علي محمود خاجه

«دين برقبتي»

الوسط الديمقراطي مدرسة أدين لها بالفضل الكبير في صقل شخصيتي وتوعيتي بالواجبات الوطنية بشكل أفضل مما كنت عليه قبل انضمامي إلى تلك القائمة في فترة الدراسة الجامعية.
ولأنني مدين لهذه القائمة وسأظل كذلك طوال حياتي، فإنني أجد أن من الواجب عليّ أن أقدم لأعضائها اليوم ما أراه حول حال هذا الكيان الجميل الراقي، بل المدرسة التي ساهمت في تخريج أجيال مميزة من أبناء وبنات الكويت ساهموا ومازالوا يساهمون في بناء هذا الوطن.
لأبدأ بكيف أرى الوسط الديمقراطي ككيان بمعزل عن متغيرات السنين، فأنا أجد أن هذه القائمة النموذج الذي يجب أن تحتذي به كل الكويت في سبيل الوصول إلى واقع أفضل، فهي قائمة مدنية تحارب أي شكل من أشكال التعصب والتمييز، وتقدم طرحاً مدنياً راقياً يرفض أن يتم فرض معتقد أو دين على العمل الجماعي في الكويت بأي شكل من الأشكال، كما أنها تتخذ ما تراه صائباً من مواقف بتجرد من أي ظروف قد تساهم في تقليل فرص نجاحها، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة، كالمطالبة الطويلة بإقرار الحق السياسي للمرأة رغم تخوين المنافسين لهم، إلا أن المحصلة كانت خضوع المنافسين لموقف الوسط الديمقراطي قبيل تحقيقه، كما أن صلابة موقفها في مسألة المساواة بين الجنسين في التعليم والدعوة الدائمة للتعليم المشترك أثبتت الأيام أنها الدعوة السليمة، ففصل التعليم، كما طالب المنافسون، عرقل المسيرة التعليمية بشكل واضح، عطفاً على موقفهم الرائع في محاربة سراق المال العام في الوقت الذي ارتمى فيه المنافس الأساسي في أحضان اللصوص. هكذا أرى مدرسة الوسط الديمقراطي بتجرد من المتغيرات التي تسير عليها القائمة اليوم كما أتابع.
فقد اختفت هوية الوسط الحقيقية للأسف، وبات الأعضاء يفاخرون بالتاريخ الجميل للوسط الديمقراطي دون السعي إلى استمرار صنع التاريخ من خلال المواقف الصلبة والإبداع في إيصال رسالتهم للطلبة، كما أن تكرار الجمل الانهزامية النمطية ("مو مهم الفوز"، "يكفينا فخراً بعدد محدود من الأصوات المقتنعة"، إلخ ) قتل طموح النجاح لدى الأعضاء للأسف، فباتوا أسرى لتلك العبارات التي تجعل القائمة تضعف سنة تلو الأخرى في ظل تصاعد أرقام المتنافسين، فضلاً عن بعض اعتبارات التخوف من الهجوم قبل اتخاذ أي موقف، وهو ما لم يكن له وجود في الماضي، كما دللت بمثال المطالبة بالحق السياسي للمرأة والدعوة إلى التعليم المشترك، ومحاربة سراق المال العام وغيرها.
لابد لنا اليوم من إعادة إحياء الوسط الديمقراطي، كما كان سابقاً، كياناً حر جريئاً واضحاً يستقرئ الأحداث، ويبني المواقف دون خوف أو تردد، لا يجامل ولا يداري حقيقته، يفاخر بمدنيته، يحارب إقحام الدين أو العائلة أو القبيلة في العمل الجماعي، ويدافع بشراسة عن حرية التعبير بكل الأشكال ضمن إطار الدولة والدستور.
كما ذكرت في بداية المقال تظل قائمة الوسط الديمقراطي إحدى أهم المدارس التي دخلتها، ولأنني مدين لها، فإنني لن أتردد في أي محاولة لتقويم المسار، فإن استمر الوضع القائم فلا جدوى أبداً من الاستمرار في التغزل بالماضي الجميل دون عمل بالحاضر.

خارج نطاق التغطية:
لا أخفي إعجابي الشديد بتبني النائب راكان النصف لملف الإسكان، إذ عكست أولويات المواطنين في الاستبيان أخيراً أنه يعتلي هرم الأولويات، وأنا متفائل جداً بأن راكان سيكون أحد المفاتيح الحقيقية للمساهمة في حل هذه الأزمة.

سامي النصف

جنون الكرة عربي لا.. برازيلي!

حضرت في ملعب ماركانا في ريو مباراة فريقي فلامنغو وسانتوس الشهيرين والفريق الأخير من لاعبيه السابقين بيليه ونيمار، وقد سبق أن لعب في الكويت وتعادل مع نادي القادسية إبان عصره الذهبي، وقد زرت ملعبه ومتحفه الواقع على بعد ساعتين من سان باولو قبل أسبوع تقريبا، الحقيقة أنني لم أشهد في تلك المباراة المهمة التي حضرها ما يقارب مائة ألف متفرج ما يحدث في مباريات فرقنا العربية من رمي للحجارة وإيقاف للعب ورفض للنتيجة وغيرها من تصرفات خارجة على الروح الرياضية التي يجب أن يتميز بها اللاعب ومن يشجع الرياضة.

***

وحتى في أحياء وساحات منطقة سلفادور البرازيلية الشعبية والفقيرة التي غنى فيها المطرب مايكل جاكسون اغنيته الشهيرة «إنهم لا يهتمون بنا» ويقصد بالطبع الفقراء والأطفال، تابعت كيف يتابع البرازيليون مباراة منتخبهم الوطني، فلم أر صراخا أو زعيقا، بل إن امرأة عريضة المنكبين وقفت تكلم زوجها وسدت نصف شاشة التلفاز في مقهى شعبي مطل على الساحة الرئيسية، فلم يتطاير عليها الشتم والسباب أو تقذف بما تلبسه الأرجل بل انتبه الجرسون لما يحدث فطلب منها بهدوء التحرك، ولنا أن نتصور لو أن أمرا كهذا حدث في احدى دولنا العربية.

***

ويتكلم البعض عن حرب قامت بين السلفادور وهندوراس بسبب مباراة كرة قدم كانت في الواقع لأسباب أخرى كامنة وقد مضى على تلك الواقعة أربعة عقود ولم نسمع بتكرارها، أما في دولنا العربية فهناك ما هو أكثر من الحروب ونعني ما يحدث حتى اليوم بين الشعوب العربية بعد المباريات من قطيعة وعداء واستقصاد المصالح التجارية الرسمية والشعبية للبلدان المتبارية أو تحديدا المتحاربة وما مباريات مصر والجزائر منا ببعيدة.

احمد الصراف

نحن وآباؤنا الأولون

“>
عندما نمرض فإن ايمان الغالبية بقوة العلم والطب الحديثين لا يتزعزع، ونمتلئ أملا بأن من يشرفون على علاجنا، وخاصة ان كانوا غربيين، لديهم ما يكفي من المعرفة والمهارة لتحقيق الشفاء لنا من خلال معارفهم، ونضع كامل ثقتنا بهم، ونسلمهم اجسادنا ليقطعوا ويوصلوا بها كما يشاؤون من دون احتجاج او تذمر. كما نركب طائراتهم وقطاراتهم السريعة من دون خوف تقريبا، وكلنا ثقة بان العلم الحديث جعلها أكثر امانا من الخيل والجمال. وأحيانا تضطرنا الظروف لوضع ايدينا وحتى رقابنا أو كامل أجسادنا داخل أجهزة مخيفة، ونحن على ثقة بأن من صممها، جعلها آمنة بما يكفي. ولكن الغريب أنه عندما يحدثنا هؤلاء انفسهم، الذين وقفوا وراء كل هذه العلوم والاختراعات، التي طالما آمنّا بقدراتها، ويبدأون بالتحدث بما يخالف البعض من أفكارنا، فاننا سرعان ما تصيبنا حالة من الهياج، ويتقمصنا «الانكار» ونرفض ما يقولونه، ولو كان مدعوما بالعلم! وسبب ذلك أننا لا نرحب بمن يكلمنا فيما يخالف ما تعارفنا عليه، او التطرق للمسكوت عنه.
يقول العلم، وهو العلم نفسه الذي قبلنا بأن ينقلنا من خلال جسم معدني طائر على ارتفاع أكثر من 40 الف قدم، وبسرعة تقارب سرعة الصوت، يقول في بحث حديث بأن كل ذكر يمكن تتبع أصوله لذكر محدد، هو الأصل، ويمكن تتبع الأنثى بحيث نصل لأول امرأة على هذا الكوكب، وأن وجود الانسان الأول، الذي هو على شاكلتنا الحالية تماما، يعود لـ 135 ألف عام فقط. وورد في البحث الذي نشر قبل ايام في journal Science، ومن واقع أكثر التحليلات دقة لكروموسوم الانسان، عن وجود فارق زمني فصل بين وجود الرجل ووجود المرأة، وانهما لم يتواجدا في المكان نفسه، دع عنك تزاوجهما! وبالتالي يعتقد انه لم يعرف أحدهما بوجود الآخر، الا بعد فترة. ويؤمن العلماء الباحثون في اصل الانسان أن الرجل العصري، الذي سبقه بشر مختلفون عنه في الهيئة والمعرفة، ترك أفريقيا قبل 60 الفاً الى 200 ألف سنة. وأن الأنثى تركتها من مكان مختلف. وورد في البحث أن خلية الانسان تحتوي على 46 كروموسوما، كما هو معرف، وأن كروموسوم Y في الرجل، تم توارثه من جيل لآخر من دون تغيير، يمكن تتبعه حتى الأب الأول. اما في حالة الأنثى فانه يمكن تتبع جذورها من خلال الـ«دي ان أي» DNA، الذي تنفرد به لوجوده في البويضة، والذي تقوم المرأة فقط بتمريره من جيل لآخر، والطاقة المحفوظة داخل هذا الـ«دي ان أي» هي التي توصلنا للأم الأولى لجميع اناث البشرية!
البحث شيق ومكثف ويتضمن الكثير من التفاصيل الدقيقة التي لا يمكن اختصارها في هذا الحيز الضيق، ويمكن قراءة المزيد عنه بالنقر على الرابط التالي:
http://www.ancient-origins.net/news-evolution-human-origins/genetic-adam-eve-study-links-all-men-man-who-lived-135000-years-ago
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

«الأوقاف» والتغيير المطلوب

“>الحملة الشعواء التي تشنها وسائل الاعلام الحكومية والاهلية على التيار الاسلامي في الخليج منذ تداعيات «الربيع العربي»، لم تكن نتائجها كما كان يتوقع التيار العلماني الذي تبنى هذه الحملة، ورعتها له بعض الحكومات الخليجية، فقد جاءت عكسية في كثير من الاحيان، فها هي حقيقة ما يؤمن به العلمانيون تظهر على السطح، وتنكشف للناس وتتساقط أوراق التوت التي كانت تغطي سوءاتهم طوال سنين من الكذب والدجل على الشعوب العربية، ولعل تأييدهم للانقلاب الدموي في أرض الكنانة خير مثال على ما نقول! ومن نتائج الحملة الظالمة على التيار الاسلامي ردات الفعل العكسية من الشارع الخليجي والعربي بتأييده للطرح الاسلامي ودعمه للفكرة الاسلامية، بل ورفضه للمشروع اللاديني الذي يراد له ان يكون البديل عن واقع الامة المحافظ! وأقرب مثال انتخابات اتحاد الطلبة في جامعة الكويت، التي جدد التيار الاسلامي فيها اكتساح الساحة الطلابية! وقد راهن البعض على فك الارتباط بين قطبي العمل الاسلامي «حدس والسلف» في هذه الانتخابات، ولكن باؤوا بغضب على غضب من قبل جموع الطلبة، وفشل ذريع مخيب لآمالهم وطموحاتهم!
وبمناسبة الحديث عن التيارات الاسلامية في الكويت والرهان على الخلافات بينها، استناداً على ما يحدث في وزارة الاوقاف، نؤكد ان للوزير الحق في اجراء أي تعديل يراه مناسبا لمصلحة العمل في وزارته، ولكن مع مراعاة الامور التالية:
ــ إن المناصب في الوزارة ليست حكرا على تيارات محددة، بل ان فيها من الكفاءات المستقلة وغير المنتمية من هو أحق بالاحلال من بعض المنتمين.
ــ ان التعيينات في المناصب يجب ألا تتم بقرار من الوزير، بل وفقا للاجراءات الادارية المتبعة بهذا الخصوص، ووفق المعايير المعتمدة من مجلس الخدمة المدنية.
ــ إن التغيير بسبب الانتماء فقط امر غير مقبول، فكم من منتمٍ فكرياً او سياسياً يستحق منصبه لكفاءته التي اظهرها طوال سنين عمله في هذا المنصب!
ونقول للاخ وزير الاوقاف: ولن يرضى عنك العلمانيون حتى تتبع ملتهم، فمهما «اجتثثت» من قيادات ورموز في الوزارة محسوبة على تيار الاصلاح، واستبدلتهم بكفاءات اخرى من تيار السلف، فان عين الرضا عنك ستظل كليلة الى ان تحقق لها ما تريد من تحجيم للعمل الاسلامي والدعوي، بتحويل المنابر الى مآتم، وتحويل المساجد الى مراكز للدروشة! فانتبه بارك الله فيك.
***
• جريدتان يوميتان تخصصتا في تشويه تيار سياسي معين، وهو تيار الحركة الدستورية الاسلامية، وكيل التهم له بالحق والباطل، ولعل آخر فناتقهما ما ذكرته احداهما من ان الاخوان تدخلوا لتغيير بلاط أرصفة الشوارع الاحمر بنوع آخر من الطابوق الرملي، الذي ممكن استخدامه في التظاهرات لضرب القوات الخاصة به! والمشكلة ان الخبر نشر في الصفحة الاولى كسبق صحفي!
***
• تعازينا القلبية الى اسرة الطالب الضابط عبدالله زامل الشمري، الذي توفي في بداية مسيرته بالحياة العسكرية، ناويا ان يكون جنديا مخلصا للوطن ومنافحا عنه مستكملا مسيرة والده، غفر الله له ورحمه رحمة واسعة وألهم والديه الصبر والسلوان.