محمد الوشيحي

يا حبيبي يا عيني…

القائد البريطاني "مونتغمري"، أحد دهاة الحروب في التاريخ، ذهب قبل بدء الحرب العالمية الثانية إلى المسؤولين وخاطبهم: "دخلنا في مرحلة الجد، ومجاملة الضابط فلان والإبقاء عليه ضمن القيادات العسكرية هو تهور قد يعصف ببريطانيا في الحرب… يجب أن يُستبعد فوراً لأنه أقل من أن يخطط… لا تمرغوا علم بريطانيا في التراب وتقودوا جنودها إلى الموت"، وبالفعل تم استبعاد الضابط "النبيل" الذي كان قد حجز موقعه بين القياديين لأسباب "جينية" بحتة لا تعرف الكفاءة ولم تسمع عنها.
وفي الكويت، يتقاسم أبناء الأسرة الحاكمة الوزارات بنظام "سايكس بيكو"، خذ هذه الوزارة وأنا سآخذ تلك! ثم يختارون أكثر الناس شعبية جماهيرية، بمستوى رولا دشتي، حتى إذا لم نمت قهراً لتوزير محمد العبدالله فسنموت كمداً لتوزير رولا دشتي.
ويتلاعب محمد العبدالله بوزارة الصحة، باعتبارها "ما ملكت يمينه"، وقد يحتضنها وينجب منها ولداً، وقد يغلفها ويهديها إلى عزيز عليه، وقد يفككها ويبيعها "قطع غيار"، وقد يعطونه وزارة النفط من باب التغيير وكسر الملل، وقد وقد وقد…
اطمئنوا أيها الناس، فملف التخطيط وأسرار الدولة في يد رولا، ويدها أمينة لا شك، وملف الصحة في يد محمد العبدالله، ويده حكيمة لا شكين، وملف مستقبل بلدكم في حضن حكومة فطينة… ويا حبيبي يا عيني.

سامي النصف

أنصاف الآلهة.. تواضعوا قليلاً!

أقر بأني مقل جدا في لقاء كبار المسؤولين في الدولة رغم الود الكبير الذي يربطني بهم، تفهما مني لمشاغلهم، عدا بالطبع ما تفرضه المصلحة العامة، لذا لم أكن قط من الواقفين على أبواب الكبار من المستفيدين من العطايا والمصالح والمناقصات المليونية أو المليارية، حيث لا أمارس التجارة، ولا اقبل بالفساد قط، ولا أرى في صفار الذهب أو أصفار الأموال ما يضيف للانسان أو يجعله يقبل بما لا يقبله الحر الأبي، لذا أكتب بحيدة تامة لإظهار حقائق حياة أعتقد انها احد اسباب الاستجواب الحالي بل سبب كثير من الاحقاد التي تبث، ويحصد بالتبعية كثير من شرائح المجتمع (ونحن منها) أضرارها من دون ذنب اقترفوه.

* * *

ولو بدأنا بالأسرة الحاكمة لما احتجنا لإيضاح ما يعرفه الجميع من تواضع جم يمتاز به قادتها واعمدتها امثال صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، واقطابها امثال سمو الشيخ سالم العلي والشيخ مشعل الأحمد والشيخ ناصر المحمد والشيخ أحمد الفهد والشيخ محمد صباح السالم ..الخ، ممن تجدهم مرحبين مهللين في اللقاء والوداع، ولو اتصلت بهم (وما أندر ما أتصل) لوجدت ردهم الفوري رغم وفرة مشاغلهم وأعمالهم.

هذا الأمر يمتد بحق الى كثير من الأسر الكويتية وكبار رجال الأعمال الذين لا يظهر تصرفهم ان اصولهم أو أموالهم تجعلهم يشعرون بأنهم من طينة مختلفة عن طينة البشر الآخرين، صغيرهم قبل كبيرهم، فقيرهم قبل ثريهم، متجنسهم قبل مؤسسهم ..الخ، فالجميع لديهم سيان لا فرق بينهم، وهؤلاء لا أحد لديه مشكلة معهم على الاطلاق، فتواضعهم ومرجلتهم وكرمهم وحسن معشرهم يحسب لهم لا عليهم فكلنا لآدم وآدم من تراب.

* * *

تتبقى شريحة عنصرية ثرية أقرب للطواويس ترى في قرارة نفسها انها انصاف آلهة نزلت الى الارض، يؤذي تكبرها وعنجهيتها القريب قبل الغريب، ويستعدي تصرفها عداء كل من يصادفها فيقوم هؤلاء للاسف الشديد بتعميم العداء، ومقابلة اخطاء تلك الشريحة الظالمة بأخطاء مماثلة يقومون بها بحق الآخرين انتقاما لما يرونه من مظالم تمت بحقهم، بل يتم تحضير وتحوير أحداث التاريخ لتبرير ما يفعلونه من تعسف بحق الآخرين.

* * *

آخر محطة: لأفراد تلك الشريحة المتعالية، وهم لله الحمد أعداد قليلة، نقول تواضعوا لله يرفعكم، وتأكدوا أنكم لو عادلتم ما تملكونه من ثروات وأسماء بما هو موجود لدى اناس بسطاء فقراء لا أسماء رنانة لهم ولكنهم يمتلكون المرجلة والنخوة والفزعة والكرم لوجدتم أنهم يسبقونكم بـ«سنوات ضوئية» عديدة في مقاييس الدين والانسانية.

 

 

 

حسن العيسى

هكذا تدار الدولة

 "خذها من قاصرها" وتوكل على الله واستقلْ من الوزارة، تلك العبارة يجب أن يسمعها ويعمل بها الوزير الشيخ محمد عبدالله المبارك وزير الصحة وشؤون مجلس الوزراء وغيرهما من مرفقات تابعة لمعالي الشيخ، ولا شأن لموضوع الحديث هنا بالاستجواب المقدم من د. القويعان للوزير، فهذا الوزير وبقية زملائه من الوزراء أدرى بنوع العلاقة التي تربطهم بنواب المجلس، فمهما اختلف مع الوزارة عدد من أعضاء المجلس إلا أنه (المجلس النيابي) يبقى منهم وفيهم، ولا شأن لي بهذا الخلاف الداخلي في بيت السلطة الواحدة.
 الحديث الآن عن واقعة نشرتها أخبار التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، عن قيام "الشيخ" الوزير بنقل د. كفاية عبدالملك من مكان عملها كمسؤولة عن قسم العناية المركزة والتخدير، إلى مكانٍ ما في وزارة الصحة، ولا يهم مكان النقل، فالوزير الشيخ بصفتيه المشيخية والوزارية يعتقد أنه "أبخص" بتابعيه من الأطباء، وكأنهم خدم مغلوبون على أمرهم يعملون بقصره الخاص، وليسوا أطباء أقسموا قسم "أبوقراط" على الإخلاص والتضحية لشرف مهنتهم.
 الوزير الشيخ لم يعجبه أن كفاية، والتي أسست وطورت قسم العناية المركزة وبشهادة زملائها من الأطباء تعد من أفضل الأطباء الذين خدموا في القسم، تجاوزت تعليماته السامية، حين قررت نقل مريض قريب لعضو من مجلس التابعين من غرفة العناية إلى الجناح العادي ليحل مكانه مريض آخر من عباد الله المنسيين هو أشد حاجة إلى العناية المركزة، ولأن خاطر هذا العضو أهم عند الوزير الشيخ محمد عبدالله الصباح من الاعتبارات الطبية، وأهم من رأي الاختصاصيين الأطباء، قرر معالي الوزير "الشيخ" أن يمارس مشيخته بكامل عضلاتها المفتولة وينفي كفاية بعقوبة النقل لعصيانها أوامره التي لا يجوز أن تعصى في فقه المشيخات.
 طبعاً من البديهي أن د. كفاية لها حق الطعن على قرار النقل الإداري أمام المحكمة الإدارية، ولها بعد ذلك أن تتبع الطريق القانوني لحفظ حقوقها المهدرة باستبداد الوزير الإداري، لكن هذا ليس محل النقاش الآن، فما يحزّ في النفس هنا ويتجذر يوماً بعد يوم هو الطريقة والمنهج اللذان تدار بهما الدولة وتصرّف أمورها وهي أمورنا وحياتنا وكراماتنا ومستقبل أبنائنا، فلم يخرج ولم يشذّ الوزير الشيخ محمد العبدالله مبارك الصباح في سلوكه عن المبادئ العامة التي تحكم سياسة الدولة وإدارة الدولة، والتي أخذت تتكرس مع تفرد السلطة تماماً بالحكم بعد فرض تلك النوعية من المجالس الأخيرة وبعد الملاحقات الأمنية والقضائية للمشاكسين المعارضين لها.
اليوم نشهد تقنيناً رسمياً لحالة الطغيان الإداري والسياسي بعد أن أيقن أبطاله أنه لم يعد هناك من يقف أمامهم في قاعة المجلس ويقول لهم كلمة لا، لم يعد هناك في تلك الديمقراطية الشكلية من يصدّع رأس الكبار "المتسيدين" على مقدرات الدولة وتابعيهم الدائرين في حلقات ذكرهم… الساحة "فاضية" لهم.. يعملون، يقررون، ينفذون ما يشاءون، هم يلعبون كما يريدون… وكأننا غير موجودين… بهذا النهج ستواجه الكويت تحديات الغد، وبهذا الفكر التسلطي يريدون أن يوهمونا أنهم سينقذون مستقبل الدولة من أيام سوداء قادمة… هل سنصدقهم؟

احمد الصراف

السباق بين الجهل والمنطق

إن هوة الاختلافات التي أصبحت تفصل بين شيعة الإسلام وسنتهم، والتداعيات السلبية عليهم وعلى غيرهم، اصبحت، كما ذكر روبرت فيسك في احدى مقالاته، هاجسا مقلقا للكثير من الدول! فحرب سوريا الطائفية، وما يجري في العراق من تدمير مذهبي، وصراع إيران والسعودية في البحرين واليمن، وما يجري بين شيعة باكستان وافغانستان وبلوشستان وسنتها من صراع دام، كل هذه أثرت بعمق في أطراف الصراع وفي غيرهم، بحيث أصبح الأمر كالوباء الذي لا يمكن التخلص منه بغير حرق جثث المصابين به!
ولو أخذنا الحروب الدينية التي وقعت في فرنسا في الفترة من 1562 إلى 1598، بين البروتستانت والكاثوليك لوجدنا، وفي معركة «سانت بارثيليمي»، أن الكاثوليك قاموا بذبح وحرق أكثر من 30 ألف بروتستانتي في يوم واحد والتمثيل بجثثهم! وقد تورطت غالبية دول أوروبا، بما فيها إنكلترا، في تلك الحروب المذهبية، التي نتج عنها أيضا القضاء على آثار دينية مهمة، وجرى كل ذلك بمباركة صريحة من البابا، الذي طالب بقرع أجراس الكنائس إيذانا ببدء المذبحة وليس للصلاة، وأعلن بعدها عن انتصار الإيمان الصحيح على الزندقة. ما جرى في فرنسا جرى اكثر منه، في دول غربية عدة، قبل أن يعود الرشد للقارة العجوز وتختار الليبرالية اسلوب حياة والعلمانية عقيدة، وإصلاح الكنيسة بفصل الدين عن الدولة! والسؤال هو لماذا توقفت حروبهم الدينية، وفشلنا في ذلك؟ الجواب بسيط بقدر ما هو معقد! لأنهم آمنوا وعملوا بموجب كتب دينية مقدسة، ولكنهم لم يعتقدوا يوما بأنها منزلة من السماء، وبالتالي يمكن تعديل نصوصها، وتأويلها لما فيه خير المجتمع. وهذه المرونة أتاحت لمختلف الكنائس التطور مع الوقت، وبالتالي رأينا كيف قام بعضها بإفساح المجال للكاهن لأن يتزوج، أو لقيام المرأة بدور كنسي، بعد أن أصبح عدد الرجال الراغبين في العمل الكنسي قليلا! كما تم تعديل طقوس العمادة، بالاكتفاء برش الماء على المولود بدلا من تغطيسه كاملا في الماء، وهكذا! ولكن عندما يكون النص منزلا تصبح مثل هذه التعديلات المنطقية، والمتماشية مع التطور البشري، صعبة للغاية، فيحدث عندها الجمود!
ملاحظة: قبض على إرهابي أفغاني، قبل ان يفجر نفسه في سوق غالبية رواده نساء وأطفال. عند تفتيشه وجدوا أنه غطى عضوه التناسلي بمادة التيتانيوم المقاومة للانفجارات! وقال انه قام بذلك ليحفظه سليما، ولا تواجهه مشاكل جنسية جسيمة عندما يلتقي بالحور في الجنة!
ملاحظة:
نعلن تضامننا مع الزميل زيد الزيد، وندين قرار فصله من عمله!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com