مبارك الدويلة

القضاء

حاولت أن اتجنب الحديث عن القضاء خوفا من الوقوع في المحظور، غير أن ما حدث من تداعيات دراماتيكية في الاسبوع الماضي جعلني ادخل هذا الحقل الممتلئ بالالغام مستعينا بالله ومن ثم بحرصي على قول الحق. فالمعروف ان عددا من المغردين الشباب قد احيلوا إلى المحاكم بتهمة المساس بالذات الاميرية، وان كثيرا منهم صدرت ضدهم احكام قضائية بالسجن لسنوات عدة، وان دخولهم السجن بدأ منذ اول يوم احيلوا فيه إلى النيابة، حيث تم التجديد لهم بالسجن إلى ان احيلوا إلى المحكمة التي قضت بسجنهم! وقد قدم محاموهم طلب الاستئناف ولم تحدد لهم جلسة الا بعد اسابيع عدة! حتى الآن الامور تكاد تكون طبيعية لولا احداث الاسبوع الماضي عندما صدرت احكام بسجن النواب ثلاث سنوات مع النفاذ! والتي في ضوئها ثار الشارع السياسي وتحركت المعارضة بعنف وتداعت القبائل والعوائل ففوجئنا بأمرين: الاول عدم تنفيذ الحكم بالنفاذ، حيث ظل النواب في دواوينهم ينتظرون سيارات الشرطة، ولكنها لم تأت! الامر الثاني انه تم تحديد جلسة الاستئناف بعد اقل من اسبوع من صدور حكم اول درجة! ومع اننا فرحنا لهذه الاجراءات الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تأثر القضاء بحالة الشارع السياسي والضغط الشعبي؟ لماذا لم يتعامل القضاء مع قضايا المغردين بالروحية نفسها؟ لماذا «يخيس» المغرد بالسجن اسابيع واشهرا قبل ان تحدد له جلسة استئناف؟
***
• في المجالس السابقة كان النواب فيهم الصادق وفيهم غير ذلك، وكان فيهم المخلص وفيهم غير ذلك، وهكذا. لكنهم، جميعهم، يحترمون انفسهم، ويحترمون مشاعر الآخرين من الذين انتخبوهم، غير ان هذا المجلس – بو صوت واحد – كل يوم يثبت الوقت انه مجلس غير. فالسمعة السيئة أصبحت لازمة له، وهي الصفة التي اطلقها تسعة من اكبر القضاة بالكويت على عدد منهم. ولعل آخر ما سمعناه وشاهدناه يؤكد التصاق هذه الصفة بعدد منهم، فقد نشرت احدى الصحف صورة لنائبتين تتشمتان من حكم بالسجن صدر في حق زملاء سابقين لهما، ولما استنكر الناس ذلك عليهما خرجتا في مؤتمر صحفي ونفتا انهما كانتا تشمتان! وبررتا تلك الاشارة بانها فرحة بوصول الحفيد الثالث لكلتيهما! وطبعا قال شلون عرفت انها كذبة قال من كبرها، حيث تبين بعد ذلك ان احداهما ليس لها احفاد!
الغريب ان هذه النائبة قالت في تصريحها، الذي كذبت فيه على الشعب، إنها ترجو من الصحيفة ان تتحرى الصدق قبل ان «تتبلى» على خلق الله! وتذكرت فجأة ادعاءها عني انني اخذت مناقصة من وزارة الدفاع بمائة وعشرين مليون دينار وعندما طالبتها بالدليل لاذت بالصمت! فياليتها تبطل «تتبلى» على خلق الله اذا ارادت من الآخرين انهم ما يتبلون عليها.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *