مبارك الدويلة

هيبة الحكم

‏كم حزنت وأنا استمع الى الاشاعات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي حول الانقلاب المزعوم في بيت الحكم..! وحزني ليس لأنني مصدق لما يقال، حاشا لله، فأنا اعتقد ان ما يتم تداوله من اخبار ما هو إلا تخرصات يروّج لها من يستفيد من زعزعة الاستقرار النفسي والاجتماعي في البلاد، وإنما حزنت لشعوري باهتزاز هيبة الحكم في نفوس الناس، بحيث أصبح الصغير والكبير يتحدثان عن المناصب السيادية بكل أريحية ومن دون اعتبار لمكانتها! كما ساءني استخدام هذا النوع من الاخبار الملفقة لتصفية الحسابات الشخصية ولتشويه الخصوم، حتى وصل الامر في بعض الحالات الى الضرب تحت الحزام!
إن الذي يعرف طبيعة النظام في الكويت يدرك ان ما يتم تداوله من تغيير في المناصب القيادية من سابع المستحيلات! فاستقرار المناصب السيادية من اهم صفات النظام في الكويت، وكلنا يذكر ان المرض الشديد الذي ادى الى فقدان الاهلية للاستمرار في منصب ولاية العهد لم يؤد الى التغيير في ذلك الوقت، مع وجود المبرر لذلك، اما ما يقال عن التنازل بسبب الظروف الصحية لولي العهد، فكلنا يدرك ان سموه في صحة جيدة بدنياً وذهنياً! وفي هذا المقام لابد من التأكيد على حقيقتين: اولاهما ان منصب ولاية العهد يشترط له موافقة مجلس الامة بعد ترشيح سمو الامير، وثانيهما ان سوء الاختيار لأمير المستقبل ــ على فرض ان المجلس «بوصوت» في جيب الحكومة ــ سيؤدي الى تحريك الساحة السياسية والشعبية من جديد، وقد تحدث فتنة غير متوقعة.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد!
ختاماً، نقول لمن يسوّق لهذه الإشاعات والخزعبلات والتفاهات ان يتق الله في الكويت واهلها، فالبلد وصل الى حالة من الاحتقان لا تطاق، والشعب وصل الى حالة من التذمر والتحلطم لم تعد خافيةً على احد، ونقول لبعض ابناء الاسرة، الذين قد يكونون متورطين في مثل هذه الاشاعات، ان يحافظوا على ما تبقى لهم من احترام في نفوس اهل الديرة، وليتركوا خلافاتهم خلف ظهورهم، فدوام الحال من المحال!
سمو ولي العهد باقٍ، ومكانته في نفوس اهل الكويت عالية لما أُث.ر عنه من التزام في دينه ودنياه، ولا نزكي على الله احدا.
***
نهنئ الاخ المهندس محمد العليم تزكية اخوانه بالحركة الدستورية الاسلامية له لمنصب الامين العام، وهو بلاشك تكليف وليس تشريفا، ونؤكد في هذه المناسبة ان الحركة لم تستأذن احداً لهذا الاختيار، وانما هو المؤتمر العام الذي كان بمقدوره ان يرفض الترشيح لو أراد ذلك، لكنه الاجماع والثقة بامكانات الاخ العليم وقدراته في قيادة الحركة الى تحقيق اهدافها في هذا الليل المظلم، ووسط هذا الكم الهائل من الخصوم الذين لا يخجلون من التجاوز في الخصومة، مثل هذا المدعي للثقافة الذي قال في مقال له مؤخراً ان على الحكومة ان تضرب التيار الاسلامي في الكويت، لانه امتداد لتيار الاخوان المسلمين في مصر، الذي تسعى الحكومة لدعم النظام المصري في حملته لتصفية هذا التنظيم! هذه هي العلمانية التي يطالبون الناس بتبنيها منهج حياة! ضرب التيار الذي يختلف معك في الفكر والرؤية!
***
أعتذر عن عدم استكمال موضوع مقالتي الاخيرة كما وعدت الاخوة القراء، وذلك لأن امورا كثيرة استجدت.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *