سامي النصف

محطات الديموقراطية وتجاربها الإنسانية!

من المؤسف له أن الانتخابات في الولايات المتحدة أم الديموقراطيات في العالم لا تقوم هذه الأيام كما يفترض على البرامج السياسية التي يتقدم بها للناخب الأميركي كل من المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، أو على الافكار والمبادئ الإنسانية الخيّرة، بل تقوم الانتخابات على التعصب العرقي والعنصري والمذهبية الدينية والطبقية بين من يملكون ومن لا يملكون، بل وحتى على جنس المرشح، حيث سيختار البعض هيلاري كونها امرأة، وسيختار آخرون ترامب كونه رجلا.

***

في منطقتنا المضطربة التي عانت الأمرّين من الأنظمة الثورية الديكتاتورية المدمرة، لازالت أقدم ديموقراطية عربية متصلة حتى اليوم وهي الديموقراطية اللبنانية التي بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي واستمرت بعد الاستقلال عام 1943، ترزح في إشكالات سياسية وأمنية واقتصادية صعبة لا يبدو في الأفق توافر حل لها، ولازال كثير من الشعب اللبناني يحلم بالهجرة من لبنان رغم الديموقراطية ومستوى الحريات، ويتمنى لو كان بلده كحال إمارة دبي، حيث التنمية والأمن والأمان والاستقرار السياسي والحركة الاقتصادية النشطة.

***

وفي الكويت أقدم ديموقراطية في الخليج وبعد عقود من الأزمات السياسية وحل المجالس النيابية واستقالة الحكومات المتتالية بسبب الصراع مع البرلمان انتهت تلك الإشكالات ولازالت الإخفاقات قائمة تملأ الصحف، فالمطارات والموانئ والمنافذ وتجاوزات البناء وتحديات الرؤى الاستراتيجية والتنمية والإسكان وغيرها قائمة لم تحل وبعيدة عن إنجازات الدول الخليجية الأخرى، وخاصة ما يتعلق بخلق موارد بديلة للنفط والتحول بالبلد الى مركز مالي وتجاري وسياحي دولي.

***

آخر محطة: سيحاول مرشحا الرئاسة الأميركية كلينتون وترامب حصد النقاط عبر شخصية من سيتم اختياره لمنصب نائب الرئيس، فالمرشح الجمهوري سيختار على الأرجح شخصية رزينة لديها إلمام كبير بالسياسة الدولية لتعويض حقيقة ان المرشح ترامب رجل اقتصاد لم يعمل في ذلك المجال السياسي ولم يتقلد منصبا حكوميا قط، في المقابل ستحرص المرشحة كلينتون على أن يكون نائب الرئيس من العنصر الشبابي أو النسائي أو الاثنين معا أي نائبة رئيس امرأة شابة لحصد المزيد من أصوات النساء والشباب البيض، حيث ان أصوات الأقليات اللاتينية والسوداء وحدها لا تؤهلها للوصول لكرسي الرئاسة وتحتاج لاختراق كبير لدى الاغلبية البيضاء الموالي كثير منها لترامب بسبب إحبـاطهم من الساسة التقليديين القابعين في واشنطن.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *