مبارك بن شافي الهاجري

الصمت أخير من الكلام الفاضي

الصمت أخير من الكلام الفاضي

والرجل لولا العقل وش يُبغى به

خلّك على درب المراجل ماضي

والرزق عند الله وسيعٍ بابه

سامي النصف

مَن علّم جنرالات العرب الكذب؟!

كان جنرالات العرب بألف خير وعافية يهزمون بشرف وكرامة حتى عقدت مصر وسورية صفقة الأسلحة السوفييتية منتصف الخمسينيات ووصلت معها ثقافة استخدام الكذب «ملح الرجال» لتبرير الهزائم والنكسات والوكسات التي اصيبت بها الامة العربية، لذا علينا الا نستغرب كذبة الجنرال السوفييتي بحق الجيش الكويتي الذي لو كان «مدللا» كما ادعى لما ترك وطنه واحتشد على جبهتين من جبهات القتال ولما لامه أحد نظرا لصغر حجم الكويت ولمساهمتها المالية الرئيسية في دعم المجهود الحربي العربي الذي اقرته قمة الخرطوم وكان بامكانها ان تكتفي بذلك الدعم كحال الدول الأخرى.

***

وأبو الكذب السوفييتي هو المارشال ستالين الذي ما ان انقلب بطل الاتحاد السوفييتي الجنرال فاسيليف و400 ألف من جنده وانضموا للجيش النازي الغازي حتى أعلن ستالين استشهاده وتكريمه لصموده ودفاعه عن وطنه، وما ان انتهت الحرب الكونية الثانية حتى تم القبض على «البطل الشهيد» ومحاكمته واعدامه، وقبل ذلك كان المارشال ستالين اول من اخترع حكاية «الفوتو شوب» في التاريخ، فهذا العام تظهر صورته وهو على المنصة محاطا بجنرالاته الابطال يستعرضون جيشهم الاحمر، وفي العام المقبل وبعد ان يكون قد خون واعدم نصف هؤلاء الجنرالات يتم تركيب وجوه جديدة على اجسادهم.

***

وقبل مدة قام المذيع الروسي المبدع خالد الرشد وضمن برنامجه الوثائقي «رحلة في الذاكرة» بمقابلة بطل الاتحاد السوفييتي (من تاني) اللواء طيار سيرغي كيرا مورينكو الذي شارك في الحرب الكورية (1950 ـ 1953)، واوضح الجنرال الصادق كيف كان يسقط عشرات الطائرات الاميركية في الطلعة الواحدة وكيف كان يرأف بصغار السن منهم (يا حنين) فيتركهم دون اسقاط، موضحا بالمقابل وحشية الطيارين الاميركيين الذين تركوا مهامهم القتالية وتسابقوا على قتله بعد ان قفز بالبراشوت من طائرته (الارجح في أول طلعة).

***

وقد عدت لمؤرخي تلك الحرب فوجدت أنهم ذكروا أن أبطالها من الطيارين الصينيين والكوريين والاميركان يعتد برواياتهم، اما من ادعوا تلك البطولات من السوفييت فكانت ادعاءاتهم كما يقول هؤلاء المؤرخون العسكريون، أكاذيب غير موثقة حيث انهم ادعوا انهم أسقطوا طائرات تفوق مجموع أعداد الطائرات المشتركة في تلك الحرب، وان اسباب كذبهم كانت تتراوح بين كونها ثقافة معتادة لديهم، وخوفهم الشديد من مسؤوليهم وعدم وجود الكاميرات المصاحبة لمدافع الطائرات او تعطلها، اضافة الى حقيقة ان سرعة الطائرة الميغ 15 النفاثة لا تتيح لهم رؤية نتائج ما صوبوا نيراهم نحوه.

***

آخر محطة: 1 – السبب الرئيسي لنكسة 67 هو كذبة سربها وزير الدفاع السوفييتي لوزير الحربية المصري شمس بدران قبيل الحرب بأيام وفحواها ان على مصر ان تتقبل الضربة الاولى من اسرائيل كونها ستعطي الاتحاد السوفييتي المبرر لدخول الحرب وقد دمرت الطائرات المصرية في الضربة الأولى ولم يأت احد واتضح ان الامر لا يتعدى.. كذبة بيضاء معتادة!

2 – للعلم.. يقول الخبراء ان سبب انتصار العرب عام 73، طرد الرئيس السادات الخبراء العسكريين السوفييت عام 72، ويقول المؤرخون ان احد اسباب اخفاق الجنرالات السوفييت عدم الاعتماد على الكفاءة بالترقي والاسراف الدائم في الشراب، وفي هذا السياق عرضت قناة ديسكفري قبل ايام برنامجا وثائقيا عن الرئيس يالتسين تضمن لقاء مع رئيس أمنه واقرب مقربيه قال ضمنه ان حامل مفاتيح الصواريخ النووية كان يبدأ عمله الساعة التاسعة صباحا وفي حوالي 11 صباحا يستدعيه شاكيا له، انه تعب من العمل ويطلب منه مشاركته «الغداء» الذي يبدأ في ذلك الوقت المبكر بكؤوس من الفودكا تستمر حتى يرى.. الديك!

حسن العيسى

تحدثوا عن نهاية دولة الفساد وليس الرفاه

خطأ في الفهم الحكومي وخطأ في لغة التعبير عن المفهوم حين تخاطب الحكومة المواطنين، محذرة من بداية النهاية لدولة الرفاه. بالتأكيد دولة الرفاه في الفهم الحكومي لا تعني أن يقبض البعض رواتب من دون التزام بالعمل ومن غير دوام، كما صرح السيد أحمد المرشد وكيل وزارة شؤون مجلس الأمة قبل أيام للصحافة، وتلك كانت عينة بسيطة، من مستنقع غزير للفساد الإداري!
ومن المؤكد أن دولة الرفاه في العقل الحكومي لا تعني أن يتكدس آلاف الموظفين في الدوائر الحكومية من غير عمل، أو أن يتم خلق آلاف الوظائف، إدارية ومسميات وظيفية عالية ومتوسطة، من أجل ترضيات سياسية عبر أقنية الواسطة والمحسوبية كي ننتهي اليوم بهذا الشكل القبيح للدولة المترهلة الغارقة في الأوراق الرسمية، حتى أضحت الكويت في أسفل السلم في الدورة المستندية، كما نشرت الصحافة أمس عن تقرير البنك الدولي! ولا أتصور أن الحكومة تقصد بدولة الرفاه تدخل السلطة الحاكمة في أكثر من مناسبة لتوزع هبات مالية وعطايا وإعفاءات من رسوم خدمة دون مناسبة، أو يتم اختلاق مصادفة مناسبة وطنية حتى ينسى المواطن حقاً سياسياً مستلباً، ويلهى عن مستقبل مجهول بعد أن أفرغت الساحة السياسية من المخلصين، لتحل مكانهم شخصيات انتهازية من صنف "أم أحمد العجافة"؟ (1)
لماذا لا تخاطبنا الحكومة عن وعد بإنهاء دولة الفساد بدلاً من الوعيد عن نهاية دولة الرفاه، فالتعليم المجاني السيئ والخدمات الصحية المتردية، والإسكان الذي ينتظر به الشباب عقوداً ممتدة حتى يأتيهم الدور لا يمكن عد ما سبق من صور دولة الرفاه، ولا يمكن تصور دولة الرفاه في أشكال المسخ للبطالة المقنعة بكل إدارات الدولة، ولا نتخيل دولة الرفاه متمثلة بغياب الإرادة والعزم عند الوزراء وكبار الموظفين بمكافأة المخلص وعقاب المهمل من المرؤوسين، وليست دولة الرفاه هي المناقصات المفصلة على مقاسات المؤلفة قلوبهم، وليست هي العقود العامة "المخصصة" للمقربين من دوائر الحكم، ولا هي رشا رسمية سياسية في داخل الدولة لتسكيت الناس، وليست هي هبات ودعماً حين تأخذ أشكال المساعدة والقروض لدول "شقيقة" تعينها على قمع شعوبها وطمس ديمقراطيات وليدة، كي نقول بأسى إن الكويت نالت شرف بطل الثورات المضادة… حدثونا عن دولة الفساد، ولا تسوقوا أوهاماً مريضة عن دولة الرفاه.

(1) شخصية انتهازية، كما صورها بيت شعر للراحل فهد بورسلي

علي محمود خاجه

«انتهت… لا باس»

عدم إمكانية استمرار "دولة الرفاه" هو العنوان الأبرز الذي تداوله الرأي العام من برنامج الحكومة المقدم للمجلس، كما صاحب هذا العنوان ضرورة فرض الضرائب على المواطنين من أجل المساهمة في تقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية للبلد. وقبل الخوض بمسألة "الرفاه" لا بد من الإشارة إلى أن فرض الضرائب على المواطنين باعتقادي من أهم الواجبات التي يجب أن يؤديها المواطنون تجاه بلدهم؛ لما في ذلك من شعور ملموس بالمسؤولية لدى الجميع، وقد يخرج الشعب من حالة اللامبالاة التي تنتاب الأغلبية العظمى اليوم للأسف، بل قد يجعل رقابتهم على أداء مؤسسات الدولة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، وهو أمر كان يتوجب فرضه من بداية مسيرة الديمقراطية كي يتحول إلى ثقافة عامة بالمشاركة الفاعلة في بناء الوطن. عودة إلى موضوع انتهاء "دولة الرفاه" وهو ما يتوجب مناقشته بشكل موضوعي كي نتمكن من تقييم ما حدث، فبعد ما يقارب السبعين عاما من الشروع بتصدير الثروة الوحيدة وهي البترول مصدر الرزق الوحيد للكويت، دعونا نفحص ما تحقق خلالها من "رفاه": على الصعيد الصحي فخلال سبعين عاما من "الرفاه" الذي سينتهي قريبا تم إنشاء ما لا يتجاوز الـ15 مستشفى حكومياً، وفي القطاع التعليمي تم إنشاء جامعة حكومية واحدة بكليات موزعة على بعض مناطق الكويت وهيئة تعليم تطبيقي واحدة بكليات موزعة أيضا على بعض مناطق الكويت، أما بالنسبة إلى البنية التحتية فتم إنشاء محطات للكهرباء والماء لم تعد قادرة على استيعاب ما نستهلكه منذ عام 2006، أما بالنسبة إلى الطرق فعدد الخطوط السريعة التي تربط مناطق الكويت ببعضها لا يتجاوز عشرة طرق ومطارا واحدا وثلاثة موانئ بحرية، أما القطاع الرياضي فمحصلته 15 نادياً رياضياً لخدمة 3 ملايين مقيم على هذه الأرض، أما بالنسبة إلى السياحة والترويح فلا تتجاوز عدد مشاريع هذا القطاع الـ20 مشروعاً حكومياً طوال الأعوام السبعين، أما الإسكان فقد تمت تلبية طلب 100 ألف أسرة كويتية طوال هذه المدة. كمحصلة نهائية فإن ما تحقق من إنشاءات وبناء معماري للكويت وهي أحد أغنى بلدان العالم، وطوال 70 عاما من الثراء الفاحش، لا يلبي طموح حتى الدول الفقيرة، أما على الصعيد البشري فلا إنجاز دولياً كبيراً يذكر كي نبرر أن "الرفاه" المنتهي انصرف عن التنمية العمرانية، واستعاض بذلك بالتنمية البشرية فقط. كل ما سبق يثبت الفشل الذريع لحكومات الكويت بدءاً برئيس الوزراء المغفور له صباح السالم وانتهاء بسمو الرئيس جابر المبارك، وهو ما يجعلنا أمام واقع غير قابل للتزييف أو التجميل، وهو أن أسلوب تلك الحكومات سيئ بل سيئ للغاية، وهو الذي لم يتمكن من الإدارة الحصيفة في زمن "الرفاه والبحبوحة"، ولن يستطيع قطعا إدارتها بزمن التقشف. وبما أن المحصلة فشل، مما يعني ضرورة محاسبة الفاشل على إنهائه لـ"الرفاه" دون استغلال جيد له. لقد بات التغيير واقعاً ضرورياً غير قابل للتأجيل، وأنا هنا لا أتحدث عن التغيير في الأشخاص بل في النمط والأسلوب، وهو ما لن يتحقق ما دامت الأمور تدار بأسلوب عائلي يتنافس فيه أبناء أسرة واحدة للوصول إلى مراكز الحكم مستقبلاً. ضمن نطاق التغطية: قمت بحصر المنجزات التنموية دون مناقشة تردي أحوال معظمها وبقائها دون تطوير، وهي علة أكبر وأعظم بلا أدنى شك.

سامي النصف

حل إشكال قيادة المرأة السعودية للسيارة

في البدء نرجو ألا يختزل الإنجاز الحضاري السعودي الضخم في قضية واحدة مهما كانت أهميتها وهي «قيادة المرأة السعودية للسيارة»، فالمجتمع السعودي قفز قرونا الى الأمام خلال عقود قليلة فاستتب الأمن وأنشئت الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع وتمت توسعة الحرمين الشريفين بشكل غير مسبوق في التاريخ أو لدى مراكز العبادات الأخرى في العالم.

***

ومعروف أنه لا إشكال دينيا في قيادة المرأة للسيارة حيث لم تأت النصوص الدينية بتحريم الإسلام لقيادة النساء للدواب (سيارات ذلك العصر) فقيادة المرأة للسيارة هي إشكال اجتماعي لا ديني أشبه بتعليم البنات الذي بدأ كمعضلة اجتماعية كبرى، ثم انتهى الأمر بالإنجاز العلمي المبهر للمرأة السعودية وتخرجها في أرقى الجامعات في العالم وتقلدها أعلى المناصب في المملكة.

***

ولقيادة المرأة السعودية للسيارة فوائد عدة فهي تمنع الخلوة المحرمة دينيا بينها وبين السائق، وتحدّ من ظاهرة تحرش بعض السواق الجنسي بالأطفال وهو أمر خطير مسكوت عنه، كما توفر على الدولة وعلى الأسرة في السعودية مبالغ طائلة ولا يمكن في هذا السياق التذرع بما يمكن ان تتعرض له بعض النساء من غزل من الشباب وهو أمر تحدّ منه العقوبات الرادعة وستختفي تلك الظاهرة سريعا مع تعوّد الناس على رؤية المرأة تقود السيارة حالها حال شقيقاتها في دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية والعالمية.

***

آخر محطة: قد يكون من وسائل حل ذلك الإشكال التدرج حيث يمكن السماح للمرأة بقيادة السيارة في مناطق مثل الدمام وجدة والرياض كخطوة أولى، وبعدها يتم التوسع في باقي مناطق المملكة كي تنتهي بسلام تلك القضية المفتعلة التي ينتفع بها المغرضون.

احمد الصراف

علامات تجارية

على الرغم من أن غالبية أسماء السيارات تعود الى أسماء أصحابها أو مخترعيها، كفورد وتويوتا وهوندا ورولزرويس، أو اسماء الشركات العملاقة المنتجة لها، كجنرال موتورز وجيب، أو لرموز دينية كمازدا، فإنه يشاع أن اسم «مرسيدس»، الأشهر في عالم السيارات، يعود لاسم ابنة المدير المالي لصاحب الشركة «كارل بنز»! ولكن يقال ان Mercedes تم اختياره، لأنه أحد ألقاب السيدة مريم، وهو «سيدة الرحمة»! ويقال ان كارل بنز كان أول من اخترع سيارة تسير بدفع وقود البنزين عام 1901.
أما العلامة الأشهر في عالم الكمبيوتر، التي تساوي مئات مليارات الدولارات، وهي «أبل» أو التفاحة، فقد كان الاختيار الأخير لـ ستيف جوبز ، بعد تأخره لعدة اشهر في تسجيل علامته التجارية.
أما علامة غوغل (أو جوجل أو كوكل)، فـ{القبس} لا تزال ترفض استخدام الحروف الجديدة التي يمكن بها لفظ Google أو Gulf أو Gary بطريقة سليمة، فقد أطلق عليها مؤسسوها اسما يدل على القدرة القصوى في البحث والتخزين، وبالتالي وقع الاختيار على كلمة Googol، وتعني رقما متبوعا بمائة صفر! ولكن خطأ حصل في كتابة اسم الشركة على أول شيك ورد الشريكين من أحد المساهمين، دفعهما الى اختيار الاسم الذي ورد عليه وهو Google بدلاً من إعادة الشيك لصاحبه لتغييره! وهذا الاسم يساوي اليوم مئات مليارات الدولارات!
أما مؤسسا شركة HP العملاقة، الشريكان الصديقان بيل وديف، فقد احتكما الى عملة معدنية لتقرر نيابة عنهما اسم عائلة من منهما يسبق الآخر في اسم الشركة.
أما اسم شركة أجهزة الكمبيوتر الضخمة الأخرى «إنتل»، فقد كان صاحباها يودان اطلاق اسميهما عليها، ولكن تبين أن الاسم مستخدم لشركة فنادق شهيرة، فقاما باختيار الأحرف الثلاثة الأولى من «الإلكترونيات المتكاملة».
أما «بيل غيت»، الذي أيضا لا تتيح لي طريقة طباعة القبس كتابة اسمه كما يجب أن ينطق، فقد اختار اسم شركة برمجيات الكمبيوتر، «مايكروسوفت»، من بضعة أحرف من كلمتي «مايكروكمبيوتر، وسوفتوير» Micro computer soft ware.
أما سيارات مازدا فقد اختار لها مؤسسو الشركة المنتجة اسم إله الزرادشتيين «أهورا مازدا» ليطلق على أول سيارة تقوم الشركة بإنتاجها! وكانت الشركة أساسا متخصصة في صناعة قطع غيار مدافع حربية.
شركة الصوتيات «سوني» مشتق اسمها من كلمة sonus، وتعني باللاتينية صوت!
أما شركة كمبيوترات «صن» sun، التي أسسها أربعة من خريجي جامعة «ستانفورد»، فقد اشتق اسمها من الحروف الثلاثة الأولى من شبكة جامعة ستانفورد.
وكان المؤلف جوناثان سويفت هو اول من اختلق تسمية ياهو، في قصته الشهيرة «رحلات جوليفر»، وتعني التسمية المخلوق البشع المنظر والتصرف الذي لا يشبه الإنسان، وقد اختار مؤسسو «ياهو» الاسم لشركتهم لاعتقادهم بأن منظرهم «ياهو»!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

بل نهاية مرحلة التبذير الحكومي

إعلان برنامج الحكومة المقدم الى مجلس الامة بانتهاء دولة الرفاه لم يكن موفقاً لا في توقيته ولا في محتواه! فقد جاء في ظروف استثنائية، حيث اسعار النفط وصلت ارقاما قياسية خلال السنوات السبع الاخيرة، ومرشحة للمحافظة على مستوياتها لعدد من السنوات، كما ان احتياطي النفط في باطن الارض بالكويت يرتفع مع الاستكشافات الجديدة، ناهيك عما اعلنته شركة نفط الكويت من استكشاف كميات من الغاز قابلة للتصدير، أضف لكل ذلك ما تم اعلانه مؤخراً من ان الاستثمارات الخارجية لاموال صندوق احتياطي الاجيال القادمة بلغت هي الاخرى ارقاما غير مسبوقة، حتى اصبح دخل الاستثمارات يكافئ دخل النفط او قريباً منه!
بالمقابل، نجد ان نصف الكويتيين او اكثر يعيشون على راتب الوظيفة الحكومية الذي ـــ في معظمه ـــ لا يكفي الى نهاية الشهر، حتى اصحاب الكوادر، التي بلا شك جعلت رواتبهم مرتفعة قياسا مع غيرهم، لم يجعلهم غلاء الاسعار يستمتعون بهذه الكوادر، فاذا اضفت الى ذلك الارتفاع الجنوني لاسعار العقار السكني، مما جعل أقل ايجار للشقة يستهلك ثلث الراتب، وكذلك تغيير بعض انماط الحياة الاجتماعية والمعيشية، حتى اصبحت عرفاً تعوّد عليه الناس، مثل توفر الخادمة بالشقة قبل دخول العروس الجديدة لها، وتردي الخدمات الصحية الحكومية، مما جعل المواطن يفقد الثقة بها ويضطر للذهاب الى المستشفى الخاص، وكذلك تردي الخدمات التعليمية، وتسابق الكويتيين لتسجيل ابنائهم في المدارس الخاصة عل وعسى ان يتخرج فيها وهو يتكلم الانكليزية بطلاقة ويفهم ما يقرأ، كل ذلك جعل المواطن لا يشعر بأنه يعيش في دولة رفاه، لانه منذ استلام راتبه وهو يحاتي كيف سيوزعه والى متى سيكفيه!
لكن…..!!
لكن ذلك لا يعني انه لا يوجد اسراف لدينا، والاسراف والتبذير ظاهرة لا يجوز تحميلها المواطن فقط! فالمواطن مهما بذخ لا يمكن ان يشكل بذخه عشرة في المائة من البذخ والهدر الحكومي، ولعل اقرب مثال على ذلك ما صرفته الحكومة لدعم النظام الانقلابي في احدى الدول الشقيقة! واتمنى ألا اسمع من يكرر مقولة المصلحة الوطنية تستلزم تصرفات قد نستنكرها! لان الايام اثبتت انه لا مصلحة في دعم نظام لم يستقر حتى الان، لان معظم قطاعات شعبه رافضة له!
واستغرب قول البعض ان الهدر الحكومي لا يعني شيئاً بالنسبة للميزانية! وأقول ان المشاريع لدينا تبدأ برقم وتنتهي بأرقام! وهذا اكبر هدر تتبناه جهات حكومية، حتى ان وزير الاشغال، وهو من القلة المجتهدة بالحكومة، حاول وقف هذا النوع من الهدر لكنه ووجه بمافيا المشاريع، التي كادت ان تقتلعه من منصبه، واتمنى من الاخ الوزير الصمود. ناهيك عن ان بعض المشاريع يتم التخطيط لها وتستوفي دورتها المستندية بشفافية ووضوح، ثم بقدرة قادر يتم ايقافها لاسباب ظاهرها الحرص على المال العام، وباطنها البحث عن مدخل لأكل الكتف! ولعل مشروع جامعة الشدادية، وما تم الاعلان عن مدة المشروع، اكبر دليل على الفساد والهدر الحكومي! ثم تكتمل المسرحية الهزلية بحوادث الحرائق المتكررة لهذا المشروع الحيوي.
بقي ان أشير الى ان الهدر الآن يحدث في الاستثمارات الخارجية، ومن يعرف اسباب تغيير رئيس مكتب الاستثمار في لندن يدرك حجم الكارثة القادمة في الاستثمارات، كذلك مازال بعض ابناء الاسرة يتصرف وكأن الديرة ملك خاص له، البيت بيت ابونا والناس ناشبونا!
عزيزي سمو الرئيس.. اذا اردت ان توقف الهدر وتجعل المواطن يتفاعل معك، ويتجاوب لما تخطط له، فأقنعه اولا بأن الهدر الحكومي توقف! هنا فقط سيلتفت المواطن الى نفسه ويطالبها بتحمل تبعات المرحلة الجديدة، وان كنت انا شخصيا لا ارى سببا للتضييق على معيشة المواطن ان ضبطنا مصروفاتنا.

حسن العيسى

ابدأوا بأنفسكم وسنكون معكم

إذا وضعنا معايير مثل الديمقراطية وحكم القانون، وما يستخلص منها كتكريس الحريات السياسية والاجتماعية من شروط تحقق دولة الرفاه لا يمكن أن نضع الكويت من بين دول الرفاه، فلا يكفي أن نقول إن الدولة تدعم السلع والخدمات الأساسية وتوفر التعليم المجاني والصحة والإسكان (تقريباً) حتى يمكن عد هذه الدولة من دول الرفاه، مثلها مثل الدول الإسكندنافية ومعظم دول أوروبا الغربية بعد الحرب الثانية، رغم تناقص وضع الرفاهية لتلك الدول بعد الأزمة المالية لسنة 2008، مثال ذلك اليونان، والبرتغال وإسبانيا.
حالة الرفاه التي وفرتها الدولة، ومثلها بقية دول الخليج، هي حالة الرفاه القبلية الريعية، بمعنى أنه كما كان يجلس شيخ القبيلة في تراثنا القديم في منتصف الخيمة، ويلج عليه أبناء القبيلة، فيوزع عليهم بأريحية خير المكان ولحظة الزمن العابرة، بعد أن يحجز لنفسه بطبيعة الحال حصة الأسد، كذلك تدار الأمور في دولنا النفطية بهذه الطريقة.
ولأن خيرات الوفر المالي لم تأت من عمل منتج أي بمجهود إنساني، وإنما هي "مناسبة" وصدفة اكتشاف النفط، أضحت العوائد (هي الريع) التي توزع يميناً ويساراً دون حساب للمستقبل، ومن غير تفكير للقادم، فأضحت الدولة برمتها تدار بهذا النهج الريعي.
الرفاه، بهذا المفهوم المنحرف، يعني توفير "النقد" وتسهيل الأمور على المواطنين، حسب المزاج الحاكم والظرف الزماني، وليس بمنهج مؤسساتي يمثل يقين الاستقرار القانوني. وتدار الدولة، عندها، بمنهج النقد الكاش أو العطايا، أو كما يسمونها سياسة الدينار، دون أن يقابلها التزامات مفترضة للدولة الحديثة من فرض ضريبة تقابل خدمة الدولة للمواطن أو مساهمته في تكلفة الخدمة العامة، وتفرض على النظام، بالتبعية، أن يلتزم بالنهج الديمقراطي، بمفهوم الثورة الأميركية، وبمعادلة لا ضرائب من دون تمثيل، لتصبح لا تمثيل ديمقراطياً من غير مساهمة المواطن بإيرادات الدولة، تصبح تلك المعادلة غير ممكنة مع وفرة عوائد النفط. فالسلطة ليست بحاجة إلى عمل أبناء الوطن، وبالتالي فهي غير ملزمة بمشاركتهم السياسية، فهم (المواطنون) عملوا أم لم يعملوا فسيصيب السلطة، وبالتبعية المواطنين، خير غيمة النفط أينما رحلت تلك الغيمة اللحظية في سماوات أسواق العالم، حسبما تقرر السلطة الحاكمة حظوظ ذلك المواطن من ذلك الخير، وكل حسب قربه أو حظوته من مراكز اتخاد القرار له نصيب، وتصبح الحريات والحقوق مثل تلك الواردة في دستور الدولة مجرد إملاءات محدودة الأثر من التراث التجاري للدولة، حين كانت الحالة المنتجة قبل النفط المتمثلة في مساهمة التجار عبر ضريبة عوائد التجارة هي المصدر المالي الواحد للحكم.
بذلك النهج الريعي تم تعميم الفساد في الدولة، فأوسع أبواب الفساد تدخل عبر قنوات الإنفاق العام، فلا مشروع خدمة أو بناء مرفق عام يمكن أن يتم دون "الحصة المعلومة" لصاحب المشروع أو من يقوم بتنفيذه، والصوت الذي يصور صاحبه نفسه كمعارض للنهج السلطوي الفاسد في البرلمانات الشكلية، يمكن أن "يضبط"، عادة، أما إذا كان هذا (النائب) الحريص على فضح الهدر والفساد في الإنفاق العام من المعاندين، فعصا العسف القانوني ستلاحقه أينما رحل، ولنا أكثر من مثال في الشهور الأخيرة.
تحذير رئيس الحكومة من أن الكويت سيصيبها عجز حقيقي بعد ثماني سنوات تقريباً وستتلاشى دولة الرفاه، يجب أن يؤخد مأخذ الجد، متى أخذته السلطة بالجدية ذاتها، وهذا لن يكون إلا حين تبدأ بنفسها، وترمم أبوابها التي ينخرها الفساد، فالمواطن ينظر إلى رجال الدولة كمثال، فمتى اعتدل الأخيرون في سيرتهم الإدارية وأصبحوا القدوة في حكم القانون والتضحيات والعطاء لمستقبل الأجيال، فالمواطن بدوره لن يمانع، ولن يتردد في المساهمة والعمل والتضحية بترف بعض الخدمات، لذلك اشرعوا بأنفسكم، وقدموا لنا مثالاً على ذلك، فحتى الآن لا نجد مثل هذا المثال المحفز، وهنا ترتفع صعوبة الإصلاح المطلوب، وتكاد تدخل باب المستحيل، لكن هذا لا يمنع من المحاولة، فبغيرها، ستكون كارثة، ومهما كان "الشق عود" لا بد أن تشرع السلطة برتقه، لتبدأ بثوبها، وما أكثر شقوقه.

احمد الصراف

الحموات والنسيان

في محاولة من مجموعة من الزوجات التقارب مع حمواتهن، قمن بتنظيم رحلة تضمهن جميعا الى أحد المنتجعات. وصلت حافلة الزوجات، ولكن حافلة الحموات تأخرت! بعد عدة اتصالات وانتظار «ممل» تبين انها انقلبت، ولقيت جميع راكابتها مصرعهن! وهنا تعالى بكاء الزوجات على حمواتهن، وذرفن ما باستطاعتهن من دموع، وعدن لسابق أحاديثهن. واحدة فقط اتخذت زاوية واستمرت في نحيبها، ثم ارتفع ليصبح ولولة، وهنا اقتربت منها صديقتها وقالت لها: لم اكن أعرف أنك كنت بكل ذلك الوفاق مع حماتك! فتمخضت هذه عاليا وقالت: ومن الذي قال لك انني أبكي على موتها، إنني ابكي لأنها أصيبت بعارض صحي وتخلفت عن اللحاق بالحافلة!
• • •
نظر الرجل العجوز لصديقه الذي يقاربه عمرا وقال له، بعد ان انتهيا وزوجتيهما من تناول العشاء، وانسحابهن للمطبخ: ما هو اسم ذلك المطعم الذي مدحت لي أسعاره وجودة طعامه؟ فرد عليه صديقه الكهل بأنه نسي اسمه! وهنا ألح عليه بتذكر الاسم، فلديه ضيوف يود أخذهم له يوم غد، فأصر الثاني بأنه لا يتذكر، فقال الأول سأساعدك في تذكره، هيا حاول! فقال هذا: ما هو اسم ذلك الشيء الذي تهديه لزوجتك في المناسبات؟ فقال أهديها شوكولاتة، هل اسم المطعم شوكولاتة؟ فقال الثاني: لا لا أقصد ذلك، بل شيء تهديه لها ويكون بعدة ألوان؟ فقال: هل هو بوكيه؟ وهل اسم المطعم بوكيه؟ فرد هذا قائلا: هو قريب من ذلك، ما الذي يحتويه البوكيه؟ فرد الآخر: زهور! هل اسم المطعم زهور؟ فقال الثاني: لا لا شيء قريب منه، ولكن باللغة الإنكليزية! فسأله الأول: هل تقصد روز؟ فرد الثاني مبتهجا، نعم نعم روز! فصاح الأول هل اسم المطعم روز؟ فقال الثاني، لا ولكنه اسم زوجتي، هنا التفت باتجاه المطبخ وصاح: روز، يا روز، ما هو اسم المطعم الذي ذهبنا له ليلة أمس؟
• • •
عاد الزوجان الكهلان من زيارتهما للطبيب الذي أخبرهما أن لا علاج للنسيان الذي أصبحا يشكوان منه، وأن عليهما تسجيل كل شيء لكي لا ينسياه. في المساء، ذهب الزوج للمطبخ لتحضير سندويتشة لنفسه، فطلبت منه زوجته أن يقوم بتحضير سندويتشة جبنة لها مع شرائح الطماطم، وطلبت منه كتابة طلبها، لأنه سينساه. اصر الزوج على قوة ذاكرته، واصرت هي، ولكنه عاند! عاد بعد نصف ساعة وهو يحمل صحنا به بيضتان مقليتان فنظرت له شذرا، وقالت: لقد طلبت منك أن تسجل ولكنك عاندت كالتيس، وها أنت نسيت الكاتشب والملح!

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

سامي النصف

العلاقة المتنامية بين الكويت وقطر

تأتي زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة لدولة الكويت في مستهل جولته الخليجية وكأول زيارة رسمية لسموه خارج بلده بعد تسلمه مقاليد الحكم، وفي ظل علاقات صداقة وود متنامية بين القيادتين الصديقتين والشعبين الشقيقين حيث كان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أول الزائرين المهنئين لسمو الشيخ تميم عند تسلمه دفة القيادة في بلده.

***

ومجلس التعاون هو أشبه ببيت خليجي واحد لديه 6 أبناء يعتبر إنجاز كل واحد منهم إنجازا واضافة لذلك البيت العامر، وكل إخفاق لأي منهم هو إخفاق لذلك البيت الذي أبهر العالم بمجموع إنجازات أبنائه حتى تمهد الطريق لإخراجه من مسمى «دول العالم الثالث» وبات قريبا كما تشير كل معدلات التنمية والشفافية وجودة الخدمات التعليمية والصحية وغيرها الى ما هو قريب من مصاف.. دول العالم الأول.

***

إن الشعب الكويتي وقيادته السياسية لا يمكن لهم ان ينسوا قط الموقف التاريخي لقطر إبان الغزو الصدامي، والدم القطري الذي سفك لأجل تحرير بلدنا، كما لا ننسى المعاملة الودية والحميمة التي يلقاها كل كويتي عند زيارته لقطر الحبيبة، لذا نقولها باسم شعبنا الكويتي كافة لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني مرحبا بك وبالوفد المرافق وسط محبيكم والمعجبين بكم وبالإنجاز الحضاري القطري الذي هو إنجاز لنا جميعا، وزاد الرحمن أهلنا في قطر خيرا فوق خير تحت فيء حكم آل ثاني المديد.

***

آخر محطة: إذا صدق أحد ان هناك إنسانا يقبل ان تقطع يده جسده، جاز له ان يصــدق أكذوبة تآمر دول الخليج بعضها على بعض.. بل ان الأولى أجدى بالتصديق!