والعمالة الوافدة غير المفيدة، فسينتج عن ذلك خير كثير! ففور وصول هؤلاء إلى الحكم سيقومون بإغلاق أكثر من نصف مدارس الدولة الخاصة بتعليم البنات. كما سيلغون الجامعات الحكومية والخاصة، وهذا سيحدث وفرا هائلا في ميزانية وزارة التربية، وسيتم الاستغناء عن دفع رواتب عشرات آلاف المدرسين والمدرسات من الوافدين بالذات، وسيتم تحويل مباني مدارس الإناث الخالية إلى معسكرات تدريب لقتال و«ذبح» أتباع المذاهب الأخرى المارقين. كما ستغلق كل صالونات الحلاقة النسائية ومعاهد الرياضة للرجال والنساء، وهنا أيضا ستوفر الدولة، وإن بطريقة مباشرة رواتب هؤلاء وطبابتهم وتتخلص من متابعة قضاياهم الأمنية. كما ستقطع نصف دول العالم او اكثر علاقاتها مع الدولة، وهذا يتبعه إجراء بالمثل، وبالتالي ستوفر إيجارات عشرات السفارات ورواتب ومكافآت عشرات آلاف العاملين فيها. كما ستقوم السلطة السلفية بإغلاق كل النوادي الرياضية والجمعيات النسائية والثقافية والادبية، التي عادة ما تتلهى بأعمال تسمى بالعلوم الاجتماعية أو الهندسية، فجميعها لا حاجة للبشر لها تحت مظلة الدولة السلفية، وبالتالي سيتحقق وفر بالملايين نتيجة وقف مبالغ الدعم التي تمنح لها، ويمكن تحويل مقار هذه الجمعيات لإنشاء مزيد من دور دراسة وتحفيظ الكتب الدينية، وكتب السحر والطبابة القديمة، وطباعتها وتوزيعها مجانا، وبالتالي يصبح الشعب بأكمله صاحب ثقافة سلفية صلبة. كما ستختفي أعمال النصب والاحتيال، بعد ان يجد مرتكبوها أنشطة اقل خطرا، من خلال الانخراط في سلك الدعوة، مع ما يتطلبه ذلك من زي ولحية، وتحقيق ثروة واحترام كبيرين! كما ستغلق القنوات التلفزيونية، وتلغى برامج ما يتبقى منها، وتقتصر على الافتاء ونقل الصلوات. كما سيتوسع في الطبابة الدينية والماء المقروء عليه والحجامة في علاج مختلف الأمراض، وهنا ايضا يمكن توفير مئات الملايين التي تصرف على العلاج في الداخل والخارج. كما ستغلق محال الملابس النسائية ويطرد العاملون فيها، من الذكور والإناث، بعد ان يصبح محظورا على النساء الخروج من البيت. وسيختفي تجار المخدرات من شوارع المدينة، بعد ان تنتقل مهمة ترويجها وزراعتها وبيعها واستخدامها إلى المزارع نفسه ومباشرة إلى المستهلك، فلا شيء في الفكر السلفي يحرم زراعة أو بيع او استخدام نبتة الخشخاش، الواسعة الانتشار، زراعة واستخداما، في أفغانستان وإيران وباكستان.
كما ستختفي وظائف مكلفة كثيرة في الدولة من مراسيم واحتفالات رسمية وإدارات الشؤون الخارجية، وحتى السجون التي لم ينص عليها في أي نص ديني، فالشرع يأمر بالقصاص الفوري، وليس بالعقاب الزمني، فلم تعرف الدولة الإسلامية سجونا وسجانين، مع ما يتطلبه الأمر من توفير الحراسة والمبنى والطعام للمساجين.
وهكذا نرى أن هناك حسنات جمة يمكن ان يجنيها المجتمع من وصول السلفيين إلى الحكم، ولا يتسع المجال لذكرها جميعا.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com