د. شفيق ناظم الغبرا

الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران

أثار التطبيع الأميركي-الإيراني منذ المكالمة بين الرئيسين حسن روحاني وباراك أوباما في ايلول (سبتمبر) الماضي ثم المفاوضات التي لحقتها حول البرنامج النووي الإيراني سلسلة من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة والمتخوفة. وبطبيعة الحال، وقعت صدمة في المناخ الخليجي منطلقها ان الولايات المتحدة تتخلى عن أقرب الحلفاء في لحظات التحول. وتزيد من التخوف الخليجي سرعة تطبيع العلاقة الاميركية مع «الاخوان المسلمين» في مصر، ثم البرود الحاصل بين النظام المصري والاميركي راهناً، ثم سرعة إقرار الولايات المتحدة لضربة ضد الأسد ثم سرعة التخلي عن الضربة ثم بداية التطبيع مع ايران بلا مقدمات واضحة لدول الخليج. ويعزز أزمة الشك ان الولايات المتحدة أقل اعتماداً على النفط العربي والخليجي والنفط العالمي مع تبلور المقدرة على الوصول الى النفط الصخري في عمق أراضيها. عوامل التغير في السياسة الاميركية خلقت قلقاً خليجياً مفاده ان الدولة الكبرى الاولى في العالم تمر بمرحلة عدم اتزان تؤدي بها الى عقد صفقات سياسية وإقليمية غير محسوب أثرها على الحلفاء. متابعة قراءة الحاجة الى لغة جديدة بين الخليج وإيران

سامي النصف

أغمض عينيك وحلّق قليلاً!

لمن تحسر مشكورا على حال «الكويتية»، ولربما على حال الكويت عندما تواترت الأنباء عن صفقات شركة الطيران الخليجية الشقيقة ـ اللهم لا حسد ـ والتي تجاوزت قيمتها مئات الملايين من الدولارات خلال معرض دبي للطيران، عليه أن يغمض عينيه قليلا ويتصور ما كان سيحدث لو أن «الكويتية» أعلنت كحال الأشقاء عن صفقة بمائة مليار أو 50 مليارا أو 10 مليارات أو حتى 5 مليارات دولار، وكمّ التهم والأكاذيب والصراخ الزائف على عملية التحديث تلك!

***

ولنتذكر جيدا ما حدث عام 2007 فور الإعلان عن صفقة تحديث أسطول «الكويتية» المستحق آنذاك، والتدخلات غير الفنية من قبل غير المختصين من ساسة ومسؤولين، والتهم المعلبة الجاهزة التي وجهت لإدارة «الكويتية» في حينه، والتي لم تثبت صحة حتى واحد من مليون مما قيل آنذاك والتي انتهت بإلغاء صفقة التحديث وتكبد المال العام ما يقارب مليار دينار خسائر استخدام الأساطيل القديمة من صيانة واستهلاك وقود وخسارة حصص أسواق خلال السنوات الطوال.

***

وللمعلومة، فان صفقة تحديث أسطول «الكويتية» القادمة بعد فترة قصيرة جدا فور انتهاء بعض الأمور الإجرائية المفروضة على «الكويتية» دون غيرها، والتداخلات غير الفنية، هي واجب مستحق للشعب الكويتي وتحقيق لرغبة القيادة السياسية وحلمها بتحويل الكويت الى مركز مالي وسياحي، ستشمل شراء طائرات «جديدة» من أحدث الطرازات ذات التكنولوجيا المستقبلية المتقدمة.

وإلى حين تسلمها سيتم تأجير كذلك طائرات «جديدة» من المصانع ستصل تباعا بدءا من عام 2014 عدا 5 طائرات لا يزيد عمرها على 5 سنوات شديدة الفخامة ستصل خلال أشهر وتحتاجها «الكويتية» كبديل عن طائرات زاد عمرها على 22 عاما (للمعلومة معدل عمر أسطول الطائرات العربية لا يزيد على 7 سنوات).

***

آخر محطة: لا يمكن لعاقل أو حريص على المال العام أن يرفض توفير عشرات الملايين من الدنانير عبر شراء الطائرات بدلا من تأجيرها.

 

 

 

 

احمد الصراف

وما أدراك ما «البي بي سي»

تعتبر إذاعة البي بي سي BBC الأكثر قوة وانتشارا في العالم، بتعدد ما تبثه من لغات وبتاريخها وخبراتها الطويلة.. وحياديتها النسبية، مقارنة بغيرها، الأمر الذي ساهم في تعزيز وضعها، علما بأنها تكلف دافع الضرائب البريطاني ما يقارب المليار دولار سنويا! وقد تأسست الإذاعة البريطانية عام 1922، اي قبل 91 عاما، واختار لها مؤسسوها منذ اليوم الأول عدم الربحية، لإبعادها عن تأثير المعلن واستقلاليتها! وكانت حتى عام 1973 الإذاعة الوحيدة في بريطانيا، ولكن ما واجهته من منافسة قوية من محطات إذاعية غير قانونية ناطقة بالإنكليزية، تبث من السواحل القريبة، والتي أُسكتت تاليا، دفع الحكومة الى السماح للمحطات التجارية بالعمل بصورة قانونية، وبحرية مطلقة في الأراضي البريطانية. وقد مدت «البي بي سي» خدماتها الى خارج بريطانيا بالإنكليزية عام 1932، ثم تبعتها بالبث بلغات حية اخرى بلغت 27 لغة تغطي العالم أجمع، ومنها العربية التي بدأت عام 1936 في فلسطين في مسعى لشرح والدفاع عن وجهة نظر الحكومة البريطانية، وكرد فعل على ما كانت تبثه وقتها محطة إذاعة إيطالية من دعاية مناهضة لبريطانيا. وقد نقل مقر الإذاعة العربية إلى جزيرة قبرص، بعدها قبل فتح مكتب في القاهرة.
استمع شخصيا إلى «البي بي سي» منذ أربعين عاما، وأعتبرها واحدة من افضل مصادر الأخبار، ولم يتضح لي شخصيا انها كانت في مناسبات كثيرة غير حيادية بتعمد. كما أنني مدين لها بالفضل، فما ذكرته من خبر قيام صدام بإرسال عمر غني، السفير العراقي السابق في الكويت، والذي كانت بيني وبينه، اثناء فترة خدمته في الكويت، عداوة شديدة، دفعني خبرها الى مغادرة الكويت في بداية فترة الاحتلال الصدامي، وربما ساهم ذلك في إنقاذ حياتي، او على الأقل غير مسارها للأفضل!
ولو قارنا بين مواضيع «البي بي سي» العربية، مقارنة بما تبثه قناتها الإنكليزية، للاحظنا بسهولة مدى الفارق بين «منطق» المحطتين، فقد وجدت النسخة العربية نفسها (ربما) مجبرة للنزول بمستواها الى مستوى عقل الإنسان العربي العادي، أما النسخة الإنكليزية فواضح أن مستوى ما تقوم ببثه ونشره يتناسب والمستوى المعرفي، العالي نسبيا، لمستمعيها!

أحمد الصراف