محمد عبدالقادر الجاسم

مفترق طرق 4/4

من هو الأوفر حظا، من بين الشيوخ الخمسة الذين أشرت إليهم في مقالاتي السابقة، للحصول على منصب ولي العهد في مرحلة الشيخ نواف الأحمد؟

حتما سيخيب ظن من يتوقع أنني سوف أسجل هنا تفضيلي الشخصي أو توقعي. ففي الحقيقة، أنا لا يعنيني ‘من’، إنما ينصب اهتمامي الشخصي على الظروف الموضوعية التي سوف تؤدي إلى اختيار ولي العهد… مهتم أكثر بتنمية دور الشعب الكويتي في اختيار ولي العهد… مهتم بالجديد الذي يفترض أن يأتي به الشيخ نواف الأحمد حين تؤول إليه السلطة وتتشكل حكومته وطاقمه السياسي… مهتم أكثر وأكثر بوضع الكويت في العهد القادم، أو في اليوم التالي، لأن هناك مؤشرات تستدرج القلق الشديد من الحاضر قبل المستقبل. متابعة قراءة مفترق طرق 4/4

محمد الوشيحي

همتكم… بارك الله فيكم!

أيها المسلمون لا تفرحوا، فالمهمة مازالت لم تُنجز بعد. صحيح أننا أنجزنا جزءاً بسيطاً منها بنجاح، لكن مازال على الطاولة بقية، ومازلنا نعمل بكل طاقتنا… انتهينا من نيلسون مانديلا، والحمد لله، واتفقنا أنه نصراني هالك كافر لا يستحق الترحم عليه، وقبله المهاتما غاندي الذي أغلقنا ملفه بأنه هندوسي هالك كافر، والترحم عليه يقوي شوكة الهندوس الهنود ويكسر شوكة المسلمين الهنود. واليوم سنفتح ملف إيزاك نيوتن، أو إسحق نيوتن كما يسميه العرب، وكارير مخترع التكييف، وغراهام بيل مخترع التلفون، وأديسون مخترع الكهرباء، ومخترع البنسلين، ومخترع التخدير الطبي، ومخترع أو مخترعي الطيران، ومخترع التلفزيون، ومخترع الكمبيوتر، ومخترع الفاكس، ومخترع الإنترنت، وعراب شركة "آبل" ستيف جوبز، ومنافسه في مايكروسوفت بيل غيتس، ووو…
ولو رجعنا بالذاكرة لاكتشفنا أننا والحمد لله سبق أن أغلقنا ملف ستيف جوبز، يوم وفاته، عندما انشغل الناس بالبكاء عليه، فقررنا أنه مرتد هالك، ولم ننخدع بإنجازاته، لكننا لم نفتح ملف غريمه بيل غيتس، غفر الله لنا، شغلتنا الحياة وكدنا ننسى، وعسى ألا يخدعنا بجمعيته الخيرية الأكبر على مستوى العالم، وملياراته التي تبرع بها لفقراء إفريقيا والعالم، فقد يكون منافقاً يوهمنا بصلاحه رغم كفره، عليه من اللعنات ما يعادل ثروته ويزيد… أرجو أن نتباحث في أمره.
وكي لا تتكدس أمامنا الملفات، تعالوا نقسّمها ونبوّبها، فنفتح أولاً "ملف السياسيين والثوار"، وبعد أن ننتهي منه نفتح "ملف المخترعين"، ونقسّمه على هيئة أبواب لكبر حجمه، "باب الطب" و"باب المواصلات" و"باب الأجهزة المنزلية"، ووو، وبعد إنجاز هذا الملف كاملاً نفتح "ملف علماء الملاحة"، وهكذا…
على أنه من المهم التأكيد هنا، أن مَن يثبت كفره يجب ألا نترحم عليه ولا نستخدم اختراعاته، بل نستخدم ما كان يستخدمه سلفنا الصالح، فإذا ثبت كفر السيد كارير فسنلعنه ونستغني عن التكييف، ونعود إلى "المهفة"، أو نبلل شراشفنا بالماء البارد، وإذا ثبت كفر مخترع الثلاجة، فسنلعن أسلافه ونستغني عن ثلاجته، وإذا ثبت كفر مخترع التخدير الطبي، فإلى جهنم هو واختراعاته، سيفتح الأطباء بطوننا بلا تخدير، وأجرنا على الله، وإذا ثبت كفر مخترع الطائرات المقاتلة والصواريخ والقنابل والزوارق الحربية ووو، فسنلعنهم ونحارب أعداءنا بالسيوف الهندية الصقيلة، وهي سيوف "تداوي رأس من يشكو الصداعا" كما قال الهالك عنترة العبسي.
تعالوا نفتح الملفات واحداً تلو الآخر، ولنبدأ بالأسهل "ملف السياسيين والثوار"، فهؤلاء لا اختراعات لهم ولا يحزنون… قلنا إن مانديلا نصراني كافر، وغاندي هندوسي كافر ملعون صلايب، والآن ماذا عن تشي غيفارا؟… همتكم معنا يا معشر المسلمين بارك الله فيكم.

احمد الصراف

نحن والقرود الخمسة

سبق أن تطرقت لتجربة عالم من خمسة قرود، وأعود للكتابة عنها مرة أخرى، لعلاقتها بتفسير الكثير من الأحداث التي نعيشها، والسبب وراء كل هذا الجنون حولنا!
وضع عالم خمسة قرود في قفص، وعلّق موزاً من سقفه، ووضع سلّماً في وسط القفص، وما ان قام أكبرهم بمحاولة تسلّق السلّم للوصول إلى الموز، حتى قام برش بقية القردة بماء بارد جداً! بعد فترة حاول قرد آخر الوصول إلى الموز فتكرر رش البقية بالماء البارد، وعندما حاول ثالث القيام بالأمر ذاته رش العالم البقية بالماء البارد، وهنا تولّد لديهم شعور بأن أي محاولة للوصول إلى الموز تعني عقاب الآخرين، وما ان حاول القرد الرابع تسلّق السلّم للوصول إلى الموز حتى منعه الآخرون وضربوه! وبقي الموز في مكانه! قام العالم بعدها باستبدال احد القردة بآخر جديد، فقام هذا من فوره بمحاولة تسلّق السلّم للوصول إلى الموز، فمنعته القردة من ذلك وأوسعته ضربا! قبل المسكين بمصيره دون أن يعرف السبب، بعدها قام العالم بإخراج قرد قديم وأدخل آخر جديدا مكانه، فقام هذا بمحاولة تسلّق السلّم، وهنا قام القرد الأول الجديد، بمشاركة الثلاثة الآخرين في إنزال القرد الجديد الثاني ومنعه من الوصول إلى الموز، علما بأنه لم يكن حاضرا عملية رش البقية بالماء البارد، ولكنه افترض أن صعود السلّم أمر مضرّ، فشارك في الضرب! ثم قام العالم باستبدال قرد ثالث قديم بثالث جديد، وحاول هذا بدوره الوصول إلى الموز، فقام البقية، وبينهم الاثنان الجديدان والجاهلان بقصة الرش، بمهمة ضرب القرد الثالث الجديد ومنعه من الوصول إلى الموز، وذات الشيء حدث مع القرد الخامس الجديد الذي حل محل الخامس الاخير، بحيث اصبحت القردة جميعها جاهلة بتجربة الرش، ولكنها أصبحت، وكأنها توارثت عادات ما قبلها، مقتنعة بترك الموز في مكانه، ولم تشغل بالها بمعرفة السبب، وأصبحت تتصرف كما تصرف من كان قبلها، وفعلت ما فعله الأولون! وهكذا تتم عملية خلق أمة تقوم بأداء أمور دون أن تعرف السبب وراءها!
ولا ننسى هنا تجربة حقيقية أخرى عن سيدة أميركية وضعت قطعة لحم (روستو) في الفرن بعد أن قصّت أطرافها، فسألها زوجها عن السبب، فقالت إنها تقوم بما كانت تقوم به أمها، ولعدم اقتناع الزوج بما قالت قام بالاتصال بأمها لسؤالها عن سبب قص أطراف الروستو فقالت إن أمها، أي جدة زوجته، كانت تفعل ذلك! فاتصل بالجدة لسؤالها، فقالت إنها كانت تقوم بذلك لأن فرنها كان صغيرا، ولم يكن يسع قطعة الروستو دون قص أطرافها!
وهكذا نرث جميعا عادات وتقاليد ونتبعها دون سؤال عن الحكمة من ورائها! وعلى ضوء ذلك يمكن تفسير ما يجري في سوريا والعراق وغيرهما، فغالبية الأطراف تقتل بعضها بعضا لأسباب لم يكونوا أصلا طرفا فيها، ولا يعلمون خلفياتها.

أحمد الصراف