بشار الصايغ

هل لدينا سجناء رأي في الكويت؟

هل لدينا سجناء رأي في الكويت؟ هذا السؤال له اجابتين نعم ولا، وكل صاحب موقف له تبريراته الداعمه أو المعارضة لمفهوم سجناء الرأي.

قبل الحديث اكثر، ودرءا للاشاعات والتفسيرات المضللة، فانا شخصيا ارى ان كل شخص يسجن بسبب ابداء رأي هو سجين رأي .. وهذا الموقف مبدئي ولكن له تكمله في نهاية البوست.

لنضع تعريفا “مطلقا” لمصطلح “سجين الرأي”، هو كل فرد مهما كان لونه وجنسه ودينه، نال عقابا بالسجن سواء بمحاكمة عادله او غير عادله بسبب رأيا عبر عنه كتابة او رسما.

في الكويت، هناك قوانين تجيز للقاضي سجن أي فرد يقول رأيا يخالف تلك القوانين، فمثلا الاساءة للذات الالهية والرسول وزوجاته واصحابه وآل بيته، وكذلك للذات الأميرية عقابها السجن. وأيضا جريمة السب والقذف ممكن ان تصل فيها العقوبات للسجن.

أي ان حرية الرأي ليست مطلقه في الكويت، وهي محدده بقوانين تجيز للقاضي اصدار احكاما بالسجن.

في المقابل، فان الدول الديمقراطية الحقيقية فهي تتيح للفرد التعبير عن رأيه بشكل مطلق، اي ان حرية الرأي هناك تجيز للفرد الاساءة وانتقاد الذات الالهية والانبياء والرسل ورئيس الدولة .. الخ .. وقد تعاقب بغرامة مالية فقط او اداء خدمة مجتمعية في حال وصل الامر الى السب وتوجيه اتهامات دون مستندات، ولكن لن تسجن ابدا!

ما بين هذا المثالين، علينا اولا ان نقرر ماذا نريد؟ حرية مطلقة او مقيدة بقوانين؟

فوفق النظام الديمقراطي الحقيقي، ومعايير المنظمات الحقوقية الدولية، فان من يسجن لاساءته لله والرسل والانبياء ورئيس الدولة وكل ما سبق اعلاه هو سجين رأي. فهل هناك قبول مجتمعي بوصف من يسيء للرسول او الله بسجين رأي وجب الدفاع عنه؟

هذا النظام ينطلق من قناعه تدعمها الدساتير والقوانين ..

اما وفق النظام المحلي وقوانينه، فان الاساءات اياها تعتبر جريمة، ومن يرتكبها يستحق اشد العقاب يصل الى المطالبة باعدامه اذا ما تعلق الأمر بالمعتقدات الاسلامية فقط، وهذا الفرد يعتبر مجرما وليس سجين رأي بحسب معايير الانظمة الحقوقية الدولية.

وهذا النظام وضعه المشرعون عن قناعه ..

الآن، اين تريد ان تضع قدمك حتى تحدد موقفك ان كان في الكويت سجين رأي من عدمه؟ فان كنت مع الرأي المطلق فانت ضد سجن من يسيء لله والنبي، ومع معاقبته بغرامة مالية فقط، أي انت في نظر فئات من المجتمع “زنديق وكافر ومرتد عن الاسلام .. وأُحل دمك” ولكنك في المقابل انسان يؤمن بحرية التعبير والرأي.

أما ان كنت مع سجن من يسيء لله والرسول وضد سجن من يسيء للأمير، فانت في نظر المنظمات الحقوقية متناقض ولا تؤمن بحرية الرأي وفق معاييرهم، وانتقائي ومواقفك لا قيمة لها وفق المفهوم الدولي، ولكن في المقابل فانت وفق هذا النظام والنظرة الاجتماعية المحلية انت مع حرية الرأي!

في السجن هناك من يقضي عقوبه لاساءته للرسول وآخر لزوجاته، وهناك من سجن لاساءته للأمير وآخرون لسبهم وقذفهم آخرين، فاما جميعهم سجناء رأي أو جميعهم خالفوا القانون.

اعود الى رأيي .. حرية الرأي يجب ان تكون مطلقة ولا تسجن الكلمة، ولكنني ملزم باحترام ما يحكمني من قوانين حتى تتغير الى مفهومي اياه.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *