سامي النصف

البحث عن أبوأحمد الكويتي!

قبل القبض على سليمان أبوغيث بأسابيع قليلة عرض في الولايات المتحدة ودور السينما في العالم الفيلم الوثائقي ZERO DARK THIRTY والذي يحكي قصة الوصول الى أسامة بن لادن وقتله عبر تتبع موظفة في المخابرات المركزية الاميركية لأخباره وعدم إيمانها بأنه يعيش في كهوف في أفغانستان محاطاً بالمسلحين، حيث لا يستطيع من ذلك المكان النائي أن يدير شبكة الارهاب في العالم، وكان لديها يقين بأنه يعيش في إحدى المدن، حيث الفضائيات والإنترنت.

***

يبدأ الفيلم بعمليات تعذيب يقوم بها جهاز المخابرات الاميركية للأسرى الذين قبض عليهم في أفغانستان، وهو تعذيب يجعله الفيلم مبرراً في محاولة لمنع عمليات التفجير والقتل والتخريب التي تقوم بها منظمة القاعدة الإرهابية في العالم، وتظل عمليات التعذيب تلك لا تقارن على الإطلاق بما يحدث في زنزانات الانظمة الثورية العربية، حيث يخرج المعذبون في الأرض من الزنازين الى.. المقابر الجماعية!

***

تدور قصة الفيلم حول ملاحقة العميلة «مايا» لمكان أبوأحمد الكويتي كي تصل من خلاله الى أسامة بن لادن وتبعث بأحد عملاء المخابرات لزيارة شاب كويتي صديق له، حيث حصل منه على رقم هاتف والدة أم أحمد الكويتي المقيمة في الكويت بعد أن تمت رشوته بسيارة رياضية فاخرة، وعن طريق اتصالها بولدها تم تحديد مكانه ومكان بن لادن وقتلهما.

***

آخر محطة:

(1) يعرض في دور العرض العالمية الفيلم الوثائقي «حراس البوابة» الذي يتحدث من خلاله 6 من كبار رجال الأمن الإسرائيلي حول القضية الفلسطينية ويوصون بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم والقبول بدولتهم.

(2) لا يمكن فهم ما تقوم به حركات شبابية مقنعة مثل «البلاك بلوك» و«البلاك ماسكز» دون مشاهدة فيلم «فانديتا» الذي هو إعادة حديثة لقصة «جاي فوكس» وقناعه الشهير ومحاولته في عام 1606 تفجير البرلمان البريطاني مع مجموعة من الفوضويين.

احمد الصراف

الملاك ود. شتتي

في مواجهة كل خطابات الكراهية وشعارات رفض الآخر، كتب لي القارئ ن. الملاك يقول إنه كان في زيارة عمل لمدينة بنغالور الهندية، عاصمة التقنيات الدقيقة والعالية في الهند، وهناك سمع، عن طريق الصدفة، بوصول 25 طفلاً عراقياً، تتراوح أعمارهم بين السنتين والثمان سنوات لمستشفى الدكتور «شتتي» لجراحة أمراض القلب. وقال إنه قرر، انطلاقاً من حسه الإنساني والوطني، زيارة المستشفى، بالرغم من كل ما سيعانيه بسبب طول وسوء حالة الطريق للمستشفى، للالتقاء بهؤلاء الأطفال وذويهم، وما إن وصل إلى هناك حتى شعر بأن الأمر كان يستحق كل ما تعرض له من مشقة، فقد نجح في رسم الكثير من البسمات على وجوه متعبة ومريضة تشعر بحنين لوطنها وأهلها، وبحاجة إلى التشجيع وبث الأمل فيهم، كما قام بالمساعدة في ترجمة متطلبات مرافقي الأطفال المرضى لإدارة المستشفى. وقال الملاك إنه سعد كثيراً بلقاء مدير مشروع المستشفى الدكتور الكبير «دافي شتتي» Dr. Davi Shetty والذي سبق أن كان طبيباً للأم تريزا قبل رحيلها! ومن منطلق حسه الإنساني تبرع بعلاج قلوب أولئك الأطفال العراقيين دون مقابل. وقال الملاك إنه سعد جداً بلقاء ذلك الدكتور، والذي كان يقوم بعمله بروحية لم ير مثلها، وعرف عنه أنه عادة ما يسأل مرضاه، أو ذويهم، عن ديانتهم، قبل إجراء العملية، فإن كان مسلماً بدأ العملية بالبسملة المعتادة، وإن كان مسيحياً يبدأ باسم الاب والابن والروح القدس، وإن كان من أي ديانة أخرى، حتى لو كان هندوسياً، أي معتقده هو، فلا يقول شيئاً، ويباشر بالعملية! ويقول إنه وجد في فناء المستشفى ثلاثة مبان صغيرة، الأول لمسجد، والثاني لكنيسة، والثالث لمعبد هندوسي! وانه شاهد الكثير من موظفي أو زائري المستشفى يدخلون معبدهم ويخرجون منه وهم يبتسمون، ويلتقون في الفناء المشترك ويتصافحون بسلام ومودة وليس بينهم أي نوع من العداء أو الكراهية، وتساءل، وهو العراقي الذي أحرق التطرف الديني والطائفي قلب بلاده وقطع شرايين وطنه، تساؤلاً بحرقة، يا إلهي، أين نحن من هؤلاء البشر؟
لعلم الصديق الملاك فإن د. دافي (مواليد 1953) جراح قلب شهير، ونال تدريبه في مستشفى «غاي» العالمي في بريطانيا، وكانت أول عملية قلب له مع طفل لم يتجاوز الـ 9 أيام من عمره، انتقل بعدها إلى مدينة بنغالور الهندية في نهاية الثمانينات، وأسس مستشفى مانيبال الخيري، وقام والد زوجته، وهو طبيب عالمي معروف ويحمل الاسم نفسه، بتمويل عملية بناء المستشفى، والذي تم تأسيسه على فكرة أن في الإمكان إجراء عمليات قلب بأقل من تكاليفها الحالية العالية من خلال اتباع أساليب إدارة حديثة واستخدام أفضل للمعدات الطبية الغالية، وإطالة عمرها الافتراضي وتقليص النفقات. وقد لاقت فكرته المتمثلة في بناء مستشفيات عملاقة في جزر قريبة من الولايات المتحدة، وإجراء عمليات قلب فيها بربع كلفتها في أميركا، لاقت معارضة شديدة، وخلقت ضجة كبيرة. ويقول د. شتتي إنه بصدد جعل خدماتهم متوافرة في كل ركن من القارة الهندية! وهكذا نرى بشراً يعملون وينتجون ويخترعون ويقدمون مختلف الخدمات مجاناً لغيرهم، وأغلبنا يكتفي بالجلوس على مؤخرته، وشتم ولعن وتكفير العالم!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

علماني طلع من طوره

سأدخل بالموضوع مباشرة، وسأنقل لكم مقتطفات من بعض ما كتبه احد الذين يتفاخرون بفكرهم العلماني ونهجهم الليبرالي! لنقف على حقيقة بعض هؤلاء المتفيهقين ادعياء الثقافة واحترام الرأي الآخر!
صاحبنا يطرح تساؤلا ثم يجيب هو عنه: لماذا قطع اخوان الكويت علاقتهم باخوان مصر؟! ثم يخرج بالاستنتاج التالي:- لابد ان امرا جللا قد حدث… شيء بحجم الخيانة العظمى!! ثم يفجر المفاجأة التي اوحى له بها عقله الباطن، وهي ان السبب هو موقف التنظيم العالمي للاخوان المسلمين من الغزو العراقي للكويت ودعمهم لصدام!! وبما ان الزهايمر يصيب كبار السن فان صاحبنا فاته اننا ذكرنا هذا السبب قبل عشرين عاما عندما اعلنا تأسيس الحركة الدستورية الاسلامية وانفصالنا تماما عن تنظيم الاخوان الدولي، وبدلا من ان يثني على هذا الموقف، الذي يؤكد ان الولاء للوطن عندنا فوق كل المصالح الحزبية وان مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، اسمعوا ما ورد على لسان قلمه من عبارات لم تتعود عليها صفحات القبس، واستغرب كيف مرت على الرقيب او المستشار القانوني الذي لايفوت لنا حرفا واحدا عابرا ان كان يمس بالآخرين:
«ان في الامر خيانة وموقفا مخزيا يبلغ درجة الحقارة».. «كما كان لاخوان الكويت موقف خسيس ومخجل» وقوله عن اخوان الكويت وغيرهم من الاخوان:»…. لوجدنا لكل هؤلاء الخونة عذرا « ولم يجرؤ عاقل طوال العقدين الماضيين على اتهام اخوان الكويت- آنذاك- بالخيانة او حتى ينتقد موقفهم البطولي من الغزو، لان كل اهل الكويت قيادة وشعبا ـ سواء كانوا في الداخل صامدين او في الخارج لاجئين ـ كانوا الشاهد الرئيسي على المواقف المشرفة للتيار الاسلامي بشكل عام وللاخوان بشكل خاص.
الغريب ان صاحبنا دلل على سوء نيته وبطلان سجيته بحوادث اصبحت بايتة!! واصبحت اعادتها وتكرارها والاستشهاد بها «امرا يفشل» مثل حضور العم عبدالواحد امان الى مؤتمر لاهور لدعم صدام حسين، وهذا يؤكد ضحالة الكم الثقافي عند صاحبنا، خصوصا انه سبقه بهذا الموضوع اثنان من زملائه من التيار نفسه، ولأن العم لم يحضر المؤتمر فقد رفع قضايا على من اتهمه وكسبها في درجات التقاضي! ثم يكرر زميلنا الاسطوانة المشروخة عن ادعاء الشيخ سعود الناصر، غفر الله له، ان عبدالله العتيقي وطارق سويدان واسماعيل الشطي زاروا الخارجية الاميركية بالغزو، وكان هو مرافقا لهم وانهم طلبوا من الخارجية دعم احدى الجمعيات الاسلامية التي تعمل لدعم تحرير الكويت مبلغا من المال!! وفات المثقف الفلتة ان الثلاثة كتبوا نفيا للواقعة حتى قال العتيقي في رده انه لم يلتق سعود الناصر طوال حياته، اما طارق السويدان فكانت مقابلته مع تركي الدخيل قاصمة لمن ادعى بذلك، بينما استغرب اسماعيل الشطي من حديث الشيخ فقال كيف يحدث هذا وقد تم تكريمي من قبل القيادة السياسية باحتفال رسمي واستلمت درعا مكتوبا عليها: لمواقفك البطولية في الدفاع عن الوطن؟!
ملحوظة قبل الاخيرة…. الوفد الذي زار الخارجية الاميركية بالغزو كان الوفد الشعبي الكويتي برئاسة الشيخ محمد صباح السالم!
ملحوظة اخيرة… التيار السياسي الوحيد الذي تلي بيانه في مؤتمر جدة دعما للحق الكويتي في تحرير ارضه، هم الاخوان المسلمون..!! فاتق الله يا هذا وخلك في الاقتصاد عل وعسى ان يطلع منك شيء نفهمه ويفيد القارئ.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا الغلو في الخصومة مع من يخالفنا بالرأي؟! لماذا يتعمدون الكذب والافتراء وقلب الحقائق عن موقف اخوان الكويت من الغزو؟! لماذا لا يعبرون بالحجة والمنطق بدلا من كلام مرسل اثبت الوقت بطلانه؟!
انها خيبة يجرها افلاس لتيار استعمل كل الوسائل المتاحة لاثبات مصداقيته دون جدوى! حتى اصبح يشاهد قواعده تتهاوى الواحدة تلو الاخرى.