بشار الصايغ

اردوغان التركي والصنف الكويتي الغريب!

“الديمقراطية أسمى حالات حكم الشعب وحماية حقوق الأقلية” ..

أبارك لحزب العدالة والتنمية التركي فوزه بالانتخابات البلدية، ولست هنا بمن يطعن في انتخابات الآخرين، فيكفي ما فيها ديمقراطيتنا وانتخاباتنا من مشاكل وقصور وفوضى وانحراف!

على العموم .. الانتخابات التركية كشفت لي عوار بعض الكويتيين، كما كشفت لي أحداث مصر والبحرين والسعودية وسوريا عوار كثير آخرين منهم كذلك، حتى أيقنت أن المشكلة الحقيقية ليست في الديمقراطية الكويتية بل فينا نحن.

في تركيا، حجبت الحكومة التركية اليوتيوب وتويتر قبل فترة وجيزة من موعد الانتخابات بحجة صدور حكم قضائي واجب التنفيذ ضد تويتر، أما يوتيوب بسبب وجود تسجيل مسرب لاجتماع أمني بشأن الأزمة السورية.

في الكويت هذا الأمر لم يعني مؤيدوا آردوغان رئيس الوزراء التركي، وإن كانت هناك بعض التغريدات الخجولة التي انتقدت هذا التصرف، والبعض الآخر بررها بوجود حكم قضائي … ولكن المفارقة أن هذا “الصنف الكويتي” هو نفسه من يرفض أو ينتقد طوال الليل والنهار الأحكام القضائية الكويتية، وهذا الصنف هو نفسه مستعد لنزول الشارع إذا ما مست الحكومة حرية التعبير والرأي!

هذا الصنف الكويتي هو من كان له اليد الطولى في التسويق لشريط ناصر المحمد وجاسم الخرافي المزعوم رغم أن أيا منهم لم يسمعه أو يشاهده، ولم تعنيه في هذه الحادثه الكويتية “سرية الاتصالات” و”الاجتماعات” .. ولكنه في المقابل شكك بكل تسريب مسجل لأحداث الفساد التي ضربت تركيا رغم أن تلك التسجيلات ظهرت للعلن ولم تكن مجرد لغز!

وذهب الى ماهو أبعد من ذلك بالحديث عن سرية الاجتماعات ورفض “التصنت والتجسس”، رغم تأييده للتجسس على المحمد والخرافي بحجة “الأمن الوطني” وغيرها من التبريرات!

هذا الصنف الكويتي الغريب لم تعنيه أحداث “تقسيم” والعنف الذي مورس ضد المتظاهرين الأتراك المعارضين، بل وضع تبريرات للعنف المستخدم، ووضعها في مفهوم “حماية النظام والديمقراطية”، علما أن هذا الصنف تعرض للعنف من الأجهزة الأمنية الكويتية في يوم من الأيام وكان الطرف الآخر يقول ذات المبررات التي رددها هؤلاء دفاعا عن نظام آردوغان!

لا أعلم ما هو موقف هذا الصنف لو رفع مواطنون كويتييون قضية على حساب/حسابات في تويتر ويوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي وقامت الحكومة فورا بتطبيق الحكم بحجبها بناء على الحكم القضائي؟ هل سيقفون ذات الموقف الذي يقفوه اليوم من تركيا!؟

يوما بعد يوم يزيد يقيني بأن مفهومنا للديمقراطية “أعور” لذلك نحن لم ولن نستطيع التعايش معها .. فالعيب فينا وليس في النصوص.

في النهاية .. أقول شكرا للعلمانية التركية التي جعلت آردوغان الاسلامي رئيسا للوزراء لمدة 11 عاما .. وأتمنى أن ينادي بتطبيقها ذلك الصنف الكويتي في بلاده.

بعد ختام هذا البوست .. أول تصريح لآردوغان بأن خصومه “سيدفعون الثمن” بعد فوزه بالانتخابات! هذه هي الديمقراطية التركية!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *