عادل عبدالله المطيري

الكويت وجوارها

لا جديد في السياسة الداخلية، فمازالت الأوضاع بين شد وجذب، حتى أصبحت عملية التنبؤ بمسار الأحداث السياسية الكويتية بمثابة التنجيم ـ حيث لا ينفع معها كل مناهج ونظريات التحليل السياسي المعتمدة، ولكن ما يهون الأمر انه لا خاسر ولا رابح فالكل في نهاية الأمر كويتيون ويبحثون عن المصلحة العامة، ولكن لو نظرنا إلى محيطنا الإقليمي ولو بنظرة خاطفة لما حول الكويت فحتما ستكون كافية لمعرفة المخاطر الإقليمية المحدقة بنا، فإيران تختنق سياسيا واقتصاديا، بالإضافة إلى قمع الحريات فيها وتسلط رجال الدين على الشعب، واقتصادها ينهار والظروف المعيشة للإيرانيين تزداد بؤسا، حتى أصبحت «المليون تومان» العملة الإيرانية بعشرين دينارا فقط لا غير.

ومازال ملالي إيران يحلمون بامتلاك الأسلحة النووية لزيادة نفوذهم في المنطقة التي تعاني أصلا من النفوذ الطائفي والسياسي، فهذا العراق الجار الشمالي الآخر، يكاد يسقط في شرك الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة، والسبب الرئيسي هو إيران ورجالها من العراقيين، وعلى رأسهم (المالكي) الذي يريد ان يجدد لنفسه ولاية ثالثة وربما رابعة، وما الذي يمنعه ـ فمادام يخدم طموح إيران السياسي والطائفي في العراق والمنطقة فلا مانع لدى إيران ولو بقي لقرون.

فالمالكي وحكومته لا يختلف اثنان على سياستها الطائفية والإقصائية ضد سنة العراق، كما أن في عهده أصبح العراق وبحسب التقارير الدولية اكبر مستنقع للفساد المالي والإداري في العالم.

ولو انتقلنا إلى الحليف الآخر وربما الأخير لإيران في سورية، لوجدنا الوحش الطائفي والديكتاتوري بشار الأسد وحربه ضد كل شعبه بلا استثناء للأعراق أو الأجناس أو الاعمار، حرب إبادة شاملة ربما لم تشهدها البوسنة على أيدي الصرب، ولم يفعلها الأفارقة في حروبهم العرقية والسؤال: لماذا تتمسك إيران بالمالكي في العراق وبشار الأسد في سورية؟

الإجابة بكل وضوح أن أي تغيير سياسي في العراق وسورية سيحول العراق وسورية إلى دول عربية قوية وفاعلة، وبكل تأكيد ستكون ضد السياسات الطائفية والتوسعية الإيرانية، وستخلق حتما توازنا في المنطقة لن يكون في صالح إيران، ما يهمنا في الكويت هو مراقبة الأوضاع الإقليمية بحذر شديد وانعكاساتها على المجتمع الكويتي، وتهدئة الساحة السياسية المحلية حتى لا يدخل الأعداء بين الاخوة ليفسدوا بينهم.

فالشحن الطائفي عندنا هو الذي أثار هذا الصراع الإقليمي الحاد، وبكل تأكيد فأنا أؤيد «ديبلوماسية الصمت» التي تنتهجها الكويت مع الجوار الملتهب وعدم الرد على مهاترات إيرانية المعتادة ضد الخليج، وكذلك الموقف الكويتي المحايد في الازمة العراقية الداخلية، لأن الأمور ستمشي في الطريق الصحيح، فالانتخابات الإيرانية بعد أشهر وستسخن الساحة السياسية هناك، وقد يصيبها الربيع قريبا، والمالكي لاشك انه ينازع في العراق.

قريبا سيتبدل المشهد مع سقوط بشار في سورية، ويتمنى الإيرانيون والعراقيون لو تتورط دول الخليج العربي في صراع معهم لتنخلط الأوراق، وليتمكنوا من إعادة تماسك صفوف شعوبهم التي ملت من سياستهم.