مبارك الدويلة

سهود ومهود

اعتقد
ان الانزعاج الذي ابدته الحكومة من الاستجوابات التي قدمها نواب في مجلس الصوت الواحد هو انزعاج مفبرك ولا داعي له، لان الحكومة تعرف ان الامور سهود ومهود، وانه لن ينتج عن هذه الاستجوابات لا طرح ثقة ولا هم يحزنون، وان الحكومة تملك اغلبية مريحة حتى في تأجيلها او تحويلها إلى اللجان. اذاً، لماذا هذا الانزعاج المصطنع؟! اعتقد أن الجواب بكل بساطة ان الحكومة تريد ان توحي بان مجلس الصوت الواحد ليس في جيبها كما ادعى بعض نوابه، وانه مجلس يشمخ كما ذكر رئيسه، وانها خائفة من ممارسته للدور الرقابي بشكل يؤدي الى احراجها! في محاولة يائسة الى نفخ الروح فيه واعطائه شيئا من التوازن، بعد ان افتضح امر هذا المجلس وامر نوابه منذ ايامه الاولى، حتى قال عنه الناس اللي هذا اوله ينعاف تاليه.
البعض يعتقد ان ما يجري هو مقدمات لحل المجلس بحجة ان السلطة لا تريد ان يتم حله من المحكمة الدستورية! وهذا تفسير غير منطقي، فبعض الطعون التي تم تقديمها لن تسقط بحل المجلس، لانها متعلقة بصدور مرسوم الضرورة، ومن المحتمل ان يصدر حكم بعدم دستورية المرسوم، وبالتالي عدم دستورية المجلس، وان تمت اعادة الانتخابات بعد الحل المزعوم!؟ حتى سفر وزير الاوقاف الى المغرب اعتقد انه فصل من مسرحية الايحاء بجدية الامور وتأزيمها، لكن غاب عن مخرج المسرحية انه حتى لو ثبت ان الامور جدية وليست صورية كما اوحينا، فان العتب واللوم سيكونان على ابطال هذه المسرحية ومخرجها الذين جاؤوا بمجلس الصوت الواحد بحجة علاج مشاكل مجالس التأزيم السابقة، فإذا بهذا المجلس يفوقها بتأزيماته اللامنطقية.
• • •
المقابلة الصحفية التي نشرتها جريدة «الراي» مع المبدع مساعد الظفيري (عضو الامانة العامة للحركة الدستورية) حرية بان تكتب بماء الذهب! فقد رد فيها ابو ناصر على كل الشبهات التي يكررها خصوم الحركة بالادلة والبراهين، واستطاع ان يخاطب ضمير كل عاقل يبحث عن الحقيقة، لكن المشكلة ليست مع من يبحث عن الحقيقة بل مع ادعياء الثقافة والثقافة منهم براء. المشكلة مع الذين يشيعون الشبهات والافتراءات وهم يعلمون انهم يكذبون على القارئ المسكين. ولعل ما يكتبه عاشق سمية وكاتب المعابيج خير مثال، حيث يتحفنا يوميا باخبار يدعي انها حصرية وهو يعلم انها مختلقة من خياله المريض! أما آخر الافتراءات فكان أن النائب العام المصري الحالي من الاخوان المسلمين! وزاد الافتراء بمدح النائب العام السابق الذي تم طرده لسوء عمله عندما كان يعطي لنظام حسني مبارك نتائج قياسية في الانتخابات والاستفتاءات!
وبالمناسبة اقول للزملاء الكتاب اصحاب التوجهات الليبرالية والعلمانية.. كفاية ما كتبتموه عن الاخوان المسلمين تشويها لتاريخهم وافتراء عليهم، وتفرغوا لما ينفع بلدكم وشعبكم، اما الاخوان في مصر وغيرها فالتاريخ سيحكم لهم او عليهم، ولن يرحم احدا، واعمالهم بعد ان تسلموا السلطة ستكون شاهدا ودليلا، واتركوا الناس يشاهدون ويحكمون عليهم ولا تستغفلوا القراء وتظنوا انهم لا يفهمون او لا يعرفون الحقيقة، فقد تكذب على الناس بعض الوقت ولكن لا يمكن ان تكذب عليهم كل الوقت! انا اعلم ان مخلفات حسني مبارك الموجودة في بعض دول الخليج كمستشارين امنيين يدبرون توريط التيار الاسلامي في الخليج في تهم كيدية مثل الانقلاب على الحكم. وقد بدأوا فعلا في بعض الدول، ولكن الذي ما نفع بلده وهو فيها كيف ينفع الآخرين؟!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *