سامي النصف

الأمير مقرن وأمجاد فوق أمجاد

التهنئة القلبية للقيادة السياسية في المملكة العربية السعودية، ولشعبها العزيز، وللخليجيين والعرب والمسلمين كافة على اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، لسمو الأمير الملكي مقرن بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، ولأبي فهد فكر ثاقب وذكاء حاد وبعد نظر للأمور يصاحبه عزم وقوة وجهد وعمل دؤوب لا يتوقف منذ الصباح حتى المساء للعمل والإبداع والانجاز.

***

ولا عجب، فالأمير مقرن هو الابن الأصغر لمن أسس المملكة المفخرة من رمال الصحراء، فوحَّد أبناءها وعزز أمنها ومنع حروبها وجعلها الرقم الصعب في المنطقة والعالم، إن عادت أضرت وإن صاحبت نفعت وإن وعدت أنجزت وليس مثلنا في الكويت من خبر وجرب الوعد الصادق والانجاز عندما قالها الراحل الكبير فهد بن عبدالعزيز مدوية عام 1990 «ترجع الكويت أو تذهب السعودية معها» ويا له من وعد عز مثله بين الدول، وقد سعى قائله جاهدا لتحقيقه فعادت الكويت خلال أشهر قليلة وبأقل كم من الضرر.

***

والأمير مقرن شخصية ودودة مغرمة بالعلم عُرف عنه التواضع والورع والبرغماتية، حيث يؤمن بحق بالرأي والرأي الآخر، كما ذكرت إحدى الصحف الأميركية الشهيرة أخيرا أنه محبوب شعبيا، فاسمه لم يرتبط قط بقضية فساد وأشهد شخصيا أنه لا يقبل الحديث في مجلسه وبين أصدقائه بمواضيع التجارة والبزنس كونه لا يتعامل بهما، وهناك في شخصه صلة بين الطهارة والطيارة، حيث بدأ حياته طيارا عسكريا مقاتلا، وقد أعطته تلك الوظيفة الدقة والجرأة في اتخاذ القرار الصعب ورؤية واضحة للأحداث المستقبلية.

***

ومعرفتنا الشخصية بسمو الأمير الملكي مقرن بن عبدالعزيز مكنتنا من معرفة شغفه بالمعرفة وعلوم الفلك والطيران وحبه للزراعة مع قدرة على تحفيز من يعمل معه ودعم ذاتي للعمل الجماعي وروح الفريق الواحد، فلم يتول مسؤولية إلا وأبدع بها، فعندما تولى إمارة حائل جعلها تحصد جائزة المملكة لسنوات عدة، والحال كذلك في تطويره الملحوظ لخدمات المدينة المنورة عندما تولى مسؤوليتها حتى أصبح القادم لها لا يشعر بالعناء، بل يود البقاء فيها لأطول مدة ممكنة، وقد صحبناه في زيارته لينبع على ساحل البحر الأحمر وهي تابعة لإمارة المدينة المنورة، فبقينا لما يقارب الاسبوع وسموه يفتتح المصانع الكبرى منذ الصباح حتى المساء حتى تعب بعض الاصدقاء وعادوا من حيث أتوا، وبقي بوفهد وشغفه الشديد للعلم والمعرفة يسأل هذا المدير ويستفسر من ذلك العامل عن تفاصيل عملهم.

***

آخر محطة: للكويت قيادة وشعبا مكانة خاصة جدا في قلب القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير الملكي سلمان بن عبدالعزيز النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وسمو الأمير الملكي مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، أدام الله الود بين بلدينا لما فيه صالح شعبينا.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *