سامي النصف

شخصيات في الأحداث

سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء (عدا قلة منهم) هم الأفضل في الكويت، وهم كذلك اختيار صاحب السمو الأمير الذي أقوال بعض النواب مع سموه وأفعالهم عليه، حيث يطلب سموه التهدئة فيسخنون، والتركيز على التنمية فيهملون، واعطاء الوزراء الفرصة للعمل فيستعجلون ويتسابقون على الاستجوابات الكيدية المعرقلة للتنمية، ان أعدى أعداء مجلس الصوت الواحد لا يضرونه ويعملون على حله بأكثر من 10% من ضرر بعض المنضوين تحته، وتلك هي الحقيقة العارية الجلية التي تعيدنا لقصة الفلاح وصديقه الدب الشهيرة.. لقد أضحت النيران الصديقة أكثر كثافة وضررا على المجلس الحالي من.. النيران العدوة!

***

ما يقوم به الرئيس التاريخي لمجلس الأمة الأخ علي الراشد من جهد جهيد لإصلاح ذات البين بين السلطتين وبين النواب أنفسهم بدلا من نهج «شعللها شعللها، ولعها ولعها» الذي كانت تقوم به بعض رئاسات الماضي والتي أدت بالمجلس والبلد الى التهلكة وعرقلة أعمال التنمية والتنازع الذي أغرى الغزاة بنا عام 1990 يدعونا للدعوة إلى أن يكون الراشد هو الرئيس التوافقي لأي مجلس أمة قادم ـ طال الزمن أو قصر ـ وهذا للمعلومة الأمر القائم في الديموقراطيات المتقدمة، حيث البحث عن الاستقرار لذلك المنصب المهم ولا يكون عرضة للابتزاز حتى ان مجلس العموم البريطاني وهو الأقدم والأعرق في العالم يتم فيه «التوافق» لا «التنافس» بين الأحزاب على شخص رئيس البرلمان ولا يتم انزال منافسين أمامه في دائرته الانتخابية ولا يتغير شخصه بتغير حزب الأغلبية، اي قد تكون الأغلبية من حزب المحافظين ويبقى الرئيس من حزب العمال.

***

ليس مستغربا على الاطلاق ان يجدد العالم أجمع ومنظماته تكريم «الدكاترة» و«السفراء» عبدالعزيز البابطين نظرا لأعماله الجليلة في خدمة بلده والعروبة والإسلام والإنسانية جمعاء، الغريب جدا هو الجحود ونكران الجميل الذي عومل به بوسعود من بعض ابناء بلده عبر نزع «وقفه الخيري» الذي بناه من حر ماله وخصص «كل» ايراداته لأعمال الخير لا يدخل منها فلسا واحدا في جيبه، والتي ترفع اسم بلدنا وشعبنا عاليا بين الأمم، ويكفي قصة البابطين مع الصومال قبيل الغزو والتي رجحت ابان قمة القاهرة عام 1990كفة إدانة العدوان (بفارق صوت واحد فقط) ومن ثم مهدت الطريق أمام المجتمع الدولي لتحرير الكويت والذي ما كان له ان يتم لولا عبور تلك البوابة الاقليمية التي هي شرط للتدخل العسكري الدولي، نرجو رد القليل من جميل بوسعود عبر رد وقفه اليه وهذا مطلب الشعب الكويتي كافة الذي وصلت عطاياه إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولا يجوز ان يبخل بقطعة أرض يخصص أكبر منها للجواخير والاسطبلات والقسائم الصناعية لأشخاص لم يعرف عنهم أعمال الخير التي يقوم بها بوسعود، ويحصدون العوائد المالية منها لهم شخصيا بينما لا عائد للبابطين من ذلك الوقف الخيري.. مبادرة نرجو ان يتبناها احد اعضاء مجلس الأمة الخيرين كي تحسب له في ميزان حسناته ويشكره عليها كل الخيرين من أهل الكويت.

***

آخر محطة:

(1) أسعد عادة كحال جميع الكتّاب بقراءة التعقيبات على المقال وأشهرها في العادة تعقيبات «أبوصالح القديم» الذي أشعر بأن المقال لا يكتمل الا بعد اضافة تعليقه المميز وكنت لا أعرف شخصه الكريم حتى التقيت ابنه في احدى المناسبات الاجتماعية وعرفني بنفسه وشخص والده.

(2) يوم الأربعاء الماضي أتت تعليقات وبعضها اتصالات من أقارب الأبطال عبدالله عايض مليحان العازمي ومطلق السنافي العازمي ومحمد دغيمان السرهيد المطيري وصالح عبدالله المزيني، فالشكر لمن عقب او اتصل، والشكر قبل ذلك لأجدادهم الأبطال ممن نرجو ان يكرموا من قبل الدولة وتحفر أسماؤهم في سجل الخلود.

احمد الصراف

حادي العيس وبابا الفاتيكان

تقول قصيدة جميلة ومجهولة المؤلف، سبق أن شدا بها ناظم الغزالي، وتعلق موضوعها بالعشق والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين:
«لما أناخوا قبيل الصبح عيسهمُ،
وحملوها وسارت بالهوى الإبل،
فأرسلت من خلال السجف ناظرها،
ترنو اليَّ ودمع العين ينهمل،
وودّعت ببنان زانه عنمُ،
ناديت لا حملت رجلاك يا جمل،
يا حادي العيس عرّ.جْ كي أودّ.عهم،
يا حادي العيس في ترحالك الأجل،
ويلي من البين ماذا حلَّ بي وبها،
من نازل البين حل البين وارتحلوا،
إني على العهد لم أنقضْ مودتهم،
يا ليت شعري بطول العهد ما فعلوا».
أكتب ذلك بمناسبة ما أبداه الأزهر، ومراكز دينية في إيران من سعادة، وإن مبطنة، لقرار البابا الاستقالة من منصبه! وتمنت هذه الجهات أن يكون البابا القادم أكثر تفهماً من سلفه، وهم هنا يشيرون لموقفه من الإسلام والمسلمين، عندما وصفهم عام 2006 باتباع دين يؤمن بالعنف! ولكن الغريب أن ناقدي البابا، ولسنا هنا حتما في معرض الدفاع عن موقفه، لم ينتبهوا يوما الى انهم وغيرهم من مؤسسات دينية إسلامية لم يعترضوا قط أو يحتجوا بصراحة وقوة على كل ما تعرض ويتعرض له مسيحيو تونس وليبيا والعراق ومصر، وأخيرا وليس آخرا سوريا، وغيرها من دول إسلامية، من اضطهاد وقتل وتشريد وتهجير. وفي هذا السياق كتب الزميل سامي البحيري مقالا معبرا نقتبس منه التالي: «أخذت أتخيل وأحلم، ماذا سيحدث للعالم لو استقال كل رجال الدين؟ هل ستنهار البورصات العالمية؟ الإجابة: بالطبع لا. هل ستتوقف حركة المطارات والقطارات فيه؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف حركة البناء في العالم؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف حركة البحث العلمي والاختراع في العالم؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف الاتصالات والإنترنت؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف المصانع عن العمل؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف الصين عن غزو العالم بمنتجاتها؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف محاصيل المزارع؟ الإجابة: لا. هل ستتوقف الدراسة في المدارس والجامعات؟ الإجابة: لا. هل سيتوقف البشر عن الإنجاب؟ الإجابة: لا. هل ستنتهي الأديان في العالم؟ الإجابة: لا. هل سيتوقف المؤمنون عن الصلاة والدعاء؟ الإجابة: لا. ومن دون لف ولا دوران، هل سيتوقف أي نشاط مفيد للبشرية إذا استقال كل رجال الدين في العالم؟ الإجابة: بالطبع لا. وهل يحتاج البشر وسيطا أو سمسارا أو وكيلا بينهم وبين ربهم؟ الإجابة: بالطبع لا. إذاً ما الذي سيتوقف اذا استقال كل رجال الدين في العالم؟ هل سيتوقف القتل باسم الدين؟ الإجابة: بالطبع نعم. هل ستختفي الكراهية بسبب اختلاف الأديان؟ الإجابة: بالطبع نعم. هل سيتوقف لابس الأحزمة الناسفة عن قتل الآخرين؟ الإجابة: بالطبع نعم. هل ستتوقف الفتاوى السقيمة؟ الإجابة: نعم. هل سيتوقف المرتزقون من الأديان عن العمل؟ الإجابة: نعم. هل ستنتهي مافيا توزيع تذاكر دخول الجنة؟ الإجابة: نعم. هل سيبدأ البشر في استخدام عقولهم بشكل أكبر؟ الإجابة: نعم. هل سيتوقف الخلط بين الدين والسياسة؟ الإجابة: نعم. هل سيتوقف بعض رجال الدين عن استخدام الدين للوصول للسلطة، (كما فعل مكاريوس والخميني والإخوان في مصر وغيرهم)؟ الإجابة: نعم. هل ستتحول دور العبادة إلى مراكز إشعاع علمي واجتماعي بدلا من مراكز بث الكراهية وتخويف الناس من النار وعذاب القبر والثعبان الأقرع؟ الإجابة: نعم! وأخيرا أقولها لرجال الدين: نحن لسنا في حاجة إلى وسطاء ليقربونا إلى الله أو ليعرفونا به، استقيلوا يرحمكم الله».. انتهى الاقتباس!

أحمد الصراف