سامي النصف

جنون الكرة عربي لا.. برازيلي!

حضرت في ملعب ماركانا في ريو مباراة فريقي فلامنغو وسانتوس الشهيرين والفريق الأخير من لاعبيه السابقين بيليه ونيمار، وقد سبق أن لعب في الكويت وتعادل مع نادي القادسية إبان عصره الذهبي، وقد زرت ملعبه ومتحفه الواقع على بعد ساعتين من سان باولو قبل أسبوع تقريبا، الحقيقة أنني لم أشهد في تلك المباراة المهمة التي حضرها ما يقارب مائة ألف متفرج ما يحدث في مباريات فرقنا العربية من رمي للحجارة وإيقاف للعب ورفض للنتيجة وغيرها من تصرفات خارجة على الروح الرياضية التي يجب أن يتميز بها اللاعب ومن يشجع الرياضة.

***

وحتى في أحياء وساحات منطقة سلفادور البرازيلية الشعبية والفقيرة التي غنى فيها المطرب مايكل جاكسون اغنيته الشهيرة «إنهم لا يهتمون بنا» ويقصد بالطبع الفقراء والأطفال، تابعت كيف يتابع البرازيليون مباراة منتخبهم الوطني، فلم أر صراخا أو زعيقا، بل إن امرأة عريضة المنكبين وقفت تكلم زوجها وسدت نصف شاشة التلفاز في مقهى شعبي مطل على الساحة الرئيسية، فلم يتطاير عليها الشتم والسباب أو تقذف بما تلبسه الأرجل بل انتبه الجرسون لما يحدث فطلب منها بهدوء التحرك، ولنا أن نتصور لو أن أمرا كهذا حدث في احدى دولنا العربية.

***

ويتكلم البعض عن حرب قامت بين السلفادور وهندوراس بسبب مباراة كرة قدم كانت في الواقع لأسباب أخرى كامنة وقد مضى على تلك الواقعة أربعة عقود ولم نسمع بتكرارها، أما في دولنا العربية فهناك ما هو أكثر من الحروب ونعني ما يحدث حتى اليوم بين الشعوب العربية بعد المباريات من قطيعة وعداء واستقصاد المصالح التجارية الرسمية والشعبية للبلدان المتبارية أو تحديدا المتحاربة وما مباريات مصر والجزائر منا ببعيدة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *