د. شفيق ناظم الغبرا

الإستبداد وجيل التحول العربي

يمثل الإستبداد في واقعنا الأصل لكل الجروح والمعضلات. فمن خلاله تم حد تطور الظواهر العربية الإيجابية بكل أشكالها ومنع بروز حياة سياسية حزبية متزنة وإضاعة فرص بناء إقتصاد منافس شريف ومؤسسات تعليمية مرموقة، وبسبب الإستبداد إضطهد شرفاء البلاد العربية المعبرون عن آرائهم بحرية في ظل إضعاف حس العدالة والإنسانية بين العرب. وقد ساهم هذا الوضع في الطائفية والروح الضيقة والراديكالية ومدراس العنف، إذ لم تكن أساليب الاستبداد والتفرقة بعيدة عن هذا التردي. متابعة قراءة الإستبداد وجيل التحول العربي

علي محمود خاجه

«ما راح يتغير شي»

«Insanity: doing the same thing over and over again and expecting different results. . Albert Einstein الجنون: تكرار نفس الفعل مرات ومرات وتوقع نتائج مختلفة». «ألبرت أينشتاين». سلسلة استجوابات قدمت وستقدم في الأيام القليلة المقبلة، بغض النظر عن محتواها أو دستوريتها أو حتى صدق نوايا الإصلاح لدى مقدميها فإنها بالتأكيد ستحمل في طيات معظمها قضايا مستحقة وفساداً مستشرياً في أي قطاع من قطاعات الدولة، فمن الممكن استجواب وزير التربية على عدم قبول خريجي الثانوية بالجامعة، ووزير الأشغال على تعطل كل المشاريع، ووزير الإسكان على عدم قدرته على الإسكان، ووزير التنمية على اختفاء التنمية… إلخ. ولن تتغير الحال بصوت أو عشرة بحدس أو سلف أو شعبي أو منبر أو تحالف، سيستمر الوضع على ما هو عليه، ولن يتحقق طموح الحكومة في الهدوء المنشود ما داموا يقومون بالجنون نفسه حسب وصف أينشتاين، فأن يكون المعيار الأساسي للحكومة هو اسم العائلة أو الكوتا القبلية أو الطائفية أو حتى المبنية على الجنس، لن يحقق طموحهم في الهدوء، وفكرتهم بالاستقرار الذي ينشده الشعب لا تتمثل بالهدوء، بل كل ما ينشده الشعب حياة كريمة خصوصا في ظل ما يراه من وفرة مالية مهدرة وتقدم دول الجوار أمام ناظريهم. كي تتضح الصورة أكثر لحكومتنا برئيسها ووزرائها، حتى لو ألغيت الديمقراطية في الكويت بمعنى عدم وجود مجلس يراقب أعمالكم ويلوح باستجوابكم أو يستجوبكم فلن تتقدموا ولن تنجزوا شيئاً؛ لأنكم باختصار تمارسون نفس الفعل في تكوين الحكومة وتتوقعون نتائج مختلفة. فحكومة فيها عقلية وزير كوزير الصحة، وما قام به مع الدكتورة كفاية عبدالملك لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تتطور، أو حكومة تلغي عقداً مع شركة أجنبية خوفاً من استجواب وندفع 600 مليون دينار من جراء ذلك لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تنجز، أو حكومة يكون فيها وزراء أول ما يقومون به تعيين الأشقاء والمقربين لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن أن تحقق الإصلاح. نموذج محمد بن راشد ودبي هو ما يتابعه الكويتيون بإعجاب، ويتمنون تحقيقه في الكويت، وهو نموذج لمن يتفحصه لا علاقة له بتشكيل الحكومات في الكويت، فهو يحرص على الكفاءة، وهي السبيل الوحيد للاستقرار الذي يبحث عنه الكويتيون. باختصار إن وضع حكوماتنا يشبه إلى حد كبير طريقة إدارة رئيسي النادي العربي ونادي كاظمة لنادييهما، فهما يغيران اللاعبين والمدربين والفشل مستمر، مع أن الخلل واضح وهو طريقة الإدارة وهو الأمر الذي لا يغيرانه أبدا. قد يتجاوز الوزراء استجواباتهم اليوم، وإن كانت مستحقة ولكن لن يصلوا أبداً، وأكرر أبدا إلى الاستقرار إلا بالإنجاز، والإنجاز لن يتحقق وأنتم تقومون بالفشل نفسه وتتوقعون النجاح. خارج نطاق التغطية: نادي الكويت هو أكثر الأندية تحقيقا للإنجازات في كل اللعبات في السنوات العشر الماضية، ومع هذا يستبعد من عضوية مجالس إدارات الاتحادات الرياضية لأنه ببساطة لا يخضع لسطوة شيوخ الرياضة… عيب.

احمد الصراف

الغباء النافع

«.. الغباء ليس ضارا دائما، فله منافعه»! حكيم
• • •
لا أؤمن بالحظ، ولكني سأكتب عنه هنا وكأنه حقيقة!
في الثاني من أغسطس مظلم من عام 1990، أرسل صدام كتائب حرسه الجمهوري لتحتل الكويت، وأمعن في عروس الخليج اغتصاباً، بعد إلحاقها بأمها، العراق! ولا أدري لم القتل والاغتصاب إن كان الفرع قد عاد للأصل، أو للأم، كما ادعى في حينه؟ وقد تحولت الكويت خلال ايام قليلة من الاحتلال لتصبح بالفعل المحافظة رقم 19، بعد أن غاب عنها وهجها وأصبحت كئيبة كأي مدينة عراقية مظلمة تفتقد الأمن والرفاهية ورغد العيش!
لم يستمر الاحتلال أكثر من سبعة أشهر وبضعة ايام قبل أن تشن قوات 34 بلدا، بقيادة أميركا، حربا سريعة أنهت حكم صدام للكويت، وكان خروجه، او هروبه المذل، بداية سقوط حكمه وحكم أسرته الفاسدة والمجرمة.
خلال تلك الفترة اختفت صحافة الكويت، الأقرب للصحافة الحرة، وتوقف صدورها وسرقت مطابعها، وزال الرخاء الذي كان ينعم به الكويتي والمقيم، بمن فيهم عراقيون اخوة وشرفاء، وعمت السرقات، وتبعتها محاكمات صورية لأفراد المقاومة وإعدامات ميدانية لهم، والتمثيل بجثثهم، والإصرار على رميها أمام بيوت أهاليهم ومنعهم من دفنها لأيام، إمعانا في تعذيبهم! وكان بإمكان صدام الاستفادة لأقصى ما يمكن، سياسيا وعسكريا وماديا من احتلال الكويت، والانسحاب منها في الوقت المناسب، وكسب احترام الدول، غير مليارات الدولارات التي كانت ستصب في حساباته وأهله ورفاقه. كما كان بإمكانه الانسحاب، ومن بعدها ابتزاز الكويت بعدها المرة تلو الأخرى، لولا أن….!
في مصر وصل حزب الإخوان المسلمين، بعد انتظار طال لــ83 عاما، وصل لتحقيق حلمه، وكان بإمكان الحزب البقاء للأبد على كرسي الحكم، وكتم انفاس الشعب المصري، وجعل مصر قاعدة لانطلاق حكم الحزب لدول أخرى، وتحويل مصر تدريجيا الى دولة ملتحية ومحجبة ومنتقبة، بعد إغلاق مصانعها، واستبدالها بدور عبادة لفئة واحدة فقط، وتفريغها من «كفارها»، لولا أن…!
لولا أن ما انقذ الكويت من بلوى «بعث صدام»، وانقذ مصر من شر «مرسي الإخوان» هو غباء الاثنين! فغباء صدام، على الرغم من كل ما أشيع عن دهائه. وغباء مرسي علىالرغم من كل ما قيل عن «منجزاته العلمية»، التي لم تكن إلا ادعاءات فارغة، فالرجل كان بالكاد يتكلم الإنكليزية بطلاقة، إلا أن طبعهما غلب تطبعهما، وهذا أنقذ الكويت ومصر من شر الطرفين! وهكذا نرى أن للغباء، أحيانا، فوائد عظمى!

أحمد الصراف