محمد عبدالقادر الجاسم

اليوم التالي!

ماذا سيفعل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حين يؤول إليه كرسي الإمارة؟
هل يملك رؤية واضحة ومحددة لما يجب عليه القيام به في اليوم التالي لاستلامه رئاسة الدولة؟ هل لديه مشروعا جاهزا يسعى لتنفيذه خلال سنوات إمارته؟ أم أنه سيكتفي بوراثة الإمارة ومعها النهج الحالي في إدارة الدولة وإفرازاته… وطاقم الديوان الأميري أيضا؟! متابعة قراءة اليوم التالي!

سامي النصف

بلقنة الوطن تعمّد بالدماء!

كرؤية استشرافية للمستقبل القريب، واضح أن قرار تفتيت الدول العربية الواقعة بين المحيط والخليج قائم وساري المفعول ولا عودة عنه، المهم الآن في قضية القسمة والتفتيت هل ستتم سلميا كحال التشيك والسلوفاك أم عبر المثال اليوغسلافي الذي تم تعميد انفصال دوله بأنهر من الدم؟ الأقرب لما سيحدث لدول وطننا العربي هو المثال اليوغسلافي وما هو أشد وأفظع منه.

***

وحتى لا يقال إننا نبالغ أو نبث روح التشاؤم نذكر بالجنوب السوداني الذي انفصل ولم يذرف أحد الدمع عليه رغم أن مساحته تزيد عن 3 أضعاف مساحة الأندلس و15 مرة مساحة فلسطين و70 مرة مساحة لواء الإسكندرونة، إن عملية البلقنة قد بدأت دلالاتها بالحروب الأهلية المعلنة وغير المعلنة القائمة في جميع دول ربيع الخراب العربي، والتي نتجت عنها مساحات شاسعة لا سلطان للدول المركزية عليها ولم يبق إلا إعلان تلك المناطق دولا ورفع الأعلام عليها وكل ذلك قادم سريعا وقبل عام 2015 على الأرجح.

***

آخر محطة: للعلم جميع عمليات البلقنة والتقسيم ستتم تحت مطالبات وشعارات إسلامية ووطنية جميلة فشعوبنا ـ ما شاء الله عليها ـ تصدق ما تسمع لا ما ترى!

سعيد محمد سعيد

مذكرات مواطن «محترم» (1)

 

بلا سابق إنذار، استدعى المدير الخطير ذلك الموظف (المواطن المحترم) ليبلغه أنه مستاءٌ جداً من سوء أدائه! وأنه – يوماً بعد يوم – يزداد كرهاً له ويتمنى أن تأتي اللحظة التي يتخلص فيها منه لينقله إلى مكان آخر حتى يرتاح من رؤية وجهه! لكنه، ومن باب عطفه وشيمته وقيم دينه وعروبته التي يتشدق بها دائماً… سيمنحه فرصةً أخرى ليثبت فيها أنه (مواطن صالح وموظف مخلص في عمله)، وإن لم تستقم أموره، فلا مناص من نقله إلى المكان الذي يختاره المدير.

«المواطن المحترم»، ومن شدة دهشته واستغرابه، سأل المدير راغباً في معرفة جرمه: «أيها المدير… هل لي أن أعرف بصراحة، ما الذي فعلته أنا حتى تصب جام غضبك عليّ؟ أولست أنت الذي تتحدث عن نفسك دائماً بأنك لا تظلم أحداً وتكره الظلم… تعامل الجميع كأبناء وإخوة، المعيار الوحيد لديك هو الجد والاجتهاد في العمل… بابك مفتوح لأي موظف يلجأ إليك… تكره الطائفية والطائفيين وتحارب هذا الفكر… تحترم الأنظمة والقوانين وتطبقها على نفسك قبل غيرك… تحتقر المسئول الذي يعتبر وزارته أو إدارته وكأنها ملك له ولذويه وأقربائه وأصحابه وجيرانه ومعارفه وقبيلته وعشيرته وقومه… ألست أنت تفاخر بأن كل تلك الشيم والمناقب والسمات كلها متوافرة فيك؟»… لكن الموظف المحترم لم يكمل كلامه حينما رأى الحمم البركانية توشك على الانفجار من عينيه: «اطلع بره».

الصرخة كانت مدوية لدرجة أن الكثير من الموظفين والموظفات تلقوها خارجاً وهم يشاهدون زميلهم (الموظف المحترم) وهو يخرج من مكتب المدير وعلى وجهه – هو الآخر – أمارات الغضب! لكنه قرر أن يُخرج ما في قلبه أمام جمع زملائه: «ما هذا المدير المريض نفسياً؟ بالله عليكم، أليس من يختار هؤلاء المديرين بقادر على أن يختار الأكفأ تأهيلاً وعلماً وإدارةً وشخصيةً بدلاً من هذه الأشكال من المرضى النفسانيين؟ لا أدري لماذا ينصب لي العداء أنا تحديداً… أنا دونكم. وليته يطبق اللوائح والأنظمة ليجعلني أمام حقوق وواجبات… ليته يثبت عليّ خطأً استحق عليه العقاب».

قاطعه أحد زملائه ضاحكاً :»ههههه.. يا صاحبي لا تبتئس… إن أردت الظفر برضا مثل أولئك المديرين، فإنني أنصحك بعدة خطوات ستجعلك في القمة… أي والله… ستكون معززاً مكرماً قريباً إلى قلب السيد المدير… ولك أن تنظر حولك… فمن بين هؤلاء الموظفين والموظفات الواقفين حولك من زملائك… من استمع نصيحتي فنجح، فيما آخرون رفضوها فانتكسوا… تعال إلى مكتبي نشرب الشاي ونأكل ما تبقى من السمبوسة، وبعدها… أقدم لك الخطوات السحرية».

رافق «المواطن المحترم» زميله ولاتزال نظرات زملائه تلاحقهما… فيما كانت بضع كلمات لاتزال تخرج من مكتب المدير… بصوت عالٍ تارة، وبصوت متقطع تارةً أخرى: «وقح… كسول… شايف نفسه… ما يعرف قدره… صاحب مشاكل»… يا صاحبي، قال زميله، هذا النوع من المسئولين يصبح كالبركان من الغضب حين يجد من يرادده ويقارعه الحجة بالحجة… وحين يكره هؤلاء المسئولين موظفاً أو موظفةً، حتى لو كانا في قمة التميز، فلا مناص من مسح الأرض بهما! اسمع يا صاحبي… وصفتي السحرية لك هي… نافقه… أحضر له الهدايا… ادهن سيره حين تسافر مرة بهدية كساعة فاخرة ومرة بـ «آي باد» ومرة بـ «برطمان» عسل شهي… الخ… ثم يا حبيبي، كن له عيناً وأذناً… صير «قرووص»! استمع هنا وهناك لما يقوله الموظفون والموظفات… في السياسة… في الرياضة… في الطبخ… في الأنظمة والقوانين… في سير العمل بالإدارة… وانقله له على الفور، ولا بأس إن أضفت إليها من البهارات (اللي بالي بالك)…ها…. تذكر أن تكرر كلمة: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه» وأنت تفعل ذلك الفعل العظيم… ولا تنسَ، تعرف أن هذا النوع من المديرين، غالباً ما يكون فاسداً… خبرك يموتون في الرشا والمناقصات المشبوهة والهبشات… إن تمكنت من أن توصل إلى يده مثل ذلك، فما عليك إلا أن تتقدم بكل بسالة…و ستضحك لك الدنيا.

نظر «المواطن المحترم» إلى زميله وقال: «أفا بس أفا… هذا أنت الرجل العاقل المتدين صاحب الخلق… تقرأ كتاب الله كل صباح وسبحتك في يدك تقول هذا الكلام… ماذا تركت لأهل النفاق والحقارة والدناءة؟ أفا بس أفا»… رد زميله الناصح بالقول: «حبيبي… هذا سلك البلد»… غادر المواطن المحترم دوامه وهو يشعر بحسرة…لا … ليس هذا سلك البلد الكريم… هذا سلك أهل الخلق اللئيم… ولن أكون منهم…

هو الآن مطمئن النفس… يكسب رزقه من البيع في الأسواق.ز. بعد أن أصر المدير على أن «يحفر له» بكل خسة لكي يبقى مديراً لئيماً… ويبقيه موظفاً مفصولاً… كريماً.