سامي النصف

الرئيس مرسي والجورنالجي هيكل

ذكرنا في مقال نشر لنا في 1/6/2012 في جريدة «المصري اليوم» وتزامن مع الانتخابات الرئاسية المصرية الاخيرة ان التنافس في حقيقته ليس بين مرشح الفلول ومرشح الثورة، بل بين مرشح يمثل مشروع الدولة المدنية ومرشح يمثل مشروع الدولة الدينية، ومن ثم فعلى القوى اليسارية والناصرية والليبرالية ممثلة بشخصيات وحركات سياسية كحال البرادعي وحمدين صباحي وقوى 6 أبريل الشبابية الليبرالية أن تنتخب المرشح أحمد شفيق ذا المرجعية المدنية وكونه يمثل نهج الثورة الجديد المطالب بعدم احتكار أي توجه سياسي لكل الرئاسات بالدولة كما كان يحدث ابان حقبة الحزب الوطني.

انتخبت القوى والشخصيات العلمانية والليبرالية والقومية واليسارية الرئيس محمد مرسي في انتخابات حرة نزيهة، لذا لا يحق لها اليوم النزول للشوارع والدعوة للفوضى بدعوى إسقاطه، بل عليهم أن يستوعبوا حقيقة ان أول مبادئ اللعبة الديموقراطية تستوجب منهم إعطاء الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين الفرصة كاملة للعمل أربع سنوات ثم بعد ذلك الاحتكام لصناديق الاقتراع وللشعب المصري، فإما يعاد انتخابهم أو يتم انتخاب غيرهم، ولا طريق ثالث أمامهم غير ذلك، فما يحدث هذه الايام يعكس وبحق ديكتاتورية مستترة للمعارضة.

وذكر الرئيس محمد مرسي أن المعلومات التي تجمعت لدى قوى الأمن المصرية تظهر أن هناك مؤامرة خارجية لتخريب وتدمير مصر عبر تحريك الشارع والفوضى وقطع الطرق، لذا قامت الحكومة المصرية بطرح «قانون التظاهر» الذي يفرض إخطار وزارة الداخلية وأخذ الإذن منها قبل 5 أيام على الاقل من قيام أي تجمهر ولوزير الداخلية الاعتراض على إقامتها أو إرجاؤها أو نقلها للمكان الذي تختاره الوزارة ومنع المتظاهرين من لبس الأقنعة أو التواجد في المناطق السكنية وفرضت عقوبات مشددة لمن يخالف ذلك القانون، ومنا لدعاة الفوضى والتخريب في الكويت، خاصة من يشتركون في الفكر الايديولوجي مع القيادة في أرض الكنانة، فكيف يحلّون هنا ما يحرمونه هناك؟! وكيف يخالفون فتوى الشيخ يوسف القرضاوي التي تخون من يستعين بالخارج على بلده؟!

وخرج علينا من استأذن الجميع علنا بالاعتزال والانصراف أكثر من مرة ثم عاد ـ دون استئذان ـ للعمل الإعلامي ليواصل مشوار التأجيج والتحريض والتدمير والترويج لمشروع الحرب الاهلية هذه المرة بعد أن روج في الماضي للحروب والهزائم الخارجية الفاضحة ونعني بالطبع الجورنالجي محمد حسنين هيكل، ونقول إننا وضمن عشقنا لمصر وحرصنا على مصلحة شعبها لسنا على حياد بين الرئيس مرسي وهيكل، بل مع الاول قلبا وقالبا حتى انتهاء مدة ولايته الدستورية كونه لم يجرب كما جرب من يمثله وروج لفكره الجورنالجي ففتح المعتقلات ونصب المشانق وأضاع الأرض (السودان، سورية، سيناء وغزة مرتين) الناصرية جربت 18 سنة، فليجرب الاخوان 4 سنوات.

آخر محطة: (1) في واشنطن عاصمة الحريات في العالم لا يسمح بالتجمهر والتظاهر دون طلب إذن خطي من السلطات المعنية قبل أسبوعين من حدوثها، وتقوم السلطات بتقييم الوضع وما حدث في التجمهرات السابقة لمقدم الطلب فإن كان منضبطا أعطي الترخيص، وإن كان كحال جماعتنا يعتدي على رجال الأمن ويقطع الطرق.. منع!

(2) بودنا أن تتجه المظاهرات في مصر لأحد قصور أو عزب الاستاذ أو الباشا أو البرنس هيكل لتطالبه بالاعتزال الفعلي، فيكفي مصر وشعبها ما أصابهم من شرور بسبب آرائه وتنظيراته الخاطئة دائما وأبدا، ثم تواصل المسيرة لقصور أبنائه لتسألهم سؤالا واحدا لا غير.. من أين لأبناء الصحافي الاشتراكي الثوري كل هذه المليارات؟ ونرجو ألا تكون الإجابة: جمعناها من مصروف الجيب.. أو.. هذا من فضل ربي!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *