محمد الوشيحي

أيتها الصبايا… الحصان الأبيض موجود!

كل التهم تُلقى على كاهل الرجل، وكل المصائب يُضرب بها كاحل الرجل، فاندثار العشق بسبب الرجل، وضمور الحب بسبب الرجل، وانقراض الرومانسية بسبب الرجل، بينما الصبايا يا عيني مشغولات بالبكاء على زمن قيس وأيام روميو وقصائد نمر بن عدوان…
ويقول علماء الجريمة: “خلف كل جريمة فتش عن امرأة”، ويقول محمد الوشيحي ويؤيده المنطق: “خلف كل علاقة حب فاشلة تريث قبل أن تتهم الرجل”. فلو أن الصبايا هيأن ظروف العشق، كما فعلت ليلى وجولييت ووضحاء، لوجدن من شبان هذا الجيل مَن جنونه يفوق جنون قيس، وتفانيه يفوق تفاني روميو، ووفاؤه يفوق وفاء نمر بن عدوان. متابعة قراءة أيتها الصبايا… الحصان الأبيض موجود!

سامي النصف

مراجعات!

دخل الزعيم الكبير نيلسون مانديلا السجن عام 63 وكان شعاره «أفريقيا للأفريقيين فقط» أي ضرورة خروج البيض والآسيويين منها، حاله كحال شعار القوميين العرب والفلسطينيين «فلسطين للفلسطينيين من النهر إلى البحر»، إبان السجن الطويل غيّر مانديلا فكره ورفع شعار «أفريقيا لمن عاش على أرضها» أي راجع فكره وتقبل وجود الآخرين من بيض وآسيويين ممن يسمون «الأفريكانو» ضمن الدولة فأنجز وأبهر بينما بقي العرب على شعارهم المتعصب وغير المتسامح ففشلوا وأخفقوا.

***

في الكويت، أحد أكبر إشكالات الوضع السياسي الراهن هو الانسداد القائم بين الموالاة والمعارضة، الأزرق والبرتقالي وإصرار كل طرف على عدم التزحزح عن موقفه وهو اشكال وثقافة متوارثة منذ القدم والتي تسببت في أزمات تلد أزمات وصراع كسر عظم قائم، ولعبة صفرية هدفها أن فريقا يحصد كل شيء وفريقا لا يحصد شيئا ومعادلة كهذه ليست من السياسة العاقلة والحكيمة بشيء، بل بلغ السخف والحمق أن يعيب المتطرفون والمتشددون على المعتدلين اعتدالهم.

***

ولو عدنا للمحيط الإقليمي والعربي لوجدنا أن التشدد والتعصب والتطرف في الرأي هو مشكلة المشاكل وسبب الأزمات المدمرة القائمة في مصر وسورية والعراق وليبيا وتونس واليمن ولبنان وحتى مع إيران فالشعار المرفوع هو «رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب» وكل مراجعة يفرضها المتغير وحكم الواقع وسياسة الممكن هو تهاون وتخاذل وخيانة، وذلك التعصب في الرأي هو للعلم ما اسقط الأنظمة القائمة عبر الثورات الشعبية بعد أن رفضت أن تتغير وأخذتها العزة بالإثم فقامت الشعوب بتغييرها.

***

آخر محطة: 1 ـ التزم المفكر والإعلامي والسياسي العراقي حسن العلوي بخط حزب البعث ثم انقلب عليه وكفر بفكره ولمّا لامه أحد الصحافيين ذات مرة على ذلك التغيير، أجابه: إن المخلوق الوحيد الذي يتصلب في موقفه ولا يتغير مهما تغيرت الظروف وتكشفت الحقائق هو.. الحمار!

2 – في لقاء لقناة CBC مع الأستاذ هيكل الأسبوع الماضي روى قصة لقائه مؤخرا مع أحد الملوك العرب الذي قال له إنه معجب بإخلاصه لفكر صاحبه أي عبدالناصر، يقول هيكل أجبته بأن مواقفي تغيرت وأن الوفاء دون تفكير هو صفة.. الكلب!

3 – في هذا السياق لا أعلم سبب اختيار الأستاذ هيكل لشخصية مثل لميس الحديدي بينما توجد شخصية مقتدرة مثل الإعلامي الكبير عماد الدين أديب (أخو زوجها) تعمل في نفس القناة.

 

 

 

 

 

 

حسن العيسى

في معنى الفشل

كوستكا براداتان يمجد الفشل (نيويورك تايمز سبتمبر ١٥ – ٢٠١٣) لعدة أسباب، فالفشل يرينا حقيقتنا الوجودية عارية، فهو يحيل الحياة إلى الضد، فنحن كثيراً ما ننسى مصيرنا الحتمي في زخم الأمور اليومية، ونرى حياتنا صلبة دائمة للأبد، فيعيدنا واقع الموت، وهو الفشل الأكبر، إلى حقيقة هذا الوجود الزائل، والفشل بهذا المعنى هو تفجر مفاجئ للعدم في رحلة العمر، فخبرة الفشل ترينا ذلك التصدع في نسيج الوجود، وبهذا يصير الفشل نعمة متخفية، فنحن نتصرف كأطفال وكأن الكون وجد من أجلنا، وفي لحظاتنا المعتمة نضع أنفسنا في مركز الكون، ونطلب أن يرضخ هذا الكون لما نريد، ولعل الفشل يعيدنا إلى الواقع حين يعلمنا "ليس كل ما تتمناه النفس تدركه…"، فتلك الرياح التي تجري بغير ما تشتهي سفننا هي الفشل.
توماس مور في "ياتوبيا" (الكمال المطلق) تخيل جزيرة مثالية يقام فيها العدل المطلق والإيمان، لم تكن هذه الجزيرة سوى حلمه بأن تكون هي إنكلترا في ذلك الزمن، إلا أن ياتوبياه الحالمة للكمال الإنساني يجب أن تقرأ بالمقلوب، فهي إقرار صريح بالفشل في الواقع الإنساني، وتحقق هذا الفشل في نهاية القديس مور تحت فأس الجلاء، بعد محاكمة ظالمة كان الملك هو الحاكم والقاضي، هنا نجد الفشل البيولوجي، وهو المرض أو الحادث الذي يوصل للموت، في فيلم seven seals (الأختام السبعة) عام ٥٧ من القرن الماضي لمخرجه انغمار بريغمان يعود الفارس أنتونيوس بلوك من الحروب الصليبية الى وطنه ليتحدى القدر، ويلعب الشطرنج مع "عزرائيل"، نهاية اللعبة معروفة سلفاً، والانتصار مكتوب على صفحة القدر ذاته لقابض الأرواح، وينتهي الفارس "بلوك" بالفشل إلا أن العبرة هي بمحاولة "بلوك" تحدي الواقع ومصارعته.
مقال "كوستكا البحثي"، شيق، طويل لا يمكن أن أعرضه كاملاً، لخصت بعض نقاطه وزدت عليه رتوشاً، إلا أن كوستكا، أستاذ الفلسفة في جامعة تكساس، كان يقرأ معاني الفشل برؤية شمولية فلسفية، والعبرة التي يجب أن ندركها من بحثه أن نتعلم معنى الفشل، فالفاشلون الحقيقيون هم الذين لا يتعلمون من دروس الفشل، فهل تعلمت أنظمتنا الحاكمة يوماً ما من دروس الفشل المتواصل منذ لحظة ميلادها الوطني حتى الآن، وعلى مدى عقود ممتدة؟ وهل استوعبت تجاربها وتجارب الغير في الدول التي سبقتنا في عوالم الحريات والتنمية، الإجابة نافية، فهم مثل هؤلاء الأطفال الذين يرون أن أزلهم يمتد بلا نهاية، وأن الكون فصل على مقاسهم، وهم في نهاية الأمر يفتقدون فروسية "بلوك" وشجاعته حين تحدى القدر، لأنهم يرون أنفسهم أنهم ذواتهم القدر حقيقة، أي قدر الأمة المنكوبة بهم.

