بشار الصايغ

زايد الزيد .. والكذب البواح

يبدو أن هناك مشكلة لدى زايد الزيد مع العوائل الكويتية التجارية، وأكاد أجزم أن المشكلة نفسية واجتماعية، ولا علاقة لها بالدفاع عن المال العام، ليقيني أن آخر شخص ممكن يدافع عن خزينة الدولة هو زايد، ولكن في كل الأحوال ما يقوله عن العوائل الكويتية التجارية “حرية رأي”، وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء وعلى زايد اثبات ما وصفه بهم.

ولكن، المشكلة بالنسبة لي ليست حديثه عن العوائل الكريمة (الصقر والغانم والخرافي)، المشكلة بالنسبة لي أن هذا الشخص تحديدا ليس قليل الذكاء فقط كما كنت أعتقد! ولكنه بالفعل فاقد للذكاء بشكل غير معقول، ولا تحتاج الى البحث خلفه حتى يكشف بنفسه مستوى فهمه المحدود لمجريات الأمور، والأهم من كل هذه التدليس الذي يمارسه بصورة تدل على المرض الذي يعانيه.

يوم أمس، شارك زايد في ندوة لتجمع نهج وقال الكثير من الخزعبلات التي يجب أن توقف عندها قليلا، ليس لتكذيبه بل لكشف ممارساته المستمرة في التدليس على الآخرين، وإعتقاده أنه الفاهم والمطلع والمترجم .. باختصار لكشف ما يدعيه بأنه خليفة ابن خلدون.

يقول – والنقل هنا حرفي – زايد بن خلدون في ندوة نهج أمس “ما قالته السفيرة الأمريكية مو جاي من فراغ .. هذا كلام مسؤول ووثيقة سرية ابعثتها الى الخارجية الأمريكية … قالت أن الكويت في حلول 2020 ستختفي لأن القائمين عليها وأعيانها يسرقونها لأن بالنسبة لها كسفيرة للولايات المتحدة الأمريكية قدامها خريطة المشاريع وتعرف كيف تدور هذه المليارات وكيف يباع النفط وكيف تذهب موارد الدولة وخزائنها” .. انتهى الاقتباس والنقل!

اتمنى قراءة الفقرة السابقة مرة ومرتين وثلاث .. بحسب زايد فإن السفيرة الأمريكية قالت في وثيقة ويكيليكس أن الكويت ستختفي لأن القائمين عليها وأعيانها يسرقونها!! ولكن هل هذا ما قالته السفيرة فعلا؟؟ أم أن زايد الزيد نسج قصة من خياله الواسع حول السفيره وقولها أمرا لم تقله!!

أضع بين يديكم تلك الوثيقة التي يتحدث عنها زايد حول الكويت 2020 .. وهذه الوثيقة الأصلية من موقع ويكيليكس وليس من صحيفة الآن الالكترونية ..

ويكيليكس وماقالتة السفيرة الأمريكية في الكويت 2020

 

تقول السفيرة في برقيتها – والترجمة مني – “والجدير بالملاحظة أن أحد الشباب (مدون) رسم صورة قاتمة بقوله حين تكون محاصر بين دول كبيرة وقويه كايران والعراق والسعودية، ليس السؤال يجب أن يكون ما هو مستقبل الكويت عام 2020 بل هل سيكون هناك مستقبل للكويت كدولة مستقلة؟”

لا أعلم من أين أتى زايد بكلامه!! وعلى لسان السفيرة!! ألا يكفي تدليس وكذب؟ على الأقل كان يفترض به احترام عقول الحاضرين ومن سيشاهد اللقاء .. ولكن لا اتوقع ذلك لأنه ببساط زايد الزيد!!

المصيبة الأخرى، والتي فعلا تجعل الشخص يشعر بالغثيان، حديث زايد عن الشيخ ناصر صباح الأحمد!! وعن مجموعته الأثرية الموجودة في المجلس الوطني للثقافة والآداب، ويلمز ويهمز زايد عن المجموعة وأن “الصرف والتأمين على هذه التحف وجيش من الموظفين .. من حساب المال العام كلها لخدمة مقتنات شخصية وقطع أثرية للشيخ ناصر صباح الأحمد”!!

السؤال .. طالما أن زايد يعلم بشأن هذا “الصرف من المال العام” لصالح ناصر صباح الأحمد لشخصه، لماذا كان ملتزم الصمت طوال هذه المدة حين كان موظفا في المجلس الوطني للثقافة ومستشارا!! ولماذا لم يكشف عن هذا التنفيع من قبل؟ وين الشعارات والمبادئ والوطنية والدستور .. الخ!! أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس!! ولماذا تحدث عن مجموعة ناصر الصباح بعد فصله من العمل وليس قبلها؟

ببساطة وباختصار شديد .. الفاسد يعلم من أين تؤكل الكتف

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *