عادل عبدالله المطيري

الخليج والثورات العربية

منذ حقبة الاستعمار الغابرة، لم يتعرض الوطن العربي لتهديد شامل وجدي كما نشهده الآن، أغلب البلاد العربية تعمها الثورات والاحتجاجات والفوضى، والأخرى مازالت تغلي شعوبها على نار هادئة وستنضج قريبا.

الشعوب العربية غامرت بالاستقرار ومشت في طريق المستقبل المجهول بعد أن كرهت واقعها الأليم، قتل مئات الألوف من العرب منذ اندلاع شرارة الثورات العربية، بل في سورية وليبيا هدمت أغلب منشآت الدولة، وفي اليمن ومصر شارفت الدولة على الانهيار.

خرجت دول كبرى من معادلة القوة في النظام السياسي العربي، وحلت بدلا منها دول أخرى كانت اقل شأنا، فتوزيع القوى والتحالفات قد تغير، أصبحت دول الخليج العربي هي القلب بعد أن كانت من أطراف النظام العربي، بل لا أبالغ ان قلت ان دول الخليج الآن، هي طوق النجاة للدول العربية، ويجب أن تبقى بعيدا عن رياح الثورات وتنعم بالاستقرار لكي تقود ما تبقى من النظام العربي إلى بر الأمان، وهذه الوظيفة التاريخية يجب أن تعيها الشعوب الخليجية، خصوصا أنه لا أحد متيقنا من نتائج الثورات العربية، هل ستعطى الفرصة للنجاح أم سينقض عليها الأعداء من كل صوب؟ ولو تركت هل ستنجح أم ستفشل في بناء أنظمة ديموقراطية كما فشلت ثورات القرن الماضي؟

يجب ألا نستبق الأحداث في الخليج، فلو استطاع العرب تحقيق الديموقراطية فإنها ستنتقل لنا لا محال، وإذا لم تحقق الثورات العربية غايتها، فقد كفينا أنفسنا عبء الفشل وتحطيم دولنا، وتمكنا من أن نطلع بدورنا التاريخي في استعادة نظامنا الإقليمي العربي.

في النهاية، نحن في طور تشكيل نظام عربي جديد، بل ودول عربية ذات طبيعة جديدة، إلا أننا في أضعف حالاتنا الإستراتيجية وأخشى أن نبقى كذلك طويلا، وأن ندور في حلقة الثورات المميتة، وينهار معها كل النظام العربي!