عادل عبدالله المطيري

العرب.. والديموقراطية

نحن العرب (سياسيا) لسنا مؤمنين بشيء ـ فلا نحن نطبق مبادئ الشريعة الإسلامية في حياتنا السياسية والتي تهدف بمقاصدها للخير والعدالة وان اختلفت أشكال الحكم فيها، ولا نحن آخذين بالديمقراطية الغربية أخذا كاملا شاملا، حيث تحترم الحريات ويعمل بمبدأ تداول السلطة وتطبيق القانون على الجميع.

بعض الأنظمة العربية هي أنظمة سلطوية فردية، فالصندوق الانتخابي في مصر وتونس وليبيا لم يستطع ان يحسم النزاع بين الفرقاء بعد الثورات، فعاد الجيش في مصر للحكم، وتونس مازالت لم تحسم أمرها بعد، وليبيا إما إلى التقسيم او الحرب الأهلية.

السؤال الجوهري هو ـ هل يستطيع العرب تطبيق الشريعة او حتى الديموقراطية؟

من ناحية تطبيق الشريعة الإسلامية ومع كل هذا الصراع الطائفي الواضح لن يرضخ احد الأطراف للآخر، بل حتى داخل الطائفة الواحدة هناك أكثر من فهم وتصور للدين، كما ان الفقه السياسي الإسلامي أقل مجالات الفقه بحثا ودراسة من القدم إلى يومنا هذا.

أما ديموقراطيا ـ فالحقيقة المأساوية، أن العرب يستطيعون تحمل حكم الديكتاتور سنين عديدة ولا يتحملون حكم فئة سياسية تتغلب عليهم في انتخابات حرة ونزيهة.

ختاما ـ يبدأ المسلسل الدرامي العربي مع نشأة الدولة الحديثة ـ حيث تقاتل الدولة مع أحزابها أولا ليذهب القاتل والمقتول إلى النار ـ واقصد جحيم الدنيا أما الآخرة فأمرها لله، وإذا سقطت السلطة بدأ صراع الأحزاب ليستمر الخراب.

فقط في النظام السياسي العربي ـ الأخ يقتل أخاه وأحيانا أباه ـ فهل سيوفر شعبه أم يفنيه؟