إبراهيم المليفي

التوقيت غلط

لو لم أكن أعرف أستاذي الدكتور غانم النجار جيداً لقلت عنه إنه أحد مروجي الأوهام ودفن “البلاوي” تحت السجادة، ولكن لأني أعلم يقينا أنه، أي الدكتور غانم، يريد بث القليل من روح التفاؤل بين الناس، وخصوصاً ممن يتابعون مقالاته، فقد أوحى لهم بالأمس أن وجود هيئة معنية بمكافحة الفساد أمر كفيل بعودة الثقة بالحكومة، حتى (لو نجحت بشكل رمزي)، والكلام بين قوسين للنجار. هذه المؤسسة وبقية المؤسسات المهمة التي ذكرها النجار مرتبطة بمجموعة من الأسئلة المتشابكة إذا جمعنا إجاباتها في محصلة واحدة عرفنا الحقيقة من الخيال والنهاية قبل البداية، على سبيل المثال: من يؤسس من؟ بمعنى هل حكومتنا التي نعرفها جيداً هي نفسها الحكومة التي ستسعى جاهدة إلى إنشاء هيئة مكافحة الفساد، أو هيئة حقوق الإنسان، أو ربما الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات؟ متابعة قراءة التوقيت غلط

إبراهيم المليفي

على «حاوية» الانهيار

عندما يتم ضبط مخالفة أو تجاوزات يثور السؤال التالي؟ كم يا ترى حدثت مثل تلك التجاوزات من قبل ولم يعرف أحد مثلها؟ وتخيلوا المشهد التالي عندما يتم اكتشاف وجود قاض مرتش قبض ثمن الحكم المفصل الذي دنس فيه شرف المهنة، فإن السؤال نفسه يتكرر ولكن بصيغة مختلفة: كم قضية حكم فيها القاضي نفسه لمصلحة الباطل من قبل وأخذ مقابلها رشوة؟ متابعة قراءة على «حاوية» الانهيار

إبراهيم المليفي

«الأستاذ» والبعثة… في ذمة النسيان

كلما مررت على منطقة الشامية يخفق قلبي مرتين بقوة، الأولى تئن شوقا لبيت جدي لأمي الذي ذهب بلا رجعة والثانية تذكري الرجل الفاضل الذي أحاطني دوما برعايته ونصحه وسؤاله عني عندما أغيب عن مجلسه، وهو الأستاذ الأديب والشاعر المغفور له بإذن الله عبدالله زكريا الأنصاري (1922– 2006). متابعة قراءة «الأستاذ» والبعثة… في ذمة النسيان

إبراهيم المليفي

وصفة التخريب

كيف تدمر مؤسسة ناجحة؟ الجواب السريع: أنزِل عليها بـ”الواسطة” مسؤولاً ضحلاً، ثم جهز الأريكة بمستلزمات التسلية، واجلس وتفرج على عملية الانهيار السريع لبناء اجتهد في تشييده المخلصون والعظماء. وصفة التخريب لأي مؤسسة سهلة وقصيرة، لأن التكسير أسهل وأسرع من البناء، هي تسير بسرعة ضوئية، لأن المسؤول الضحل لن يجتهد إلا في إبعاد كل القامات الطويلة التي تذكره بتقزمه وسوء تدبيره، خصوصاً عندما يكون ذلك المسؤول من النوع الذي يعاند الطبيعة، ويحاول في كل يوم لعب دور المسؤول الفاهم، بعكس الشاطر الذي يعرف كيف ينزل على المنصب، ثم يكتفي بالمغانم والبرستيج، ويترك القيادة لأهل المكان. دائرة عملية التخريب تزداد اتساعاً بدخول “أزلام” المسؤول الضحل إلى مفاصل المؤسسة المبتلاة بهم وبه، وهم في أغلب الأحوال ليسوا سوى منافسين له في الضحالة وعسر الفهم، لذلك هو دوماً يشعر بالراحة والطمأنينة معهم. هذه الحالة من التدمير الممنهج أمر واقع في دولة مثل الكويت، وهو آخذ في التزايد والعلنية بعد أن كان محدوداً وغير مرئي، بدليل تحوّل المعاملات البدَهية المكررة إلى قضايا معقدة قابلة للنقاش وطلب التفسير، وفي اعتقادي سيأتي يوم سيتعطل فيه نظام الرواتب والأجور لجميع الموظفين أسبوعاً، وربما شهراً، بعد أن يتمكن سرطان الواسطة من آخر موقع فيه شيء من المنطق والكفاءة والضمير في الجهاز الإداري للدولة. في الختام، الإصلاح ثوب طويل “يخب” على المسؤول الضحل إذا مشى فيه أضحك الناس، وإذا تحدث عنه نشر اليأس في نفوسهم.

إبراهيم المليفي

الكويت عام 1982م

تبدأ تلك السنة والفرحة تعمّ الكويت بسبب تأهل منتخبها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في إسبانيا، وتترقب بأجواء مفعمة بالأمل النتائج التي سيحققها في صيف ذلك العام، مجلس الأمة عاد في العام السابق بعد خمس سنوات من التعطيل ولا يزال على قيد الحياة، الموقع الجغرافي للكويت فرض عليها القلق الدائم من تداعيات الحرب العراقية الإيرانية (1980– 1988) خصوصاً عندما تحول الموقف الاستراتيجي للجيش العراقي من الهجوم إلى الدفاع، وفي أواخر مايو سقطت المحمرة وكادت أن تلحقها البصرة في عملية “رمضان” في منتصف يونيو. متابعة قراءة الكويت عام 1982م

إبراهيم المليفي

فوائد الدارسين

أعترف أن الكتابة للناس وهم في المطار أو داخل الطائرة مغامرة كبيرة، لأن مجرد الشعور بأن موعد الإقلاع لأي جهة كفيل بإنقاص هموم المسافر ورفع معنوياته حتى تحسين صحته، وما زلت أذكر قول الدكتور أحمد البغدادي، رحمه الله، عن شعوره الخاص عند السفر: “بس تعمل الطيارة تيك أوف يروح الصداع ويزول الألم”. متابعة قراءة فوائد الدارسين

إبراهيم المليفي

مشاعر لا مشاريع

إذا كانت قضية الإصلاح مقتصرة على شهادات الميلاد فقط لا الأداء ووضوح الرؤية والهوية فلا أقول غير هنيئا لكم بالإصلاح القادم على طاولة قمار، الخائبون فيها أكثر من الرابحين.

لقد التهم اليأس أدوات القياس الرئيسة كالذاكرة والمنطق وقليل من الأرقام لدى بعض من خاضوا معترك السياسة وخبروا أحداث الشأن العام، ذلك اليأس دفعهم للتعلق بأي قشة أمل أو أي ظاهرة غلافها الخارجي مفعم بالحيوية والرغبة في التغيير، متناسين أن قوانين الملعب مفصلة لتناسب قدرات السلطة التنفيذية ومتجاهلين– وهذه للبعض- أن المتملص من الإجابة عن أسئلة “فحص الهوية” السياسية هو إما “بصام” مستتر أو “متأسلم” ينتظر لحظة أداء القسم كي يكون أول الموقعين على “منيو” قوانين أسلمة الدولة، ولكن من الواضح في زمن انتخابات الأهل والأصحاب والجيران تبخرت كل الأسئلة. متابعة قراءة مشاعر لا مشاريع

إبراهيم المليفي

أنا لا أمنع ولكني أتجمل

كست وجهَه، المحتقن بنشوة السلطة الزائلة، حمرة زائدة في أطرافها زرقة مَن مات مخنوقاً، أخذ يصرخ باللهجة المحلية: “تبون تورطونا مع السعودية؟! تبون تخربون علاقتنا معها؟!”… كان ذلك هو مقدار فهم أحد المسؤولين الكبار، وهو يقلّب، بجهل، صفحات واحدة من الأجزاء الخمسة لرواية مدن الملح للكاتب الراحل عبدالرحمن منيف. متابعة قراءة أنا لا أمنع ولكني أتجمل

إبراهيم المليفي

«مديوس» لا محالة

لقد كان ذلك اليوم بالفعل يوما مليئا بالصراحة عندما التقيت ومجموعة من الشخصيات العامة بأحد ملاك إحدى القنوات المحلية للحديث عن قضية عامة أثارت الجدل في حينها، الحوار تشعب في عدة مواضيع فرعية حتى وصلنا لقضية تحقيق الأرباح، وأهمية وجود مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تحرص على وجود برامج ومواضيع ذات جودة عالية في الطرح والمحتوى، الغرض منها الارتقاء بمستوى فهم الناس، أو بمعنى آخر عدم تدميرهم بترفيع النماذج السيئة في المجتمع. متابعة قراءة «مديوس» لا محالة

إبراهيم المليفي

ثورة الفيل

أكملها الأميركيون بالثالثة وأثبتوا للعالم أن نتائج استطلاعات الرأي التي نصبت المرشحة هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأميركية كل مرة ليست سوى هراء مبرمج يأتي من النظام إلى الناس لا العكس، كانت المرة الأولى في بريطانيا عندما كرست صورة خسارة حزب المحافظين الحاكم في الانتخابات التشريعية التي انتهت بصورة مغايرة، والتي خسر فيها حزب العمال وحزب الديمقراطيين الأحرار، المرة الثانية وكانت عظيمة في زلزالها حدثت في بريطانيا أيضا عندما صوت الناخبون لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي خلافا لكل الهراء الذي يصنع إعلام الأطراف المستفيدة والمصالح الخاصة. متابعة قراءة ثورة الفيل