احمد الصراف

الجعة والضرائب

وضع عالم اقتصاد أميركي المعادلة التالية لشرح فلسفة الضرائب:
يقوم عشرة اشخاص بتناول البيرة، أو الجعة، في حانة الحي. ويتقاسمون ثمنها بينهم بطريقة دفعهم للضرائب نفسها. وبما ان ثمن ما يتناولونه يوميا يبلغ 100 دولار، فإن أربعة منهم، الأكثر فقرا، لا يدفعون شيئا، والخامس يدفع دولارا، والسادس ثلاثة، والسابع 7 والثامن 12 دولارا والتاسع 18، أما الأغنى فيدفع 59 دولارا من ثمن الفاتورة البالغ 100 دولار. بقي الحال هكذا إلى أن قرر صاحب الحانة منحهم خصما %20 لسدادهم للفاتورة بانتظام، فقرر هؤلاء قسمة المبلغ الجديد بينهم بالمعادلة الضريبية السابقة نفسها، وبالتالي لم يتأثر وضع الأربعة الأول، واستمروا في عدم دفع شيء، أما الخامس، فقد جعله خصم الـ%20 لا يدفع شيئا أيضا. أما السادس فقد اصبح عليه دفع دولارين بدلا من3، والسابع يدفع 5 دولارات بدلا من 7، والثامن 9 بدلا من 12 والتاسع يدفع 14 بدلا من 18، أما الأخير، والأغنى، فعليه دفع 49 دولارا بدلا من 59 دولارا! وهكذا اصبح وضع الجميع أفضل من قبل، كما، مع الأربعة الأول.
ولكنهم اجتمعوا يوما خارج الحانة، واجروا مقارنة بعضهم مع بعض فيما حققوه من توفير نتيجة خصم الـ%20، فاشتكى السادس من أنه لم يحصل على غير دولار سخيف واحد، وقال السابع، إنه وفر دولارا واحدا فقط. وقال الثامن: أنا حصلت على مبلغ ضئيل، وقال التاسع لقد وفرت أنا 4 دولارات فقط، أما أنت، مشيرا للعاشر، فقد حصلت على عشرة دولارات كاملة، أو %50 مما حصلنا عليه جميعا من خصومات! وهنا تعالى صراخهم، وهم يشكون من ضآلة ما حصلوا عليه مقارنة بما حصل عليه العاشر من خصم كبير، وحتى الذين لم يكونوا يدفعون شيئا اصلا شاركوا بالشكوى من أنهم لم ينالوا نصيبهم من الخصم، ورغم اعتراضات العاشر بأنه كان طوال الوقت يدفع أكثر منهم، فإن احتجاجاته لم تلق أذنا صاغية من أحد، وانهالوا عليه ضربا. وفي اليوم التالي تغيب العاشر عن الحانة، فجلس الباقون يحتسون بيرتهم، وعندما جاءت الفاتورة تبين أن ليس لديهم جميعا ما يكفي لدفع ثمن الجعة، فقد كان العاشر يدفع النصف! وهذه هي الطريقة التي يعمل بها نظام الضرائب «العادل»!
وقد ذيل عالم الاقتصاد مقالته القصيرة بالقول إنه من الطبيعي أن يحصل أولئك الذين يدفعون ضرائب أعلى على نسبة خصم أعلى من غيرهم من الضرائب المرتجعة. واضاف أن من فهم فكرته فلا حاجة لشرح أكثر له، ومن لم يفهمها فلا فائدة من الشرح أكثر.
والآن، هل آن أوان فرض الضرائب في الكويت لكي يساهم فرضها في تقويم أخلاق وتصرفات الكثيرين بطريقة فعالة، وترشيد الإنفاق بطريقة أكثر حكمة؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ثوابت كويتية

تتميز الكويت بثوابت اجتماعية لا يمكن ان تتغير مهما طال الزمن. ولعل السبب في ذلك يعود الى الاواصر الاجتماعية التي تربط الناس بعضهم ببعض، والى تميز المجتمع الكويتي بانه مجتمع محافظ متدين على العموم ويراعي جوانب الحلال والحرام في علاقاته.
واليوم، سأتحدث عن بعض هذه الثوابت وأركز عليها لارتباطها بما يتداوله الناس من احاديث واخبار في منتدياتهم ودواوينهم!
الطيبة والوفاء والرحمة واحترام الاخ والصديق، كل هذه ثوابت في المجتمع الكويتي توارثها الآباء عن الاجداد، وهاهم الابناء يحافظون عليها!
لذلك تجد علاقة كبار الشيوخ ووجهاء البلد مع اقرانهم واقاربهم تعكس هذه المعاني الكويتية الجميلة. ولذلك، ما ان تداول الناس اخبار اعفاء سمو الشيخ نواف الاحمد حتى عرفنا انه خبر ملفق وغير صحيح. والسبب بكل بساطة الثوابت الكويتية التي تجعل القيادة السياسية للبلاد، والممثلة في سمو الامير وولي عهده، ثابتة لا يغيرها الا قدر الله سبحانه وتعالى. وضربنا في مقال سابق دليلا على ما نقول عندما ذكرنا ان سمو الشيخ جابر الاحمد رفض اعفاء الشيخ سعد (يرحمهما الله) مع انه كان غير قادر على ممارسة صلاحياته بسبب مرضه. فكيف وكلنا يعلم جيداً ان سمو ولي العهد بكامل لياقته وصحته ولله الفضل والمنة؟! كما ان اعفاء ولي العهد في هذه المرحلة سيكون سابقة في الكويت قد يُبنى عليها في المستقبل، مما يؤدي الى عدم استقرار بيت الحكم وانتشار الفتنة والفرقة بين أركانه! أضف إلى ذلك ان واحدة من مشكلات البلد اليوم تكمن في الخلافات الشديدة بين بعض ابناء الاسرة التي لا استبعد ان بعض جهالهم وراء ما يدور في البلد من اشاعات أزعجت الصديق وأفرحت العدو!
ومما يؤكد ما ذهبنا اليه ما يتم تداوله من رجوع بعض الرموز السياسية السابقة الى الواجهة من جديد! وهذا في ظني من سابع المستحيلات، فالساحة السياسية لم تكد تهدأ قليلا حتى نثيرها مرة اخرى بمثل هذا الحدث لو حصل لا قدر الله!! والبلد اليوم في وضع صعب داخليا وخارجيا، لذلك ليس من الحصافة تنفير الناس في هذه الظروف!! كما ان الناس اليوم ينتظرون من حكماء الاسرة وكبارها ان يلجموا صغارهم ويأخذوا على ايديهم ان كانوا يريدون استقراراً لبلدهم ورخاء لشعبهم.
بقي ان اقول ان بعض رموز في المعارضة السياسية «ما چذبت خبر» وسارعت بتناول الموضوع وكأنه ثابت لديها! وهددت وتوعدت بالويل والثبور وعظائم الامور ان ثبت ما يحاك في الشريط من مكائد للبلد وأهله! وكم كنت اتمنى لو صبرنا قليلا حتى نتأكد من الخبر، فلعل ناشره اراد الفتنة والبلبلة وزعزعة الاستقرار المهزوز اصلاً! ودخول المعارضة على الخط يؤكد صدق الحدث مما يزيد من روع الناس وخوفهم من المستقبل الذي ينتظرهم. ومع اني أتفهم خوف المعارضة من وقوع بعض ما ذُكر في الشريط الا ان التثبت كان احوط قبل الحكم المسبق على اخبار ملفقة!
بقي ان اتساءل: وماذا لو كان الشريط وما فيه من معلومات صحيحا؟!
اقول على البلد السلام.. ويخلف الله عليكم يا اهل الكويت لو كانت هكذا تُدار الامور!
***
أؤكد للمرة الالف، ان ما أكتبه هنا يعبر عن رأيي الشخصي ولا يعبر بأي حال من الاحوال عن رأي الحركة الدستورية الاسلامية حتى وان كنت أحد قيادييها! فالحركة عندنا تتسع لكل الآراء والافكار ونتعاون في ما نتفق فيه ويعذر بعضنا بعضاً في ما نختلف فيه، ما لم يكن اثماً. لكن عندما تتخذ الحركة موقفاً سياسياً واحداً وواضحاً، فالجميع يلتزم به ونترك خلافاتنا وراء ظهورنا. هكذا نفهم الديموقراطية وهكذا نمارس العمل السياسي.

بشار الصايغ

الحلقة الثانية: رياض العدساني .. هل تجروء؟

يقول النائب رياض العدساني في تغريدة لحقت ما كتبه من رسالة للتحالف الوطني “لا أتردد بقول الحق أبدا، فليست لدي مناقصات حتى أخشى عليها، ولا أرتجي معاملات أو تعيينات سياسية”

ولكن هل هذا ينطبق على رياض فعلا؟ لا أعتقد ذلك! فمن خلال متابعتي للنائب رياض والعودة الى أرشيف تصريحاته ولقاءاته في قناة سراق الوطن المتكررة، يتضح أن العدساني يتردد فعلا في قول الحق، بل لا يمانع في تضليل ناخبيه والناس من أجل أهداف “رُسمت” له لينفذها. متابعة قراءة الحلقة الثانية: رياض العدساني .. هل تجروء؟

بشار الصايغ

الحلقة الأولى: رياض العدساني وفواتير “الوطن”

يعود النائب رياض العدساني الى الأضواء مجددا عبر بوابة الهجوم على التحالف الوطني الديمقراطي، ومع التأكيد على حقه في قول ما يشاء عن “التحالف”، فأيضا من حقي كوني أحد منتسبيه أن يكون لي ردا على ما جاء في مقاله من اتهامات باطلة لا قيمة لها سوى التكسب السياسي.

يقول النائب رياض “لا يوجد لكم صديق ولا حليف سوى تحالف مصلحي منحرف عن المسار الوطني ولأجل مكاسب ضيقة” … صحيح عزيزي رياض .. لا يوجد لدينا صديق مثل أصدقاؤك! ولا يوجد لدينا حلفاء بتاريخ حلفاؤك! متابعة قراءة الحلقة الأولى: رياض العدساني وفواتير “الوطن”