يعيش الكويتيون هذه الأيام أعيادهم الوطنية بمشاعر متفاوته، فالأغلبية قررت أن تعيش اللحظات السعيدة لهذه المناسبة، ولا يتذكرون إلا كل ما يضفي البهجة والسرور عليهم فهم يتذكرون الاستقلال عن الانتداب البريطاني، ويتذكرون تحرير الكويت من احتلال صدام الغاشم، ولذلك يحق لهم أن يفرحوا.
البعض له رأي آخر في هذه المناسبة ومشاعر مختلفة! فهو يرى أن فرحة الاستقلال أصبحت فاترة بعد أن تحول الاستقلال إلى مجاراتها لقوى خارجية تريد فرض أجندتها على الكويت وفقا لمصالحها وليس لمصالحنا، والتي كانت نتيجتها هذا العداء المستحكم بين الكويت الصغيرة، وبين أكبر جارتين، وهما العراق وإيران! ناهيك عن علاقة ربما تشوبها الريبة والشكوك مع السعودية وبعض دول الخليج! أما التحرير فهذا البعض يرى أنه فرحة تحققت في مرحلة من المراحل، تم على أثرها طرد المحتل الغاشم من أرض الكويت، ورجعت للكويتيين حريتهم بعد أن قرروا مصيرهم بإرادتهم، إلا أن هذه المرحلة لم تكتمل! فمنذ عدة سنوات أصبح الكويتي يشعر بأنه مقيد في حريته، مكبوت في مشاعره، محاسب على أنفاسه! فلم تعد الكويت هي الكويت التي يعرفها، ولم تعد الدار هي الدار نفسها التي كان يسكنها بوجدانه ومشاعره! أصبح الكويتي يعيش تحت هاجس الاعتقال في أي لحظة نتيجة رأي ذكره أو همس فيه أو تلفظ به! أصبح الكويتي يشعر بأنه تحت احتلال من نوع آخر.. احتلال للفكر والرأي! أصبح يشعر بأنه مقيد من جديد، ولكن ليس من قيود صدام وسجانيه، ولكن من قيود قوانين وقرارات جائرة تسببت في تقييد حريته على التعبير عما يختلج في نفسه! هذا الشعور أصبح عند العديد من الكويتيين في السنوات الأخيرة بعد أن كانوا يتفاخرون بالحرية عند أشقائهم من دول الخليج!
اليوم صرنا نسمع عبارة «احمد ربك انت في حال أحسن من غيرك»! وهي بلا شك كلمة حق أريد بها باطل! فغيري في حال تعيسة، فلا يجوز أن تقارنني فيه، وهناك من يقول «انظر إلى قطر، كيف تدافعون عنها وهي تسجن ابن الذيب»! ونسي أننا نثني على قطر في بعض مواقفها السياسية ودفاعها عن حقوق العرب والمسلمين في المحافل الدولية، ولا يعنينا ما تفعله قطر مع مواطنيها، فهم أدرى بحالهم، وكما أننا لن نقبل من الآخرين التدخل في شؤوننا الداخلية، فهم كذلك لن يقبلوا ما يكتبه الآخرون عنها!
إذن الكويتيون اليوم أمام مفترق طرق في موضوع الاحتفالات بهذه الأعياد في هذه الأيام بالذات، فهناك من يرى أن المسيرات التي تقام في الشوارع هي أسوأ تعبير عن الفرح بالاستقلال والتحرير! فأنت لا تشاهد إلا إغلاقا للشوارع الرئيسية، وتصرفات صبيانية، وتحرّش بالبنات، وتسكّع قبيح، وهناك من يرى أنها حرية تعبير عن فرحة مكبوتة منذ زمن! ووسيلة للترفيه!
> تغريدة أعجبتني من «سمو»: أيهما أصدق وأقوى تعبيراً عن حبك يا وطن: ما نراه الآن من مسيرات الرقص والغناء أم هؤلاء الذين خرجوا لتشرق شمسك من جديد (صورة مسيرة كرامة وطن)؟!
كما أعجبتني تغريدة من الدكتور المبدع نايف العجمي يقول فيها، موجها كلامه عمن أنكر مسيرة كرامة وطن: «أيها أولى بالإنكار، هذه المسيرات وما فيها من منكرات أم تلك؟!».
أما نحن فنقول: حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.