سامي النصف

50 طائرة جديدة لـ«الكويتية»!

لتبديد الاشاعات واللغط الذي دار مؤخرا، فالواقع ان عملية تحديث أسطول الكويتية عبارة عن شراء 25 طائرة هي الأكثر حداثة في العالم وتصل أعوام 2018 – 2023 وتأجير 15 طائرة «جديدة عداد صفر» كما هو معتاد في عالم الطيران المكتظة مصانعه بطلبات الشراء، ستصل من المصانع 2014 – 2015 لتأخذنا الى موعد تسلم الطائرات المشتراة اضافة الى ان دراسة الاياتا التي مازالت تحت البحث والدراسة توصي بشراء 10 طائرات صغيرة الحجم حمولة 100 راكب تقريبا جديدة أي المجموع إن أقرت خطة عمل الاياتا 50 طائرة جديدة منها 15 طائرة مستأجرة كما يمكن زيادتها الى 60 طائرة فيما لو حولت 10 طائرات الاختيارية (Option) الى طلبات ثابتة.

***

أضيف الى ذلك عملية «تأجير» 5 طائرات ايرباص 330 شديدة الفخامة من شركة تملك شركة الاتحاد للطيران ما يقارب الثلث منها والباقي رجال أعمال من الهند والخليج، عمر طائراتها 5 سنوات كي تحل محل 5 طائرات ايرباص 300 تجاوز عمرها 22 عاما وأصبحت كما جاء في مرسوم الضرورة الخاص بالكويتية الصادر في أكتوبر 2012 تخلق إشكالية مع شركات التأمين ودول الاتحاد الأوروبي.. الخ، وتلك الطائرات الخمس المتماثلة هي الوحيدة المتوافرة في أسواق الطائرات هذه الأيام، فهل الأفضل ان نستخدم طائرات عمرها 22 عاما أم عمرها 5 أعوام؟

***

والعمل الذي نفخر به هو اننا حولنا عملية «تأجير» تلك الطائرات الى «شراء» وفرنا خلالها عشرات الملايين من الدنانير على المال العام علما بأن التأجير يفرض علينا بقاءها معنا لـ 8 سنوات بينما التملك يعطينا حرية بيعها في الوقت الذي نريده، كما اننا سنتسلمها في حالة جديدة تسمى «AT BIRTH» وقد عملت لها جميع أعمال الصيانة الرئيسية التي تكلف بالعادة عشرات الملايين من الدنانير وفي حالة الطائرات الخارجة للتو من المصانع فهل في توفير الملايين ما يستحق الشكر أم اللوم؟!

***

آخر محطة: للمعلومة، قامت «الكويتية» خلال تاريخها بتأجير الطائرات المستعملة عشرات المرات كما اشترت طائرات مستعملة شديدة القدم من شركة بان ام الأميركية وورد اير الكندية وهو كذلك أمر متبع بكثرة في عالم الطيران حتى ان بعض طائرات شركة

«جيت ايرويز» اشترتها شركة الاتحاد الإماراتية وشركة الطيران التركية وغيرهما، فهل شراء تلك الطائرات حلال عليهم حرام على «الكويتية»؟!

 

 

 

احمد الصراف

مدرس جدول الضرب

إن التقدم الهائل الذي وصلت له البشرية اليوم لم يظهر جزافا، وإنما جاء نتيجة تراكمات من التجارب والخبرات والنظريات والأبحاث، التي شارك في تحقيقها مجموعة كبيرة من العلماء، جلّهم من الغرب، من دون أن نبخس علماء الشرق حقهم، ولو أن تخلف الشرق الحالي محى كامل ما كان له من مجد سابق، ويأتي على رأس هؤلاء العلماء اسحق نيوتن وغاليليو، مايكل فراداي وليوناردو دافنشي وستيفن هوكنز وسقراط وغاندي وتوماس جيفرسون وآينشتاين وتوماس اديسون وشارلز داروين ومدام كوري وابن سينا وميكيافيلي والفارابي وكوبرنيكوس وسيغموند فرويد وآلاف غيرهم. وقد وضع هؤلاء أفكارهم وآراءهم في أمهات الكتب، التي بيعت منها ملايين النسخ، ولا تزال غالبيتها، ومنذ مئات السنين، مقروءة ومتداولة، وعدم سماع البعض بها لم يقلل يوما من أهميتها وتأثيرها على العلم والعالم في كل الأزمان. ومن هذه الكتب التي أجمعت جهات علمية عدة على أهميتها كتاب «المبادئ» لاسحق نيوين، الذي يُعتبر نواة الطفرة العلمية التي نعيشها في كل مجال، بحيث لم يترك الكثير لغيره ليقوله. كما يعتبر كتاب «أصل الأنواع» الذي أصبح منذ صدوره، ولا يزال حتى اللحظة، مثار جدل، حتى ان الكنائس الغربية، ومنذ عام 1859 ترفض محتواه، فما بالك بموقف الجهات الدينية الأخرى! ويعتقد البعض أن كتاب داروين يتعادل في أهميته مع كتاب نيوتن. وهناك كتاب «النظرية النسبية» لألبرت آينشتاين، الذي لو كان كويتيا لما تجاوز دوره تدريس جدول الضرب. فقد أحدث كتابه ثورة علمية وحتى إنسانية ذات أهمية بالغة. وهناك كذلك كتاب الأمير لميكيافيلي، الذي صدر قبل 500 عام، والذي تأثر به كل قائد يقرأ، أو لديه مستشار ينصح! ولا يزال تأثير الكتاب ساريا، وسيبقى كذلك للأبد. ويتشارك كتابا «ثروة الأمم» لآدم سميث، و«رأس المال» لكارل ماركس في أهميتهما وتأثيرهما غير المحدود على شعوب الكرة الأرضية قاطبة! كما يعتبر كتاب «تفسير الأحلام» لسيغموند فرويد، واضع أسس علم النفس الحديث، سفرا لا غنى عنه لمعرفة أسرار النفس البشرية. لا أهدف هنا لجلد الذات، والبكاء على الأطلال، أو التحسر على زمن مضى «كنا» فيه، بحد السيف، شيئا ما في التاريخ، ولكن لأتساءل: لماذا لا يوجد لأمثال هؤلاء العباقرة الأفذاذ وآثارهم وأعمالهم وجود فعال في مناهجنا؟ ولماذا لا تطلق اسماء البعض منهم على شوارعنا؟ ولماذا اخترنا بدلا من ذلك «تخليد» اسم سياسي فاسد أو لحام سابق أو راعي غنم، مع الاحترام لمهنهم وشخوصهم؟ ألا يعتبر هذا جحودا وإنكارا لكل ما قدمه عباقرة العالم للبشرية جمعاء، ونحن منهم، من خير وجهد عظيم؟

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com