محمد الوشيحي

ثلاثون ألف غمزة

سبحان مقلب القلوب وأولويات مجلس الأمة، من الإسكان والصحة والتعليم، إلى تنشيط الدورة الاقتصادية، وإحراق الدورة الدموية.
يبشرنا “مجلسهم” أن البرلمان على وشك إقرار المئة ألف دينار وزيادة علاوات الأطفال، وهي البشرى التي تقطعت حناجر نواب الحكومة التقليديين وهي تطالب بها، ولا أدري ما الفرق بين مطالب مجلسهم الحالي وبين نواب الحكومة التقليديين، باستثناء فرق واحد وبسيط، وهو أن مجلسهم الحالي لم يطالب بزيادة دعم العلف، وهو المطلب التقليدي لنواب الحكومة بعد كل استجواب وقبل كل طرح ثقة لتبرير مواقفهم. متابعة قراءة ثلاثون ألف غمزة

سامي النصف

حتى لا تبدأ الانفجارات في الكويت!

بعد انفجارات مصر ولبنان وتوازيا معها ما هو قائم في دول الربيع العربي، نخشى أن يمتد مخطط التدمير للمنطقة الآمنة الوحيدة في محيطنا العربي ونعني الخليج، ونخشى أكثر أن تكون الكويت دون غيرها المرشحة لمثل تلك الأعمال تكرارا لانفرادنا لعشرين عاما، أي منذ السبعينيات حتى غزونا بداية التسعينيات، بعدم مرور أسبوع دون تفجيرات واغتيالات وخطف طائرات ..الخ، وذلك بسبب تدخلنا الدائم في شؤون وصراعات الدول الأخرى، وهو ما يتكرر مرة أخرى هذه الأيام.

***

ففي حين اختطت الدول الخليجية منذ استقلالها مبدأ حكيما بالبعد عن التدخل في خلافات ونزاعات الدول الأخرى، انفردنا بمبدأ معاكس، فبدأنا منذ عهد استقلالنا الأول بمحاولة إنهاء الصراع المصري ـ السعودي في اليمن، فاخفقنا وحصدنا الكلمة الساخرة الشهيرة «الدول الكبرى ثلاث أميركا وروسيا والكويت»، ثم تدخلنا في النزاع الفلسطيني فلم ننجز شيئا وان حصدنا التفجيرات والاغتيالات التي تمت على أرضنا كلما اختلف فصيل فلسطيني مع آخر، والحقنا ذلك بإدخال أنفسنا في الصراع الأردني ـ الفلسطيني عام 1970، وأخرجنا ياسر عرفات بدشداشة كويتية من عمان التي عاث فيها فسادا فخسرنا بذكاء شديد الاثنين عرفات والملك حسين فعادونا إبان غزونا.

***

وتدخلنا في الحرب الأهلية اللبنانية ولم نوقفها أو ننجز شيئا وان تسبب تدخلنا كالعادة في التفجيرات والاغتيالات وخطف الطائرات الذي أصابنا ولم يصب غيرنا، وأغلق البلد وتضرر اقتصاديا بينما نعم الإخوة الحكماء والعقلاء في الخليج بالأمن فانفتحت وتقدمت وانتعشت اقتصاديا بلدانهم وتحولت إلى مراكز مالية عالمية، ومثل ذلك تدخلنا في النزاع اليمني فلم ننجز شيئا ولم نوقف حربا وان انقلب علينا الطرفان عبر مواقف رئيسيهما علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض إبان غزونا، كما تدخلنا في الحرب الأهلية السودانية فلم نوقفها وان انقلب علينا الرئيس البشير ووزير خارجيته علي سحلول عام 1990.

***

ولم نتعلم الدرس من كل ما سبق فتدخلنا بشكل سافر في الحرب العراقية ـ الإيرانية ولم نحصد إلا العداء الإيراني الصديق التاريخي للكويت الذي آلمه نصرتنا لمن غزا أرضه واستحل عرضه فحصدنا نتيجة لذلك التفجيرات وضرب الناقلات وخطف الطائرات، ثم انقلب علينا صدام فغزانا، وبذا خسرنا بذكاء شديد الجارين معا، ومعهما عراق الحاضر الذي يلومنا كل أطرافه من شماله إلى جنوبه بالتدخل في شؤونه، إن للتاريخ فائدة واحدة هي التعلم من دروسه، فهل تعلمنا شيئا؟!.. لا أعتقد.

***

آخر محطة: 1 – هل يمكن هذه المرة وكنوع من التغيير أن نمنع سياسة التدخل الرسمي أو الأهلي في أحداث دول الربيع العربي أمثال مصر وسورية كي لا يصيبنا ضررها مرة أخرى دماء ودموعا؟!

2 – الحكمة عمانية، عندما قاطعنا مصر إبان حكم السادات ووقفنا مع معسكر صدام والقذافي وعرفات، لم يقاطعوا وثبتت صحة موقفهم، وعندما ناصرنا طاغية بغداد إبان غزوه لإيران التزموا الحياد وثبتت صحة موقفهم، الأمر كذلك في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فهل نتعلم من الحكمة العمانية؟! نرجو ذلك.

3 – سخرت السياسة القطرية الحاضرة الصراعات العربية لخدمة بلدهم، بينما سخرنا نحن بلدنا بالامس لخدمة الصراعات العربية، لذا ربحوا و..خسرنا!

 

 

احمد الصراف

تهنئة المسيحي لا المسلم

كتبت سعاد لتقول، معاتبة، إنها لاحظت في السنوات الأخيرة تكرار تهنئتي المسيحيين بعيد الكريسماس، وأني انسى تماما تهنئة المسلمين بأعيادهم؛ وأن علي أن اكون منصفا، ولا أفرق بين أتباع دين وآخر، إن كنت ادعي الليبرالية، أو شيئا من هذا القبيل! وهنا لا انكر ما قالته، ولكن المقارنة بين مسلمي الشرق ومسيحييه مقارنة غير سليمة، فلكي نقارن يجب أن تكون عوامل المقارنة لدى الطرفين متساوية، أو على الأقل متقاربة!
أكتب مقالاتي باللغة العربية، وفي صحيفة محلية، شبه إقليمية، وتقرأ عالميا على الإنترنت، وأعيش في محيط إسلامي مترامي الأطراف، وبالتالي لا أخاطب في تهنئتي مسيحيي العالم الغربي، المتمكنين والآمنين الأقوياء، بقدر ما أخاطب مسيحيي محيطي الذين يعيشون في خلجان صغيرة منه، والذين عرفتهم هذه الأرض منذ ألفي عام، والذين كانوا دوما مصدر نور وإلهام لكثيرين منا، فأنا أكتب لهؤلاء مهنئا لأشعرهم بأن هناك من يفكر بهم، ويتمنى لهم الخير؛ أكتب لهم لأطمئنهم وأحثهم ليبقوا بيننا، بعد أن أنهك الخوف غالبيتهم، إن لم يكن كلهم، نتيجة تآكل أعدادهم بالهجرة، وهؤلاء هم المحظوظون، أو سيئو الحظ الذين حصدهم التعصب وعصف سفاكو الدماء بحياتهم، وشرد الأوغاد أبناءهم، وخرب السفلة بيوتهم وحرقوا كنائسهم وسرقوا وفجروا متاجرهم، فقط لأنهم مسيحيون!
أكتب لمن بقي من هؤلاء بيننا، حيا، مهنئا، فهم بحاجة لسماع صوت المحبة والعقل فينا؛ أما المسلمون، بمحيطهم الكبير، فإنهم في غنى عن تهنئة مني أو من غيري، علما بأن هناك عشرات الآلاف الذين يقومون كل عام بهذه المهمة.
وإن اصررت يا سيدتي على أن اقوم بتهنئة المسلمين بأعيادهم، فعن أية أعياد تتكلمين؟ كيف تصبح أعيادنا أياما سعيدة، إن كنا في الأضحى والفطر، وقبلهما وبعدهما، ننحر رقاب بعضنا بعضا بالسكاكين، نفجر في الأضحى مسجدا في بيشاور، وفي الفطر نفجر حسينية في بغداد، ونقتل عشرات المصلين في هذا المزار ونسفك أرواح غيرهم في مبنى أو مجمع، من دون أي إحساس بالإنسانية؟
نعم، المسلم ليس بحاجة في محيطي لأن أهنئه بأعياده، المبكية، بقدر ما المسيحي القلق بحاجة لتلك التهنئة! وإلى أن تنقشع الغمة، إن انقشعت، فإننا سنستمر في إرسال رسائل المحبة للإخوة والأخوات المسيحيين، متمنين للجميع عاما أقل ألما ودما ودموعا.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

إنهم يحاربون الاعتدال

قررت سلطة الانقلاب الدموي في مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية! ولأنها تدرك جيداً خطورة هذا القرار وتبعاته على الأمن والاستقرار في مصر، أرادت أن «يضيع الدم بين القبائل»، فطلبت من الدول العربية أن تتبعها في قرارها وتتعامل مع الجماعة كجماعة إرهابية! ثم أصدرت قرارها الصارخ الآخر بالحكم بالسجن على كل من يشارك في التظاهرات لمدة خمس سنوات! ولاستكمال الصورة التسلطية الدموية اللاإنسانية قررت إعدام كل من يقود هذه التظاهرات!
لم أسمع أو أشاهد قراراً إرهابياً أشد من هذه القرارات الدموية. مجرد مشاركتك في تظاهرة سلمية تزج بالسجون خمس سنوات! هكذا تصدر التشريعات والقوانين في سلطة الانقلاب! وطبعاً القضاة المؤيدون لهذا الإرهاب جاهزون وعلى أتم استعداد لتطبيقه من اليوم الاول! أليسوا هم القضاة الذين كانوا يزوّرون النتائج لحسني مبارك وحزبه في كل انتخابات؟! أليسوا هم القضاة الذين سيعلنون نتيجة الاستفتاء على الدستور المصري المغتصب؟!
85 عاماً مرت على جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها، لم يطلقوا فيها رصاصة واحدة داخل مصر! فقط عام 1948 عندما غزا اليهود فلسطين شكلوا كتائب الجهاد وانتقلوا الى فلسطين وأبلوا بلاء حسناً لولا الخيانة المعروفة على الجبهة الشرقية، وعندما رجعوا إلى مصر كانوا يتوقعون أن تستقبلهم الدولة بالتكريم والتقدير لكنهم فوجئوا بأبواب القطارات تفتح داخل السجون! ثم اغتيل الإمام الشهيد حسن البنا، ثم حُلّت الجماعة! واستمرت الجماعة تمارس العمل الدعوي السلمي، وبدأ تأثر الناس بهم مع شدة التضييق عليهم من نظام عبدالناصر الذي لم يجد عذراً لضربهم بالقاضية من جديد، فاختلق قصة حادثة المنشية واتهم الجماعة بمحاولة الاغتيال واستأنف فيهم التعذيب والسجن والقتل، وبعد أن هلك عاد الإخوان يمارسون الدعوة بتوجيهات الإمام الشهيد نفسها لهم (النصح والارشاد وليس الخلع والابعاد)، ومع استمرار حظر الجماعة وحرمانهم من ابسط حقوقهم، الا ان دعوتهم دخلت قلوب المصريين لصدقهم وواقعيتهم وسلميتهم، ثم جاء عصر حسني مبارك وكان شديداً عليهم كذلك، واستمر في تقييد حرياتهم وتعذيبهم لدرجة أن بعضهم أصبح يعرف طريق السجن أكثر من معرفته لطريق بيته، ولن ننسى كلمة المرشد بالامس القريب عندما قال للقاضي إننا منذ ستين عاماً نعرف الظلم ومعاناته!
اليوم الوضع في مصر يرجع مقلوباً بعد أن كاد يعتدل.. الذي يقتل ويسحل ويسجن ويحرق الجثث ويجرفها بالجرافات ويغلق قنوات الرأي الآخر يسمى بطلاً ويدعم بالمليارات! بينما الذي يصل إلى الكرسي عن طريق صناديق الاقتراع ويمارس الاعتراض السلمي يوصف بالإرهاب!
الإخوان المسلمون جماعة وسطية معتدلة تفهم الإسلام وفقا للكتاب والسنة الصحيحة، كما بيّن ذلك الإمام الشهيد في رسالة التعاليم، وترفض التطرف في كل شيء. ولذلك، هم يحاربونها لأنهم يرون في هذا الاسلوب ما يقض مضاجعهم ويعطي الصورة الحقيقية للإسلام العظيم، هم يريدون ان يواجهوا جماعة متطرفة تمارس العنف حتى يجدوا ذريعة للقتل والسحل، ومع هذا لم يجدوا سبيلاً للانتظار، لأن نزعة الإرهاب تسري في عروقهم فبدأوا بفض رابعة والنهضة بهذه الطريقة الوحشية التي شاهدها العالم كله.
الانتماء للإخوان المسلمين اليوم أصبح مفخرة واعتزازاً للصورة الناصعة التي أظهروها للعالم أجمع، أثناء محنتهم وابتلائهم، هي كذلك عند كل شريف محب للخير والسلام والإسلام، كما أنها جريمة عند كل جاهل بالحقيقة حاقد على الدين وأهله.
الإخوان مدرسة تربوية، حفظ الله بها الجيل وتتلمذ فيها أجيال ولا ينكر فضلها إلا جاحد.
شكراً كبيرة لكل الدول العربية التي رفضت الهرولة وراء تهور حكومة الانقلاب ورعونتها، وشكراً كبيرة لكل الشرفاء من السياسيين والمفكرين غير المنتمين إلى الإخوان الذين استنكروا هذا التصرف الأحمق، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء.

بشار الصايغ

العدساني ومزرعة علي العمير ..

بيني وبين النائب د. علي العمير ما صنعه الحداد .. فهو اسلامي سلفي وأنا ليبرالي علماني، وفي أي عملية انتخابية أرى فكره خطر على العمل السياسي والديمقراطية الحقيقية، وهو وفكره وجماعته أعتبرهم خصومي الى يوم الدين!

وهذا على المستوى السياسي، أما على المستوى الشخصي فتربطني به علاقة شخصية جيده جدا .. فهو يتقبلني كمواطن ليبرالي وأنا اتقبله كمواطن سلفي، فالانتماء السياسي والفكرى رغم ضراوة صراعه فيما بيننا إلا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يصنع بيننا خلافات على المستوى الاجتماعي. متابعة قراءة العدساني ومزرعة علي العمير ..