سامي النصف

لماذا لا تتوحد شركات الطيران الخليجية؟!

في أميركا يتم اندماج شركات طيران عملاقة كبرى أنشئت في ولايات أو دول أميركية مختلفة (تعني دولة STATE)، في أوروبا اندمجت كذلك شركات طيران كبرى عريقة مثل الفرنسية والهولندية وغيرهما، وفي الخليج نطمح ونطمع في وحدة دولنا الخليجية، فلماذا لا نبتدئ بتوحيد شركات الطيران الخليجية التقليدية بدءا من الكويتية شمالا حتى العمانية جنوبا ليطلب منها بعد التوحد خدمة الدول الخليجية الست مجتمعة وستتناسب الرحلات بالطبع مع كم الطلب العالمي على زيارة كل عاصمة ومدينة خليجية.

***

ويمكن في هذا الصدد أن يتم تسويق الدول الخليجية مجتمعة في الاسواق العالمية ولدى وكالات السياحة الدولية كوحدة واحدة، فبدلا من أن يزور السائح دبي لثلاثة أيام ويرحل، يمكن أن يمد رحلته بعد ذلك ليزور قطر أو البحرين أو عمان أو السعودية أو الكويت، حالنا حال دول شرق آسيا أو الولايات المتحدة، فالذي يزور سنغافورة يواصل مشواره في العادة لمشاهدة هونغ كونغ وكوالامبور وبانكوك.. إلخ، والحال كذلك مع الذي يزور نيويورك، حيث تسهل له زيارة فلوريدا أو كاليفورنيا اوغيرهما.

***

ويمكن لهذه الشركة العملاقة أن يرأسها الاماراتي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وأن يكون رئيسها التنفيذي القطري الكفء أكبر الباكر، ومديرها المالي السعودي د.خالد الملحم، والتجاري البحريني طلال المسلم، ومدير عملياتها الكويتي الكابتن أحمد الكريباني، ويمكن توزيع إداراتها الأخرى على شخصيات خليجية مختلفة مختصة بعلوم الطيران.

***

آخر محطة: (1) نتحدث كثيرا عن الوحدة الخليجية ولا نعمل شيئا، لذا فلنوحد شركات الطيران الخليجية بعد تقييم أصولها ولتدفع كل دولة حصتها طبقا لحجم أساطيلها، فالدولة صاحبة الاسطول الكبير تدفع أقل والاسطول الصغير تدفع أكثر، وما نجح في أميركا وأوروبا من عمليات اندماج سينجح قطعا في الخليج.

(2) هناك لغم قارب على الانفجار الشديد، وسيسمع دويه عاليا على كل الفضائيات المحلية والدولية وضمن المجالس التشريعية وستأكل العصفورة ألسنة البعض، كما ستلتهم عصا موسى ثعابين وأكاذيب السحرة والمشعوذين وآكلي السحت، وستدخل سريعا الفئران القارضة لجحورها فمن حاربوا فيالق الكذب الصدامية لأجل شعب الكويت، فلن يعجزهم محاربة من هم أقل من ذلك بكثير.. لأجل شعب الكويت وأمواله العامة.. وما أكثر الراغبين في استباحتها.. وسرقتها!

احمد الصراف

سلوا كؤوس الطلا

“>

«سلوا كؤوسَ الطلا هل لامسَتْ فاها
واستخبروا الراحَ هل مسَّتْ ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافيةٍ
لا للسلاف ولا للورد ريّاها
ما ضرَّ لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصافٍ من حميّاها
هيفاء كالبان يلتفُّ النسيمُ بها
ويلفت الطير تحت الوشي عطفاها
حديثها السحر إلا أنه نغمٌ
جرتْ على فم داودٍ فغنّاها
حمامةُ الأيك. مَنْ بالشجو طارحها
ومَنْ وراء الدجى بالشوق ناجاها
ألقَت إلى الليل جيداً نافراً ورمت
إليه أذنا وحارت فيه عيناها
وعادها الشوق للأحباب فانبعثت
تبكي وتهتفُ أحياناً بشكواها
ياجارةَ الأيك. أيّامُ الهوى ذهبتْ
كالحلم آهاً لأيّام الهوى آها»
ونعيد البيت الأخير، لجماله:
«ياجارةَ الأيك. أيّامُ الهوى ذهبتْ
كالحلم آهاً لأيّام الهوى آها».
ولهذه القصيدة، التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، قصة لفت نظري إليها الصديق فيصل المناعي، فبحثت ووجدت التالي: كان الشاعر أحمد شوقي من المعجبين بصوت المطرب محمد عبدالوهاب، وكان يخصص له أجمل قصائده ليغنيها، وبالتالي لم يجرؤ أي من منافسيه في حقل الطرب على الاقتراب من الشاعر الكبير، ومنهم أم كلثوم. لكن حب شوقي للفن دفعه يوما إلى استضافة أم كلثوم في «كرمة ابن هاني»، ووافقت على دعوته مسرورة، فقد أتتها فرصة اللقاء بأمير الشعراء، وهناك غنت وأبدعت، وطرب لها شوقي وقام من مجلسه وحياها، وقدّم لها كأسا من الطلا، أو الخمر! وهنا تصرفت أم كلثوم بلباقة كبيرة، حيث رفعت الكأس، ومست بها شفتيها من دون أن ترتشف شيئا، فقد كانت لا تشرب الخمر، وقد أُعجب شوقي بتصرّفها ولباقتها، فضلا عن إعجابه بغنائها. وفي اليوم التالي جاء لبيت السيدة أم كلثوم من يحمل رسالة من شوقي، فظنت أن بها مكافأة مالية منه لغنائها، ولكنها وجدت بداخلها قصيدة صاغها الشاعر فيها في الليلة ذاتها. ويقال إن هدية شوقي بقيت لديها لسنوات قبل أن تقرر في عام 1936، وبعد 4 سنوات من وفاة من نظمها، أن تغنيها، وهكذا وضع لها رياض السنباطي لحنا سيبقى خالداً.
وللعلم فإن أمير شعراء العربية أحمد شوقي وُلد لأب شركسي وأم يونانية، وربّته جدته لأمه، التي كانت تعمل وصيفة في بلاط الخديوي إسماعيل. ونقل عن شوقي قوله إن والده أخبره أن أصولهم «كردية».
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

ذبح… يذبح… ذبحاً!

 

أكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.

مدهش ما قاله ذلك الشاب العراقي الذي تم القبض عليه وتحت ثوبه حزام ناسف وهو يستعد لتفجير الناس. شاب في الثامنة عشرة من العمر تقريباً، بكى حال القبض عليه، وأثناء التحقيق، بكى أيضاً وهو يقول: «أعطوني الكثير من المال وقالوا لي أنني ذاهب مباشرةً إلى الجنة وأعلى مراتبها»، لكن، حين سئل: «وما الهدف؟ ولماذا ستفجر الأبرياء وستقتلهم لتترك ثكالى وأيتاماً وبيوتاً يخيّم عليها الحزن»، فكانت أسوأ إجاباته: «قالوا لي لن يكتمل إسلامك حتى تتبع منهج السلف الصالح وتنتقم من أعداء الله ورسوله، وتقضي على الشرك وعبادة القبور».

بئساً لأمة تستمتع وتتفاخر وترفع أصواتها بالتكبير وهي تشاهد مناظر الذبح وسفك الدماء. وبئساً لأولئك الذين يبرّرون للذبح، ممن جعلوا أنفسهم أئمةً على الناس، وعلماء لا علاقة لهم بدين الله، وأصحاب منابر وإمامة صلاة هي إلى رضا الشيطان أقرب. وبئساً لمن يرقص وهو يرى مشهد قتل مسلم «شيعي» ويصفه بالكافر والنصيري، تماماً كمن يتابع قتل مسلم «سني» ويصفه انتصاراً على أهل الباطل.

كارثة عظيمة حلت بالأمة. ولعل انتشار مشاهد الذبح على شبكة اليوتيوب هي واحدة من أكبر فضائح هذه الأمة، ليس لأنها أمة مجرمة تعشق الدماء، ولكن لأن هناك أهل إجرام وعصابات قتل مدفوعة الأجر تتسمى بطوائفها والطوائف منها براء. والأخطر أن تتحوّل العصابات والمرتزقة والمجرمون إلى أهل دين وتقوى وصلاح، لأنهم يقتلون بعضهم البعض تنفيذاً لمؤامرات رؤوس كبيرة تريد أن تُبقي أبناء الأمة في تناحر دائم، وذبح على الهوية، ونزيف دم لا يتوقف.

وأكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.

حين يتعرض مسلم شيعي للقتل، يأتي أولئك المسوخ ليقولوا: «هذا انتقام لمن قتل أهل السنة في العراق وسورية ولبنان و..و..و…»، ويحدث العكس حين يُقتل مسلم سني، ينبري البعض ليعلن عن موقفه المؤيد لقتل أحفاد بني أمية! ثم ينصاع الكثيرون لواحد من الطرفين الإجراميين بلا عقل، والنقطة الفاصلة في الموضوع، هي أن أولئك الذين يمارسون القتل على الهوية والمذهب والطائفة والاسم، ليسوا سوى عصابات تتسلم الأموال لتقتل. هم أدوات للقتل، ولا علاقة للمذاهب بمواقفهم وبجرائمهم حتى يُصدق بعض الناس حقيقة أن ذلك القتال ما هو إلا نصر للأمة الإسلام، و»تكبير: الله أكبر».

المفجع، أن فئةً من الشباب ومن الجنسين، أصبحوا يتابعون كل مشاهد القتل الطائفية على اليوتيوب، ويشتركون بكثافة في كتابة التعليقات التي تخرج ما في صدورهم من أمراض وأحقاد، ويصفقون للقتل ويفرحون. نعم، هي فئة قليلة، لكنها تشكل من خلال ما تكتبه من تعليقات هوساً طائفياً للقتل، تأسس على أن المعركة هي معركة يجب أن تنتصر فيها الطائفة، القبيلة، الأتباع، الأنصار، حتى أصبح من الصعب جداً إقناعهم بأن كل تلك الجرائم والمجازر والمذابح لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولا بالمذاهب! لأن وراءها أقطاب قوى وأصحاب نفوذ ومال يضعون السلاح والقنابل والمتفجرات في يد ذلك المرتزق الذي لا مانع لديه من أن يفجّر مساجد وأسواقاً ومآتم وسيارات لطالما هو استلم مبلغ جريمته النكراء الوحشية مسبقاً.

هناك فئة كبيرة من أبناء المجتمع الإسلامي فقدت عقلها وقيمها ودينها لأنها تستمتع بالذبح، تُكبر بأعلى صوتها للقتل، فأي إسلام هذا وأين الأتقياء من علماء الأمة؟ ولماذا تنشط فضائيات وتظهر وجوه قبيحة لا بارك الله فيها تدعو وتحرّض وتؤجّج وتشعل قلوب الناس لتجعلهم، وبعد جملة من الفبركات والأكاذيب والأفلام الطائفية التأجيجية المؤثرة، مستعدين لأن يقتلوا أبناء الطوائف الأخرى، فقط لأنهم صدقوا الأكاذيب.. بل ويدافعون عنها بكل قوة على أنها حقائق وليست أكاذيب؟ إنه الإعلام المجرم الوقح الساقط، الذي يصفق له المجرمون الساقطون.

ترى، هل يمكن أن نتأمل في نص الحديث النبوي الشريف هذا: «يا معشر المهاجرين، خصال خمس إن ابتليتم بهم ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن. لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ ما في أيديهم، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم»… صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بأسهم بينهم ونقطة آخر السطر.

مبارك الدويلة

الفكر العلماني.. وأسباب التخلف

سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر. متابعة قراءة الفكر العلماني.. وأسباب التخلف