سامي النصف

2007 وتاريخ يعيد نفسه!

في عام 2007 «تجرأ» مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية الذي كنا أحد أعضائه على إبداء رغبته بتحديث أسطول «الكويتية» الذي بلغ عمر طائراتها آنذاك ما يقارب 16 عاما وقد تلا ذلك الإعلان شن حرب شعواء على مشروع التحديث شارك فيها متنفذون كبار ومأجورون صغار لمنع الإدارة من القيام بالدور المناط بها دون غيرها من شراء وبيع واستئجار للطائرات.

***

وقد دفع المتنفذون «البعض» آنذاك لإلغاء تلك الصفقة المهمة ما نتج عنه كلفة مالية باهظة على المال العام فاقت غرامة الداو التي طار بها الركبان حيث تصاعدت خسائر «الكويتية» بالتبعية بسبب الزيادة الكبيرة في كلفة صيانة الطائرات القديمة وارتفاع معدلات استهلاكها للوقود وخسارة الحصة السوقية.. إلخ من 9 ملايين دينار عام 2007 إلى 105 ملايين دينار أواخر عام 2012 إضافة الى خسارة الحصة السوقية لـ«الكويتية».

***

التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام بعد أن «تجرأت» إدارة الكويتية مرة أخرى وقررت تحديث الأسطول فشنت عليها حرب شعواء لم تتوقف للحظة منذ اليوم الأول اتخذت مئات الأشكال للوصول لنفس الهدف اي إلغاء الصفقة متناسين «البعض» نص القسم الدستوري المتضمن الذود عن مصالح الشعب و«أمواله» وأن المحاسبة السياسية واجبة على من يفرط في الأموال العامة لا من يحافظ عليها.

***

آخر محطة: (1) المحاربة لمشروع تحديث الأسطول عام 2013 والذي يرغب به الشعب الكويتي كافة وقيادته السياسية تفوق بآلاف المرات المحاربة التي تمت عام 2007 ولو حكينا التفاصيل لنطق الحجر.

(2) ردا على من تساءل على الـ«تويتر» عن وسيط الطائرات الخمس وكم عمولته، نقول ان صفقة شراء وتأجير الطائرات ومن ضمنها تلك الطائرات تمت كافة وبأكملها مباشرة من الشركة الأوروبية العملاقة الصانعة للطائرات دون وسطاء ودون عمولات.

 

 

 

 

احمد الصراف

لماذا نمارس الحب؟

المعرفة هي الطريق لبيان مدى جهلنا، فكلما زدنا معرفة زاد جهلنا! أقول هذا بالرغم من أنني أتعلم كل يوم أشياء وأشياء، ولكن عملية التعلم هذه تشبه فتح باب معرفي، ولكن كل باب معرفة أفتحه يفضي بي إلى باب أو أبواب لمعارف أخرى، وكلما فتحت باباً لمعرفة ما وراءه، وجدت الجواب مع أبواب أخرى تفضي إلى معلومات لم أكن أعرفها أو أعلم بوجودها، وهذه حقيقة وليست كلاماً يقال من منطلق التواضع. فمثلاً عندما تعلمت كيفية استخدام الكمبيوتر شعرت بأنني غطيت جهلاً لدي، ولكني لم أعلم وقتها أن تلك المعرفة هي التي ستفضح المزيد من جهلي. فعالم الكمبيوتر، كجهاز صلب وبرامج استخدام وآلات بحث سرعان ما بيّنت لي أنني كنت أعيش في جهل مطبق عما كان يدور حولي ويعرفه غيري، وبالتالي كان عليّ تعلم هذه الأمور الجديدة بغية سد ثغرات الجهل لدي، ولكن كل معلومة بطبيعة الحال تؤدي إلى غيرها، وهكذا أصبحت منذ عشر سنوات أدور في حلقة جميلة، وليس جهنمية، من الشعور بالجهل ثم التغلب عليه بالشعور بجهل أكبر في السعي للإحاطة بأكبر قدر من المعرفة، وهذا لا يمكن أن ينتهي وسيستمر إلى ساعة فنائي!
نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً قبل أيام تعلق بالإجابة عن سؤال: لماذا نمارس الجنس؟ وكنت أعتقد بأنه سؤال سهل. وسؤال آخر عن كيفية ممارسته بطريقة أفضل؟ لم أعط الموضوع أهمية تذكر، قائلاً لنفسي بأنني بعد هذه السنين والتجارب، لست بحاجة إلى قراءة ما كتبته فتاة صحافية في هذا المجال، فمعارفي تقول إننا نمارس الجنس للمتعة ولحفظ النوع أو لإيجاد من يحفظ اسم العائلة أو يرث ما نتركه من مجد وثراء، وربما لسبب أو لسببين آخرين لا أتذكرهما، ولكن الفضول المعرفي دفعني للعودة إلى المقال، فوجدت أن دراستين علميتين بينتا أموراً لم أكن أعرفها، منها أن البشر يمارسون الجنس لــ237 سبباً(!) وأن الأزواج الذين يمارسون الجنس بطريقة مستمرة دون ضغوط وبإيجابية، هم عادة أكثر سعادة من غيرهم. ومعرفة سبب سعي كل شريك إلى ممارسة الجنس في الأيام الأولى من العلاقة له أهمية وتأثير كبير على العلاقة المستقبلية بين الطرفين. فالبشر يمارسون الجنس لأسباب كثيرة، منها التخلص من الضغوط وإرضاء الطرف الآخر، ولأسباب روحية وعلاجية عدة، وللتقارب مع الزوج أو الزوجة، وللشعور بالقرب من الإله، أو للانتقام من الشريك الآخر بإقامة علاقة مع غيره، أو لاتقاء شره، أو لامتصاص غضبه، وهذه أسباب مهمة جداً في حياة الكثيرين، ولكننا عادة لا نكترث لها ولا نلتفت إلا لما يخصنا ويقع ضمن حدود معارفنا. كما بيّنت لي الدراسة مدى عمق الفروق الثقافية بين المجتمعات الشرقية، بكل أنواعها، وبين الغربية، ففي الثانية للمرأة كيان وكلمة فيما يعنيه الجنس، وتطالب بحقها فيه. ولكن نجد أن حاجات المرأة ومتطلباتها الجنسية في المجتمعات الأكثر تحفظاً لا تلقى الأهمية نفسها، وبالتالي لا يعني الجنس للشرقية ما يعنيه للغربية، والتي تعتبره علماً يدرس، والإخفاق في الحصول على ما وعدت نفسها به أو ما توقعه لا يمنعها من مراجعة المختصين من أطباء ومعالجين نفسيين.
لمزيد من القراءة في هذا الموضوع الحيوي يمكن البحث في غوغل تحت The Real Reason Couples Have Sex أو النقر على الموقع التالي:
http://online.wsj.com/news/articles/SB1000142405270 2303902404579149542886151358

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

اشفط… اشفط… ثم اشفط!

 

«ودي أصدق… بس قوية قوية قوية». هذه العبارة ضمن مشهد مسرحي للفنان الكويتي سعد الفرج، تكررت كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية مع حالة التذمر والغضب الشديدين بين أوساط المواطنين الخليجيين الذين طفح استياؤهم بشكل كبير جدًا إثر الشلل الذي أصاب دول المنطقة نتيجة الأمطار الغزيرة.

ولأن عملية (الشفط) مستمرة، والهوامير (يشفطون) ليل نهار بدرجة فاقت عمليات (شفط) مياه الأمطار بواسطة الآليات والصهاريج والمضخات، فإن انتشار مقاطع الفيديو الغاضبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أخذت شكلًا من أشكال التنفيس الناقد! تجد هنا مسئولًا خليجيًا يتحدث عن صرف الملايين على هذه المدينة لتصبح من أكبر المدن النموذجية في العالم، وتجد هناك مسئولًا آخر يتحدث بفخر عن موازنة هي الأولى من نوعها في تاريخ بلاده لإنشاء شبكات الطرق والمجاري والمرافق والخدمات في عاصمة تباهي العالم بتطورها، ثم يفاجئك المشهد المباغت ليظهر الفنان سعد الفرج وهو يقول: «ودي أصدق… بس قوية»! كتعليق ساخر على (الصواريخ) التي يطلقها بعض المسئولين.

الظروف الجوية التي مرت بها دول المنطقة لم تقتصر على تعليق الدراسة في بعض الدول وغرق مناطق سكنية بالسيول وانهيار بعض الجسور وفشل فرق عمل الطوارئ في اتخاذ ما يلزم، بل سجلت حالات وفاة وعمليات إيواء وخسائر هي الأخرى بالملايين إن لم تكن بالمليارات… ربما ذهب الكثير منها في عمليات (الشفط) على مدى سنوات مضت.

في منطقة تعتبر الأغنى في العالم، تذوب التصريحات الصحافية والمانشيتات العريضة في الصحف والكلام (المدهش) في الفضائيات وأطنان التقارير الإعلامية المبهرجة اللامعة عن مشاريع التطوير والتحديث أمام مشاهد السيول الجارفة وغرق البيوت والسيارات وانهيار مرافق حيوية صرفت عليها الملايين أيضاً… ويصبح كلام المسئولين المليء بالتلميع (مسخرة كبرى) أمام مشاهد أولياء الأمور وهم يحملون أطفالهم ليوصلوهم إلى بوابات المدارس، وأمام مشاهد (الإبحار) وسط طرقات الحي السكني باستخدام قطع الفلين أو الـ(بلاي وود) الكبيرة أو القوارب الصغيرة أو… حتى باستخدام قدور الطهي الكبيرة من حجم إكس إكس لارج! كل ذلك وسط استمرار عمليات (الشفط) بكل أنواعها، من تحت الطاولات وفوقها وحولها.

نعم، لا أحد من المواطنين في الخليج يعترض أو يغضب أو يتذمر من المشاكل التي تحدث بسبب تغير الظروف الجوية الطبيعية مثل تكون المستنقعات أو انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل بعض المشاريع أو تضرر بعض المرافق… لكن، لا يمكن قبول ظهور هذه المشاكل الكبيرة جدًا والناتجة عن سوء التخطيط وضعف البنية التحتية للمشاريع التي (شفطت) المليارات! ولا يمكن اعتبار (الشلل) الذي أصاب الكثير من المدن نتيجة سوء أنظمة تصريف الأمطار ومواجهة السيول حتى أن بعض الفضائيات استخدمت في تقاريرها عبارات من قبيل: «السيول أغرقت مدنًا خليجيةً بـ «لتر ماء»، وهو ما دعا الكثير من مواطني الخليج إلى أن يصبّوا جام غضبهم على المسئولين في الحكومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة على صعيد التغريدات في تويتر».

والغريب، أن تقريرًا للـ (سي إن إن)، حين تشاهده وتتأمل في الأحداث، تشعر بأنك أمام كارثة كبرى حقيقية: «تمر دول الخليج في ظروف جوية تصاحبها الأمطار الغزيرة، بينما انشغلت فرق الإنقاذ بعدة مناطق بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، ودعت الشرطة الآباء والأمهات إلى ضرورة مراقبة أبنائهم عند الخروج إلى أماكن جريان الأودية والمنتزهات خشية سقوطهم في البرك والمستنقعات والسدود ومجاري الأودية، مؤكدة أن الأيام الماضية شهدت وقوع عدد من حوادث الغرق نتيجة لعبور الأودية وعدم اتباع النصائح التي تبث في وسائل الإعلام المختلفة»، وأغرقت السيول مناطق عدة بل ما كان لافتاً أن غالبية «السراديب» في المباني الضخمة تحولت إلى برك مياه، ما هدد تلك الأبنية، وحذر خبراء من تساهل الحكومات الخليجية تجاه تلك السيول، مؤكدين أن الدول الخليجية تخسر مئات الملايين يومياً بسبب تلك الفيضانات والشلل الذي يحدث جراء تلك الأمطار، وأوضحوا أن الأمطار كشفت عن «فساد» سواء في عدم الإشراف على المشاريع أو سوء التخطيط أو عدم وجود صيانة مطلقاً، وإن انهيار بعض الأجزاء من مبانٍ وأرصفة وغيرها من المرافق يعود لفساد واضح وغياب الرقابة على الذين ينفذون المشاريع، وتتم الموافقة على مشاريعهم ولا تتم محاسبتهم». (انتهى الاقتباس).

ومع استمرار عمليات (الشفط)، ومع ما تعرضت له دول الخليج الغنية من كارثة بسبب موجة أمطار… آن الأوان لأن يتم البحث عن مصادر وآليات (الشفط) التي تعمل بطاقة (الفساد) وايقافها في الحال ومساءلة المتورطين في تشغيلها فما حدث قد أرجع مدنًا نموذجية إلى ما قبل الحضارة.