سامي النصف

استقالة الكرامة

المحن هي كالنار التي تُمتحن بها المعادن فإما النجاح الباهر عبر إظهار أجل وأجمل ما يتصف به الإنسان من مرجلة وكرامة ونخوة ووفاء، أو السقوط الذريع عبر إظهار أدنى ما في البشر من غدر وطمع وجحود وإنكار للجميل.

***

مع دخول د.عادل اليوسفي لمجلس إدارة «الكويتية» لخدمة وطنه بفكره وجهده عبر ذلك الموقع، عمل جاهدا ليكون قيمة مضافة عن طريق تقديم المقترحات البناءة والآراء الاقتصادية المختصة، وليس هذا الأمر مستغربا على ابوعزيز الذي عرف عنه وعن عائلته الكريمة حبهم الشديد لوطنهم وبذلهم النفس والنفيس لأجله وتشريفهم لكل موقع يحتلونه.

***

وقد عملت رئيسا للجان التدريب والسلامة لسنوات طوال في اتحاد شركات الطيران العربية (الاكو)، وأشهد أن الكابتن احمد الكريباني هو من افضل الطيارين العرب علما وفهما وخلقا وأمانة وقد سعدت واستفدت بالعمل معه كرئيس تنفيذي لـ «الكويتية»، وعندما بدأت عمليات المحاربة والتضييق على «الكويتية» واشتدت الخطوب قلت له انت امل الشركة الباقي اما انا فلا اشكال لدي ان اترك، وقد طلبت منه ليلة استقالته وصباح يوم سفره ان يبقى في منصبه الا ان اخلاصه وكرامته واختصاصه ونظرته المستقبلية جعلته للأسف الشديد يقدم استقالته ويرحل وتفقد بذلك الكويت و«الكويتية» رجلا شديد الكفاءة والأمانة والإخلاص في عمله.

احمد الصراف

الزوجة ورأي البعيجان

أقامت جمعية إنسانية، أبعد ما تكون عن حقوق المرأة، ندوة قبل ايام تعلق موضوعها باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (25 نوفمبر من كل عام) وكان عنوانها «كيف نحقق للمرأة الأمان»؟ ووجهت المحاضرات دعوة للرجال، الذين ندر وجودهم في الندوة، لإقرار كل حقوق المرأة ومناهضة جميع اشكال التمييز ضدها! ودعون «الجهات المختصة»، لوقف ممارسة أي عنف ضد المرأة، مع العلم أن هذه الجهات هي أصلا وراء تكريس هذا النوع من العنف! وأكدت المحاضرات أن المرأة تشكل نصف المجتمع، وعلى الجميع احترامها، وهذا ما لم نكن نعلم به! وكان أفضل ما قيل في الندوة، وأكثره إيلاما، ما جاء على لسان رئيسة برنامج المرأة والتنمية الاجتماعية التابع للأمم المتحدة، سحر الشوا، من ارتفاع قضايا الاعتداء والعنف على المرأة في الكويت، وفقا لاحصاءات رسمية صادرة من قبل العدل، حيث وصلت إلى 345 قضية عام 2000، وارتفعت إلى 443 عام 2009! وهذه أرقام النساء اللواتي تبرعن بتقديم شكاوى رسمية ضد من اعتدى عليهن فقط، أما الغالبية العظمى فمن المؤكد أنهن فضلن البقاء صامتات، خوفا من فضيحة أكبر وعقاب اشد! وقالت الشوا إن اكثر القضايا المسجلة هي هتك العرض والخطف والمواقعة بالإكراه او التهديد مع الضرب المحسوس. وطبعا انتهى المؤتمر بكلام عام، كما بدأ، من دون أن يتوقع أحد أن يتمخض عنه شيء، طالما بقيت المناهج الدراسية مكرسة لممارسة العنف ضد المرأة، وطالما كانت القوانين الحالية قاصرة عن حماية حقوقها.
وبعيدا عن قضايا العنف، يقول صديقنا البعيجان، إن المرأة الكويتية بالذات أصبحت تعيش تحت هاجس الخوف من أن يتزوج زوجها عليها! بعد أن تبين أخيرا، عند توزيع تركات أشخاص متوفين، ظهور زوجات لهم لم يكن أحد يعرف بوجودهن. وقال إن ذلك شكل صدمة كبيرة لكثيرات. ويقول صديقنا البعيجان إنه ما دام لدى البنوك الكويتية «مركز مخاطر» يمكن لأي بنك الاستعانة به لمعرفة حجم مديونية أو قروض اي عميل، لدى أي بنك، قبل منح هذا العميل أي قرض جديد، فإنه يجب بالتالي إيجاد «مركز مخاطر» مماثل يمكن للتي تود الاقدام على الزواج اللجوء إليه لمعرفة ماضي وحاضر من يود التقدم للاقتران بها. وكما يمكن للزوجة مراجعته، متى شاءت، للتأكد من أن زوجها، الفحل، لم يتزوج عليها!
وعلى الرغم من معقولية ووجاهة اقتراح الصديق، فإن تطبيقه، كما يعرف هو جيدا، أمر ليس بالهين، فالزواج الإسلامي الصحيح لا يتطلب تسجيلا لدى أي جهة كانت، وما يجري الآن من توثيق لعقود الزواج ما هو إلا بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبئس القرار!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

أجمل ما قالته العرب عن… «اللصوص»!

 

دواوين العرب مليئةٌ بما قيل ويقال وسيقال عن اللصوص والحرامية وأهل الحرام والعياذ بالله، لكن في قصة بني نهشل ما يستحق أن نتأمله اليوم، وبإمكاننا إسقاطه إن شئنا على نوعية «اللصوص».

فورد في الأثر، أن أبا الأغر، وهو شيخ أعرابي من بني نهشل، نزل ضيفاً على ابنة أختٍ له تسكن البصرة، وذلك في شهر رمضان المبارك، فخرج الناس إلى ضياعهم، وخرج النساء يصلِّين في المسجد، ولم يبقى في الدار غير الإماء وأبي الأغرّ. ودخل كلبٌ من الطريق إلى الدار، ثم إلى حجرة فيها، فانصفق باب الحجرة ولم يتمكن من الخروج، وسمع الإماءُ الحركة في الحجرة فَظَنَنَّ لصّاً دخلها، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصا ووقف على باب الحجرة وقال: «يا هذا إنك بي لعارف… أنت من لصوص بني مازن، وشربتَ نبيذاً حامضاً خبيئاً حتى إذا دارت الأقداح في رأسك مَنَّتْكَ نفسُك الأماني، فقلتَ: أَطْرُقُ دُورَ بني عمرو والرجال في ضياعهم والنساء يصلين في المسجد فأسرِقهن… سوْأةً لك! والله ما يفعل هذا رجلٌ حر! وبِئْسَمَا مَنَّتْك نفسُك! فاخرج بالتي هي أحسن وأنا أعفو عنك وأسامحك وإلا دخلتُ بالعقوبة عليك…! وأيم الله لتخرجنّ أو لأهتفن هَتْفَةً فيجيء بنو عمرو بعدد الحصى، وتسأل عليك الرجال من ها هنا، وها هنا ولئن فعلتُ لتكوننَّ أشأم مولود في بني مازن».

فلما رأى أنه لا يجيبه أخذ باللين قائلاً: «اخرج بأبي أنت منصوراً مستوراً… إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إليّ… أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خالُ القوم وقُرّة أعينهم، لا يعصون لي رأياً، وأنا كفيلٌ بأن أحميك منهم وأن أدافع عنك. فاخرج وأنت في ذمتي، وعندي فطيرتان أهداهما إليّ ابن أختي البار، فخذ إحداهما حلالاً من الله ورسوله، بل وأعطيك بعض الدراهم تستعين بها على قضاء حوائجك».

وكان الكلبُ إذا سمع الكلام أطرق، فإذا سكت أبو الأغرّ وثب الكلب وتحرّك يريد الخروج. فلما لم يسمع أبو الأغرّ ردّاً قال: «األأم الناس! أراني في وادٍ وأنت في آخر، والله لتخرجن أو لأدخلن عليك!»، فلما طال وقوفه جاءت جاريةٌ وقالت لأبي الأغرّ: أعرابي جبان! والله لأدخلنَّ أنا عليه! ‏ودفعت الباب، فوقع أبو الأغر على الأرض من فرط خوفه، وخرج الكلبُ مبادراً فهرب من الدار، واجتمعت الجواري حول أبي الأغرّ فقُلْن له: «ويحك! فإنه كلب!»، فقام وهو يقول: «الحمد لله الذي مسخه كلباً وكفى العربَ شرَّ القتال!».

ومن نوادر اللصوص، ذهبت ثياب رجل في الحمام، فجعل يقول: «أنا أعلم، أنا أعلم»، واللص يسمعه؛ ففزع وظن أنه قد فطن به؛ فردها. وقال له: «إني سمعتك تقول: أنا أعلم، فما الذي تعلم؟»، قال: «أعلم أنه إن عدمت ثيابي مت من البرد».

ومع التحفظ على التعميم والجمع وعدم التبعيض، لكن دون شك، يدخل كلام الشاعر الكبير أحمد مطر، ضمن دواوين العرب عن أجمل ما قيل في اللص الكبير:

تكتب الشعر لمن، والناس ما بين أصم وضرير؟

تكتب الشعر لمن، والناس مازالوا مطايا للحمير؟

وجياعاً ما لهم أيدٍ، يبوسون يد اللص الكبير؟

عادل عبدالله المطيري

العرب.. والديموقراطية

نحن العرب (سياسيا) لسنا مؤمنين بشيء ـ فلا نحن نطبق مبادئ الشريعة الإسلامية في حياتنا السياسية والتي تهدف بمقاصدها للخير والعدالة وان اختلفت أشكال الحكم فيها، ولا نحن آخذين بالديمقراطية الغربية أخذا كاملا شاملا، حيث تحترم الحريات ويعمل بمبدأ تداول السلطة وتطبيق القانون على الجميع.

بعض الأنظمة العربية هي أنظمة سلطوية فردية، فالصندوق الانتخابي في مصر وتونس وليبيا لم يستطع ان يحسم النزاع بين الفرقاء بعد الثورات، فعاد الجيش في مصر للحكم، وتونس مازالت لم تحسم أمرها بعد، وليبيا إما إلى التقسيم او الحرب الأهلية.

السؤال الجوهري هو ـ هل يستطيع العرب تطبيق الشريعة او حتى الديموقراطية؟

من ناحية تطبيق الشريعة الإسلامية ومع كل هذا الصراع الطائفي الواضح لن يرضخ احد الأطراف للآخر، بل حتى داخل الطائفة الواحدة هناك أكثر من فهم وتصور للدين، كما ان الفقه السياسي الإسلامي أقل مجالات الفقه بحثا ودراسة من القدم إلى يومنا هذا.

أما ديموقراطيا ـ فالحقيقة المأساوية، أن العرب يستطيعون تحمل حكم الديكتاتور سنين عديدة ولا يتحملون حكم فئة سياسية تتغلب عليهم في انتخابات حرة ونزيهة.

ختاما ـ يبدأ المسلسل الدرامي العربي مع نشأة الدولة الحديثة ـ حيث تقاتل الدولة مع أحزابها أولا ليذهب القاتل والمقتول إلى النار ـ واقصد جحيم الدنيا أما الآخرة فأمرها لله، وإذا سقطت السلطة بدأ صراع الأحزاب ليستمر الخراب.

فقط في النظام السياسي العربي ـ الأخ يقتل أخاه وأحيانا أباه ـ فهل سيوفر شعبه أم يفنيه؟

 

 

 

 

علي محمود خاجه

سبع سنين!

سبع سنوات من التخبط والتراجع والإيقاف المتكرر للأنشطة الكروية وحرمان أبناء الكويت من رفع علم وطنهم في بعض المحافل وإيصال الأمر أحياناً لأن تستجدي القيادة السياسية من المؤسسات الرياضة القارية أن ترفع الإيقاف عن الكويت. هذا ما حدث في وطني رياضياً وكروياً تحديداً طوال السنوات السبع الماضية استُخدم فيها كل الكذب الممكن، وجُنِّد فيها من جُنِّد من أجل نشر الأكاذيب وتكرارها وإغراق المسائل بالتفاصيل ليخدعوا الناس ويقسموهم والضحية بلا شك الرياضة ومن يمارسها ويسعى إلى رفع علم بلده من خلالها. والحكاية ببساطة أنه في فبراير من عام 2007 تم إقرار قوانين رياضية بمجلس الأمة بالغالبية العظمى من أعضاء ذلك المجلس، إلا أن أبناء فهد الأحمد ومن يتبعهم لم تعجبهم تلك القوانين فحرصوا على عدم تطبيقها والتذرع تحديداً بعدم قانونية بند ممثل لكل ناد في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، وعبثوا في المحاضر ودلسوا الحقائق وجابوا العالم من أجل عرقلة قانون الدولة، لتختم فصول تلك المهزلة بعد سبع سنوات تقريباً بأن يوافق من عرقل الرياضة على الالتزام بقانون الدولة بجمعية عمومية واحدة أنهت السبع العجاف بساعات قصيرة! لم يتغير شيء طوال تلك المدة سوى أن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جلس بجانب طلال فهد في بعض المباريات أخيراً، فرضخ طلال للقانون الذي تعمد هو ورفاقه عرقلته على مر السنوات الماضية، وكأن مسألة الدولة وقوانينها خاضعة لتصرفات صبيانية تستند الى مفهوم "أنا محاربك وأنا مصاحبك". ويروِّج البعض جهلاً أو تجاهلاً بأن صفقة تم إبرامها بين الاثنين (مرزوق وطلال) كانت نتيجتها التزام طلال ومن معه بقوانين الدولة، وهو أمر غير صحيح طبعاً، فمرزوق لم يتنازل عن القوانين التي أيدها بل إن طلال هو من خضع لقوانين الدولة بعدما عرقلها وأدخلنا في ألف دوامة طوال السنوات الماضية. شخصياً، فأنا أرثي لحال من أيد طلال وتعمد إغفال الحقيقة طوال السنوات الماضية ليجد نفسه اليوم بلا حجة أو مبرر يدافع فيه عن موقفه، فبات يبحث عن أعذار وذرائع يداري بها ما انكشف. ولو كنا في دولة تحترم قوانينها لأحيل طلال ومن معه ممن عرقلوا قوانين الدولة وحرموا رياضييها من رفع علم بلدهم إلى النيابة فوراً، لكن لا حياة لمن ننادي، وهو مجرد درس جديد يكشف الكذب والتعدي والتدليس ولن نستفيد منه طبعاً. خارج نطاق التغطية: لائحة المجلس بحاجة ماسة إلى تعديلات جوهرية كي لا تكون خاضعة لمزاج أغلبية الأعضاء باختلاف المجالس، وهو أمر انصرفت عنه المجالس السابقة للأسف ولا بد من الالتفات إلى هذا الأمر في هذا المجلس، وهو ما سنتطرق إليه في القادم من الأيام.

سامي النصف

حبكم وثقتكم وفزعتكم وسام على صدري!

منذ ان بدأت الإجراءات الجائرة التي تلتها الاساءات المتكررة لاسمي واسم عائلتي الذي حرصت العمر كله على ان يبقى ابيض ناصعا، فلم يعرف عن تاريخي، وقد تقلدت العديد من المناصب العامة قبول السرقة أو الرشوة أو الفساد أو رفع الشعار المدمر «من صادها عشّى عياله»، لايماني الحقيقي بأن.. من يحب الكويت لا يسرقها ومن يسرق الكويت لا يمكن له ان يحبها مهما قال وكذب وادعى، وعموما الإساءات ذاهبة إلى المحاكم ليبت فيها القضاء العادل.

***

منذ الدقيقة الأولى للهجمة الشرسة الأخيرة المستهدفة بقاء وديمومة شركة الخطوط الجوية الكويتية التي هي للعلم «ملك للشعب الكويتي كافة»، عن طريق محاربة تطويرها وتحديثها ورمي الأوساخ على من يقوم بذلك، وهناك فزعة من الشعب الكويتي الذكي والواعي لنصرتنا والدفاع عنا شعرنا بدفئها وطوقت أعناقنا بجميلها ومحبتها وجعلتنا على يقين أن هذا الشعب بمواطنيه ومقيميه لا يمكن خداعه بالكلمات الزائفة والأكاذيب الساذجة بل انه واع يعرف تاريخ كل شخص وسيرته الذاتية.

***

ومما أسعدني وأثلج صدري تويترات ورسائل واتصالات من أحبة تباينت معهم في التوجه السياسي إلا أنهم كانوا معنا قلبا وقالبا أمام الهجمة الشرسة القائمة ومثلهم آلاف الرجال والنساء، الشباب والشابات ممن تعاطفوا معنا لخوفهم على وطنهم مما قد يتعرض له كل مسؤول كويتي شريف (وما اكثرهم) فيما لو حاول الإصلاح والحفاظ على الأموال العامة من الهدر.

***

آخر محطة: (1) شكر خاص لموظفي «الكويتية» وممثليهم على دعمهم ومساندتهم ووعيهم بأنهم وشركتهم هم المستهدفون فيما يجري.

(2) موعدنا اليوم الساعة الـ 11 صباحا في جمعية الصحافيين بالشويخ لوضع الحقائق أمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وجعل الرأي العام الكويتي على بينة مما يجري.

(3) مقالنا القادم.. ظاهرة محاربة محاربي الفساد!

محمد الوشيحي

هنا… الأمل غباء!

لو أقسمت لي سبعة أيام بلياليها أن منتخب الكويت تصدر قائمة الفرق، متجاوزاً منتخبات البرازيل وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والأرجنتين… لن أصدقك إلا إذا كنت أنا ساذجاً فاقد الأهلية والعقلية.
ولو قلت لي إن حكومة الكويت ستنجز خلال عامين مشروعها الخاص بإطلاق قمر صناعي شيدته أيدٍ كويتية، يضم أحدث التقنيات، وآخر ما توصلت إليه المختبرات والبحوث… قد أصفعك وأمثل أمام المحكمة بكل سرور.
ولو زعمت، أنت، أن حكومة الكويت أحالت إلى النيابة كل الفاسدين السارقين المارقين، استناداً إلى تقارير ديوان المحاسبة المتراكمة، وأن الحكومة حرصت على أن يكون ملف الإحالة مملوءاً بما لذ وطاب من الأدلة والوثائق والمستندات… أجزم أنني حين ذاك سأفتش جيوبك بحثاً عن الحشيش والكوكايين والهيروين.
لكن في المقابل، لو أنك أخبرتني أن منتخب الكويت تراجع تصنيفه ثلاثين درجة في عام واحد، سأصدقك في التو واللحظة، من دون تردد. ولو ذكرتَ لي أنت أن الكويت تعاقدت مع إحدى الشركات العالمية على صناعة قمر صناعي، وقام المسؤولون الكويتيون وملّاك الشركة العالمية بسرقة المشروع وإفشاله، فسأتقبل المعلومة "المنطقية" وأنا أحسبل وأحوقل. ولو بيّنت لي حضرتك أن اللصوص المعروفين بالأسماء والأطوال والأوزان تسلموا حقائب وزارية، وأصبحوا هم أصحاب القرار في البلد، ستكون إجابتي "طبعاً، وما هو الغريب في الأمر؟".
الناس تعرف ماذا تصدق وماذا تكذّب، فأن يتلاعب وزير صحة، في إحدى الدول، بمستقبل طبيبة طبقت القانون، حماية لنفسه، وكسباً لود بعض النواب، وتغضب الطبيبة ويغضب زملاؤها، فتتشكل لجنة تحقيق، يرأسها نائب يهيم في هوى الحكومة ووزرائها، ووو… هنا، أنت في الوضع العادي والطبيعي! غير الطبيعي هو أن تتم محاسبة الوزير وتقريعه، في مؤتمر صحافي، قبل أن تتم إحالته إلى النيابة، والاعتذار إلى الطبيبة والأطباء.
لهذا أقول: الناس تعرف حدود توقعاتها، البسطاء وحدهم في هذا البلد، مازالوا يأملون، بعد أن تحول الأمل إلى غباء فاقع اللون. هكذا تربى الشعب على يد حكوماته المتعاقبة.
حسن العيسى

«كاملين ما خلو شي»

بعد قراءة خبر "مباركة" اللجنة الصحية في مجلس "تابعه قفة" النيابي لقرار الوزير "الشيخ" محمد العبدالله بنقل د. كفاية من قسم العناية المركزة إلى الأمراض السارية، قفز بذهني المثل الشعبي "ناظر وجه العنز واحلب لبن"، فالذين تصوروا أن مثل هذه اللجنة في مثل هذا المجلس يمكن أن تنصف المواطنة د. كفاية لم يتمعنوا في وجه العنز قليلاً قبل أن يبنوا وهمهم الكبير على حكمة تلك اللجنة تحديداً والمجلس بالأعم، وجاءت هذه النتيجة المتوقعة تماماً من اللجنة الصحية في مجلس الحكومة التي ضربت بحقوق المواطنة كفاية في الكرامة والعدل عرض الحائط. 
اللجنة الصحية والاجتماعية في مجلس "قفة" قررت بحكم ظالم صحة قرار الندب المزعوم، وأعطت معاليه "الشيخ محمد" صكوك البراءة والحصافة والعدل حين فرض عقوبة الندب الإداري لكفاية، وبرياء فج أسس أعضاء اللجنة باستثناء د. قويعان حكمهم الأعوج بأن قرار الندب جاء متفقاً مع قرار مجلس الخدمة المدنية، وأن  د. كفاية تم انتدابها بكل امتيازاتها الوظيفية… "الامتيازات الوظيفية" التي أسس فقهاء اللجنة قرارهم الجائر هي الامتيازات المادية، والتي تعني "المال النقدي" لا غير ذلك، أما مسألة "الكرامة" وتعسف السلطة الإدارية في النقل، فلم تعن شيئاً عند "موظفي اللجنة"، بل إن قضاة اللجنة لم يلتفتوا إلى وقائع سبقت قرار الندب المزعوم، مثل المكالمة الهاتفية من وكيل الصحة للدكتورة يطلب منها عدم نقل المريض من العناية المركزة بناء على الأوامر "العليا" لوزير الصحة الشيخ محمد الصباح، والتفتت اللجنة عن أبسط دفاع قدمته المسكينة د. كفاية، والذي يقطع بأن قرار نقلها جاء كعقوبة إدارية على عدم انصياعها لرغبات الوزير، ولم يكن أبداً تحقيقاً للصالح العام، كما يتنطع أعضاء اللجنة مع وزيرهم.
الأطباء المعتصمون اليوم (وقت كتابة المقال) لرفضهم قرار اللجنة السيئ يوصلون رسالة فحواها عدم جواز تدخل السياسي بالعمل الفني والمهني، لذا تصبح المسألة ليست خاصة بموضوع د. كفاية ولا بالأطباء المعتصمين ولا بأي جماعة مهنية أخرى، بل تصبح "قضيتهم" هي قضية كرامة أي مواطن وهي قضية وطن وغياب العدالة، وهي قضية رفض ممارسة الجمع بين صفتي القاضي والخصوم في آن واحد، فالوزير الشيخ واللجنة كانوا القضاة والخصوم، فأين لكفاية وغير كفاية أن يلجأا بعد أن سدت أمامهما سبل العدل، وما شاء الله على شيوخنا وأتباعهم يفهمون بالسياسة والاقتصاد والإدارة والطب والهندسة والقانون… إلخ "عيني عليهم باردة ما خلو شي" فماذا تركوا للناس!
احمد الصراف

شيماماندا وتيد

قد تستقر في الذاكرة البشرية أمور معينة على غير صورتها الحقيقية، وتصبح نوعا من المسلمات تتوارثها الأجيال، جيلا في إثر جيل، لتصبح مع التقادم وتعاقب الأزمنة والعصور، نوعا من التراث الإنساني الذي لا يقبل له الإنسان تبديلا ولا تحويلا. (الزميل صالح الشايجي)
تيد TED اختصار للكلمات الإنكليزية: تكنولوجيا، تسلية وتصميم، وهو اسم برنامج يشاهده سنويا على الإنترنت مليار مشاهد، ولا أعتقد أن حصتنا من ذلك تذكر! تتلخص فكرة برنامج «تيد»، الذي اوجده ريتشارد ورمان عام 1984، في أن هناك أفكارا لدى البعض تستحق أن يعرفها الغير، وبالتالي كان لا بد من الاستماع لها وتسجيلها ونشرها، وهكذا قام المشرفون على هذا البرنامج غير الربحي بدعوة عشرات الآلاف، وقلة منهم من عالمنا لإلقاء محاضرات، وتسجيلها وبثها بمختلف الوسائل، ويمكن الاطلاع على ثروة ثقافية وعلمية من محاضرات تيد التي لا يزيد وقت أي حلقة منها على 18دقيقة، من خلال موقعهم على الإنترنت، وسبق أن شارك فيها زعماء وسياسيون كبار من أمثال الرئيس بيل كلينتون والكاتب مالكولم كودويل وآل غور، وعدد من حملة نوبل. كما شاركت الشيخة القطرية مياسة في حلقة منها مؤخرا، إضافة الى سيدات عربيات غير مسموح لهن بقيادة «العربيات»!
ومن محاضرات تيد الجميلة تلك التي القتها القاصة النيجيرية شيماماندا أديشي، التي كانت بعنوان «خطورة القصة المنفردة»، والتي تحدثت فيها عما تحمله الغالبية منا من انطباعات خاطئة عن شعب أو فرد! فنحن في الخليج مثلا لا نعرف عن الهنود والفلبينيين والبنغال والباكستانيين والسريلانكيين، وحتى الإيرانيين غير أنهم ليسوا عربا، وقدموا الى بلادنا للعمل في مهن متدنية، وبالتالي نحن أفضل منهم. وهذا ما يحدث مع أمم أخرى، وحتى الأوروبية المتقدمة، فهي لا ترى في أفريقيا مثلا غير أسود وقرود ومناظر طبيعية وفقر وحروب وأوبئة ولغات بدائية مضحكة، وشعوب متوحشة تعيش على أطراف الغابات، وتفضل البقاء طوال اليوم نصف عارية. وهذا تسطيح وأبعد ما يكون عن الحقيقة في الحالتين، فهذه الشعوب التي نسخر منها تمتلك إمكانات، وقدمت للتراث البشري ما لا يمكن حصره. وتقول شماماندا إن شخصيات قصصها التي كانت تكتبها، وهي صغيرة، كانت دائما ذات عيون زرقاء وبشرة بيضاء، فهي صفات ابطال الروايات، الإنكليزية غالبا، التي كانت تقرأها، وبالتالي لم تكن تتخيل، قبل ان تطلع على روايات كتاب افريقيين، أنه من الممكن أن تكون شخصيات أي رواية من أصحاب البشرة الداكنة وبعيون سوداء! وتقول إنها كانت تعتقد أن اسرة الخادم الذي كان يعمل لديهم فقيرة ولا تتقن شيئا، لأن والدتها كانت تصفهم بذلك، ولكنها فوجئت، عندما زارت قريتهم، بامتلاكهم لما لم تكن تتصور وجوده لديهم، إضافة الى قدرتهم على صنع اشياء كانت هي واسرتها عاجزة عن صنعها. وملخص رسالتها أن علينا أن نفتح أذهاننا، ونعرف هويات الغير الحقيقية، ولا نكتفي بالصورة النمطية التي نحملها عن شعب معين، أو نكتفي بقراءة «رواية واحدة» فالعالم وافر بالثراء، ولكل شعب جانبه الرائع والجميل.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

50 طائرة جديدة لـ«الكويتية»!

لتبديد الاشاعات واللغط الذي دار مؤخرا، فالواقع ان عملية تحديث أسطول الكويتية عبارة عن شراء 25 طائرة هي الأكثر حداثة في العالم وتصل أعوام 2018 – 2023 وتأجير 15 طائرة «جديدة عداد صفر» كما هو معتاد في عالم الطيران المكتظة مصانعه بطلبات الشراء، ستصل من المصانع 2014 – 2015 لتأخذنا الى موعد تسلم الطائرات المشتراة اضافة الى ان دراسة الاياتا التي مازالت تحت البحث والدراسة توصي بشراء 10 طائرات صغيرة الحجم حمولة 100 راكب تقريبا جديدة أي المجموع إن أقرت خطة عمل الاياتا 50 طائرة جديدة منها 15 طائرة مستأجرة كما يمكن زيادتها الى 60 طائرة فيما لو حولت 10 طائرات الاختيارية (Option) الى طلبات ثابتة.

***

أضيف الى ذلك عملية «تأجير» 5 طائرات ايرباص 330 شديدة الفخامة من شركة تملك شركة الاتحاد للطيران ما يقارب الثلث منها والباقي رجال أعمال من الهند والخليج، عمر طائراتها 5 سنوات كي تحل محل 5 طائرات ايرباص 300 تجاوز عمرها 22 عاما وأصبحت كما جاء في مرسوم الضرورة الخاص بالكويتية الصادر في أكتوبر 2012 تخلق إشكالية مع شركات التأمين ودول الاتحاد الأوروبي.. الخ، وتلك الطائرات الخمس المتماثلة هي الوحيدة المتوافرة في أسواق الطائرات هذه الأيام، فهل الأفضل ان نستخدم طائرات عمرها 22 عاما أم عمرها 5 أعوام؟

***

والعمل الذي نفخر به هو اننا حولنا عملية «تأجير» تلك الطائرات الى «شراء» وفرنا خلالها عشرات الملايين من الدنانير على المال العام علما بأن التأجير يفرض علينا بقاءها معنا لـ 8 سنوات بينما التملك يعطينا حرية بيعها في الوقت الذي نريده، كما اننا سنتسلمها في حالة جديدة تسمى «AT BIRTH» وقد عملت لها جميع أعمال الصيانة الرئيسية التي تكلف بالعادة عشرات الملايين من الدنانير وفي حالة الطائرات الخارجة للتو من المصانع فهل في توفير الملايين ما يستحق الشكر أم اللوم؟!

***

آخر محطة: للمعلومة، قامت «الكويتية» خلال تاريخها بتأجير الطائرات المستعملة عشرات المرات كما اشترت طائرات مستعملة شديدة القدم من شركة بان ام الأميركية وورد اير الكندية وهو كذلك أمر متبع بكثرة في عالم الطيران حتى ان بعض طائرات شركة

«جيت ايرويز» اشترتها شركة الاتحاد الإماراتية وشركة الطيران التركية وغيرهما، فهل شراء تلك الطائرات حلال عليهم حرام على «الكويتية»؟!