علي محمود خاجه

«والله السبب مو النتيجة»

سأستسلم وأقول إن جميع المقترضين لم يقترضوا لقضاء إجازة أو سيارة فارهة أو مضاربة بالأسهم، بل اقترضوا لتلبية احتياجات أساسية لا غنى عنها كالسكن والتعليم والصحة، لم تكفهم رواتبهم وغلاء المعيشة لتغطية هذه التكاليف، فاقترضوا واكتووا بنار الفوائد والاستقطاع الشهري من رواتبهم. وسأتجاوز أيضاً عن قضية اختفاء العدالة في قضية إسقاط القروض أو فوائد القروض، وأعتبرها قضية مفصلية تثقل كاهل عدد كبير من المواطنين ولا بد من معاملتهم معاملة خاصة دون النظر إلى من لم يأخذوا أي قرض أو سددوا التزاماتهم. وسأقر أيضا بأن المستوى التعليمي والأكاديمي لنواب مجلس ديسمبر بلغ مستوى مرموقا وعالياً إذا ما قورن بمجالس سابقة. قبلت بكل ذلك ولكن هل من عاقل يخبرني كيف تخلصنا معالجة النتيجة من الأسباب؟ فإن أسقطت القروض أو فوائدها فهل ستتحقق الاحتياجات الأساسية التي افترضنا أن المواطنين اقترضوا من أجلها؟ كيف ستُحل المشكلة الإسكانية بإسقاط القروض أو الانحدار التعليمي أو التردي الصحي؟ الواضح بل الواضح جداً أن نواب ديسمبر بل أي نائب سابق أو حالي طالب بإسقاط القروض هو شخص لا يملك رؤية ولا حلولا لمشاكل البلد، بل هو أسوأ من كل حكومات الكويت أيضا ويدفع الرشوة من أموال الدولة للوصول إلى المجلس مجدداً بحجة أنه ساهم في إسقاط القروض. أعلم جيدا ويعلمون أن حلول مشاكلنا سهلة وفي شتى المجالات، فتحرير أراضي الدولة وتحويل الكويت إلى مدن منفصلة بهيئاتها وجامعاتها ومبانيها الحكومية دون الحاجة إلى التوجه إلى مدينة الكويت كل يوم كفيل بحل المشكلة الإسكانية وإعادة أسعار العقار إلى وضعها المعقول، ونملك الأموال للقيام بذلك بكل يسر، لكن لا أحد يفعل ذلك. وأعرف جيدا أن ٦ مستشفيات إضافية تغطي مختلفة مجالات العلاج توزع على كل محافظة كفيلة بتخفيف الطوابير واللجوء إلى المستشفيات الخاصة وتوفير العلاج اللازم في أسرع وقت، ونملك المال لتحقيق ذلك بأسرع وقت لكن لا أحد يقوم بذلك. وأعي جيداً أن تقويم المناهج ورفع مستوى المعلم سيجعلان أولياء الأمور ينصرفون عن التعليم الخاص، ويعودون إلى المدارس الحكومية، وهو أمر لا يتطلب إلا أصحاب اختصاص يقومون انقلاب الهرم التعليمي الذي تحدث عنه الراحل أحمد الربعي في بداية التسعينيات، ومن الممكن أيضا تحقيق ذلك بفترة وجيزة، ولكن لا أحد يقوم بذلك. كل ما يحدث اليوم من الحكومات والمجالس المتعاقبة هو جعل المواطنين أسرى لهم، وتثقل كاهلهم الديون لتلبية أهم الاحتياجات، فيسدد المجلس أو الحكومة ديونهم من أموال الدولة، ويشعر المواطن بالعرفان تجاه المجلس أو الحكومة فيجدد لهم البيعة، ويقترض مجدداً وتدور الدائرة مجدداً، وهو ما يريده كل متنفع من منصبه. كما قلت في مقالات سابقة فإن أزمتنا "أزمة أخلاق" و"سيستم غلط"، وطالما نحن منصرفون عن تعديل هذين الأمرين فلن تستقيم الحال.

سامي النصف

الرئيس مرسي والجورنالجي هيكل

ذكرنا في مقال نشر لنا في 1/6/2012 في جريدة «المصري اليوم» وتزامن مع الانتخابات الرئاسية المصرية الاخيرة ان التنافس في حقيقته ليس بين مرشح الفلول ومرشح الثورة، بل بين مرشح يمثل مشروع الدولة المدنية ومرشح يمثل مشروع الدولة الدينية، ومن ثم فعلى القوى اليسارية والناصرية والليبرالية ممثلة بشخصيات وحركات سياسية كحال البرادعي وحمدين صباحي وقوى 6 أبريل الشبابية الليبرالية أن تنتخب المرشح أحمد شفيق ذا المرجعية المدنية وكونه يمثل نهج الثورة الجديد المطالب بعدم احتكار أي توجه سياسي لكل الرئاسات بالدولة كما كان يحدث ابان حقبة الحزب الوطني.

انتخبت القوى والشخصيات العلمانية والليبرالية والقومية واليسارية الرئيس محمد مرسي في انتخابات حرة نزيهة، لذا لا يحق لها اليوم النزول للشوارع والدعوة للفوضى بدعوى إسقاطه، بل عليهم أن يستوعبوا حقيقة ان أول مبادئ اللعبة الديموقراطية تستوجب منهم إعطاء الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين الفرصة كاملة للعمل أربع سنوات ثم بعد ذلك الاحتكام لصناديق الاقتراع وللشعب المصري، فإما يعاد انتخابهم أو يتم انتخاب غيرهم، ولا طريق ثالث أمامهم غير ذلك، فما يحدث هذه الايام يعكس وبحق ديكتاتورية مستترة للمعارضة.

وذكر الرئيس محمد مرسي أن المعلومات التي تجمعت لدى قوى الأمن المصرية تظهر أن هناك مؤامرة خارجية لتخريب وتدمير مصر عبر تحريك الشارع والفوضى وقطع الطرق، لذا قامت الحكومة المصرية بطرح «قانون التظاهر» الذي يفرض إخطار وزارة الداخلية وأخذ الإذن منها قبل 5 أيام على الاقل من قيام أي تجمهر ولوزير الداخلية الاعتراض على إقامتها أو إرجاؤها أو نقلها للمكان الذي تختاره الوزارة ومنع المتظاهرين من لبس الأقنعة أو التواجد في المناطق السكنية وفرضت عقوبات مشددة لمن يخالف ذلك القانون، ومنا لدعاة الفوضى والتخريب في الكويت، خاصة من يشتركون في الفكر الايديولوجي مع القيادة في أرض الكنانة، فكيف يحلّون هنا ما يحرمونه هناك؟! وكيف يخالفون فتوى الشيخ يوسف القرضاوي التي تخون من يستعين بالخارج على بلده؟!

وخرج علينا من استأذن الجميع علنا بالاعتزال والانصراف أكثر من مرة ثم عاد ـ دون استئذان ـ للعمل الإعلامي ليواصل مشوار التأجيج والتحريض والتدمير والترويج لمشروع الحرب الاهلية هذه المرة بعد أن روج في الماضي للحروب والهزائم الخارجية الفاضحة ونعني بالطبع الجورنالجي محمد حسنين هيكل، ونقول إننا وضمن عشقنا لمصر وحرصنا على مصلحة شعبها لسنا على حياد بين الرئيس مرسي وهيكل، بل مع الاول قلبا وقالبا حتى انتهاء مدة ولايته الدستورية كونه لم يجرب كما جرب من يمثله وروج لفكره الجورنالجي ففتح المعتقلات ونصب المشانق وأضاع الأرض (السودان، سورية، سيناء وغزة مرتين) الناصرية جربت 18 سنة، فليجرب الاخوان 4 سنوات.

آخر محطة: (1) في واشنطن عاصمة الحريات في العالم لا يسمح بالتجمهر والتظاهر دون طلب إذن خطي من السلطات المعنية قبل أسبوعين من حدوثها، وتقوم السلطات بتقييم الوضع وما حدث في التجمهرات السابقة لمقدم الطلب فإن كان منضبطا أعطي الترخيص، وإن كان كحال جماعتنا يعتدي على رجال الأمن ويقطع الطرق.. منع!

(2) بودنا أن تتجه المظاهرات في مصر لأحد قصور أو عزب الاستاذ أو الباشا أو البرنس هيكل لتطالبه بالاعتزال الفعلي، فيكفي مصر وشعبها ما أصابهم من شرور بسبب آرائه وتنظيراته الخاطئة دائما وأبدا، ثم تواصل المسيرة لقصور أبنائه لتسألهم سؤالا واحدا لا غير.. من أين لأبناء الصحافي الاشتراكي الثوري كل هذه المليارات؟ ونرجو ألا تكون الإجابة: جمعناها من مصروف الجيب.. أو.. هذا من فضل ربي!

احمد الصراف

التويتر واينشتاين

أقنعني صديق قبل بضعة أشهر باستخدام التويتر في نشر مقالاتي، وقد اصابني توتر شديد من التويتر بعد أن رأيت التصاعد غير العادي في عدد متابعي مقالاتي، واصبح الأمر بعد فترة قصيرة فوق طاقتي، إن من ناحية قراءة ما يرسلونه من مواد، أو الرد عليهم! ولكن مع الوقت تبين لي أن في الأمر ما يريب، فلا يمكن لمن يحمل مثل هذه الأسماء الغريبة أن يكونوا من القراء اصلا، دع عنك قراء مقالاتي أنا بالذات! فالتسميات التي اختارها الكثيرون لأنفسهم وأشكال وصور بعضهم لا تدل على أي أمر جدي، فهذا اسمه «الناقة العرجاء» والآخر «النمر الأصفر»، والثالثة «فتاة الحي الأغبر»، وهكذا. كما لاحظت أن البعض منهم لديه ما لا يقل عن 60 ألفاً أو 100 ألف متابع، وهذا امر لا تحققه افضل مطبوعة عربية على النت، وتذكرت الفضيحة «الأخلاقية» التي وقع فيها بعض الدعاة في الكويت والسعودية قبل فترة قصيرة، عندما قبض عليهم متلبسين بالغش في عدد متابعيهم، إذ وصل عددهم للملايين! ولو صدقت أرقام هؤلاء لكان معنى ذلك أننا شعب لا يود التوقف عن القراءة، حتى وهو يقضي حاجته في دورة المياه! ما شككني في الأمر نص رسالة إنترنت وردتني تعلقت بعرض لبيع متابعين، والدفع بعد التجربة، وأن الاتصال به مفيد! كما زودني «المنحوس» برقم حسابه المصرفي، وقال إنه «يبيع» المتابعين الآن، وهم من العرب فقط، ولكنه سيقبض فيما بعد! ولمن يهمه الأمر يمكنني تزويده بعنوان المنحوس فلديه من «الخرطي» الشيء الكثير! وقد قمت فور قراءة رسالته بفتح حسابي على التويتر وشطب مئات من اسماء مدعي متابعة موقعي أو مقالاتي، واحتفظت بعشرين اسما فقط. وما إن قمت بذلك حتى هبط عدد متابعي ما أرسل من بضع مئات إلى أقل من النصف. فيا من تتابعون البعض على التويتر لا تغرنكم أرقام المتابعين، فهذه لها سوق تباع وتشترى فيه، ويبدو أن وضعنا، مع الفارق، يشبه وضع العالم ألبرت اينشتاين الذي استقل يوما قطارا، وعندما جاءه مفتش التذاكر، (الكمسري)، اكتشف أنه اضاع تذكرته، ولم تجد محاولات البحث عنها في جيوبه وحقيبة يده عن شيء! وهنا نظر له المفتش وقال له باحترام: ايها السيد اينشتاين، أنت شخص معروف وأنا اصدقك عندما تقول إنك اشتريتها ولكن أضعتها. شكره العالم الكبير وعاد لكرسيه! وبعدها بلحظات شاهد المفتش أينشتاين وهو جاثم على ركبتيه يبحث عن التذكرة تحت مقعده، فهرول صوبه وساعده في الوقوف قائلا: يا سيدي لا تكلف نفسك فأنا لم اشك لحظة في أنك اشتريت التذكرة، فلا تقلق! وهنا نظر له العالم الكبير وقال له، ولكن هناك ما يدعو للقلق، فأنا ابحث عن التذكرة ليس لأثبت لك أمانتي بل لأعرف منها اسم المحطة التي أقصدها! وهكذا نحن نشتري التذاكر ونشترك في الانترنت والفيسبوك، ولكن قلة فقط تعرف إلى اين هي متجهة! ومؤسف دورنا السخيف في اشغال الفضاء وإرباك كل وسائل الاتصال الاجتماعي بكم هائل من الثرثرة السخيفة، ليس لمنفعة أو حتى متعة، بل لكي نثبت بأن «أهميتنا» تكمن في عدد متابعينا وقرائنا، ولا يهم بعدها إن كنا نعرف كيف نكتب اسماءنا بطريقة صحيحة أم لا، فلدى غالبيتنا تذاكر، ولكن قلة فقط تعرف إلى أين يتجه بها قطار الحياة.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com